كيف تتذكر ما قرأته
كُلّ النَّاس تقرأ، ولكن ليس كلهم يتذكرون ما قرأوه. فهناك أصول أو قواعد للقراءة ينبغي مراعاتها حتى نستطيع أن نقوم بعملية تخزين ما نقرأه بذاكرتنا ونستدعيه عند الحاجة.
كما أنَّ ما نقرأه هو الذي يُحدِّد لنا ما يجب أن نلتزم به أثناء القراءة، فقراءة صحيفة تختلف عن قراءة كتاب وقراءة كتاب علمي يختلف عن قراءة كتاب أدبي.. وهكذا.
هذه أهم القواعد التي يجب مراعاتها عندما نقرأ، لتكون قراءتنا قـراءة واعية ومثمرة ومحفزة لنا علي التذكر :
تكوين فكرة عامة عما تقرأه
إنَّ أوَّل ما يجب أن تفعله عندما تقوم بقراءة كتاب أو موضوع جديد أن تأخذ فكرة سريعة عن هذه المادة التي بين يديك، فتتعرف علي مضمونها وأفكارها الرئيسة فقم بإتباع الخطوات التالية:- اعرف مضمون الكتاب من خلال قراءة السطور الموجزة التي يضعها المؤلّف، أو الناشر علي ظهر الكتاب بافتراض وجود ذلك .
- استطلع الفهرس ومحتوياته لتتعرّف على موضوعاته الأساس.
- اقرأ مقدمة الكتاب قراءة سريعة والتي يوضح فيها المؤلّف مضمون كتابه والغرض من إصداره
كيف تقرأ
من أهم قواعد القراءة الصحيحة أنّه يجب الاهتمام بقراءة الجملة أو (المعنى) أكثر من الاهتمام بقراءة كُلّ كلمة. فلاشك أنَّ الذي يقرأ ببطء شديد ويُمعن النظر في كُلّ كلمة أمامه أقل فهما من الذي يقرأ بدرجة أسرع تجعله يلتقط معاني الجمل بأكملها.وهذا ينطبق بصفةٍ خاصَّةٍ علي اللُّغات الأجنبية، حيث إن المعنى أو المضمون يأتي من العبارة بأكملها وليس من معنى كل كلمة منها. ولذا.. يجب الاهتمام أثناء القراءة بمراعاة علامات الوقوف (النقطة والفاصلة) لأنَّها تفصل بين جملة وأخرى أو معنى وآخر.
قراءة الموضوع في وحدات منفصلة
لا يُفضّل قراءة موضوع كبير، أو كتاب بعينه مرة أو جملة واحدة، لأنَّك بهذه الطريقة لن تتذكر جيدًا ما قرأته. كما لا يُفضّل أن تقرأ عدة أسطر من كُلّ موضوع، ثُمَّ تهمل قراءة الباقي وتنتقل لموضوع آخر. وإنما يجب أن تهتم بقراءة الكتاب في صورة أجزاء أو فصل أو موضوعات كاملة.وقبل أن تنتقل لقراءة فصل أو باب أو جزء آخر لابد أن تتأكد من تخزين ما سبق بذاكرتك تخزينا جيدًا بإعادة التكرار والمراجعة.
وينصح بالتالي :
- قم بتجهيز ورقة وقلم ودوّن بها أهم العناصر أو الأفكار التي تضمنها الموضوع الذي قرأته بحيث تكون هذه الأفكار بمثابة مفاتيح للتذكَّر.
- دوّن أو استنبط أهم الأسئلة وإجاباتها التي تغطي الموضوع الذي قرأته، أو بمعنى آخر ألعب دور المعلم لبعض الوقت لتختبر نفسك.
- دوّن المعاني أو الأفكار أو الأسئلة التي لا تفهمها فهما جيدًا، وأعد قراءة الموضوع مرّة أخري لزيادة فهمها، وإذا لم تستطع أن تجد إجابة واضحة لما يدور بذهنك من استفسارات ،وأسئلة، إلجأ لمعلم الفصل ليساعدك في فهمها أو استعن بكتب إضافية.
كيف تقرأ المواد العلمية
تحتاج قراءة المواد العلميّة، مثل: الرياضيات والكيمياء والفيزياء إلى نوعية مختلفة من القراءة فبالإضافة إلى القواعد السابقة، يجب أن تحرص كذلك علي التأكد من حفظ القواعد والنظريات والمعادلات وفهمها فهما جيدًا، وأن تقوم بتطبيق ما فهمته من خلال الإجابة عن نماذج للاختبارات والأمثلة والمسائل الرياضية.ويجب أن تلاحظ أنَّ هذه النوعية من المواد تعتمد اعتمادًا كبيرًا علي تسلسل الفهم، بمعنى أنّه لابد أن تفهم جيدًا وتطبق ما درسته من معادلات ونظريات وقواعد حتى تستطيع أن تفهم وتتذكر ما سوف يستجد من معلومات أخرى. فلا تنتقل من جزء لآخر دون فهم وتطبيق وممارسة جيدة.
استبقاء المعلومات بالمخ
إنَّ من أهم ما يجعل المعلومات تثبت بذهنك أثناء القراءة هو اصطياد الأفكار المهمة ( أو القواعد والنظريات والمعادلات ) والتأكد من فهمها، فهذه تكون بمثابة المفاتيح التي تُعينك علي تذكَّر الموضوع بأكمله.ولذا فإنَّه يجب أن تكون منتبها أثناء القراءة للعناصر الأساس المهمة، فضع تحتها خطًا - إذا شئت - وقل لنفسك لابد أن أتذكَّر هذه المعلومة. وقم بترديدها أو بإبرازها علي ورقة جانبية.
ولاحظ أنَّ الفهم يعد وسيلة قويَّة لتخزين المعلومات وسهولة ،تذكُّرها، فاحرص علي فهم كُلّ الأفكار الأساس بالموضوع حتى تتمكّن من تذكرها عند الحاجة.
القيام المراجعة الشاملة
بعد قيامك بقراءة كل باب أو فصل، وتأكدك من استيعاب أهم الأفكار الأساس به، وقمت باختبار قدرتك علي تذكر ما جاء به، يجب أن تبدأ في عمل مراجعة شاملة، بمعني أن تراجع الموضوع كُلّه أو المادة بأكملها مراجعة تضمن لك الإلمام بنواحي هذه المادة كافة وعناصرها الأساس وربط الأفكار والمعلومات المختلفة ببعضها.ويجب أن تخصّص وقتًا مُعيَّنا لذلك، فلا يجوز أن تراجع جزءًا من مادة ثم تنتقل لدراسة أو مراجعة مادة أخري، وإنّما اجعل عملية المراجعة كاملة شاملة؛ لأنَّ دخول معلومات مختلفة من مادة أخري علي ذهنك يحدث نوعًا من الاضطراب أو التشويش لذاكرتك.
كيف تتذكر الأحداث التاريخية
طلب مُعلّم التاريخ من طلابه حفظ هذه القائمة الطويلة لتواريخ الحروب بشكل متسلسل- (1642) ......... الحرب الأهليّة البريطانية.
- (1815)........... معركة وترلوو
- (1914) ......... الحرب العالمية الأولى
- (1939)........ الحرب العالمية الثانية.
- (1950)...... الحرب الكورية...
- (1956)......... العدوان الثلاثي علي مصر.
- (1973)........ حرب أكتوبر
- (1982) .......... حرب فوكلاند
- (1990) ......... حرب الخليج
من الصَّعب أن يحفظ الطالب كُلّ هذه التواريخ بدون اللجوء إلي حيل تُساعده علي التذكَّر . فيمكن حفظ تسلسل المعارك باستخدام
طريقة الصور الذهنية والربط بين الكلمات .
وهذا مثال لذلك : تصوّر أنَّك تقوم برحلةٍ تتطلَّب الوقوف في (9) محطات تُمثَّل عدد هذه الحروب. وتبدأ بالوقوف عند أوّل محطة والتي تمثل أوّل حرب الحرب الأهلية البريطانية وتصوّر أنَّك خلال هذه المحطة تزور معالم لندن الشهيرة مثل: ساعة بج بن ومتحف مدام توسو للشمع، ثُمَّ تنتقل بذهنك بعد ذلك للمحطة الثانية فالثالثة فالرابعة... وهكذا.
ثُمَّ اختر بعد ذلك صورة ذهنيّة أو لفظًا مُعيَّنًا لكُلّ محطة أو حرب مع ضرورة الاهتمام باختيار صورة أو لفظ فعّال لتذكر المحطة الأولى علي وجه التحديد باعتبارها نقطة الانطلاق.
فمثلًا، يمكنك وضع هذه الصور الذهنية، أو كلمة الربط : معركة وتروو............... ( ماء Water ) . فهذا التصور يُساعدك علي حفظ ترتيب أحداث هذه المعارك، ولكي تتذكر كذلك تواريخ حدوثها.
فمثلًا، يمكنك وضع هذه الصور الذهنية، أو كلمة الربط : معركة وتروو............... ( ماء Water ) . فهذا التصور يُساعدك علي حفظ ترتيب أحداث هذه المعارك، ولكي تتذكر كذلك تواريخ حدوثها.
كيف تتذكر المعلومات الجغرافية
مادة الجغرافيا من أكثر المواد التي تتعرض للعديد من الحقائق والمعلومات التي يُكلّف الطالب بحفظها وتذكرها؛ لأنّها تُحدثنا عن دول العالم المختلفة فما أكثر هذه الدول وما أكثر عواصمها ،وموانيها ،ومدنها وجبالها وأنهارها.. الخ.ولذا فإنَّ عملية الحفظ «الصم» للمعلومات قد لا تُجدي لتذكَّرها، لذلك يجب أن نحاول اللجوء إلى حيل ووسائل أخري تُساعدنا على التذكر.
ومن أجدى الوسائل لتذكَّر المعلومات والحقائق الجغرافية اللجوء إلي الصور الذهنيّة، والربط. والصور الذهنية لها أهمية كبيرة في تذكر المعلومات الجغرافية وأبسط دليل علي ذلك، أنَّك تلجأ للأطلس لمشاهدة موقع بلد مُعيَّن وشكل تضاريسه.. فهذه المشاهدة تُعد مفتاحًا للتذكر.
فإذا أردت أن تتذكَّر بلدًا ما فاربطه في ذهنك بصورة ترمز له أو تُعبّر عنه . وإذا لم تستطع إيجاد هذه الصورة الذهنية فحاول أن تربط اسم هذا البلد (أو المعلومة) بكلمة ما تألفها لتُساعدك علي التذكَّر. قد يبدو هذا الكلام صعبًا نوعًا ما، لكن الأمثلة التالية ستوضحه لك
تماما.
مثال : إنَّ هناك صورًا ذهنيّة بالفعل متواجدة في أذهاننا عن كثير من دول العالم وترتبط هذه الصور بأبرز المعالم بها. فعندما تذكر أسماء البلاد التالية تتذكَّر علي الفور هذه المعالم المناظرة لكلّ بلد والتي تُمثل في الحقيقة نوعاً من الصور الذهنية: مصر (الأهرامات). لندن ( ساعة بج بن). أمريكا (تمثال الحرية). الهند ( تاج محل) فرنسا (برج إيفل). إيطاليا برج بيزا المائل. روسيا ( الميدان الأحمر).
لكنَّك أحيانًا قد لا تستطيع إيجاد صور ذهنية تُساعدك علي التذكَّر، فماذا يمكنك أن تفعل في هذه الحالة ؟ في هذه الحالة يمكن أن نلجأ إلى الطريقة الأخرى وهي ربط المعلومة بكلمة معروفة لنا.
مثال آخر : كيف يمكنك أن تتذكَّر عاصمة ولاية «نيومكسيكو» بالولايات المتحدة الأمريكية وهي: سانتا فيه Santa Fe ؟ فكِّر جيدًا في الاسم الغريب.. ألَّا يُذكرك بكلمة معروفة تُساعدك على تذكره ؟ نعم، إنَّ سانتا فيه كلمة شبيهة بكلمة سانتا كلوز
كيف تتذكر الأرقام الطويلة
أحد الأصدقاء استطاع أن يتذكَّر بكل سهولة هذا الرقم الطويل: 0182469318 ، دون أن يحتاج للنظر في مفكرته، فهل يمكننا معرفة كيف حفظ هذا الرقم ؟
إنَّ آخر أربعة أرقام وهي (9318) من هذا العدد ما هو في الحقيقة سوي جزءًا من رقم سيارته، ولكي يحفظ باقي الرقم وهو (018246) لاحظ أنَّه هناك علاقة بين الرقم الأوّل (6)، والرقم الثاني والثالث (42) ، حيث إن مجموع الأوّل يساوي مجموع هذين الرقمين وبذلك أصبحت مهمة حفظ هذا الرقم الطويل غاية في السهولة، وهذا بفضل استخدام طريقة «الربط»، وطريقة «البحث عن علاقة».