علم النفس الصيدلاني
تأليف : فايز قنطار - مصطفى بصل
نشر : منشورات جامعة دمشق
2016
مقدمة الكتاب
يتضمن هذا الكتاب مجموعة من المحاضرات في علم النفس الصيدلاني بمفهومه الحديث ، كنا قد ألقيناها خلال عدد من السنوات على طلاب السنة الرابعة علم النفس ـــ في كلية التربية بجامعة دمشق ، وذلك طبقاً للمنهاج المقرر . ولقد حاولنا جاهدين ، وبقدر المستطاع ، ترتيب هذه المحاضرات وتبويها وإعادة صياغتها ، لتشكل فصولاً متناسقة ومنسجمة في كتاب يغني المكتبة العربية ويرفدها بموضوعات مهمة في نطاق علم النفس الصيدلاني ، لطالما افتقرت إليها .ولقد حاولنا ، بادىء ذي بدء ، إعطاء لمحة تاريخية عن تطور علم النفس الصيدلاني والأدوية النفسية ، ودراسة نمط تأثير هذه الأدوية ، وكان لزاماً علينا آنذاك التعرّض لمفهوم المشابك العصبية والنواقل العصبية وكيميائية النقل العصبي واضطراباته ، تمهيداً لدراسة أثر ذلك في السلوك ، حيث استعرضنا الكثير من الموضوعات ذات الصلة بالاضطرابات السلوكية الناجمة عن خلل مشبكي ، كالإدمان على المخدرات والكحولية المزمنة والوسواس القسري والقلق والخوف والعدوانية والوهن العضلي الوبيل والرقص ومرض باركينسون ، وغير ذلك ..
ثم عمدنا بعد ذلك إلى دراسة الأسس الكيميائية للسلوك الإنساني ، وتناولنا بالدراسة كمثال التخلف العقلي الوراثي الاستقلابي فنيل كيتونوريا الذي يوضح لنا كيف أن طفرة وراثية يمكن أن تسبب خللاً وراثياً يؤدي إلى خلل في الاصطناع البروتيني ينجم عنه قصور أنزيمي ، وبالتالي غياب تفاعل كيميائي حيوي معين ، ومن ثم غياب فاعليات فيزيولوجية خلوية معينة، مما يؤدي إلى اضطرابات سلوكية وتخلف عقلي ، ويبقى الباب مفتوحاً لدراسة نماذج أخرى من الاضطرابات التي هي من النمط نفسه
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى دراسة أنماط من اضطرابات المزاج : الاكتئاب ، والاضطرابات العقلية : الفصام ، وحاولنا بقدر الإمكان ، إيضاح الأسباب الكامنة وراءها ، وبخاصة الكيميائية الحيوية منها والناجمة عن خلل مشبكي ، ثم استعرضنا الأعراض وطرائق المعالجة المختلفة ، مع التركيز على المعالجة الدوائية بالعقاقير الصيدلانية ( الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للفصام ) ، تبعاً للخلل المشبكي الذي أدى إلى ظهور المرض .
ثم درسنا الصرع، كإصابة عصبية بالغة الخطورة ، لا سيما وأن بعض أنماطه تكون مترافقة بأعراض عقلية حسية نفسية أو محركة نفسية ) صرع محرك نفسي ) ، وأوضحنا أنواعه المختلفة وطرائق معالجتها الدوائية ( الأدوية المضادة للصرع ) .
ولم نغفل أيضاً عن دراسة بعض الاضطرابات في الوظائف الإعاشية ، کسلسل البول ، موضحين طرائق العلاج، مؤكدين بخاصة على المعالجة الدوائية بأشكالها المختلفة كما أننا تناولنا بالدراسة أيضاً المنومات الحديثة ، فتعرفنا أولاً على المفهوم الفيزيولوجي للنوم واضطراباته ، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى آلية تأثير هذه المنومات وفعاليتها والآثار المترتبة على استخداماتها .
كما تناولنا بالدراسة مفهوم التعلم والذاكرة من الناحية الكيميائية الحيوية ، واستعرضنا الفرضيات المختلفة الخاصة بذلك والمعتمدة على تعديلات بنية العصبونات واصطناع البروتين وتعديل المشابك ، ثم أشرنا إلى بعض الاضطرابات الذاكرية ) تناذر كورساكوف ، مرض الزيمر ) وطرائق العلاج . وبالختام ، كان لا بد من التعرض بالدراسة لغازات الأعصاب موضحين آلية تأثيرها ، وعلاج أعراض التسمم الحاد فيها
فيا يتعلق بتعريب التعابير والمصطلحات العلمية الكثيرة في موضوعات هذا الكتاب ، فقد لجأنا في معظم الأحيان إلى المعجم الطبي الموحد ، وأفردنا لها جدولاً خاصاً في نهاية الكتاب
فيا يتعلق بتعريب التعابير والمصطلحات العلمية الكثيرة في موضوعات هذا الكتاب ، فقد لجأنا في معظم الأحيان إلى المعجم الطبي الموحد ، وأفردنا لها جدولاً خاصاً في نهاية الكتاب
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا