مربع البحث

مهارة التلخيص

مهارة التلخيص





مفهوم التلخيص

يتضمن التلخيص Abstraction القدرة على إيجاد لب الموضوع، واستخراج الأفكار الرئيسية فيه والتعبير عنها بإيجاز ووضوح أو إعادة هيكلتها وتنظيمها وصياغة تقرير موجز وذلك بإجراء عملية اختصار موضوعية للنص وبأسلوب من يقوم بالتلخيص مع المحافظة على أبرز الأفكار، وإعادة صياغة النص في عدد قليل من الكلمات، مع المحافظة على الأفكار الأساسية فيه، وهو مهارة تتطلب الدقة والتركيز والإيجاز، مع القدرة على ربط الأفكار وسلامتها دون إضافة أو نقد أو تعليق، ومراعاة الحجم المطلوب تلخيصه .

والواقع ان الهدف الأساسي للتلخيص هو إعادة تنظيم المعرفة وترتيبها والوصول إلى بناء معرفي سليم وقوي ومكثف ، فهو ليس عملية تقليص ، أو ضغط للنص بل هو قدرة ومهارة تكتسب بالتدريبات المتواصلة على تجديد الموضوع واستخراج خلاصته من بين التفصيلات والشروحات المطولة والأحداث والمواقف التفصيلية الكثيرة والمتشعبة، وهذه العملية تتطلب التأمل، وإمعان النظر في الموضوع المستهدف بالتلخيص، ويمكن أن يتم ذلك بطرق عدة منها ترتيب الأحداث وفقا لوقوعها التاريخي والمنطقي، أو الترتيب العلمي، أو تحديد الأفكار الرئيسية، ومن ثم إعادة بنائها بصورة موجزة .

كذلك فإن التلخيص يتطلب أيضا القيام بعملية فرز الكلمات والعبارات والأفكار، ومحاولة فصل ما هو أساسي عما هو فرعي ، ومعالجة المفاهيم والأفكار المتضمنة بلغة من يقوم بالتلخيص ، وانطلاقا من خبرته بالموضوع وفهمه له ، كما يتطلب مهارة في ترتيب الأولويات، وكل ذلك يعد من المهارات العقلية التي تتداخل مع بعضها لتصبح مهارة التلخيص مهارة مركبة تحتاج إلى من يجيدها ويعرف فنونها وتفاصيلها

فوائد التلخيص

للتلخيص عدة فوائد منها :
  • يوفر الوقت والجهد المبذول في القراءة المطولة لبعض النصوص بمعنى أنه يساعد في الاستغناء عن قراءة كامل المادة أو النص لأن الرجوع إلى الملخص قد يغني عن ذلك ويحقق المطلوب
  • من مزايا الملخص تركيزه على الأفكار الرئيسية والاستغناء عن الأفكار الثانوية الموجود في النص الأصلي ، وبالتالي فإنه يسهل عملية استخلاص لجوهر ولب الموضوع ومعرفة ما يرمي إليه بشكل مركز ومكثف
  • يساعد في عملية الفهم والاستيعاب لأن عمل الملخصات يمكن من تحديد الأطر العامة للموضوعات والتفصيلات المتفرعة منها ، ويضع حدودا فاصلة بين أجزاء الموضوع ويعمل على تصنيفه وتقييمه بصورة توضح المعنى وتساعد في تخزينه في الذاكرة.
  • إن التلخيص يساعد القارئ في إمداده بمعلومات مركزة قد يحتاج إليها بين حين وآخـر خصوصا إذا كانت هذه الملخصات منظمة ومبوبة بطريقة تسهل على الباحث العودة إليها عند الطلب
  • إن هذا الأسلوب يقوي لدى القارئ العديد من المهارات الفنية واللغوية والإبداعية، كما يساعده في تطوير مهاراته العقلية وزيادة مرونتها والعمل على تطويرها باستمرار .
  • للتلخيص أثر نفسي مهم على القارئ فهو يتيح أمامه معرفة أهم الأفكار بطريقة موجزة ومختصرة بدلا من قراءة صفحات مطولة تضيع وقته وجهده، وقد تشتت أفكاره أو تدخله في موضوعات فرعية هو غير معني بها أو لا يريد الولوج إليها .

قواعد التلخيص

قاعدة الحذف : وفقا لهذه القاعدة فإنه بالإمكان حذف كل الجمل والفقرات التي لا تؤثر على جوهر النص أو فهمه (كالاستطراد في الوصف والأعمال الثانوية، وتحديد الزمان والمكان والقضايا الجانبية ) .

قاعدة الدمج : أي أن القائم بالتلخيص بإمكانه أن يدمج جملة أو أكثر مع جمل أخرى تشكل شرطا لازما أو نتيجة للجملة .

قاعدة البناء : أي استحداث وبناء جملة جديدة وإحلالها بديلا عن جمل عديدة شريطة أن تكون الجملة المبنية نتاج طبيعي للجمل المحذوفة وتعطي نفس المعني الذي احتوت عليه ، كما يشترط في الجملة الجديدة أن تكون محبوكة ومبنية بناءا متينا ومركزا ويعطي صورة واضحة ومباشرة بدلا من الجمل المحذوفة .

قاعدة التعميم : أي أن بالإمكان استبدال عدة جمل تفصيلية بجملة واحدة عامة تتضمن كل التفاصيل الواردة في الجملة المستبدلة وتقدم تصورا شاملا للقارئ عن بعض ما ورد في النص. 

طرق التلخيص

هناك طرق عديدة لكتابة الملخصات، وتعتمد الطريقة المستخدمة على طبيعة المادة المطلوب تلخيصها، والهدف من عملية التلخيص، وأهم طرق التلخيص وأكثرها شيوعا :

الطريقة النثرية

نقل مُركّز ومكثف من النص الأصلي، وعادة ما يكون هذا النقل للنصوص النثرية المطولة التي تتضمن استطرادات وتفصيلات كثيرة حيث تستخلص منها الأفكار الرئيسية المهمة فقط، وتصاغ صياغة جديدة بعد ربط هذه الأفكار مع بعضها لبناء نص نثري جديد مع الحفاظ على نفس المضامين الواردة في النص الأصلي.

الطريقة الهيكلية 

وتكون على شكل كلمات مفردة أو فقرة مختصرة وتوضع على شكل قائمة باستخدام تقسيمات مثل : العناوين الرئيسية والعناوين الثانوية المتفرعة مع استخدام الترقيم والترميز لتوضيح صورة الملخص للقارئ .

الأشكال والخرائط العنكبوتية

وتتضمن هذه الطريقة وضع العنوان الرئيسي في مركز الصفحة على شكل هندسي معين (مربع، مستطيل، بيضاوي، .....الخ) ويتفرع من هذا العنوان خطوط وأسهم تشير إلى فروع العنوان الرئيسية، وهذه الفروع تخرج منها أيضا فروع ثانوية ،وهكذا، وهذه الطريقة مختصرة جدا وتقدم تصورا مبدئيا عن الموضوع دونما تفصيلات، وتستخدم هذه الطريقة عندما يكون الموضوع ذا تصنيفات وتشعبات كثيرة .

خطوات التلخيص

لكي يكون التلخيص مستوفيا لكل شروطه فلا بد أن نضع في الحسبان مجموعة من الاعتبارات الضرورية لكي تستكمل هذه العملية بنجاح وبشكل مفيد وفيما يلي هذه الخطوات :

1 - قراءة النص قراءة صامتة متأنية للتعرف على مضمونه العام وفهم الفكرة الأساسية التي يحتويها وكتابة جملة واحدة بعد هذه القراءة لتحديد فكرة الموضوع مع تدوين لبعض الملاحظات المفيدة في التلخيص، ووضع إشارات أو خطوط تحـت الجمل غير المهمة التي يمكن حذفها لا سيما الجمل الوصفية أو التفصيلية، والتعبيرات الفنية، وحشو الكلام، والتي أوردها الكاتب لدعم أفكاره وأية معلومات لا يؤثر حذفها على مضمون النص .

2 - قراءة النص مرة ثانية ووضع خطوط (بلون آخر) تحت الجمل الدالة على الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية الأخرى التي تدعم الفكري الرئيسية ، كذلك التأثير على الجمل الأساسية التي تشير إلى كيفية ترابط أجزاء النص مع بعضها .

3 - صياغة الملخص أو (إعادة بناء المنص) وتبدأ بكتابة اسم الكاتب، وعنوان الموضوع أو النص والفكرة الرئيسية ثم البدء بكتابة الملخص باستخدام أدوات الربط مع التغيير بإيجاز وتكثيف، ولا بأس من أن يأتي القارئ بألفاظ وتعبيرات من عنده غير الواردة في النص الأصلي.

4 - بعد أن تتم الكتابة الأولى للملخص فلا بد من مراجعته وتدقيقه والتأكد من حجمه ، ويفضل أن لا يزيد عن ثلث عدد كلمات النص الأصلي ، كما يتم تدقيقه من ناحية اللغة والإملاء والنحو وعلامات الترقيم .

5 - التأكد من وضوح الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية والمعلومات والحقائق الواردة في النص الأصلي واحتواء الملخص عليها ، كذلك الاطمئنان إلى سلامة الصياغة والإيجاز والترابط اللغوي واستبدال أو حذف أو إضافة بعض الكلمات الضرورية وإعادة تنظيم وترتيب المعلومات والمفاهيم بشكل نهائي، ويفضل عرضه على شخص آخر له إطلاع ومعرفة بهذا الشأن ليقرؤه قراءة نقدية متأنية لتتم كتابة الملخص وتجهيزه بشكل نهائي .
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -