كتاب مناهج البحث العلمي

التفكير التقاربي

تعريف التفكير التقاربي

يعرف بأنه ذلك النوع من التفكير التجمعي الذي يحدث عند تنمية وإصدار المعلومات الجديدة من معلومات متاحة سبق الوصول إليها ، ومتفق عليها 

ويتم بواسطته تقليل عدد الأفكار المطروحة إلى فكرة واحدة أو اثنتين تمثلان الأفضل والأدق والأكثر فائدة لإجابة السؤال الواحد المحدد ، أو لحل المشكلة المطروحة للنقاش ، ويحتاج هذا النمط إلى وجود معايير يستطيع الفرد في ضوئها صنع القرارات المناسبة 

طبيعة التفكير التقاربي 

إن التفكير التقاربي يتمحور حول اشتقاق أفضل أحد الأجوبة لسؤال معروف تماماً ، وهو يركّز على السرعة ، الدقة ، المنطقية ، والتعرف على الطرق المألوفة ، لذلك هو أكثر فعالية في المجالات التي تكون فيها الأجوبة جاهزة وتحتاج ببساطة إلى إعادة استذكار المعارف المخزونة أو استخدام ما هو معروف بالأصل ، عن طريق استخدام الأساليب والتطبيقات المنطقية ، وواحدة من اهم وجوهه هو أنه يقود إلى أفضل أحد الاجوبة ولذلك لا يترك أي مجال للغموض في الأجوبة ، هي أما خاطئة أو صحيحة ، وهو ايضاً متصل اتصال مباشر بالمعرفة ..

ومن ناحية أخرى له علاقة باستخدام المعرفة الموجودة أصلاً عن طريق اجراء معياري أو قياسي ، ومن ناحية أخرى نتيجته الأساسية هي انتاج معرفة متزايدة .

وأشار بعض التربويين إلى أنه التفكير الذي يتطلب من الفرد اختيار إحدى الإجابات المتاحة لحل المشكلة أو الموقف ، وهذا يستلزم تغير قدراته لتجميع وتنظيم المعلومات مما يؤدي إلى انجاز حل محدد وفعال للمشكلة ، حيث اثبت جلفورد أن التفكير التقاربي يتضمن عدة مهارات وهو نشاط عقلي موجّه نحو حل مشكلة محددة ، ويتمثل الموقف الذي يكون فيه الفرد هو اختيار إستجابة ، أو نتيجة واحدة صحيحة لابد من الوصول إليها لكي تكون إجابة صحيحة ..

ويرجع أصل التفكير التقاربي إلى التفكير الابداعي الذي تم تحليله إلى عوامل باستخدام الوسيلة الإحصائية (التحليل العاملي) لتحليل البيانات ، وكانت أبرز النتائج المتوصل لها و أن التفكير الابداعي يتألف من ثمانية عوامل تقسم إلى النوعين الأساسيين هما الإنتاج التباعدي Divergent production وهو عملية عقلية يقترح فيها الفرد عدة إجابات مختلفة لسؤال أو مشكلة تُعرض عليه مقابل الانتاج المتقارب (Convergent production) الذي يقترح إجابة واحدة بين عدة إجابات لحل مشكلة ما الذي تقيسه اختبارات الذكاء والتحصيل 

عوامل التفكير التقاربي

يعتبر التفكير التقاربي عند جيلفورد كل نشاط عقلي يهدف إلى حل لمشكلة محددة في موقف تكـون فيه الاستجابة واحدة صحيحة, والتي يجب أن يصل أليها المفحوص. ويضع جيلفورد التفكير التقاربي في نموذجه ضمن مجال النواتج مع قدرات التفكير المعرفي وقدرات التفكير التقييمي

عوامل التفكير التقاربي الانتاجي

و يتكون التفكير التقاربي الانتاجي من (15) عاملا :

1 - الانتاج التقاربي لوحدات المعاني ويتضمن ثلاث اختبارات :

• أ - تسمية الألوان
• ب - تسمية الاشكال
• ج - اعطاء الاسماء الأولى

2 - الانتاج التقاربي لفئات الاشكال : أن يصنف المفحوص اشياء كثيرة الى فئات معينه وبذلك يتطلب منه تعريف الفئات وتحديدها

3 - الانتاج التقاربي لفئات الرموز : تصنيف مجموعة من الرموز الى فئات معينه

4 - الانتاج التقاربي للعلاقات بين الاشكال : تكملة متعلقات الاشكال

5 - الانتاج التقاربي للعلاقات بين المعاني : انتاج العلاقات اللفظية ان يعطي عكس الكلمات ومعانيها.

6 - الانتاج التقاربي لتحولات المعاني : ظهر في بحوث العالم ولسون 1954 في معمل جيلفورد في دراسه التفكير الابتكاري واطلق عليه اسم عامل اعادة التحديد ويتطلب من المفحوص ان يختار الشخص شيئا واحدا وعدة اشياء يمكن استخدامه ككل او جزء منه في تحقيق هدف غير عادي.

7 - الانتاج التقاربي لفئات المعاني : اختبار تجميع الكلمات وظهرت في بحوث ميرفلد في معمل جيلفورد.

8 - الانتاج التقاربي للعلاقات بين الرموز : ان يستنبط عدم التساوي الجبري من صيغ المعادلات والاشكال . 

9 - الانتاج التقاربي لمنظومات الرموز : ظهر في بحوث برجر ، (1957) في معمل جيلفورد متضمنا القدرة على الترتيب واهم اختباراته تغيرات الكلمات وتتابع العمليات الحسابية 

10- الانتاج التقاربي لمنظومات المعاني : القدرة على التخطيط والترتيب (ترتيب الصور والجمل ومصفوفات الكلمات). 

11 - الانتاج التقاربي لتحويلات الاشكال : ظهر في القدرات الادراكية وسماه ترستون 1944 بمرونة الاغلاق للصور والاشكال المتضمنة

·
12 - الانتاج التقاربي لتحويلات الرموز : ظهر في البحوث العاملية باختبار الكلمات المختفية والمعكوسة 

13 - الانتاج التقاربي لتضمينات الاشكال : وتقيسه الاختبارات التي تتطلب من المفحوص حل المعادلات التي تستخدم الاشكال الهندسية بدلا من الرموز 

14 - الانتاج التقاربي لتضمينات الرموز : ظهر العامل في بحوث (جرين 1953) وزملاءه وتحدد باختبار استدلال العلامات واختبار تغيير الاشارات الجبريه 

15 - الانتاج التقاربي لتضمينات المعاني : واطلق عليه جيلفورد اسم الاستنباط وافضل اختباراته القياس المنطق من نوع التكملة او الاختيار من متعدد 

عوامل التفكير التقاربي المعرفي 

تشمل جميع القدرات يبلغ عدد العوامل التي تم اكتشافها في ميدان التفكير المعرفي 

نظرية التفكير التقاربي

تعد نظرية جيلفورد عن بنية العقل احدى النظريات المشهورة عن النشاط العقل وقد بين جيلفورد ان التصنيف الذي قام به (ثيرستون) يقوم على بعدين بعد المحتوى وبعد العمليات وهو غير كافي لتطبيق مظاهر النشاط العقلي لهذا ضاف بعدا ثالثا وهو بعد النواتج وبناءا على هذه العوامل الثلاثة صنف جيلفورد هذه العوامل الى عوامل اكثر تفرعا وتخصصا

وفيما يخص التفكير التقاربي فانه يقع وفق نموذج جيلفورد ضمن عمود النواتج الذي شمل كل من قدرات التفكير التباعدي وقدرات التفكير الإنتاجي التقاربي الذي عرفه جيلفورد على انه إنتاج معلومات صحيحة أو محـدد تحديدا مسبقا أو متفق عليه . وان عدد قدرات التفكير التقاربي عند جيلفورد (15) قدرة ومنها الإنتاج التقاربي للعلاقات بين الرموز والذي أطلق عليه اسم إدراك المتعلقات مستخدما مصطلحات سبيرمان 

صنف جيلفورد نموذجه إلى ثلاثة مجالات أو إبعاد هي : 

أولا - مجال المحتوى (المضمون)  Content : وهو يتضمن نوع المادة المتضمنه في المشكلة والتي ينشط فيها عقل الانسان وهي مجموعة واسعة من المعلومات التي يمكن تمييزها من قبل الكائن الحي ويضم أربعة مضامين وهي : 

1. المحتوى الاشكال
2. المحتوى البصري
3. المحتوى السمعي. 
4. المحتوى السلوكي 

ثانيا - مجال العمليات العقلية Operation : هي مجموعة النشاطات التي يقوم بها الكائن الحي ويعني طريقة التفكير ويضم خمس عمليات وهي :

1. الادراك او المعرفة 
2. الذاكرة
3. التفكير التقاربي
4. التفكير التباعدي
5. التقويم 

ثالثا - النتاجات (النواتج) Product : هو الطريقة التي يتعامل بها مع المحتويات سواء كانت اشكال أو رموز او معاني ويضم ست عمليات :

1. الوحدات 
2. الفئات 
3. لعلاقات 
4. الاتساق
5. التحويلات 
6. التضمينات

تعديل المقال