كتاب أسس البحث العلمي في العلوم التربوية والنفسية

الإرشاد المهني

تأليف : محمد عبد الحميد الشيخ حمود

نشر : منشورات جامعة دمشق

2007

مقدمة الكتاب

تشكّل المهنة جزءاً أساسياً من حياة الإنسان فهي مصدر رزقه وعيشه، ومكان سعادته أو شقائه، وهي التي تحدد مكانته الاجتماعية والاقتصادية، وفيها يعبر عن قدراته وميوله ويحقق ذاته، ويمضي فيها وقتاً طويلاً من يومه. ولأهمية المهنة ومكانتها في حياتنا اليومية، ودورها في تحقيق الصحة النفسية والتكيف للفرد على صعيد العمل والحياة الشخصية، ولأسباب أخرى نشأ أقدم فروع الإرشاد عامة وهو الإرشاد المهني الذي يهدف إلى مساعدة الفرد على فهم ذاته وقدراته واستعداداته وميوله ، وفهم عالم المهن وسوق العمل في بيئته، من أجل توجهه لحسن اختيار مهنة المستقبل ، وأن يعد نفسه لها ويدخلها، ويحقق ذاته فيها، الأمر الذي ينعكس إيجابياً ويحقق فائدة ومنفعة لذاته والمحيطين بــه والمجتمع بوجه عام .

وكان نشوء الإرشاد المهني منذ حوالي مئة سنة خلت دافعاً وباعثاً لنشوء الإرشاد التربوي أو المدرسي ، الذي كان متضمناً في الإرشاد المهني ويشكل إحدى خطواته ، وهكذا وعبر التطور التكنولوجي والاجتماعي ونشوء حاجات نفسية وتربوية ومهنية جديدة نشأت فروع الإرشاد الأخرى التي تخصصت في جوانب الحياة المختلفة النفسية والأسرية والأطفال وذوي الحاجات الخاصة وغيرها من الجوانب ، مما أدى إلى تنوع فروع الإرشاد، إضافة إلى أنَّ كلَّ من هذه الفروع هو في حال من التطور المستمر بفعل ثورة المعلومات وعصـر العولمة وتغير المجتمعات وتطورها وما ينشأ عن ذلك من مشكلات متعددة اجتماعية ومهنية وتربوية وأسرية

يأتي هذا الكتاب كمساهمة في رفد كتب علم النفس بعامة والإرشاد بخاصة بموضوع الإرشاد المهني الذي يعد أحد أهم أنواع الإرشاد النفسي ، الذي يتخصص في الجانب المهني، من حيث تقديم التربية المهنية للفرد وتقديم المعلومات المهنية له ، ومساعدته لفهم ذاته، من أجل تحقيق المواءمة بين الفرد بما له من قدرات وميول وبين الإمكانات المهنية المتاحة، ليختار مهنته، وأن يعد نفسه لها ويدخلها وينجح ويترقى فيها، بما يسهم في تحقيق التكيف والصحة النفسية ، والفائدة والمنفعة الفردية والاجتماعية والمجتمعية .

يتألف الكتاب من أحد عشر فصلاً ، متدرجة من الحاجة للخدمات النفسية والإرشاد المهني ونشأته ومفهومه وأهميته وأهدافه وعلاقته بالتربية وعلم النفس ، والأسس التي يقوم عليها ، والتقنيات والوسائل التي يستخدمها لتحقيق أهدافه ، ثم عرضنا أهم تجارب الإرشاد المهني في الدول المتقدمة كأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وسويسرا وتجارب بعض الدول العربية ، وذلك بهدف الإطلاع على تجارب الآخرين والإفادة من هذه التجارب المتقدمة في تطوير برامجنا ومناهجنا وإعداد طلبتنا الإعداد المناسب، ثم عرضنا أساليب الإرشاد ونظرياته ونظريات الاختيار المهني ، وعملية الإرشاد المهني ومراحلها، وبعدها يتناول الكتاب موضوع التصنيف والتوصيف المهني وأهميته في عملية الإرشاد ، والتربية المهنية والإرشاد المهني ، وكان الختام في فصل الاختيار المهني وأهميته وطرائقه وعوامل الأهلية المهنية .

ولم نغفل تغطية الجانب العملي للمقرر ، وخاصة في الفصول التي تناولت تقنيات الإرشاد المهني والتربية المهنية والتصنيف والاختيار المهني

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا

تعديل المقال