أسلوب حل المشكلات
يعتبر أسلوب حل المشكلات من الأساليب التدريسية الحديثة التي تعمل على إكساب الطلبة مهارات حل المشكلة، حيث لاقى هذا الأسلوب اهتماماً من قبل التربويين في مختلف التخصصات، سواء العلمية أو الإنسانية
أسلوب حل المشكلات Problems Solving Method
يعرف بأنه مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المتعلم، بتوجيه من المعلم، تهدف إلى تنمية المهارات العلمية ومهارات التفكير ومهارات عمليات العلم، كما تهدف إلى تزويد الطلاب بالخبرات المختلفة التي تساعدهم على اكتشاف شيء جديد من خلال حل المشكلات.كم يعرف بأنه نشاط تعليمي يواجه فيه الطالب مشكلة فيسعى إلى إيجاد حل أو حلول لها، وعليه أن يقوم بخطوات مرتبة في نسق تماثل خطوات الطريقة العلمية في البحث والتفكير، ويصل منها إلى تعميم أو مبدأ يعتبر حلاً لها
مهارات حل المشكلة Problem Solving Skills
تعرف بأنها مجموعة من الخطوات المحددة التي يتبعها الفرد لحل مشكلة معينة، وتتضمن الإحساس بالمشكلة، وجمع المعلومات وتكوين الفروض والتصميم التجريبي، وتفسير النتائج، والتقويم.وهي تلك المهارة التي تستخدم لتحليل ووضع إستراتيجيات تهدف إلى حل سؤال صعب أو موقف معقد أو مشكلة تعيق التقدم في جانب من جوانب الحياة.
ويمكن إكساب الطلبة مهارات حل المشكلة من خلال تدريبهم على مشكلات حقيقية مرتبطة بالحياة اليومية للطالب، وذلك من خلال استخدام أساليب تدريسية تتيح الفرصة للطلبة في حل المشكلة بأنفسهم، ويعتبر أسلوب حل المشكلات من الأساليب التدريسية التي تركز على قيام الطالب بحل المشكلة بنفسه معتمداً على خبراته ومهاراته، والتي يمكن أن تتطور باستمرار إذا ما أعطى الطالب الفرصة في أخذ الدور النشط في عملية حل المشكلة
وقد حدد التربويون مجموعة من مهارات حل المشكلة والتي يفترض من المتعلم أن يكتسبها حتى يكون قادراً على التعامل مع المشكلات التي تواجهه والتوصل إلى حل أو حلول لها، وعلى الرغم من اختلاف التربويين في عدد ومسميات بعض هذه المهارات، إلا أنهم يتفقون في مضمون العديد من المهارات . ومنها مايلي :
- وضع خطة عمل.
- جمع البيانات وتحليلها.
- ابتكار الحلول وتقويمها.
- التفسير والتقويم.
- العمل الفردي والجماعي.
- تحديد المشكلة واستيعاب طبيعتها ومكوناتها
- الربط بين عناصر ومكونات المشكلة وخبرات التعلم السابقة.
- اقتراح الحلول الممكنة.
- التخطيط لإيجاد الحلول
- تجريب الحل واختباره.
- تعمیم النتائج.
- نقل الخبرة والتعلم إلى مواقف جديدة.
شروط تطبيق أسلوب حل المشكلات
ولكي يتمكن المعلم من تطبيق أسلوب حل المشكلات بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة منه، فإنه لابد من الأخذ في الاعتبار جملة من الأمور أهمها ما يلي :
- أن يكون المعلم قادراً على تعليم حل المشكلات وملماً بالمبادئ والأسس والاستراتيجيات اللازمة لذلك.
- أن يكون المعلم قادراً على تحديد الأهداف التعليمية لكل خطوة من خطوات حل المشكلة.
- أن تكون المشكلة من النوع الذي يستثير الطلبة، بحيث تكون غير مألوفة لهم، وفي مستوى قدراتهم المعرفية وقابلة للمعالجة ، ومرتبطة بالحياة الواقعية للطالب قدر المستطاع.
- تنظيم الموقف التعليمي لتوفير التدريب المناسب، أي يجب أن يتأكد المعلم من إتقان الطلبة للمتطلبات الأساسية اللازمة لتعلم حل المشكلات، مثل إتقانهم لخطوات نموذج معين في حل المشكلات، وتوفير الظروف العملية المناسبة لذلك.
- أن يستخدم المعلم الطرق المناسبة لتقويم تعلم الطلبة، بحيث يستخدم أدوات متنوعة كالملاحظة، وطرح الأسئلة الشفوية، والاختبارات القصيرة ... الخ، للتأكـد مـن تحقـق الأهداف المحددة.
كما ينبغي تدريب الطلبة على مشكلات بسيطة في بداية التدريس، ومن ثم التدرج في مستوى الصعوبة للمشكلات المقدمة من قبل المعلمين والذي قد يسهم في تقبل الطلبة لهذا الأسلوب، وبالتالي اندماجهم بشكل فعال في عملية حل المشكلات.
كما أنه لابد من أن يكون صياغة سيناريو المشكلة واضحاً ومباشراً، وخالياً من الكلمات غير المفهومة من قبل الطلبة، لكي يتمكنوا من فهم المشكلة وتحديدها بشكل دقيق.
خطوات أسلوب حل المشكلات
الخطوة الأولى : تحليل المشكلة
حتى يتمكن الفرد الفرد من تحديد المشكلة بشكل دقيق وصحيح، فإن عليه أن يعمل على دراسة الموقف المشكل وفهمه من كافة جوانبه، وذلك من خلال تحليل المعلومات والبيانات الواردة في نص المشكلة، وتحديد المعلومات المطلوبة والبحث عن تلك المعلومات من المصادر المختلفة، وتمثل موقف المشكلة باستخدام الصور والمعادلات والرسومات والمخططات، كما أنه يستدعي من الذاكرة طويلة المدى بعض التمثيلات الملائمة التي تساعده في فهم عناصر المشكلة، وبالتالي تمكنه من معرفة الأسباب التي أدت إلى حدوث المشكلة، ومن ثم الانتقال إلى الخطوات التالية من حل المشكلة بشكل صحيح، ويتم صياغة المشكلة في صورة تقريرية مختصرة أو بصيغة سؤال يتطلب البحث عن إجابة.الخطوة الثانية : فرض الفروض
عندما يواجه الإنسان المشكلات فإنه يحاول جاهداً إيجاد الحلول لها، والعقل البشري في مثل هذه الحالة ينشط لاكتشاف الحل، ويحلق في الخيال، ويجهد نفسه مستفيداً من خبراته السابقة والحالية للوصول إلى احتمال أو أكثر للحل يصوغه على شكل جملة تسمى الفرض.وتكمن أهمية الفروض في أنها تعمل على توجيه عملية حل المشكلة، وتوظيف البيانات بشكل علمي ، والفرض الجيد يجب أن يكون له علاقة بموضوع المشكلة، وقابلاً للاختبار سواء كان من خلال البحث في المصادر المتاحة، أو الملاحظة، أو من خلال التجربة، وأن يصاغ بصورة واضحة تيسر فهمه ووضعه موضع الاختبار
الخطوة الثالثة: تصميم إستراتيجية الحل
يعمل الطلبة في هذه الخطوة على ربط ما تم في الخطوتين السابقتين، بالإضافة إلى المعرفة التي يمتلكونها، في إطار من التخيل والمحاكمة التجريبية للبحث عن إستراتيجية للحل، لاختبار صحة الفروض التي تمت صياغتها في الخطوة السابقة، وقد يتم اختبار صحة الفروض من خلال البحث في المصادر المختلفة سواء المراجع أو الانترنت أو من خلال الملاحظة أو من خلال التجارب العلمية، وحتى يتمكن الطلبة من تصميم الإستراتيجية المناسبة للتحقق من صحة الفروض فإن عليهم القيام بما يلي :
- تجزئة المشكلة إلى أجزاء أو حلول لحالات أبسط
- تكوين مشابهات لمواقف تمت معالجتها سابقاً وذات ارتباط بالمشكلة الحالية
- تأطير المشكلة بالرجوع إلى المفاهيم العلمية التي تدور حولها
- التعمق في دراسة المشكلة باستخدام الجداول، والرسومات البيانية، والمخططات... إلخ.
الخطوة الرابعة : حل المشكلة
يتم في هذه الخطوة تنفيذ استراتيجيات الحل التي تم تصميمها في الخطوة السابقة، ويعمل الطالب في هذه الخطوة على تقويم عملية التنفيذ من خلال التقويم التكويني أثناء عملية التنفيذ، وذلك من خلال إعادة النظر في جزء من أجزاء الحل المقترح بعد أن يتأكد أن هذا الجزء لا يؤدي الهدف المطلوب منه، والتقويم النهائي بعد عملية التنفيذ الذي يشير إلى إمكانية تعديل الحل أو إلغاؤه (تجريب حل آخر)، أو دمجه في بنيته المعرفية بعد أن تثبت صحته في الوصول إلى الحل المطلوب للمشكلةالخطوة الخامسة : تحليل النتائج
تعتبر هذه الخطوة ضرورية في عملية حل المشكلة، فهي لا تحاول فقط اكتشاف الأخطاء، بل أيضاً التحقق من صحة النتائح في ضوء فروض حل المشكلة والبناء المعرفي، كذلك فإن هذه الخطوة تتحقق من الصدق الداخلي لعملية حل المشكلة، كما يحدث في إطار عمل البحث العلمي، ومن خلال النتائج فإنه قد يؤدي ذلك إلى استفسارات ومشكلات جديدة ، ويقوم الطلبة في هذه الخطوة بربط التفسيرات العلميـة بالمبادئ والقوانين والنظريات العلمية ذات العلاقة بموضوع المشكلة المبحوثة بحيث تكون تلك التفسيرات مترابطة منطقياًوذات معنى علمي.