برامج الإرشاد النفسي
تأليف : رياض نايل العاسمي
نشر : منشورات جامعة دمشق
2017
مقدمة الكتاب
الحديث عن تصميم برامج الإرشاد والعلاج النفسي وتنفيذها ليس بالأمر السهل كما يعتقد بعض الباحثين وطلبة العلم، بل هي مسألة في غاية الصعوبة لمن لم يُجِد قراءة التصورات النظرية وآليات كل نهج علاجي واستراتيجياته بدقة. لذلك، فإن بناء وتصميم برامج الإرشاد والعلاج النفسي تتطلب الحرفيّة والخبرة الكاملة والمصاهرة بين النظرية والتطبيق، وذلك حتى يتمكن المعالج أو الباحث من وضع تصوراً لبناء وإدارة برنامج إرشادي وتصميمه وفقاً لاحتياجات للمريض أو المتعالج، وحسب طبيعة المشكلة التي يعاني منها.لذا، جاء هذا الكتاب حول برامج الإرشاد النفسي الذي تناول أسس بناء البرامج الإرشادية وطرائقها والمشكلات التي تعترض هذا البناء من حيث الإعداد والتدخل والنتائج المتوقعة منها، وكيفية إنهاء المعالج والمرشد التدخل العلاجي، علاوة على تعرف المعالج حول آليات تقييم البرامج الإرشادية بصورة عامة. أما هذا الكتاب فعرض بصورة معمقة البرامج الإرشادية والعلاجية في ضوء المناهج العلاجية المعاصرة، وذلك بهدف تعرف الباحث أو الطالب إلى كيفية تصميم برنامج إرشادي وتنفيذه وفق نهج علاجي معين، وكيفية اختياره لتلك التقنيات العلاجية المناسبة لحالة كل مريض أو متعالج إضافة إلى مساعدة الباحث على التمكن من التدريب العلاجي وفق نهج علاجية مختلفة وإجراء البحوث الميدانية القائمة على هذه النهج المتسلسلة من البسيط إلى المعقد لضمان اكساب الطلبة والباحثين الأسس النظرية والمهارات العلمية والعملية والمواقف اللازمة لتكوين علاقات مهنية فعالة؛ وإجراء التقييمات النفسية المناسبة؛ وتنفيذ التدخلات المسندة بالبيانات بنجاح ؛ وتقييم نتائج البرامج والتدخلات العلاجية، والمشاركة في الإشراف والتشاور ، والدعوة ذات الصلة لممارسة الإرشاد أو العلاج النفسي.
يحتوي هذا الكتاب على تسعة فصول تتناول الطرائق الإرشادية والعلاجية في سياق العديد من نظريات الإرشاد والعلاج النفسي، إضافة إلى مدخل لتصور اتجاهات المتعالج أو المريض ودافعيته لتلقي العلاج وفق النظريات العلاجية المختلفة وانعكاس هذه الدافعية على نجاح التدخل العلاجي الذي يقوم به المرشد أو المعالج النفسي. كما تطرق هذا الكتاب إلى طرائق التدريب العلاجي لدى المتدربين من المعالجين والمرشدين وطلبة الدراسات العليا في مجال الإرشاد والعلاج النفسي.
فالفصل الأول تناول برامج الإرشاد والعلاج النفسي في ضوء التصورات المعاصرة للتدخلات العلاجية، والعوامل المساعدة والمعيقة لدافعية المريض أو المتعالج وإرادته للدخول في العملية العلاجية، وقد تم الحديث في هذا الفصل عن التوجهات النظرية لبعض مدارس الإرشاد والعلاج النفسي لتصور دافعية المريض أو المتعالج ، وأثر ذلك في العملية العلاجية ونتائجها، وكذلك الحديث عن طبيعة العلاقة العلاجية بين المعالج والمريض وأثرها على نجاح التحسن لدى المريض.
بينما تناول الفصل الثاني التدريب العلاجي ومتطلباته لدى المعالجين والمتدربين والعوامل التي تساعد على عملية التدريب ومراحل التدريب، وخطة التدريب الناجحة، إضافة إلى التدريب في المجال الأكاديمي، ومعايير التدريب ونماذجه، ومقتضيات تحسن عملية التدريب. أما الفصل الثالث، فتناول اتجاهاً جديداً في العلاجات، أطلق عليها الموجة الثالثة، إذ يتضمن هذا الفصل العديد من النماذج العلاجية في مواجهة العديد من الاضطرابات النفسية، وقد أفرد المؤلف برنامجين أحدهما قائم على العلاج المعرفي وفق تقنيات اليقظة العقلية، والآخر برنامج لتنمية الأمل.
أما الفصل الرابع فتناول البرامج الإرشادية القائمة على النظرية الإنسانية في العلاج النفسي، وقد ركز المؤلف على نظرية العلاج المتمركز على العميل، حيث زود بهذا الفصل برنامجاً لخفض حدة القلق الاجتماعي. أما الفصل الخامس فتناول التدخل الإيجابي في علم النفس وأثر هذا الاتجاه في تحسين حالة المريض النفسية وذلك من خلال تركيزه على جوانب القوة لدى المريض بدلاً من نقاط الضعف، حيث عرض في هذا الفصل برنامجاً لتنمية نقاط القوة لدى المرضى وبرنامج آخر لتنمية الشفقة بالذات.
أما الفصل السادس فتناول البرامج الإرشادية القائمة على العلاج التدعيمي، حيث تم تقديم بعض النماذج العلاجية كأدلة داعمة لهذا النهج . وعرض الفصل السابع البرامج الإرشادية المدرسية القائمة الاتجاه الشمولي في التدخل الإرشادي لدى فريق العمل في المدرسة، وهذا الاتجاه يسعى إلى مساعدة كل طلبة المدرسة دون استثناء، وليس مخصصاً لمعالجة مشكلات فردية فقط، إنه يسعى إلى تنمية المهارات الأكاديمية والمهنية والشخصية والاجتماعية.
أما الفصل الثامن وقبل الأخير ، فتناول التكامل في برامج العلاج النفسي في تقديم خدمات شاملة من حيث النظر إلى مشكلات المرضى على نحو كلي وليس جزئياً، وتم تقديم برنامج علاجي لحالة ما بعد الصدمة وفقاً لهذا التوجه العلاجي. وجاء الفصل التاسع ليعرض تقييم البرامج العلاجية والإرشادية القائمة على الأدلة التي يمكن الاسترشاد بها عندما يتم تصميم برنامج علاجي وتطبيقه على بعض الحالات، على اعتبار أن هذا التقييم لأي برنامج يجب أن يستند إلى فاعليته في معالجة هذه المشكلة وفق ما أشارت إليه الأبحاث العديدة في هذا المجال.
تتألف هذه البرامج من مجموعة منسقة من الخدمات الأنشطة التي تثبت فعاليتها على أساس البحث. وتعتمد معايير التصنيف على هذا النحو لتفعيل التصنيف الشامل وتنشيطه. وقد تتضمن البرامج القائمة على الأدلة عدداً من الممارسات في تقديم الخدمات في نهج وإطار تنظيمي ممنهج، ومجموعة من الأفكار أو المفاهيم والمبادئ والاستراتيجيات المعتمدة التي تدعمها البحوث
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا