مربع البحث

مهارة القراءة الناقدة

مهارة القراءة الناقدة




مفهوم القراءة الناقدة

القراءة الناقدة Critical Reading هي إحدى أساليب القراءة التي تهدف إلى معرفة واكتشاف المعلومات والأفكار داخل النص من أجل التوصل إلى فهم يمكن القارئ من الحكم عليه ، فمن أجل أن نقيّم أو نحكم فإن علينا أولا أن نفهم وبحيادية وموضوعية مبتعدين عن إسقاط معـان عـلى الأفكار أو المفاهيم لاستخلاص ما يريد أن يقوله النص ، وهذا يتطلب أن نحدد العناصر الأساسية للقضية المطروحة، والتعرف على الأدلة والبراهين وتحديد ما إذا كانت تدعم الفكرة أو المعلومة أو القضية التي تناقش وعند ذلك نستطيع أن نبدأ عمليات التفكير الناقد التي تمكننا من التفريق بين الحقيقة وما سواها، وبين أسلوب الإقناع المبني على المنطق والأدلة والبراهين ، وأسلوب آخر يعتمد على إثارة المشاعر والإبهار أو الترهيب من أجل التحكم بسلوكيات أو أفكار الغير .

إن القراءة الناقدة تكون بامتلاك القارئ القدرة على التقويم، وأن يكون لديه معرفة بالمعايير الموضوعية. كما تعرف بأنها تفاعل عاطفي وعقلي بين القارئ والمؤلف، وقدرة القارئ على إدراك غرض المؤلف والتمييز بين الحقيقة والرأي، وإصدار أحكام وعمل استنتاجات.


وتؤكد الاتجاهات المعاصرة أن عملية القراءة في مستوياتها العليا هي عملية فحص ناقدة تتيح للقارئ فرصة اكتشاف الأفكار والعلاقات ومراجعتها وتقويمها وبناء تصورات حول مضامين النص المقروء، ويتفق ذلك مع ما يراه بعض المختصين في هذا الميدان في أن القراءة الناقدة هي عملية تفكير نشطة يستخدم فيها القارئ أساليبه وخبراته واستراتيجيات لبناء معايير جديدة وعمل استنتاجات وتنبؤات محتملة في ضوء ما يشتمل عليه النص .

ويرى آخرون أن عملية القراءة الناقدة يجب أن لا تتوقف عند هذا الحد فقط بل لا بد من أن تتجاوز ذلك لتصل إلى بناء نموذج جديد يساعد على إيجاد علاقة ارتباطيه بينها وبين التفكير الناقد في مراحل التعليم المختلفة، فبرغم التجديدات التربوية التي شهدها الربع الأخير من القرن العشرين في مجال المناهج وطرق التدريس وفي مجال إعداد وتأهيل المعلمين، إلّا أن ثمة ما يشير إلى أن الطلبة في دول العالم المختلفة يواجهون اليوم مشكلة حادة في كيفية التعامل مع الكلمة المكتوبة، الأمر الذي يتطلب ضرورة إيجاد أساليب تعليم وتعلم جديدة تستهدف بصورة مباشرة تنمية مهارات القراءة، وطلاقة التفكير وتتيح الفرصة أمام المتعلمين للتعامل مع المقروء بما يمكنهم من تبني آراء ومواقف نقدية حيال الموضوعات والأفكار والمشكلات المطروحة.

إن المطلوب من القارئ في هذا الأسلوب من القراءة أن لا يبحث ويحلل من أجل إظهار الأخطاء والقصور عندما يقرأ للآخرين بل أن يتبناه أو يتقبله فيقدر جهود الآخرين وما يطرحونه من قضايا جدلية حتى وإن كانت تتعارض مع آراءه وقناعاته ، وهذا يتطلب أن يكون على دراية بالمنطق المستخدم من قبل الآخرين، وأن يدرك وجهات النظر المغايرة ويحترمها ويستطيع أن يناقش أصحاب الفكر الآخر باستخدامه لمنطقهم وحتى إن لم ينجح في ضمهم إلى جانبه إلا أنه قد أوجد نقاط اتفاق يضمن بها استمرار المشاركة بالنقاشات والحوارات الجدلية .

إن القراءة الناقدة مهارة تمكّن القارئ من الاستعداد للتعامل مع مجال واسع من الاحتمالات كما تساعده في دراسة وتحليل الأفكار بطريقة منهجية ومنطقية ، وبالتالي تنمي لديه التفكير الناقد وترفع من مستوياته ، وهذا هو أسمى هدف يسعى إليه التعلم بحيث يصبح السلوك الناقد هو غاية التعليم لأن ظواهر التقنية المعاصرة تشير إلى أن الحياة المستقبلية ستكون محكومة بسرعة التغيير، وأن المعرفة سوف تتضاعف عما هي عليه بمعدلات متفاوتة في فترة زمنية محددة وأن الآراء حول مشكلات الحياة ومقتضياتها سوف لا تكون متطابقة ، وسوف تكون الحاجة ماسة إلى التفكير المستقل

وعليه فإن تنمية مهارة القراءة الناقدة وما يستتبعها من تطوير لمهارة التفكير الناقد ستنقل المتعلمين من أجواء الخمول والسلبية في مواقف التعليم إلى أجواء المشاركة والتفاعل والإبـداع والمساهمة في وضع أهداف القراءة وتطوير أساليب المناقشة وإبداء الرأي وإصدار الأحكام وعمل الاستنتاجات المناسبة

إذن القراءة الناقدة تتمثل في القدرة على تحليل المادة المقروءة وتفسيرها والحكم عليها في ضوء معايير موضوعية مبنية على خبرة القارئ السابقة وعلى الخبرة الجديدة في النص المقروء، ومناقشة الآراء وتفسيرها، والموازنة بين الحجج والبراهين التي تؤيد اتجاها معينا، والحكم على المقروء حكما موضوعيا في ضوء مبادئ العقل والمنطق

أهداف تعليم القراءة الناقدة

إن الهدف الأساسي من تعليم القراءة في كل المراحل الدراسية بمختلف مستوياتها هو تنمية القدرة على الفهم لدى القارئ، حيث أن الفهم يتكون من خمسة أنماط أو مراتب كل منها يتعلق بقدرة مختلفة لكنها ترتبط جميعا فيما بينها. وهذه الأنماط أو المراتب هي :
  • القراءة من أجل معلومات خاصة.
  • القراءة من أجل تنظيم المعلومات.
  • القراءة من أجل تقويم المعلومات.
  • القراءة من أجل تفسير المعلومات. 
  • القراءة من أجل التذوق.
من بين الأهداف أيضا :
👈إقدار التلاميذ على التحليل والتفسير والنقد والتقويم للمادة المقروءة ، ومن ثم قبولها أو رفضها ، وهذه هي القراءة الناقدة التي نحتاجها لتكوين المواطن الصالح .

👈الوصول بالمتعلم إلى درجة القارئ المستقل للخروج بإبداعات جديدة، واتخاذ موقف الناقد فيها، فتتحول عملية القراءة عنده إلى قراءة ناجعة وناجحة وسريعة.



متطلبات اكتساب مهارة القراءة الناقدة

  1. التدريب على كيفية استخدام المراجع ومصادر المعرفة ومتابعة التطورات اليومية في مجال تقنية المعلومات واستخداماتها وكيفية الحصول عليها وتوظيفها بشكل ناجح ومفيد .
  2. تنظيم الأفكار وعرضها وفقا لتسلسلها المنطقي بما يتيح مناقشتها وتحليلها والحكم عليها بموضوعية وحيادية
  3. التمييز بين الرأي والحقيقة ، فالرأي هو وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ أما الحقيقة فهي مفهوم مقر لا يقبل أي احتمال سوى ما يتضمنه وما يشير إليه .
  4. القدرة على جمع المعلومات واستخلاص النتائج منها فالعبرة ليست بكم المعلومات وإنما بالقدرة على تفكيكها وتحليلها وإصدار الحكم عليها في صورة نتائج نهائية
  5. التعبير عن الأفكار بوضوح ، وفهم مغزى دلالة ونوعية المعلومات التي يتم جمعها من المصادر المتنوعة من المكتبة أو وسائل الإعلام حتى يؤدي اكتساب هذه المهارة إلى التفاعل الإيجابي المستمر بين القارئ والمستجدات التي يشهدها محيطه الاجتماعي والثقافي والعلمي وعلى فهم الأحداث المحيطة به .

مهارات القراءة الناقدة

  1. التمييز بين الحقائق والآراء المطروحة 
  2. القدرة على الاستنتاج الصحيح واستخلاص النتائج 
  3. احترام الرأي الآخر وتقبله
  4. استنتاج هدف الكاتب،
  5. التمييز بين المنطقي واللامنطقي في النص المقروء
  6. تقويم الحجج والتمييز بين القوية منها والضعيفة
  7. اكتشاف المعاني الضمنية من النص
  8. إدراك ما يتضمنه المقروء من وهم ومغالطات و الانفتاح على مصادر المعرفة المتعددة والاستفادة منها

قياس مهارات القراءة الناقدة

تستخدم الاختبارات لقياس مهارات القراءة الناقدة بهدف تحديد مستويات المتعلمين سواء كانت ممتازة أو متوسطة، أو متدنية، ويكون ذلك بطريقتين :

1 - الأسئلة الشفهية : بعد قراءة النص يطلب المعلم من المتعلم أن يجيب عن أسئلة شفوية يطرحها عليه، من عيوب هذه الطريقة اعتماد المعلم على تقديره الذاتي في الحكم على مستوى المتعلم القرائي. 

2 - الاختبارات الموضوعية : لها عدة أنواع، وأغلب الباحثين يعتمدون على طريقة الاختيار من متعدد، ويتميز هذه النوع من الاختبارات بأنها تضع أمام السؤال عدة إجابات يطلب من المتعلم اختيار واحدة منها تمثل الإجابة الصحيحة. وعند إعداد هذا النوع من الأسئلة يجب مراعاة الشروط التالية : 
  • أن تكون الإجابة من خلال ثلاثة أو أربعة احتمالات لأن ذلك يضعف أثر الصدفة والتخمين الإجابة الصحيحة.
  • أن يكون السؤال واضحا غير قابل للتأويل حتى يتمكن المتعلم من اختيار الإجابة الصحيحة. 
  • أن تحتوي الاحتمالات المطروحة على إجابة واحدة صحيحة فقط.
  • تجنب وجود أي إشارة تساعد المتعلم على الربط بين السؤال والإجابة.

وبالإضافة إلى اختبار الورقة والقلم هناك وسائل أخرى لقياس مهارات القراءة والمتمثلة في استخدام التكنولوجيا والمعلوماتية وذلك بالرجوع إلى حالة النظام المعرفي للمتعلم وفي هذا السياق يتم استخدام قياس الزمن (mesures chronométriques) كأدوات تشخيصية باستخدام الحاسوب في القراءة .


تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -