مربع البحث

كتاب علم اجتماع المستقبل

علم اجتماع المستقبل



تأليف : بلال عرابي
نشر : منشورات جامعة دمشق
2020



مقدمة الكتاب

يدرس علم الاجتماع التنمية المجتمعية والعلاقات الاجتماعية، والتغير الاجتماعي في المجتمع؛ لذلك وجد علم الاجتماع أن دراسة التغير الاجتماعي والحياة الاجتماعية تقتضي وجود آليات لفهم تطور المجتمع، وتصور شكل الحياة المستقبلية في المجتمع.

لقد تطور علم الاجتماع وتعددت ميادينه، ومن أحدثها علم اجتماع المستقبل؛ الذي يهدف إلى دراسة مستقبل المجتمع ومسارات التغير الاجتماعي لمستقبل الإنسان والحياة الاجتماعية.

وسط التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية العربية والعالمية، التي تحيط بالوطن العربي ؛ تقوم العلوم الاجتماعية بدورها في فهم التغير الاجتماعي ومعرفة القضايا الحيوية في مستقبل ، ولعلم الاجتماع الدور الأكبر في فهم المجتمع، ولعلم اجتماع المستقبل - مجالاً لفهم التحولات الاجتماعية - أهمية كبيرة في مرحلة إعادة إعمار الإنسان والتنمية البشرية .

يتناول الفصل الأول من كتاب علم اجتماع المستقبل : أهمية استشراف المستقبل في المجتمع، في حياة الشعوب سابقاً ولاحقاً، وعيوب هذا الاستشراف في عدم الحتمية للدراسات المستقبلية ومبادئ الدراسات المستقبلية ومجالاتها.

وكذلك السمات العامة لعلم المستقبل، وأهم تقنيات الاستشراف وهي:
  • - مفهوم السيناريو الذي أخذ من السينما لتصوير حياة مفترضة.
  • - قضية (ماذا لو ...) في المجتمع للماضي وللمستقبل: إذ يدلنا علماء التاريخ وعلماء الاجتماع؛ أن معطيات الواقع متسلسلة، وأن أي تغير في معطيات الواقع وزمنه، وعناصره؛ قد يؤدي إلى تغيرات واسعة في مجمل النسق الاجتماعي.

- يتناول الفصل الثاني: علاقة دراسة المستقبل بالعلوم الاجتماعية الأخرى. فصل الكتاب في موقع علم اجتماع المستقبل، وفي علاقة علم اجتماع المستقبل بعلم التاريخ، وعلم الاقتصاد، وعلم السياسة، وكذلك علاقة الدين الإسلامي بالمستقبل، وانتهى الفصل إلى موقع منهج دراسة المستقبل، وتميزه بين العلوم الاجتماعية.

الدراسات المستقبلية تتصل بكثير من العلوم الاجتماعية، وتساعد مختلف العلوم ومجالات العمل في وضع تصورات مستقبلية من جهة، ومن جهة أخرى دراسة المستقبل تعتمد على تعاون علوم متعددة نظرية وتطبيقية لرسم صورة مستقبل مفترض.

الفصل الثالث يتناول مستقبل النظم الاجتماعية، حيث درست النماذج العالمية لفهم المستقبل من قبل علماء في العالم وضعوا مسارات عالمية للطاقة والموارد والبيئة وخرائط لما قد تكون عليه المجتمعات في العقود القادمة، وناقش الفصل الثالث أيضاً تجربة الاشتراكية في المجتمع ومستقبلها في كل من الاتحاد السوفييتي السابق، وفي جمهورية الصين. 

إن تجربة الاشتراكية التي استمرت سبعة عقود في روسيا- اعتمدت على فكرة ماركسية لتحقيق المساواة والعدل على الأرض، لكنها كسرت بالمسار الوحيد والتفرد الذي لا يمكن أن يلغي التنوع وخيارات الناس. خلص الفصل الثالث إلى علاقة النماذج العالمية لتطور العالم بتطور الوطن العربي، وإلى الحاجات الاجتماعية والاقتصادية الضرورية لتوحد العرب في سبيل التنمية والتقدم وحماية العرب من تغول الاستعمار القديم والجديد.

- تناول الفصل الرابع أهم القضايا الاجتماعية لمستقبل سورية: مـن بـين قضايا التنمية المجتمعية خلصت هذه الدراسة إلى ضرورة معالجة المشكلة السكانية لكي تخدم الزيادة السكانية التنمية، وكي لا تأكل الزيادة السكانية كل جهود المجتمع لزيادة الخدمات المجتمعية والنمو. وعدّت الدراسة أن أهم قضايا النهوض المجتمعي هي قضية التعليم ورفع سوية الكوادر البشرية في المجتمع كي تعتمد سورية على كوادرها المتعلمة، ولا تحتاج لخبرات أجنبية تستنزف اقتصادها ،ومواردها وأن الموارد البشرية وتطويرها هي أهم من الموارد الطبيعية في مسيرة التنمية. 

ناقش الفصل الرابع أيضاً موقع المرأة (نصف المجتمع) ودورها الأهم لنهضة سورية، لأنها بتعلمها ووعيها وعملها تساهم في معالجة قضية السكان، فهي أساس بناء أسرة متوازنة تلبي حاجاتها، وتتعامل بعقلانية مع مختلف قضايا الأسرة القيمية والاقتصادية الملحة للبنين والبنات في المجتمع. إن تعليم المرأة الأم هـو تعليم المستقبل الأولاد، وتعامل أفضل مع البيئة والمجتمع. لقد خلص الفصل الرابع بذلك إلى أن التعليم أساس نهضة سورية في كل قضايا المجتمع السكان والبيئة والحقوق، والواجبات لكل هو مواطن في سورية.

تناول الفصل الخامس: مستقبليات قطاعية في القضايا الحاسمة، لمستقبل سورية، والوطن العربي، ربما أهمها مستقبل البيئة التي تشهد تدهوراً مستمراً على مستوى العالم، نتيجة نشاطات الإنسان غير الحكيمة، ومسؤوليتنا هي مسؤولية الكائن العاقل الوحيد على الأرض، الأكثر قدرة على التحكم بأنشطته، واستغلاله للمكان الوحيد لنا في الكون (الأرض). 

تناول الفصل الخامس أيضاً قضية الشغل الشاغل للأجيال مع بداية القرن الحادي والعشرين وسائل الاتصال التي أثرت في مختلف أوجه حياتنا الاجتماعية، وظهرت لها نظريات لفهم تحول العالم إلى قرية واحدة ركز الفصل الخامس على مستقبل اللغة العربية مثالاً على مجال يمثل بالنسبة للعرب هويتهم وانتمائهم وتميزهم، بوصفهم جماعة قومية لا تريد الذوبان في بحر العولمة، جماعة تؤمن بثقافتها وحقها في المستقبل المأمول.

ألحق بالكتاب أهم مصطلحات علم اجتماع المستقبل والدراسات المستقبلية بالعربية والإنكليزية، وهي مصطلحات يختلف العلماء حولها؛ لأن الدراسات المستقبلية حديثة، و هي تتداخل مع علوم متعددة، لذلك وضع الكتاب بعض المصطلحات الأكثر التصاقاً بهذا العلم الوليد لبيان فروقاتها واختلاف التسميات حتى في اللغة الواحدة.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -