ماهي عادات العقل

ماهي عادات العقل




مفهوم العادة

تعريف العادة  لغويا :
يعرف معجم الوجيز العادة بأنها: كل ما اعتاد الفرد عليه حتى صار يفعل بدون جهد وجمعها عادات.

وفي معجم الوسيط بمعنى إدراك وتمييز الأشياء على حقيقتها. ويشير مصطلح العادة إلى شيء ثابت متكرر يعتمد عليه الفرد.

التعريف العلمي :
العادة هي التي تجري على جوارح الإنسان بشكل روتيني أي دون تفكير واع في الغالب، بحيث يصبح النظام العقلي لدى الفرد جزءا من عاداته يمارسها يوميا لأن تكرار العادة من شأنه تقويتها وترسيخها و إرسائها.

إن الأداء الذهني كي يصبح عادة لا بد أن يمر بالعمليات الأدائية الآتية :
  • تحديد الهدف المعرفي والوجداني .
  • إيجاد روابط بين الجوانب الأدائية الثلاثة (المعرفية، والوجدانية، والأدائية) .
  • تعريف النتاجات الأدائية تعريفا محددا أو تحيدها على صورة مهارات معرفية إجرائية .
  • تحديد هدف المهارة الذهنية .
  • تكرارها بدرجة إلى أن تصبح عمليات أدائية آلية .
  • ممارستها على صورة عادات ذهنية آلية وروتينية راقية يسيطر عليها مع ممارسته لها بآلية. 

ويرى بيركنز أن العادة أنماط الأداء الذكية للفرد تقوده إلى أفعال إنتاجية، والعادات العقلية وممارستها تتحقق بعد أن يكون قد تشكل لدى المتعلم نمط معرفي بنائي مكتمل يتم تكراره وممارسته بطريقة آلية دون جهد مع سيطرة ذهنية علمية، وتحكم في السياقات للحصول على نتاجات معرفية وعقلية محددة وواضحة .

ويعرف Adams العادة بأنها رغبة ثابتة في اللاوعي الأداء بعض الأفعال وتكتسب من خلال الممارسة المتكررة المتتابعة.


مفهوم عادات العقل

قدم Costa & Kallick عدة تعريفات لعادات العقل منها :
  • عملية تطورية متتابعة تؤدي إلى إنتاج الأفكار، وحل المشكلات، وتتضمن ميولا واتجاهات وقيمة مما يجعل الفرد انتقائيا في تصرفاته العقلية، كما تساعد على إيجاد تصرفات مختلفة .
  • مجموعة من الاختيارات حول نمط العمليات العقلية التي ينبغي استخدامها في موقف ما، والمحافظة عليها .
  • نزعة الفرد إلى التصرف بطريقة ذكية عند مواجهة مشكلة ما عندما تكون الإجابة أو الحل غير متوفر في بيئته المعرفية، وتكون المشكلة على هيئة موقف محير أو لغز أو موقف غامضين .

وتعرف عادات العقل بأنها اتجاه عقلي لدى الفرد يعطي سمة واضحة لنمط سلوكياته ،ويقوم هذا الاتجاه على استخدام الفرد للخبرات السابقة، والاستفادة منها للوصول إلى تحقيق الهدف المطلوب .

وتعرف بأنها النظام الذي يعتمده الفرد لاستخدام أنماط معينة من السلوك العقلي يوظف فيها العمليات والمهارات الذهنية عند مواجهة خبرة جديدة أو موقف ما، بحيث يحقق أفضل الاستجابات وأكثرها فاعلية، وتكون نتيجة توظيف هذه المهارات أقوى وذات نوعية أفضل وأهمية أكبر وسرعة أكبر عند حل المشكلة أو استيعاب الخبرة الجديدة .

عادات العقل هي أنماط من السلوك الذكي تدير وتنظم وترتب العمليات العقلية، والتي تتكون من خلال استجابات الفرد لأنماط معينة من المشكلات تحتاج إلى تفكير وتأمل، هذه الاستجابات تتحول إلى عادات بفعل التدريب والتكرار تؤدى فيها المهارات الذهنية عند مواجهة المواقف المشكلة بسرعة ودقة، وتؤدي إلى نجاح الفرد في حياته الأكاديمية، والعملية، والاجتماعية .

وعرف يوسف أبو المعاطي عادات العقل بأنها استراتيجيات ذهنية تعمل على تنظيم العقل وتضبط سلوك البدن وأفعاله، وذلك عن طريق توظيف الفرد للمعلومات وتوجيهه للعمليات العقلية والمعرفية ، وهي بذلك تعمق الفعل الإنساني، وتنقل النظرة للذكاء من المستوى الكمي والنظري والأحادي إلى المستوى الكيفي والعلمي المتعدد.

 ويرى هوريس مان Harris man بأن العادات العقلية عبارة عن حبل غليظ نضيف إليه كل يوم خيطا وفي النهاية لا يمكننا أن نقطعه، وأن التوجه نحو العادات العقلية يتوقف على الاعتقاد بأهمية العادات، والاعتقاد بأنها يمكن أن تكون في قبضة الذهن، والاعتقاد بأن الإنسان يستطيع إنجاز ما يتعلق بأهدافه .

النظريات المفسرة لعادات العقل

نظرية Costa & Kallick لعادات العقل 
يرى Costa & Kallick أن عادات العقل تشير إلى نزعة الفرد إلى التصرف بطريقة ذكية عند مواجهته لمشكلة ما، أو عندما تكون الإجابة أو الحل غير متوفر في بنية المعرفة. فإن عادات العقل تشير ضمنًا إلى توفير السلوك الذكي عندما لا يعرف الفرد الإجابة أو الحل المناسب ونتيجة لرؤيتهم تم تقسيم عادات العقل إلى 16 عادة عقلية اعتمادًا على مجموعة من السلوكيات الذكية وهي (المثابرة، التحكم بالتهور، الإصغاء بتفهم وتعاطف، التفكير بمرونة، التفكير ما وراء المعرفة، الكفاح من أجل الدقة، التساؤل وطرح المشكلات تطبيق المعارف الماضية على أوضاع جديدة، التفكير والتواصل بوضوح ودقة، الاستجابة بدهشة ورهبة، جمع البيانات باستخدام الحواس، التصور والابتكار والتجديد، الإقدام على مخاطر مسؤولة، إيجاد الدعابة، التفكير التبادلي أو التعاوني، الاستعداد الدائم للتعلم المستمر).

خصائص عادات العقل

حددها Costa & Kallick في النقاط التالية :
  • مزيج من المهارات، والمواقف، والتجارب الماضية، والميول التي يمتلكها الفرد.
  • تفضيل نمط من السلوكيات الفكرية عن غيره من الأنماط.
  • تتطلب مستوى عال من المهارة لاستخدام السلوكيات بصورة فاعلة، والمحافظة عليها.
  • تتضمن العادة العقلية حساسية نحو التلميحات السياقية لموقف ما مما يوحي بأن هذا الظرف هو الوقت المناسب الذي يكون استخدام هذا النمط فيه مفيدا.
  • تدعو العادة العقلية في ختام كل مرة يجرى فيها استخدام هذه السلوكيات إلى التأمل في تأثيرات هذا الاستخدام، وتقييمها، وتعديلها، والتقدم بها نحو تطبيقات مستقلة .
  • تتطلب العادة العقلية النظر إلى الأفكار القديمة برؤية جديدة، وخيال مبدع، وطرح بدائل كثيرة عند حل المشكلة 
  • تشتمل العادات على نظرة إلى التفكير، والتعلم تضم عددا من الأدوار المختلفة التي تؤديها 
  • العواطف، والمشاعر في التفكير الجيد .
  • تشكل عادات العقل مجموعة من السلوكيات الفكرية التي تدعم الفكر النقدي، والخلاف ضمن الموضوعات المدرسية وعبرها وما بعدها الأمر الذي يقتضي بدوره إدخال عادات العقل إلى جميع غايات، ونتاجات المنهاج المختلفة 

تصنيف عادات العقل

تنوعت وتعددت المداخل والتوجهات النظرية تبعا لتنوع نظرة المختصين نحوها، مما نتج عنه ظهور عدد من المسميات والمصطلحات ذات الدلالة النفسية في كل ما يقوم به الفرد من نشاط إلا أن جميعها في مضمونها ومؤداها تمثل قواسم مشتركة في مدى فاعلية المتعلم وكفاءته؛ فعادات العقل تعد من أهم أبعاد التعلم التي تركز على الاتجاهات والإداركات الإيجابية للتعلم، والتفكير المندمج في اكتساب المعرفة وتوسيع مداها، وتكاملها ،وتنقيتها بالإضافة إلى استخدامها استخداما له معنى. 

ولقد قسم يوسف محمود قطامي عادات العقل كالتالي : السعي من أجل الدقة، العصف الذهني ،الاستمتاع الذهني، التفكير بمرونة ذهنية، الانفتاح، مهاجمة مخاطر، التحرك الذهني، التفكير ما فوق التفكير، التصور الذهني، التحكم في التهور الذهني، الحضانة الذهنية، الحدس الذهني، التفكير التبادلي الذهني، التوليد الذهني، المثابرة الذهنية، الاستمتاع الذهني، التفكير بدعابة، التساؤل الذهني . 

فيما أكد Nathan أن العادات العقلية للفرد مرتبة خطيًا و تبدأ بـ :
  1. الإبداع (ما الذي يغذي الإبداع) 
  2. التواصل (كيف أحقق التواصل مع الآخرين) . 
  3. التحسين (ما نقاط القوة والضعف - ما الذي أحتاجه من مهارات) . 
  4. الملكية (كيف يؤثر هذا العمل على الآخر - ما الذي أحتاجه لأتمكن من النجاح) 

يعتبر نموذج كوستا وكاليك أول التقسيمات ظهورا، وأكثرها شمولًا ، وهي تمثل نتاجًا للدراسات والأبحاث التي أجريت في مجال علم النفس . وقد اعتمدت معظم التقسيمات على تقسيم كوستا، رغم الاختلاف فيما بينها من حيث الغاية من استخدام عادات العقل . وتصنيف Costa & Kallick يتضمن ستة عشرة عادة عقلية، ويعد من أكثر التصنيفات إقناعًا في شرح  وتفسير، وتطبيق العادات العقلية. 

الأهمية التربوية لعادات العقل

يعد تنمية عادات العقل هدفاً رئيسياً من أهداف التربية ، فقد أكد مشروع التعليم لكل الأمريكيين إثنى عشرة عادة عقلية ينبغى أن يؤكد التدريس تنميتها و زرعها في نفوس المتعلمين ، كما حدد منهاج ولاية نيوجيرسي الأمريكية ستة أهداف تربوية فى مجال العادات العقلية التي ينبغى تحقيقها عند جميع التلاميذ. 

ولأن العادات العقلية أحد أهم أهداف التدريس ، لذا ينبغي تنميتها لدى المتعلم طوال حياته ، حتى يتعود على ممارسة العادات العقلية للتعامل مع المتناقضات في القضايا الفكرية، والعلمية، والأخلاقية في المجتمع ، ويؤكد تيشمان Tishman أن تعلم العادات العقلية يرجع الى الأسباب الأربعة التالية :
  1. تنظر عادات العقل الى الذكاء نظرة تركز على الشخصية وتؤكد المواقف والعادات وصفات الشخصية إضافة الى المهارات المعرفية .
  2. تشتمل العادات العقلية على نظرة الى التفكير والتعلم يضم من الأدوار المختلفة التى تؤديها العواطف في التفكير الجيد
  3. تعترف عادات العقل بأهمية الحساسية التى تشكل سمة رئيسية من سمات السلوك الذكى مع أنها لا تحظى كثيراً بما تستحقه من اهتمام .
  4. تشكل عادات العقل مجموعة من السلوكيات الفكرية التى تدعم الفكر النقدى والإبداعي ضمن المواضيع المدرسية وعبرها وما بعدها .

ويرى كوستا وليورى Kosta & Lowery أن تنمية العادات العقلية ضرورة تربوية قد يصعب استخدامها بصورة تلقائية إذا لم يتدرب عليها فبعض التلاميذ يأتون من بيوت أو صفوف أو مدارس لا قيمة فيها لعادات العقل ، وقد يشعر مثل هؤلاء التلاميذ بالفراغ، وربما يقاومون دعوات المعلم لإستخدام العادات العقلية، كما يؤكد باير Payer أن العادات العقلية يجب أن يمارسها المتعلم مراراً وتكراراً حتى تصبح جزءاً من طبيعته ، وأن أفضل طريقة لإكتساب وتنمية هذه العادات هي تقديمها إلى التلاميذ، وممارستهم لها فى مهمات تمهيدية بسيطة، ثم تطبيقها على مواقف أكثر تعقيداً.

ويرى مارزانو Marzano أنه يمكن استخدام مجموعة من الخطوات والإجراءات و الاستيراتيجيات فى مساعدة التلاميذ على اكتساب العادات العقلية المنتجة في أثناء تدريس المقررات الدراسية المختلفة على أن يتم تعزيزها بصورة مباشرة وصريحة .




Mohammed
Mohammed

اطلع على مقالات موقع المرجع في جوجل نيوز

يمكنك الحصول على مقالات موقع المرجع من هنا

اضغط هنا