مربع البحث

كتاب التربية الخاصة بالطفل

التربية الخاصة بالطفل



تأليف : غسان أبو فخر
نشر : منشورات جامعة دمشق




مقدمة الكتاب

الأصل في التربية الخاصة بالطفل، أنها تربية موجهة إلى أولئك الأطفال الذين ظهرون تحديات تربوية من نوع خاص، وتختلف ما يظهره الأطفال العاديون تجاه التربية الموجهة إلى عموم الأطفال الذين توضع لهم البرامج والمنافع والخيرات التي تناسب مراحلهم النمائية المختلفة العقلية والحسية والحركية والانفعالية الاجتماعية ..

والطفل الذي يحتاج إلى تربية خاصة هو طفل لديه وظيفة معينة من وظائفه الأساسية، العقلية أو الجسمية أو الحية أو اللغوية أو الانفعالية الاجتماعية ؛ أصابها الخلل أو الضعف في سن مبكرة أو في مرحلة الطفولة بحيث أثرت هذه الوظيفة المعوقة في جوانب أخرى؛ مما تنطوي عليه جوانب شخصية الطفل تأثيراً سلبياً تمنعه من القيام بالمهمات المختلفة على قدم المساواة مع الأطفال الآخرين الذين ينمون في وظائفهم نصواً عادياً وطبيعياً .

وتشتعل التربية الخاصة بالطفل على المتخلفين والمتفوقين عقلياً، أي أولئك الذين ينحرفون عن متوسط القدرات العقلية باتجاه الإيجاب أو السلب ، كما أنها تشتمل على أولئك الذين ينحرفون عن المتوسط بقدراتهم الحسية السمعية أو البصرية بحيث لا يستطيعون الاستفادة من وظيفة هذه الحاسة أو تلك ، وتنطوي أيضاً التربية الخاصة بالطفل على أولئك الأطفال المصابين في وظائفهم الجسمية الحركية، والأطفال الذين يظهرون صعوبات في تعلمهم أو نطقهم أو حسن توافقهم وانسجامهم مع المجتمع .

فلهؤلاء الأطفال تقدم تربية خاصة، ولهذا أفردت في هذا الكتاب مجموع أبواب وفصول رتبت ترتيباً متكاملاً، واتجهت إلى الفئات التي تحتاج إلى تربية خاصة لقد أدرجت تحت الباب الأول مسائل عامة وقضايا معاصرة في التربية الخاصة ، يحيث تناول الفصل الأول مجال التربية الخاصة وأهدافها وتطورها ، ومدى انتشار الإعاقة وآثارها . 

أما الفصل الثاني فتناول قضايا معاصرة مثل التدخل المبكر والوقاية من الإعاقة والدمج التربوي للمعوقين والتعاون بين أسر الأطفال المعوقين والعاملين في مؤسسات التربية الخاصة .

أما الباب الثاني فقد انطوى على الانحرافات العقلية والتعلمية . بحيث تناول الفصل الثالث الطفل المتفوق عقلياً وتربيته، فتم بحث أشكال التفوق وخصائص المتفوقين وأساليب رغايتهم . أما الفصل الرابع فتناول الطفل المتخلف عقلياً وتربيته ، فتم تحديد التخلف العقلي وتشخيصه وفئاته، ثم حددت خصائص الأطفال المتخلفين عقليا بحسب فئاتهم المختلفة ، والتدابير والإجراءات التربوية الخاصة . وتناول الفصل الخامس الطفل ذا صعوبات التعلم ، فتم بهم بحث التطور التاريخي لمجال صعوبات التعلم والتعريف بهذا المفهوم والمفاهيم القريبة منه، كالتأخر الدراسي وبطء التعلم ومشكلات التعلم ، ثم هدد تصنيف صعوبات التعلم وخصائص ذوي صعوبات التعلم والبرامج التربوية والعلاجية الخاصة بهم . 

وتناول الباب الثالث الانحرافات الحسية والحركية، بحيث تناول الفصل السادس الذي اندرج تحت هذا الباب الطفل المعوق سمعياً وتربيته ، فألقي الضوء على أهمية السمع وآليته وتحديد المعوقين سمعياً ؛ وكيفية تشخيصهم والآثار الناجمة عن هذه الإعاقة، ثم كيفية تأهيلهم وأشكال التواصل عندهم . وتناول الفصل السابع الطفل المعوق بصرياً من حيث أهمية البصر، وتحديد الإعاقة البصرية والعوامل والأمراض المؤدية لها، وخصائص المعوقين بصرياً وأساليب تربيتهم وطرائق تعليم كل من ضعاف البصر والمكفوفين كلية . وتناول الفصل الثامن الطفل المعوق حركياً وتربيته ، بحيث تم البحث في الإعاقات الجسمية الحركية وأنواعها وتقييم الطفل والآثار الناجمة عن الإعاقة، وفي ضوء ذلك تم تحديد الإجراءات والتدابير التربوية الخاصة .

أما الباب الرابع فقد انطوى على الانحرافات اللغوية والسلوكية، فتناول الفصل التاسع الذي اندرج تحت هذا الباب موضوع الطفل المضطرب لغوياً النطق والكلام فحدد الإطار العام للاضطرابات اللغوية ، وتصنيف هذه الاضطرابات ومظاهرها، ثم حددت التدابير الوقائية والعلاجية / لاضطرابات النطق والكلام . وتناول الفصل العاشر الطفل المضطرب سلوكياً فتم تحديده ومعايير الاضطراب السلوكي ، كما تناول أنواع الاضطرابات ومدى انتشارها؛ وصولا إلى الخصائص والبرامج التي تواجه حاجات هذه الفئة من الأطفال . وقد تم تناول موضوع الطفل المنغلق التوحدي) في الفصل العاشر نفسه من حيث مظاهر الاضطراب وخصائص الأطفال المنغلقين (التوحديين) ونسبة انتشارهم، والتوجهات العامة في مواجهة حاجاتهم التربوية والتعليمية .

اتجهت أبواب الكتاب وفصوله بصورة عامة إلى منحى التبسيط والتبويب في عرض المعلومات المتصلة بالمسائل العامة والقضايا المعاصرة في التربية ، و في الفصول اللاحقة أيضاً التي تناولت فئات غير العاديين من الخاصية المتفوقين والمعوقين .

جاءت المعلومات لتكون رافداً للمربي الذي يمكن أن يواجه حالات كثيرة أو قليلة في صفه التعليمي، فهذه المعلومات تشكل أرضية تربوية لأن يضع نصب عينيه أن الاختلاف والفروق الفردية قائمة بين الأفراد ، وأن الناس من طبيعة واحدة مهما اختلفوا في اللون أو الجنس أو في مدى الحاجات عندهم ، فالاختلاف يكمن في الدرجة وليس في الطبيعة ، فالتلامذة على مستويات ولهم مشكلات تعليمية متفاوتة الشدة ، لهذا سيمكنه موضوع هذا الكتاب من النظر إلى الاختلاف والتنوع على أنه من طبيعة الحاجات والمطلوب منه أن يحترم هذا الاختلاف أكان على مستوى القدرات العقلية بين التلامذة أم على مستوى القدرات الحسية أو الحركية أو الاجتماعية ، وأن يتعامل معه بصورة ايجابية خلاقة .

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 إضغط هنا
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -