مربع البحث

قبعات التفكير الست

قبعات التفكير الست




مفهوم قبعات التفكير الست

ماهي قبعات التفكير الست؟ هي:استراتيجيات أو أدوات مقصـودة تمكـن الفـرد مـن ممارسة ست أنواع من التفكير .وينظـر إلى أن قبعـات التفكـير السـت هي عبارة عن نموذج متكامل؛ إذ يتضمن تنمية ست أنواع من التفكير لدى الفرد، عبر الألوان المختلفة والتـي ترمز إلى أنواع متباينة من أنواع التفكير، وبالتالي تحقق التفكير المتوازي.

أصل فكرة القبعات الست

فكرة وتصميم برنامج القبعات الست إلى إدوارد دي بونو Edward De Bono،ولد في مالطا وحصـل عـلى عـدة منح دراسية في جامعة أكُسفورد وكامبريدج، ولندن، وهارفرد.حصل عـلى شـهادة الطـب M.D، وحصـل على شهادة الدكتوراه في علم النفس، وشهادة الدكتوراه في علم وظائف الأعضاء، أفاد ديبونو كثـيراً مـن دراسته للطب وعلم وظائف الأعضاء بالإضـافة إلى دراسـته لعلـم الـنفس، فتكـون لديـه فهـم بالنظـام البيولوجي لجسم ودماغ الإنسان قاده إلى تصميم برامج وطرق مبتكرة في تعليم التفكير والإبداع
وهو أيضاً مبتدع برنامج كورت "CORT" لتطوير تفكير الأطفال، مبتدع تعبير ووسائل التفكير الإبـداع. وهـذا البرنامج هو أحد إبداعات هذا العالم، ويقصد بها أداة تفكـير فعالـة تشـجع التفكـير المتـوازي، كـما أن البرنامج التدريبي يمنح متلقيه المعرفة والمهارة لاستخدامه والاستفادة منه.

وتأتي فكرة القبعـات السـت من أوجه القصور في الأسلوب الذي نفكر بـه عـادة، حيـث أنـه يفتقـد إلى البنـاء المنـتظم و التصـميم ، ويفتقر إلى الإبداع والابتكار، ويجعل من الناس في حالة تضاد و تنافر .

وصمم برنامج قبعات التفكير الست لنقل التفكير بعيداً عن طريقة الجدل التقليديـة إلى أسلوب رسـم الخـرائط، مـما يجعـل التفكـير عمليـة مـن مـرحلتين، الأولى هـي رسـم الخريطة، والثانية اختيار مسار على هذه الخريطة. فإذا كانت الخريطة جيدة يتضح أفضـل المسـارات ، وكما في تشبيه الطباعة، تقوم كل قبعة بوضع نمط من التفكير على الخريطة. فالتفكير المركز يصبح أكثر فاعلية، فبدلاً من إضاعة الوقـت في الجـدل والنقـاش المتشـعب، يـتم اسـتخدام مـدخل مـنظم رسـمي ودقيق لإدارة النقاش والاجتماعات.

وطريقة القبعات الست هي: تقسيم التفكـير إلي سـتة أنمـاط واعتبـار كـل نمـط كقبعـة يلبسـها الإنسان أو يخلعها حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة ويعتقد أن هـذه الطريقـة تعطـي الإنسـان في وقت قصير قدرة كبيرة عـلى أن يكـون متوفقـا وناجحـاًً في المواقـف العمليـة والشخصـية وأنهـا تحـول الموقف الجامد إلى مواقف مبدعة أنها طريقة تعلمنا كيف ننسق العوامل المختلفة للوصول إلى الإبداع


سر الألوان الستة 

تم اختيار ألوان الأنماط الستة لتضفي نوعا من الجو النفسي على عملية التفكير فقد ثبت علميـاً ما للألوان من تأثير نفسي على البشر من خلال تجارب عملية تبين مـن خلالهـا دور الألـوان في اسـتثارة مشاعر نفسية مختلفة، وقد ارتبطت بعض الألوان في لاوعي كثير من الناس عـلى مـر العصـور بمشـاعر محددة: فالأحمر يرمز إلى الحب ولـذلك اختـير ليـدل عـلى التفكـير العـاطفي، أمـا الأصـفر فقـد ربـط بالتفكير الإيجابي وهو مأخوذ من لون الشمس الصفراء لما لها من دور عظيم في عمليـة الحيـاة والنمـو على سطح الأرض فهي مصدر جميع أنواع الطاقة .. 

أما الأسـود فارتباطـه بـالتفكير التشـاؤمي واضـح ولا يحتاج لمزيد بيان، واللون الأبيض يرمز إلى النقاء والصفاء ولذلك جعل رمزا على التفكير المحايد الذي لايحمل أية توجهات مسبقة لا إيجابيـة ولا سـلبية، أمـا الأخضر فيرمـز إلى التفكـير الإبـداعي وهـو لـون
النباتات لما فيها من عظيم بديع خلق الـلـه الظاهر للعيان، وأخير الأزرق يرمز للتفكـير الشـمولي وهـو لون السماء الزرقاء المحيطة بالأرض كما أنه لون البحر المحيط باليابسة .

ويذكر دي بونو De Bono أن قبعات التفكير الست طريقة منظمة فنيـاً وواضـحة ،وكـل قبعة من القبعات تمثل جانباً من التفكير، وهي كالآتي :
 
  1. القبعة البيضاء : موضوعية، وحيادية، وتركز فقط على الحقائق الموضوعية والأرقام.
  2. القبعة الحمراء : اللون الأحمر يرمز للغضب (يحمر غضباً) والغـيظ والعواطـف، والقبعـة الحمـراء بذلك تمثل وجهة النظر العاطفية (الحدس، والمشاعر، والعواطف).
  3. القبعة السوداء : اللـون الأسـود يـوحي بـالحزن والسـلبية، والقبعـة السـوداء تركـز عـلى النـواحي السلبية، وعلى نقاط الضعف والفشل، وتركز على الأحكام السلبية، ووضع أسباب فشل الفكرة.
  4. القبعة الصـفراء : اللـون الأصـفر مشرق وإيجـابي، والقبعـة الصـفراء رمـز للتفـاؤل والأمـل والتغـير الإيجابي، والآراء البناءة، فهي تمثل شروق الشمس.
  5. القبعة الخضراء : اللون الأخضر يدل على العشب الكثير والنمو والخصوبة، والقبعـة الـخضراء رمـز للابتكار والإبداع والأفكار الجديدة.
  6. القبعة الزرقاء : التفكير حول التفكير، والتحكم بالعمليات، وإدارة الفريق، واتخاذ القـرارات، فهـي تلعب دور التحكم المنظم لعملية التفكير واستخدام القبعات الأخـرى. فـاللون الأزرق بـارد، وهـو لون السماء التي تعلو كل شيء.
 
ويوضح دي بونو (De Bono) أن عملية تذكر وظيفة كل قبعة سـهلة إذا ارتبطـت بـاللون ومدلولاتها وتداعي المعاني أو الأفكار، ويمكن أن يفكر بالألوان بطريقة ثنائية على النحو التـالي: الأبـيض والأحمر، الأسود والأصفر، الأخضر والأزرق.
 
ومن الناحية العملية يتم الرجوع إلى القبعات والتحدث عنها بذكر ألوانها وليس الوظـائف التـي تؤديها. وهناك سبب وجيه لذلك لأنك لو طلبت من أحد الأشخاص ردود أفعال عاطفيـة، فلـن تحصـل على إجابات صادقة، لأن طبيعة الناس تعتقد أنه من الخطأ أن تكون عاطفياً. 

ولكـن مصـطلح "القبعـة البيضاء" حيادي وغير متحيز. إن باستطاعتك أن تطلب من أحد الأشـخاص أن "يخلـع القبعـة السـوداء
للحظة" بسهولة أكثر من طلبك منه أن يكف عن السلبية. إن حيادية الألـوان تتـيح الفرصـة لاسـتخدام القبعات دون خلق إحراجات. وهكذا يصبح التفكـير لعبـة لهـا قوانينهـا بعيـداً عـن الاسـتنكار والشـجب وأسلوب الوعظ والإرشاد.
 
ويبين دي بونو أن هناك وظيفتين لمفهوم قبعات التفكير الست :
الوظيفة الأولى : تبسيط التفكير بإتاحة الفرصة أمام المفكر للتعامل مع قضـية واحـدة في الوقـت الواحد، بدلاً من تدخل العواطف والأحاسـيس والمنطـق والمعلومـات والآمـال والإبـداع جميعهـا في آن واحد، ويكون بإمكان المفكر التعامل مع كـل قضـية عـلى حـده. فبـدلاً مـن اسـتخدام المنطـق لتعزيـز عاطفة نصف مخيفة، يمكن للمفكر إخراج العاطفة إلى السطح باستخدام قبعـة التفكـير الحمـراء دون
الحاجة لتبريرها. ويأتي بعد ذلك دور قبعة التفكير السوداء للتعامل مع عنصر المنطـق، إن أشـد أعـداء التفكير هو التعقيد الذي يقود إلى الإرباك والتشوش. فعندما يكون التفكير واضحا وبسيطاًً يصـبح أكـثر إمتاعاً وفاعلية. لهذا تفكير القبعات الست في غاية البساطة وسهولة الاستخدام.

والوظيفة الثانية : لمفهوم قبعات التفكير الست هو السماح لنقـل التفكـير وتحويلـه. فـإذا كـان موقف أحد الأشخاص سلباً في اجتماع ما، يمكن الطلب منه بخلع "قبعة التفكير السوداء"، وهذه إشـارة له بأنه أصر على السلبية، ويمكن الطلب منه ارتداء قبعة التفكير الصفراء وبذلك طلب مبـاشر لـه بـأن يكون إيجابياً، وبهذه الطريقة يتيح لنا تفكير القبعات الست مصطلحا محـدداًً دون أن نكـون عـدائيين ونسيء للآخرين، والأهم من ذلك هو عدم تهديد شخصية الآخرين، بل تحويل الموقف إلى تمثيل الأدوار أو إلى لعبة، وبذلك يصبح استخدام قبعات التفكير نوعًا من إعطاء تعليمات بطريقة الاختزال ..

والغرض من مفهوم قبعات التفكير الست هي إتباع طريقة تفكير واحدة في الوقت الواحد، بدلاً من القيام بكل شيء في نفس الوقت ويشبه ذلك طباعة الألوان، حيث يتم طباعة كل لون على حده، ثم تتحـد جميـع الألوان.
 
وقد يشعر مستخدمو مفهوم قبعات التفكير الست بنوع من الغرابة، ولكن سرعان ما تزول هذه الغرابة، وتتضح سهولة النظام، ويبدأ استخدام الأسلوب بطريقـة الالـتماس بارتـداء قبعـة أو اسـتبدالها بقبعة أخرى.
 
وتكمن أهمية القبعات بأنها توزع أدواراً للتفكير، حيث يشعر المفكر بالاعتزاز والفخر عند تمثيله جميع هذه الأدوار. وبـدون إضـفاء الصـبغة الرسـمية عـلى القبعـات يسـتمر بعـض المفكـرين في نمـط تفكيري واحد، وقد يكون نمط تفكير القبعة السوداء، إن هذا البرنامج سهل للغايـة، ولكـن جـوهر كـل قبعة يجب تذكره 

طريقة عمل القبعات الست

إن طريقة القبعات الست تـتلخص بعـرض موقـف أو مشـكلة مـا مـن قبـل المـدرب أو المعلـم ، وتحديد نوع القبعة المطلوب التفكير بها والوقت المسموح لهـا، ثـم الانتقـال إلى قبعـة أخـرى، وهكـذا حتى يتم النظر بالمشكلة من خلال جميع القبعات الست، ويـتم تلخـيص الأفكـار والقـرارات في نهايـة الجلسة عن طريق القبعة الزرقاء، وأعتقد أنه مـن السـهل جـداً التعـرف عـلى طريقـة عمـل القبعـات
الست، فبعد أن يتقن الطالب وظيفة كل قبعة، ويميّز بين عمل القبعات الست المختلفة، ونوع التفكير لكل قبعة، يسهل عليه التفكير بالقبعـات السـت، ويتطلـب ذلـك مـن المـدرب شرحًـا مفصـلاً للبرنـامج والقبعات الست، وإعطاء أمثلة عديدة كنماذج قبل البدء بالأنشطة التدريبية.
 
ويعتقد دي بونو أن هذه الطريقة تعطـي الإنسـان في وقـت قصـير قـدرة كبـيرة عـلى أن يكون متفوقاً وناجحًا في المواقف العملية والشخصية، وفي نطاق العمل أو في نطاق المنزل، وأنهـا تحـول المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية، والمواقف الجامدة إلى مواقف مبدعـة، إنهـا طريقـة تعلمـك كيـف تنسق العوامل المختلفة للوصول إلى النجاح، فمن السهل فهم أنـواع التفكـير السـتة، ولكـن المهـم هـو
التدرب المتكرر، حتى يصبح لبس القبعات الست عادة، والقبعة المقصودة هنا ليسـت قبعـة حقيقيـة ، ولكنها ترمز إلى طريقة في التفكـير، أي أنـه لـن يكـون هنـا لـبس حقيقـي لأيـة قبعـة أو خلعهـا، وإنمـا استخدام طريقة معينة في التفكير، ثم الانتقال إلى طريقة أخرى، وهكذا.

الأهداف من قبعات التفكير الست

لعب الأدوار يؤدي لعب الدور إلى تحرير ذات الفرد من التفكـير المسـتقيم والـذي يسـير في اتجـاه واحد؛ ليحل محله أنواع مختلفة من التفكير.
 
تمكن إستراتيجية قبعات التفكير الست الفرد من توجيـه انتباهـه نحـو زوايـا أو رؤى، أو اتجاهـات متعددة للموضوع أو القضية قيد البحث والاستقصـاء؛ وبالتـالي يزيـد إدراك الفـرد للموضـوع قيـد الاهتمام أو البحث.
 
توفر تقنية قبعات التفكير الست لمرتديها سهولة الاستخدام؛ من حيث كونهـا لغـة رمزيـة؛ إذ ترمـز كـل قبعة إلى نوع أو نمط محدد من أنماط التفكـير فمـثلاً ترمـز قبعـة التفكـير السـوداء إلى التفكـير الناقـد ، وقبعة التفكير الصفراء ترمـز إلى التفكـير الإيجـابي، وقبعـة التفكـير الـخضراء ترمـز إلى التفكـير الجـانبي (الإبداعي)، وقبعة التفكير الزرقاء إلى التفكير في التفكير، وقبعة التفكير البيضاء إلى التفكير الحيادي.
 
يؤدي استخدام التفكير المتـوازي لقبعـات التفكـير السـت إلى تعـديل التـوازن الكيميـائي، وبخاصـة الوصلات العصبية التي تصل بين الخلايا العصبية، وذلك عنـدما يـتم اسـتخدام أنـواع مختلفـة مـن التفكير، بحيث لا يسيطر نوع على آخر.


تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -