الكفايات المهنية للمعلم
تعد الكفايات المهنية للمعلمين إحدى نتاجات التطور الذى تشهده التربية الحديثة بدأ ظهورها في النصف الثانى من القرن العشرين بالولايات المتحدة الأمريكية بمسمى" حركة تدريب المعلمين القائمة على الكفايات" التي تدعو إلى تقويم المعلم فى ضوء أدائه وكفايته ، وقد ساعد على ظهورها عوامل كثيرة من أهمها التقنينات التربوية وما نتج عنها من أساليب جديدة للتعليم كالتعليم المبرمج والمصغر ،وتفريد التعليم، ومن العوامل المهمة الأخرى تطور وسائل التقويم وأدواته، والزيادة الهائلة في مخرجات برامج إعداد المعلمين التي ساعدت على ظهور عدد كبير منهم فى الميدان التربوى ممن تتوافر فيه الكفايات اللازمة لمهنة التعليم.
تعريف الكفاية
وردت كلمة كفاية عند ابن منظور لمعنى "الاكتفاء والاستغناء - كفى - يكفى - كفاية إذا قام بالأمر" وقد جاء في الحديث : "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة القدر كفتاه"، أي أغتناه عن قيام الليل، وقد وردت في قوله تعالى : "وكفى بالله وليا ، فالكفاية بمعنى الاكتفاء والاستغناء، واكتفى بالشيء : استغنى به وقنع. واكتفى بالأمر : أي اضطلع به، وورد في المعجم الوسيط "الكفيه: قوت القوم". أما كلمة كفاءة فقد جاءت كلمة الكفء بمعنى المماثل والقوى القادر على تصريف العمل، والكفاءة : المماثلة في القوة والشرف وللعمل القدرة عليه وحسن تصريفة.وبذلك وردت الكفاءة بمعنيين: الأول المماثلة والمناظرة والمساواه فى الشيء، والثاني القدرة على أداء العمل، وحسن تصريفة بجدارة . وتبين من خلال ما سبق أن الكفاءة تعد الحد الأعلى في الأداء، أما الكفاية فتعد الحد الأدنى الواجب توافره في الشيء لقبوله.
كما تعرف كفايات المعلم اصطلاحا بأنها "مجموعة من المعارف والمهارات، والقدرات، والاتجاهات التى ينبغى أن يمتلكها المعلم ويكون قادرا على تطبيقها بفاعلية وإتقانها أثناء التدريس ويتم اكتسابها من خلال برامج الإعداد قبل الخدمة والتدريب والتوجيه أثناء الخدمة .
وتعرف "بأنها قدرات" يعبر عنها بعبارات سلوكية تشمل فى مجملها جوانب (معرفية، مهارية، ووجدانية تكون الأداء النهائى المتوقع من المعلم إنجازه بمستوى معين، مرضي من ناحية الفاعلية، والتي يمكن ملاحظتها وتقويمها بوسائل الملاحظة المختلفة.
أما في مجال التربية التعليمية في التربية الخاصة، فتعرف الكفاية التعليمية بأنها مجموعة من القدرات التي يجب أن يكتسبها المعلم من معرفة ومهارات واتجاهات ويعتقد أنها ضرورية لمعلم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ليستطيع ممارسة مهنة التعليم بكفاءة وفعالية.
ومن خلال ما سبق نلاحظ أن الكفايات ترتبط بعدة جوانب :
- وصف نوع السلوك المراد من المعلم على أن يكون مرتبط بالأدوار والمهام المطلوبة منه ويقدر على إظهاره.
- القدرة على أداء الأدوار المطلوبه منه بمستوى من الإتقان.
- المعارف والمفاهيم والمهارات اللازمة لهذا الأداء.
- إمكانية اكتسابها من خلال البرامج التدريسية.
- إمكانية قياس هذا الأداء عن طريق معايير موضوعية.
- الكفايات مهام عملية محددة ينفذها المعلم فى جميع المواقف داخل الفصل وخارجه.
أهمية الكفايات بالنسبة للمعلم
الكفايات المهنية ضرورية لأى معلم لزوم السلاح للجندى، والسماعة للطبيب، حيث يعتبر عمله بدونها مضيعة للجهد والوقت وهدرًا للطاقة، وأصبح المعلم أمام حقيقة واقعة مفادها أن المعلم الكفء هو الذى يمتلك المهارة اللازمة لأداء مهنة التعليم، لذلك ظهرت حركة وتربية المعلمين القائمة على أساس الكفايات التي تركز على أن عملية التدريس الفعال يمكن تحليلها لمجموعة من الكفايات التى إذا أتقنها المعلم زاد احتمال أن يصبح معلما ناجحًا.وتتمثل أهمية الكفايات المهنية للمعلم فيما يلى :
- التحول من الاعتماد على مفهوم الشهادة أو المؤهل العلمي إلى الاعتماد على فكرة المهارة أو بمفهوم أشمل على فكرة الكفاية.
- اتساقها مع مفهوم التربية المستمرة وقيامها بمعالجة أوجه القصور في البرامج التقليدية لتربية المعلمين.
- تعدد الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المعلم، مما يتطلب قدرا من الكفايات التي يجب أن يلم بها.
- تطور مهنة التعليم ذاتها، فقد تفرعت العلوم التربوية والنفسية، واتسعت مجالاتها، وترتب على ذلك أن أصبح التعليم مهنة معقدة تضم كثيرا من العناصر المتشابكة التى تحتاج إلى مهارات عديدة.
- اكتشاف تقنيات جديدة تساعد على تحقيق تعلم أفضل بأسرع وقت وأقل كلفة، وهذا فرض على المعلم أدوارا جديدة تتطلق قدرات وكفايات تدرسية معينة.
مصادر اشتقاق الكفايات
مصادر اشتقاق الكفايات اللازمة لإعداد المعلمين وتدريبهم كثيرة ومتعددة ، منها :- اعتماد النظرية التربوية : سواء كانت تقليدية أو حديثة، فنشتق من خلالها كفايات تتفق مع أسسها ومنطلقاتها.
- تقدير الحاجات : ويتطلب هذا المدخل تقدير حاجات المجتمع، والمدرسة، والمهتمين بمجال التعليم من معلمين، ومشرفين تربويين، وطلاب وغيرهم؛ لإشتقاق كفايات البرنامج في ضوء هذه الحاجات.
- تحليل مهارات التعليم : حيث يتم تحديد المهارة التعليمية أولًا كمهارة الشرح واستخدام الأدلة والشواهد ثم تحليلها؛ لتحديد الكفايات اللازمة لكل جزء منها.
- مدخل بناء الأنموذج : تحدد الكفايات في هذا المدخل عن طريق تطوير أو وصف العملية المطلوبة لتصميم برنامج ناجح وتطبيقة وتقويمة.
- مدخل العملية : أي عملية التعليم التي يقوم بها المعلم أما المخرجات تشير إلى تحصيل الطالب في الموقف التعليمي ، وهنا تشتق الكفايات عن طريق إجراء البحوث التي تربط بين سلوك المعلم وتحصيل الطالب، فالسلوك التي يثبت علاقتة الإرتباطية الموجبة بتحصيل التلاميذ يتم اشتقاق الكفايات منه.
- تحليل المقررات : من أكثر الأساليب استخدامًا حيث تحلل المقررات وتترجم لكفايات وفية يتم إعادة تشكيل المقررات الموجودة وتحويلها لعبارات تقوم على الكفاية.
- تحليل سلوك المعلم : يتضمن هذا الأسلوب استنتاج عدة أوصاف لسلوك المعلم الفعال وإخضاع هذه الأوصاف للتحليل، والتركيب، والتقويم، ومن ثم استخراج مجموعة من السلوكيات التي تشكل الكفايات التعليمية.
- تحليل طبيعة المرحلة الدراسية : تتحدد الكفايات في ضوء متطلبات المرحلة؛ لأن الكفايات تختلف من مرحلة لأخرى.
- البحوث والدراسات : تساعد البحوث والدراسات في تحديد الكفايات التي يفترض توفرها لدى المعلمين.
- قوائم الكفايات : ويعتمد هذا المصدر على القوائم الجاهزة التي تشتمل على عدد كبير من الكفايات، بما يتيح إمكانية الاختيار منها ما يتلاءم وحاجة البرنامج.
- استطلاع آراء الخبراء والمنختصين والعاملين بالميدان : يعتمد هذا المصدر على الآراء الموضوعية النابعة من الواقع الميداني بمشكلاته واحتياجاته حيث يتم الاستعانه بالعاملين في مهنة التعليم وتنظيماته المهنيه في اشتقاق الكفايات وتضمين مايرونه ضروريًا منها في برامج تدريب المعلم.
- تحويل البرنامج القائم لمجموعة من الكفايات : وهنا يتم التركيز على الجانب العلمي والممارسة.
أنواع الكفايات وتصنيفاتها
من أنواع الكفايات ما يلي :- كفايات نوعية : وهي خاصة أقل شمولية من المستعرضة مرتبطة بمادة دراسية معينة أو مهنة معينة.
- كفايات مستعرضة أو الممتدة أو العامة : هي أقصى مايمكن أن يحققه الفرد؛ لأنها لاترتبط بمادة دراسية معينة أو مجال معين فامتلاكها يحتاج للتعلم طيلة الحياة لذا تسمى بالكفايات القصوى أو الختامية.
- الكفايات القاعدية : أي الأساسية أو الجوهرية أو الدنيا؛ لأنها القاعدة الأساسية لأي تعلم والتي لا يحدث التعلم في غيابها.
- كفايات إتقان : وهي لاتبنى عليها بالضروة تعلمات أخرى، وعدم تعلمها لا يؤدي إلي فشل المعلم كالسؤال الإثرائي في الدرس.
ويقصد بتصنيف الكفايات تحديد المحاور التي تدور في ضوئها الكفايات باعتبارها رئيسية، يتم تحليلها إلى كفايات ثانوية حيث إن الهدف من التصنيف تيسير مهمة التفكير في كل جانب من جوانب الإعداد وتنميته لدى المعلمين، ومن هذه التصنيفات ما يلي :
- تصنيف بلوم : حيث يصنف الكفايات حسب طبيعتها إلى كفايات معرفية تتمثل في أنواع المعارف والمعلومات اللازمة للمعلم سواء حول مادته أو البيئة التى تحيط به، أو الطالب الذي يتعامل معه وكفايات مهارية تتمثل في المهارات الآدائية التى تلزم المعلم للمشاركة في مختلف أوجه النشاط التربوى المناسب وكفايات وجدانية تتمثل فى الاتجاهات والقيم التي يتبناها المعلم ويؤمن بها.
- تصنيف الكفايات في ضوء مستوى التعقد : يبدأ هذا التصنيف بالبسيط وينتهي بالمركب المعقد، لذا يساعد واضعي برامج إعداد وتدريب المعلم على وضع تصور واقعى لمراحل الإعداد المهنى وتقسيم الكفايات عليها.
- تصنيف قائم على تصور أدوار المعلم مع طلابه : وتقدم كلية التربية بجامعة ستبرج بأمريكا نموذجا لهذا التصنيف حصرت فيه الكفايات في ستة مجالات رئيسية تحت كل منها عدد من الكفايات الفرعية المقسمة لكفايات التخطيط والتنفيذ، و المجالات الرئيسية للكفايات في هذا النموذج هي :
- المعلم ناقل للمعرفة، ويضم (14) كفاية فرعية.
- المعلم مصمم ومصدر لعملية التدريب على التعليم ويضم (11) كفاية.
- المعلم مصمم ومدير لمهام التعليم ويضم (13) كفاية.
- المعلم يشارك فى الإشراف، ويضم (6) كفايات.
- المعلم في تفاعله مع الآخرين ويضم (10) كفايات.
الكفايات الخاصة بمعلم التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية
حددت الكفايات التى يجب أن يمتلكها معلم الإعاقة الفكرية في :
- القدرة على استخدام طرق تدريس الفروق الفردية بين الأطفال المعاقين فكريًا في الفصل الواحد، ودراسة حالة كل طفل على حدة، والعمل على توفير احتياجاته الخاصة.
- القدرة على التعرف على نواحى القوة والضعف فى الطفل المعاق فكريًا حتى يمكن أن يستثمر نواحي القوة في تعليمه، أو تدريبه على مهنة، أو حرفة تلائمه، وتقوية جوانبى الضعف لديه.
- الإلمام التام بطرق العلاج المختلفة وخصوصا تعديل السلوك.
- العلم التام بطرق التوجيه والإرشاد لوالدى المعالق فكريًا لمساعدتهم في تربية ورعاية طفلهم.
- القدرة على التعاون مع غيره من الأخصائيين العاملين بالمدرسة، فالعمل ليس عملاً فرديًا بل عملًا جماعيًا.
- القدرة على خلق وابتكار مواقف داخل المدرسة يشترك الطفل العادى مع الطفل المعاق فكريًا فيها "في الفصول الملحقة بالمدارس العادية" فى العمل واللعب، والرحلات، والزيارات والأنشطة الاجتماعية المختلفة.
- القدرة على التفاهم والاتصال الجيد (سواء مع الطلبة أو أولياء الأمور).
- العدل والمساواة والاستقرار في التعامل مع الطلبة والمواقف المختلفة.
- الإطلاع الدائم ، وخاصة في مجال التخصص.
- التخطيط للدرس في إطار الزمن المتاح.
- التنويع فى استراتيجيات التدريس وأساليبه وتصميمه.
انتهى