العلوم الاجتماعية - التربية الاجتماعية
تأليف : الشماس عيسى - ريمون معلولي - جلال السناد
نشر : منشورات جامعة دمشق
2007
ولكن التربية في المجتمعات البدائية ، لم تكن بحاجة إلى مؤسسات تربوية / اجتماعية خاصة ، كالمدرسة مثلاً ، وذلك لأنّ ثقافة هذه المجتمعات كانت بسيطة، بحيث كان الفرد يتعلم قيمها وأنماط السلوك فيها والتعامل ، من خلال التقليد واكتساب الخبرات من الكبار ، ولا سيما التجارب اليومية للأسرة أو القبيلة ، بحيث يصبح الفرد مقبولاً لدى جماعته تنقل من خلالها
ولما تطوّرت المجتمعات ، وازداد مخزون التراث الثقافي فيها ، وتعدّدت مظاهر النشاط للبالغين لتغطية متطلبات الحياة اليومية ، بحيث لم تعد الأسرة قادرة بفردها أن تقوم بأعباء التربية ، فكان لا بد من إيجاد المؤسسات التربوية التي توكل إليها مهمة تربية أبناء المجتمع، فكراً وسلوكاً ، فكانت نشأة المدرسة التي تولت عملية توحيد الجهود التربوية المبعثرة ، وتنظيمها وفق مناهج خاصة ، التراث الثقافي / الاجتماعي من جيل إلى آخر ، مع إغناته وتطويره بما يخدم الحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه وتطويره.
ومع تزايد الاهتمام بالتربية ، وظهور المنظرين التربويين الذين أسهموا بفاعلية في تطوير العملية التربوية ، في مؤسساتها المختلفة ( الأسرة – المدرسة – المجتمع ) ، أصبحت التربية وسيلة أساسية لتحقيق إنسانية الإنسان القادر على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه .. وذلك انطلاقاً من أنّ التربية السليمة هي الأقدر على اكتشاف الجوهر الحقيقي لطبيعة الإنسان ، وتعزيز قدراته ، بما يجعله متكيفاً ومنتجاً في مسيرة حياته الفردية والاجتماعية ، بالنظر إلى أن الفرد هو العنصر الأساسي في البناء الاجتماعي، في إطار النظام الاجتماعي الموحد .
فالتربية استناداً إلى أساسها الاجتماعي ، تحقق للفرد عملية الانتماء الاجتماعي ، وتشبع حاجاته إلى التعامل مع أبناء مجتمعه ، حيث أنّ النظام الاجتماعي هو الذي يحدد نوع التربية وأسلوبها وهنا تكمن أهمية هذا النظام في رسم السياسة التعليمية / التربوية ، بحسب المعطيات والإمكانات من جهة ، وبحسب قيم المجتمع وأهدافه من جهة أخرى. ولذلك تختلف النظرة إلى التربية باختلاف المجتمعات التي تتبنى هذه التربية أو تلك وفي ذلك كله ، تبرز العلاقة المتبادلة والمتكاملة بين التربية والمجتمع . وقد جاء كتابنا هذا ، ليبحث في العلاقة التبادلية بين التربية والمجتمع بوجه عام، ودور التربية الاجتماعية في تجسيد هذه العلاقة بوجه خاص .
ولذلك قسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب ، اشتمل كلّ منها على عدد من الفصول ، على النحو التالي : الباب الأول : كتبه الدكتور عيسى الشماس ، تحت عنوان " التربية العامة والتربية الاجتماعية " وتضمّن الباب أربعة فصول تناولت : موضوع " التربية والمجتمع " من خلال : العلاقة بين التربية والمجتمع ، والصفات الاجتماعية للتربية ، والأبعاد الاجتماعية للتربية ، والتربية وفلسفة المجتمع . كما تناولت موضوع " التربية كأداة للضبط الاجتماعي " من خلال مفهوم الضبط الاجتماعي ، وضروراته وأبعاده، ووسائطه ونظرياته ، ودور التربية في عملية الضبط الاجتماعي . ومن ثم موضوع " التربية والتربية الاجتماعية " من خلال : المضمون الاجتماعي للتربية ، ومفهوم التربية الاجتماعية وأهدافها ووظائفها ، ومنظومة القيم الاجتماعية ، وبيئات (مؤسسات) التربية الاجتماعية. وانتهى الباب بموضوع " التربية والتغيير الاجتماعي " من خلال : طبيعة التغيّر الاجتماعي والعلاقة بين التغيير الاجتماعي والتغيير التربوي ، ومظاهر التغيير الاجتماعي / التربوي ، وأخيراً ، العوامل التي أسهمت في تمتين العلاقة بين التربية والمجتمع .
الباب الثاني : كتبه الدكتور ريمون معلولي ، تحت عنوان : التربية الاجتماعية في المدرسة " وتضمّن الباب أربعة فصول ، تناولت موضوع " المدرسة مؤسسة اجتماعية " من خلال : البيئة الاجتماعية في المدرسة، والنمو الاجتماعي للطفل ما بين ( 6 - 12 ) سنة ، ودور المدرسة في تكوين الشخصة الاجتماعية ، والوظائف الاجتماعية للمدرسة . ثم استعرض " مناهج التربية الاجتماعية في المدرسة " من خلال مبادىء منهاج التربية الاجتماعية وأهداف منهاج التربية الاجتماعية ، ومضمونات منهاج التربية الاجتماعية ، من حيث المصادر والتنظيم والمستويات .
كما تناول موضوع " - التربية الاجتماعية في المدرسة " من خلال أساليب تعليم التربية الاجتماعية في المدرسة ( القصة ، العناصر الثقافية ، الاقتداء ، وتمثيل الأدوار ، وتكوين القيم والاتجاهات والسلوكات (المرغوبة) ، والتربية الاجتماعية من خلال النظام المدرسي والسلطة التعليمية والانضباط الاجتماعي وانتهى الباب بموضوع "التربية الاجتماعية من خلال الأنشطة والعلاقات الاجتماعية / التربوية ، داخل المدرسة وخارجها " ولا سيما أنشطة الديمقراطية والتعاونية وقيم التسامح ، ومناهضة العنف ، والأنشطة المرتبطة بالأحداث الجارية والعلاقات الاجتماعية في المدرسة ، والعلاقة بين المدرسة والأسرة ، والعلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلّي .. وأخيراً دور التقويم في منهاج التربية الاجتماعية .
الباب الثالث : كتبه الدكتور جلال السناد ، تحت عنوان " المؤسسات المجتمعية ودورها في عملية التربية (التنشئة) الاجتماعية وتضمن الباب ثلاثة فصول ، تناولت موضوع تعريف الأسرة وتطوّرها ، وطبيعتها الإنسانية وخصائصها ووظائفها ، وأنماطها وطبقاتها ودورها في عملية التنشئة الاجتماعية، وأساليب المعاملة الصحيحة والخاطئة التي تتبعها في التعامل مع الأبناء ، والمحددات التي تؤثر في دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية . كما تناول موضوع جماعة الأقران ودورها في التنشئة الاجتماعية من حيث تكوّنها وتجانسها ، وجاذبيتها ، واستمراريتها ، وأدوارها الاجتماعية الإيجابية والسلبية .
ثم تناول موضوع وسائل الاتصال ودورها في التنشئة الاجتماعية مفصلاً في وسائل الإعلام المرئية (التلفزيون والسينما والفيديو) والمسموعة (الإذاعة) والمطبوعة (مجلات الأطفال وقصص الأطفال) . وانتهى الباب بالحديث عن الدور الاجتماعي لكل من دور العبادة ، النوادي والجمعيات ، والأسواق والأماكن العامة بوصفها مؤسسات اجتماعية لا يمكن تجاهلها .
2007
مقدمة الكتاب
ظهرت التربية مع ظهور الإنسان على كوكب الأرض ، من أجل إعداده للتكيف مع أبناء جنسه والتعاون معهم في مواجهة مشكلاته الحياتية والتفاعل مع بيئتهولكن التربية في المجتمعات البدائية ، لم تكن بحاجة إلى مؤسسات تربوية / اجتماعية خاصة ، كالمدرسة مثلاً ، وذلك لأنّ ثقافة هذه المجتمعات كانت بسيطة، بحيث كان الفرد يتعلم قيمها وأنماط السلوك فيها والتعامل ، من خلال التقليد واكتساب الخبرات من الكبار ، ولا سيما التجارب اليومية للأسرة أو القبيلة ، بحيث يصبح الفرد مقبولاً لدى جماعته تنقل من خلالها
ولما تطوّرت المجتمعات ، وازداد مخزون التراث الثقافي فيها ، وتعدّدت مظاهر النشاط للبالغين لتغطية متطلبات الحياة اليومية ، بحيث لم تعد الأسرة قادرة بفردها أن تقوم بأعباء التربية ، فكان لا بد من إيجاد المؤسسات التربوية التي توكل إليها مهمة تربية أبناء المجتمع، فكراً وسلوكاً ، فكانت نشأة المدرسة التي تولت عملية توحيد الجهود التربوية المبعثرة ، وتنظيمها وفق مناهج خاصة ، التراث الثقافي / الاجتماعي من جيل إلى آخر ، مع إغناته وتطويره بما يخدم الحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه وتطويره.
ومع تزايد الاهتمام بالتربية ، وظهور المنظرين التربويين الذين أسهموا بفاعلية في تطوير العملية التربوية ، في مؤسساتها المختلفة ( الأسرة – المدرسة – المجتمع ) ، أصبحت التربية وسيلة أساسية لتحقيق إنسانية الإنسان القادر على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه .. وذلك انطلاقاً من أنّ التربية السليمة هي الأقدر على اكتشاف الجوهر الحقيقي لطبيعة الإنسان ، وتعزيز قدراته ، بما يجعله متكيفاً ومنتجاً في مسيرة حياته الفردية والاجتماعية ، بالنظر إلى أن الفرد هو العنصر الأساسي في البناء الاجتماعي، في إطار النظام الاجتماعي الموحد .
فالتربية استناداً إلى أساسها الاجتماعي ، تحقق للفرد عملية الانتماء الاجتماعي ، وتشبع حاجاته إلى التعامل مع أبناء مجتمعه ، حيث أنّ النظام الاجتماعي هو الذي يحدد نوع التربية وأسلوبها وهنا تكمن أهمية هذا النظام في رسم السياسة التعليمية / التربوية ، بحسب المعطيات والإمكانات من جهة ، وبحسب قيم المجتمع وأهدافه من جهة أخرى. ولذلك تختلف النظرة إلى التربية باختلاف المجتمعات التي تتبنى هذه التربية أو تلك وفي ذلك كله ، تبرز العلاقة المتبادلة والمتكاملة بين التربية والمجتمع . وقد جاء كتابنا هذا ، ليبحث في العلاقة التبادلية بين التربية والمجتمع بوجه عام، ودور التربية الاجتماعية في تجسيد هذه العلاقة بوجه خاص .
ولذلك قسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب ، اشتمل كلّ منها على عدد من الفصول ، على النحو التالي : الباب الأول : كتبه الدكتور عيسى الشماس ، تحت عنوان " التربية العامة والتربية الاجتماعية " وتضمّن الباب أربعة فصول تناولت : موضوع " التربية والمجتمع " من خلال : العلاقة بين التربية والمجتمع ، والصفات الاجتماعية للتربية ، والأبعاد الاجتماعية للتربية ، والتربية وفلسفة المجتمع . كما تناولت موضوع " التربية كأداة للضبط الاجتماعي " من خلال مفهوم الضبط الاجتماعي ، وضروراته وأبعاده، ووسائطه ونظرياته ، ودور التربية في عملية الضبط الاجتماعي . ومن ثم موضوع " التربية والتربية الاجتماعية " من خلال : المضمون الاجتماعي للتربية ، ومفهوم التربية الاجتماعية وأهدافها ووظائفها ، ومنظومة القيم الاجتماعية ، وبيئات (مؤسسات) التربية الاجتماعية. وانتهى الباب بموضوع " التربية والتغيير الاجتماعي " من خلال : طبيعة التغيّر الاجتماعي والعلاقة بين التغيير الاجتماعي والتغيير التربوي ، ومظاهر التغيير الاجتماعي / التربوي ، وأخيراً ، العوامل التي أسهمت في تمتين العلاقة بين التربية والمجتمع .
الباب الثاني : كتبه الدكتور ريمون معلولي ، تحت عنوان : التربية الاجتماعية في المدرسة " وتضمّن الباب أربعة فصول ، تناولت موضوع " المدرسة مؤسسة اجتماعية " من خلال : البيئة الاجتماعية في المدرسة، والنمو الاجتماعي للطفل ما بين ( 6 - 12 ) سنة ، ودور المدرسة في تكوين الشخصة الاجتماعية ، والوظائف الاجتماعية للمدرسة . ثم استعرض " مناهج التربية الاجتماعية في المدرسة " من خلال مبادىء منهاج التربية الاجتماعية وأهداف منهاج التربية الاجتماعية ، ومضمونات منهاج التربية الاجتماعية ، من حيث المصادر والتنظيم والمستويات .
كما تناول موضوع " - التربية الاجتماعية في المدرسة " من خلال أساليب تعليم التربية الاجتماعية في المدرسة ( القصة ، العناصر الثقافية ، الاقتداء ، وتمثيل الأدوار ، وتكوين القيم والاتجاهات والسلوكات (المرغوبة) ، والتربية الاجتماعية من خلال النظام المدرسي والسلطة التعليمية والانضباط الاجتماعي وانتهى الباب بموضوع "التربية الاجتماعية من خلال الأنشطة والعلاقات الاجتماعية / التربوية ، داخل المدرسة وخارجها " ولا سيما أنشطة الديمقراطية والتعاونية وقيم التسامح ، ومناهضة العنف ، والأنشطة المرتبطة بالأحداث الجارية والعلاقات الاجتماعية في المدرسة ، والعلاقة بين المدرسة والأسرة ، والعلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلّي .. وأخيراً دور التقويم في منهاج التربية الاجتماعية .
الباب الثالث : كتبه الدكتور جلال السناد ، تحت عنوان " المؤسسات المجتمعية ودورها في عملية التربية (التنشئة) الاجتماعية وتضمن الباب ثلاثة فصول ، تناولت موضوع تعريف الأسرة وتطوّرها ، وطبيعتها الإنسانية وخصائصها ووظائفها ، وأنماطها وطبقاتها ودورها في عملية التنشئة الاجتماعية، وأساليب المعاملة الصحيحة والخاطئة التي تتبعها في التعامل مع الأبناء ، والمحددات التي تؤثر في دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية . كما تناول موضوع جماعة الأقران ودورها في التنشئة الاجتماعية من حيث تكوّنها وتجانسها ، وجاذبيتها ، واستمراريتها ، وأدوارها الاجتماعية الإيجابية والسلبية .
ثم تناول موضوع وسائل الاتصال ودورها في التنشئة الاجتماعية مفصلاً في وسائل الإعلام المرئية (التلفزيون والسينما والفيديو) والمسموعة (الإذاعة) والمطبوعة (مجلات الأطفال وقصص الأطفال) . وانتهى الباب بالحديث عن الدور الاجتماعي لكل من دور العبادة ، النوادي والجمعيات ، والأسواق والأماكن العامة بوصفها مؤسسات اجتماعية لا يمكن تجاهلها .
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا