مربع البحث

مهارة القراءة السريعة

مهارة القراءة السريعة






مفهوم القراءة السريعة

إن عصر المعلومات والتفجر التقني والمعرفي وازدياد الكتب والمجلات والمذكرات والتقارير التي تواجهنا كل يوم عبر شبكة المعلومات أو صناديق البريد التقليدية والإلكترونية، فرض علينا معدلات أسرع في القراءة والحفظ والاسترجاع، لذا فقد أصبحت تقنيات وحلول القراءة السريعة مفيدة وناجعة لأنها تعني زيادة في معدل دوران القراءة لدينا عما كان عليه في السابق . 
ومن حيث سرعة القراءة تشير الدراسات أيضا إلى أن طلبة الثانوية في 56 دولة في العالم يقرؤن بسرعة تصل إلى ألف كلمة في الدقيقة بينما لا تزيد سرعة أقرانهم في العالم العربي عن 250 كلمة في الدقيقة الواحدة ، وهذا الأمر يدعو إلى التفكير بأسلوب قرائي جديد يمكن من خلاله مضاعفة كمية المادة المقروءة في وقت معين ، مع الاحتفاظ بكامل الاستيعاب، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال القراءة السريعة التي تمكّن من يتقنها من اختزال الوقت إلى الربع أو أقل فقد أشارت الدراسات إلى أن الشخص العادي يستطيع أن يحدث تحسنا يتراوح بين 50-100 % سرعة القراءة دون أن يفقد شيئا من فهمه للمعاني التي يقوم بقراءتها، وهذا بالطبع يعتمد أيضا على مستوى القارئ وثقافته ومدى إتقانه وتدريبه على هذه المهارة .

ولقد ثبت عدم صحة الاعتقاد الشائع بأن من يقرأ ببطء يفهم أكثر بل على العكس فالشخص سريع القراءة قد يتفوق عليه بحيث يحصل على أفكار ومعلومات أكثر ممن يقرأ ببطء في وقت محدد، فضلا عن أن القراءة السريعة لا يصاحبها الملل ، وفيهـا متعة للقارئ وتساعد على الاستيعاب والفهم، علاوة على كونها اقتصادية في الوقت فالمادة التي تحتاج إلى عشر ساعات لقراءتها يمكن إنجازها في ساعة أو أقل في هذا النوع من القراءة ، لذلك فقد أصبحت طريقة القراءة السريعة شائعة في الغرب وبشكل واسع وهناك معاهد كثيرة في أميركا وأوروبا تدرّس تقنيات هذه الطريقة، كما أن هناك إقبالا شديدا عليها من قبل الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية بعد أن لمسوا فائدتها ومردوداتها الإيجابية .

أما بداياتها فكانت عن طريق استخدام أجهزة التاشيستوسكوب tachistoscope وأجهزة قياس معدلات القراءة في المعاهد المختلفة لكن السلبية في تلك الأجهزة أن سرعة القراءة تنخفض في حالة عدم استخدام تلك الأجهزة .

جهاز التاشيستوكوب Tachistocope : منظار مجسم سريع يعرض الصور على شاشة بسرعة عالية لاختبار الاستيعاب البصري والذاكرة والتعليم

بعد ذلك جاءت ايفلين وود Evelen Wood عام 1958 لتقدم ابتكارها الجديد في القراءة السريعة ، فلقد لاحظت أن سرعة القراءة تختلف بين الأشخاص ، وعندما بحثت عن الأشخاص الذين يجيدون القراءة السريعة تمكنت من إيجاد أكثر من 100 شخص بإمكانهم القراءة بمعدل 1500 كلمة في الدقيقة، لذلك فقد وضعت هذا المعدل كحد أدنى لسرعة القراءة وقامت بدراسة هؤلاء الأشخاص والكيفية التي كانوا يقرؤن بها، ثم حاولت تعليم نفسها تلك الطرق واستخلصت من كل تلك الطرق طريقة خاصة بها أسمتها (طريقة وود Wood (Method ثم وضعت معادلة لقياس سرعة القياس هي :

سرعة القراءة = (متوسط عدد الكلمات X عدد أسطر الصفحة X عدد الصفحات المقروءة) / الزمن المستغرق بالدقائق

إن القراءة السريعة هي المهارة التي يتم فيها استخدام القراءة التقليدية مع إضافة مجموعة من العمليات العقلية، لتسريع وتطوير قدرات العقل على معالجة كافة خطوات القراءة بشكل يتناسب مع قدراته.

خطوات القراءة السريعة

ویری توني بوزان Tony Bossan وهو واحد من أبرز رواد هذا الاتجاه أن القراءة السريعة تتضمن سبع خطوات هي :

1 - الإدراك Perception : أي أن يكون للقارئ إلمام بالحروف الأبجدية وعليه أن يستوعبها ويفهمها ويعرف استخدامها قبل البدء بالجانب المادي لعملية القراءة .

2 - الاستيعاب Comprehension : أي فهم العملية التي تتم بواسطتها انعكاسات الضوء من الكلمة وتستقبلها العين ثم ترسل إلى المخ عن طريق العصب البصري، بمعني آخر فهم الآلية التي تقوم بها العين والمخ عند القراءة .

3 - الدمج الداخلي Internal Compaction : وتعني عملية ربط المعلومات التي تتم قراءتها مع بعضها لتؤلف وحدة معرفية مفهومة ومدركة .

4 - الدمج الإضافي Adding Compaction : وتتضمن هذه الخطوة تحليلا ونقدا وتقديرا وانتقاءا وذلك بأن يجمع القارئ مهارته السابقة ثم ينشئ الروابط المناسبة بينها وبين المعرفة الجديدة التي تم تحصيلها الآن

5 - القدرة على الاحتفاظ Retention Ability : أي أن الحفظ لا معنى ولا قيمة له إن لم تكن لدى من يحفظ القدرة على استعادة المعلومات المحفوظة عندما يطلب إليه ذلك أو عندما يحتاجها لا سيما إذا كان هذا الطلب مرتبطا بوقت محدد كما يحصل من خلال الامتحانات 

6 - الاسترجاع Recall : أي قدرة القارئ على استعادة واستدعاء المادة المطلوبة مما يحفظه أو يختزنه عندما يحتاج إليها .

7 - التواصل Communication : ويقصد به الغرض الذي من أجله حفظت المعلومات والظروف الزمانية والمكانية التي رافقت هذه العملية

شروط تطوير مهارات القراءة وتسريعها

1 - الرغبة Wish : فهي العنصر الرئيسي والمهم في تطوير القراءة فالاستعداد والرغبة يسهلان عملية التدريب ومن ثم الحصول على نتائج واضحة دون عوائق .

2 - الحافز Drive : أي إحساس القارئ بأن مهاراته القرائية جيدة وأنه يتطور ، والوقت يقصر لديه باستمرار، كما أن استيعابه للمادة المقروءة يتحسن ويتقدم .

3 - التدريب Training : وهو البرنامج الذي يرسم خطواته المتدرب نفسه ويتضمن مدة التدريب اليومية ، وكيفية تطبيق البرنامج ، وما هي الأدوات المساعدة في التدريب .... كما يفضل أن يعوّد المتدرب نفسه منذ بداية التدريب على القراءة بسرعة ثلاثة أضعاف سرعته العادية، ثم يقرأ بعدها بسرعته العادية وسيجد الفرق وستزداد سرعته القرائية ، كما أن عليه أن يتدرج في التدريب، وكلما ازدادت وتيرة التدريب ازداد التركيز وازدادت السرعة .

4 - الفهم Understanding : أي يجب أن يعرف القارئ أن الهدف الأساسي من القراءة هـو فهم الأفكار لذلك فإن عليه التركيز عليها من خلال بعض ما يلتقطه من كلمات في النص المقروء 

5 - الكلية Holism : وتعني النظر إلى النص كقطعة واحدة لا مجرد مفردات ، فذلك ينمي المجال البصري ويقلل من تثبيت العين لديه

6 - الاختبار Test : أي معرفة مدى التطور الذي تم إنجازه في سرعة القراءة وذلك بتطبيق معادلة وود wood لقياس القراءة بين فترة وأخرى

تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -