التفكير الخلقي
والتفكير الخلقي يمكن تحديده بأنه نمط التفكير الذي يتعلق بالتقييم الخلقي للأشياء أو الأحداث ، وهو يسبق كل فعل أو سلوك خلقي .
تعريف التفكير الخلقي
التفكير الخلقي هو حكم على العمل أو العقل يصدره الفرد بعد القيام بعملية استدلال منطقي يطلق عليها الاستدلال الخلقي، قائم على الانصياع لمعايير المجتمع ، أو طاعة القانون أو على أساس المبادئ الخلقية العامةفالتفكير الخلقي هو حكم على العمل أو العقل ، صادر من الفرد عند قيامه بعمليات الاستدلال المنطقي ويخضع هذا التفكير لمعايير المجتمع والقانون والتفكير الخلقي هو نمط التفكير الذي يتعلق بالتقييم الخلقي للأشياء والأحداث وهو يسبق كل فعل أو سلوك خلقي
إن التفكير الخلقي ليس مجرد تطبيق وتنفيذ لنظام أو قانون سائد، بل تعقل كامن وراء الاختيار بين الصواب أو الخطأ يتعلق بالطريقة التي يصل بها الفرد إلى الحكم والوقوف على مبررات هذا الاختيار
ويختلف التفكير الخلقي عن السلوك الخلقي وقد لا يتفق السلوك الخلقي للفرد مع مستوى تفكيره الخلقي، ويمكن الاستدلال على ذلك بأن الفرد قد يأتي أحيانا بأنماط من السلوك قد لا تتفق مع ما يعتنقه من المبادئ الخلقية فمثلا قد يدرك الفرد أن البصق في الشارع سلوك غير أخلاقي، ومع ذلك قد يبصق في الشارع ، كما أن الفرد يعلم أن الغش في الامتحان سلوك غير أخلاقي، ومع ذلك قد ينتهز الفرصة ليغش إجابة السؤال.
نظرية لورنس كولبرج
تعتبر نظرية لورنس كولبرج واحدة من أهم نظريات النمو الخلقي، إذ يعرف كولبرج ( kohlberg ) الحكم الخلقي على أنه امتلاك القدرة على إصدار القرارات والأحكام التي تعد أخلاقية والمستندة إلى مبادئ داخلية عند الفرد والتصرف بطريقة تتوافق مع هذه الأحكام.
كما طور كولبرج تصور بياجيه (paiget) عن النمو الخلقي واستطاع أن يقدم تصوره في ستة مراحل للنمو الخلقي، مرتبة في ثلاثة مستويات هرمية في كل مستوى مرحلتين تبدأ من منظور التمركز حول الذات إلى المنظور الاجتماعي ومن ثم تنتقل إلى المنظور الإنساني العالمي، وقد اعتمد إتجاه كولبرج في فهم استجابات الأفراد للمشكلات الخلقية على تحليل البنية العقلية وأنماط التفكير الكامنة وراءه، واعتبر كولبرج العدل مفهوما أساسيا للنمو الخلقي ، ويرى أن التفكير الخلقي للأفراد يتغير مع نضجهم في العمر فالحكم الخلقي عملية مستمرة تحدث في مراحل النمو المختلفة، ولكل مرحلة مفهوم خلقي خاص بها وتختلف من مرحلة لأخرى ليصبح أشد تكاملا وأكثر عمومية
ومن هنا يعتبر التفكير الخلقي السليم لدى الفرد عنصر فعال في تحقيق قدر من الصحة النفسية والتغلب علــــى المؤثرات والصراعات النفسية، وبالتالي إيجاد شخصية قادرة على تحمل المسؤولية الخلقية
مستويات نظرية كولبرج في التفكير الخلقي :
- المستوى الأول : مستوى ماقبل العرف والقانون (pre -conventionalmorality) ويتضمن :
ب - المرحلة الثانية : التفرد والتبادل والمنفعة الشخصية instrumental,relativistorientational
- المستوى الثاني : مستوى العرف والقانون ويتضمن :
ب - المرحلة الرابعة : التوجه نحو القانون أو النظام low and order orientation
- المستوى الثالث : ما بعد العرف والقانون (post conventionalmorality) ويتضمن :
ب - المرحلة السادسة : المبادئ العامة (المبدأ الخلقي والضمير) Universal et hicalprinciple orientation
العوامل المؤثرة في التفكير الخلقي
هناك عدة عوامل تؤثر في النمـو الخلقي والتفكير الخلقي للفرد في مرحلة الطفولة ويمكن إيجازها كما يلي :
- مستوى الذكاء حيث يجعل المستوى المنخفض من الذكاء لدى الطفل من الصعب عليه أن يستوعب المفاهيم الخلقية وأن يدرك المواقف التي تطبق فيها
- نوع التعليم : غالبا ما يركز الكبار انتباههم على الأخطاء التي يقع فيها الأطفال ويعاقبونهم على ذلك دون أن يرشدوهم إلى ما يجب عليهم القيام به
- التغيرات في القيم الاجتماعية : بمأن القيم الخلقية للطفل هي انعكاس للقيم الاجتماعية ،فإنها يمكن أن تتغير إذا تغيرت الأخيرة ، ومثل هذا التغير في حقيقة الأمر يربك الطفل أكثر من الكبير .
- التناقض في السلوك الخلقي : من الأسباب التي تجعل الأطفال مضطربين هو شعورهم بوجود تناقض بين ما يطلبــــه الآباء والمعلمون منهم وبين سلوك الكبار أنفسهم
خصائص التفكير الخلقي
- التفكير الخلقي لدى الفرد يسير بشكل تتابعي أي أن الانتقال من مرحلة أخلاقية إلى أخرى يحدث بشكل تتابعي فكل مرحلة أخلاقية تبنى على المرحلة السابقة وما يميز الأفراد عن بعضهم البعض هو سرعة أو بطئ الانتقال من مرحلة إلى أخرى
- عالمية التفكير الخلقي وفقا لنظرية كولبرج فإن التتابع في نمو التفكير الخلقي هو ثابت وموحــد فـي الثقافات ويمتاز التفكير الخلقي وفقا لنظرية كولبرج في أن مبادئه عالمية وشاملة
- تجميد التفكير الخلقي : أي أن التفكير الخلقي لدى بعض الأفراد يقف عند مرحلة معينة حيث يشير كولبرج إلى أن الأطفال الذين لم تتح لهم فرصة النمو الخلقي لعدد من السنين يكونون أكثر احتمالا لأن يتجمدوا في المستوى الذي وقفوا عنده فالمراهق في سن السادسة عشرة من عمره لا يزال يفكر بمستوى المرحلة الثانية وهو نسبيا ثابت بالمقارنة بطفل العشر سنوات الذي يفكر بمستوى نفس المرحلة وعندما يجمد الأفراد لعدة سنوات في مرحلة عمرية معينة فإنهم يبنون حاجزا قويا يحول بينهم وبين فهم مقدمات عالمهم الاجتماعي الذي لا يتفق ومستوى تفكيرهم الخلقي .
علماء النفس يؤكدون على أن السلوك الخلقي سلوك مكتسب يكتسبه الفرد من خلال تفاعله اليومي مع مواقف الحياة المختلفة هذا من جهة وجهة أخرى أيضا يرى علماء النفس أن السلوك الخلقي لايتم اكتسابه دفعة واحدة وإنما اكتسابه بشكل تراكمي أو بشكل موازي لتطور جميع الجوانب الشخصية للفرد
ومن هنا يعتبر التفكير الخلقي السليم لدى الفرد عنصر فعال في تحقيق قدر من الصحة النفسية والتغلب علــــى المؤثرات والصراعات النفسية، وبالتالي إيجاد شخصية قادرة على تحمل المسؤولية الخلقية