الخبرات الوجدانية والاجتماعية
نشر : منشورات جامعة دمشق
2022
مقدمة الكتاب
توصف التربية بأنّها عملية فردية واجتماعية ، متجدّدة ومتطوّرة تتواءم مع الخصائص النمائية للفرد ، منذ ولادته وحتى سنّ النضج والبلوغ، حيث يكتسب المعارف والخبرات والمهارات التي تؤهله للحياة بجوانبها الفكرية والانفعالية والأخلاقية والاجتماعية ، وفق منظومات من القيم والاتجاهات والمحدّدات الثقافية المشتركة .ويتم ذلك كله من خلال اكتشاف استعدادات الكائن البشري ، والكشف عن قدراته الكامنة وتنميتها ، وإكسابه المعلومات والخبرات السلوكات المرغوبة ، في إطار ما يعرف بالتربية المتكاملة .
إنّ الإنسان بطبيعته كائن متغيّر ومتقلب المزاج بين الحين والحين ، وبين لحظة وأخرى، ولذلك لا تمضي حياته على وتيرة واحدة وعلى نمط واحد ، لأنّها مليئة بالخبرات والتجارب المتنوعة التي تبعث فيها الانفعالات والعواطف المختلفة . فقد تنتاب الإنسان في بعض الأحيان نوبات من الكآبة واليأس أو الغيرة الشديدة، أو الغضب الشديد فيثور ويقاتل، وقد يتملكه أحيان أخرى شعور الأمل والسرور الاخلاص والتفاني والتضحية، وقد يخلد إلى الهدوء والسكينة وينعم بلذة الحياة وبهجتها ولولا تلك المشاعر الانفعالية / الوجدانية التي يعيشها الإنسان بإيجابياتها وسلبياتها ، لكانت الحياة جافة ، مفتقرة إلى المعنى الحقيقي للإنسان .
ومن هنا أصبحت المهمة الأساسية للتربية ، بأشكالها ووسائطها ، هي بناء الإنسان وتنمينه بما يتوافق مع خصائصه النمائية وحاجاته الانفعالية واهتماماته الاجتماعية في كل مرحلة عمرية بما يحقق العلاقة المتبادلة بين التنمية التربوية والتنمية الاجتماعية ، فتكون شخصية الفرد في أي مجتمع ، نتاجاً حتميّاً للتربية التي يتلقاها في هذا المجتمع ، بدءاً من الأسرة وانتهاء بأعلى مؤسسة تربوية .
وبناء على ما تقدّم ، جاء هذا الكتاب ليحمل عنوان " الخبرات الوجدانية والاجتماعية" متضمناً تسعة فصول موزّعة على ثلاثة أبواب ، على النحو الآتي :
- الفصل الأول : حمل عنوان " الوجدان فتحدّث عن مفهوم الوجدان وطبيعته، وعلاقة الوجدان بالضمير ، والذكاء الوجداني وأبعاده في الوعي بالذات والدافعية ، والتعاطف، والعلاقة مع الآخرين ، ليصل إلى علاقة الذكاء الوجداني بالوجدان.
- الفصل الثاني : حمل عنوان الانفعال" ، تحدّث عن مفهوم الانفعال ، وطبيعته وخصائصه ، وأشكاله ، ومظاهره ومكوّناته ، ومراحل تكوّنه ، والعوامل المؤثرة في نموه ، وعلاقته بالذكاء الانفعالي ، ليصل إلى سبع نظريات لتفسير الانفعال
- الفصل الثالث : حمل عنوان " الانفعال والتوافق النفسي والاجتماعي" فبدأ بالحديث عن العلاقة بين الدافع والانفعال ، ثم استعرض مفهوم التوافق الشخي والاجتماعي ، والعوامل المؤثرة هذا التوافق وأبعاده ، ليصل إلى تأثير الانفعالات على التوافق النفسي والتوافق الاجتماعي والتأثيرات الإيجابية والسلبية للانفعالات ، ليتنهي بإدارة الانفعالات وضبطها.
- الفصل الرابع : حمل عنوان " الانفعال والوجدان ، فاستعرض التداخل بين مفهومي والعلاقة بين الانفعال والمشاعر الوجدانية ، ليصل إلى مراحل نموّ الانفعال والوجدان الانفعالات ( المهد ، الطفولة المبكرة ، والطفولة الكاملة ، والمراهقة) .
- الفصل الخامس : حمل عنوان " الخبرات الانفعالية الوجدانية" تحدّث عن مفهوم التربية الانفعالية وأهميتها وأهدافها ومنطلقاتها ومضموناتها . ومن ثم استعرض أبرز الخبرات الانفعالية / الوجدانية المتمثلة في : الهيجان ومظاهره وتأثيراته ، الغضب والمزاج ، الخوف والمراوغة ، والعاطفة وطبيعتها ومظاهرها.
- الفصل السادس : حمل عنوان " وسائط تنمية الخبرات الانفعالية / الوجدانية " فتحدّث عن دور الأسرة والمدرسة والأقران ، والتربية الانفعالية / الوجدانية في روضة الأطفال، مبيّاً الانفعالات الوجدانية عند أطفال الروضة ، واضطراباتهم الانفعالية ، ومظاهر الخبرات الوجدانية لديهم ،وأساليب التربية الانفعالية / الوجدانية في الروضة.
- الفصل السابع : حمل عنوان الخبرات الاجتماعيّة " وبدأ بمفهوم التربية الاجتماعية وطبيعتها ، ووظائفها وأهدافها ، لينتقل إلى الحديث عن وسائط التربية الاجتماعية المثمثلة في الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران ، ودورى كل منها.
- الفصل الثامن : حمل عنوان " الخبرات الاجتماعية في رياض الأطفال" فبدأ بعرض مظاهر التطوّر الاجتماعي لدى أطفال الروضة ، ثمّ تحدّث عن أهداف التربية الاجتماعية في رياض الأطفال ، ليصل إلى الحاجات الاجتماعية لهؤلاء الأطفال ودور الروضة في تلبيتها وتوجيهها.
- الفصل التاسع : حمل عنوان " الخبرات الجنسيّة في رياض الأطفال وتحدّث بداية عن مفهوم الجنس وطبيعته. مفهوم التربية الجنسية وطبيعتها، وأهدافها ومضموناتها ، ليصل إلى علاقة التربية الجنسية بالتربية الاجتماعية . واستعرض مظاهر النمو الجنسي عن الأطفال، ومظاهر النمو الجنسي عند المراهقين ، لينتقل إلى الوسائط الأساسية في التربية الجنسية (الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران .) ليصل إلى الخبرات الجنسية لدى أطفال الروضة ، وكيفية التعامل معها.