نظرية التكامل الحسي
تعتبر جين آيرس مؤسسة نظرية التكامل الحسي، وقد استفادت من دراستها في علم الأعصاب وقامت ببناء نظريتها وتوضيح تقنيات العلاج بالتكامل الحسي، وتحديد اضطرابات المعالجة الحسية ليصبح نظريتها وأسلوبها من أهم النظريات القائمة في التدخل وعلاج الأطفال
وتستخدم نظرية التكامل الحسي لتوضيح العلاقة بين المخ والسلوك، وتبين كيف تؤثر الحواس على السلوك، ويوجد لدى الإنسان خمس حواس أساسية، وهي حاسة السمع، حاسة البصر، حاسة اللمس، حاسة التذوق حاسة الشم ، بالإضافة إلى حاستي اثننين هما:
- أ. حاسة التوازن والحركة والمسئول عنها الجهاز الدهليزى والتي تزودنا بوضع الرأس والجسم في الفراغ وعلاقته بسطح الأرض.
- ب. حاسة الأوتار والعضلات والمفاصل وهي التي تزودنا أين تكون أجزاء الجسم وماذا تفعل
تعريف التكامل الحسي
وقد عرفته لاركي Larkey بأنه تنظيم معالجة الأحاسيس الواردة من مختلف القنوات الحسية لاستخدامها بشكل هادف .عرف ياك ، أكيلا وسيتون Yack, Aquilla& Sutton التكامل الحسي بأنه العملية العصبية التي تحدث داخل المخ، والتي من خلالها يتمكن المخ من استقبال المعلومات الحسية المختلفة من الجسم والبيئة وتنظيمها ودمجها وإعطاءها معنى للإستفادة منها
ويعريف نيلسون Nelson التكامل الحسي بأنه تنظيم المعلومات الحسية التي تصل إلى المخ من الجسم والبيئة المحيطة من أجل استخدامها ، ويمثل التكامل الحسي الصورة المثلى للمعالجة الحسية التي يقوم بها المخ .
أما عبد العزيز الشخص فيعرف التكامل الحسي بأنه علاقة إعتمادية متبادلة تحدث بين عدد من الحواس بحيث يمكن أن تؤدى إلى معالجة حسية أكثر دقة وأشمل من تلك المعالجة التي تقوم بها حاسة واحدة بمفردها.
مبادئ نظرية التكامل الحسي:
تقوم نظرية التكامل الحسي على خمس مبادئ :- قابلية عمل الجهاز العصبي للتعديل، وترجع هذه الحالة إلى قدرة بنية المخ على التغيير، بحيث يؤدي التدخل الذى تشير إليه نظرية التكامل الحسي إلى إحداث تغيير في بنية المخ نظراً لمطاوعيته.
- أن التكامل الحسي ينمو ويتطور ومن الطبيعي أن يحدث ذلك للطفل العادي .
- أن وظائف المخ لا تعمل إلا ككل متكامل وترى (Ayres) أن الوظائف التي يقوم بها المخ سواء كانت بسيطة أم معقدة، لا تتم إلا من خلال دمج كلي لوظائف المخ
- أن التفاعلات التكيفية تكون حاسمة في التكامل الحسي، فتحدث التفاعلات التكييفة في عملية تبادلية وهي التي تزيد من عمليات التكامل بشكل كبير ومؤثر .
- أن الأفراد لديهم إرادة داخلية لنمو وتطور التكامل الحسي من خلال المشاركة في النشاطات الحسحركية، وهذه الإرادة الذاتية داخلية ودافعية للتوجيه الذاتي، ولتحقيق الذات في الأطفال الذين يعانون من اضطراب وظيفي في التكامل الحسي سوف يظهرون دافعية منخفضة للمشاركة الفعالة والتجارب مع الخبرات الجديدة.
ويشير Bogdashina إلى مبادئ التكامل الحسي التي وضعها آيرس وهي تستند إلى افتراض أن الكثير من الأطفال ذوي اضطرابات النمو يمكن أن تقدم لهم المساعدة من خلال التطبيق اللطيف ومن خلال الحواس الخمس، ويضيف ديلاكاتو (1974 ,Delacato)، أن المساعدة تكون من خلال اللمس والتحفيز الدهليزي. وفي الوقت الحاضر مازال بعض المعالجين يتبعون بدقة توصيات آيرس للعمل من خلال الحواس الثلاثة الكبرى (اللمس، والدهلزية، والتحفيز الذاتي)، ويوصي البعض الآخر بضرورة إشراك الحواس الأخرى في عملية المساعدة والعلاج .
ويوضح Bogdashina الاستراتجيات التى تعتمد عليها نظرية التكامل الحسي :
- التكامل بين الحواس : هو استخدام جميع الحواس السمع، البصر، الشم، اللمس، التذوق، النظام الدهليزي بشكل منظم في أن واحد، للتخفيف من الحمل الزائد على الحواس.
- زالة الحساسية هو تدخل لرفع أو خفض من الاثارة الحسية لدى الطفل لتهيئة الاستجابة التكيفية للمثيرات الحسية المتعددة، مما يساعد الطفل في حياته بوجه عام.
ويضيف ويتنى Whitney التحفيز الحسي :
تعتمد هذه الفنية على ضرورة تحفيز حواس الأطفال ذوي اضطراب النمو للمعالجة الحسية المختلفة، وتنظم حواسهم لاستقبال المثيرات المختلفة وإزالة المثيرات الضعيفة التي تؤذيهم.
اضطراب التكامل الحسي
من الأعراض الدالة على اضطراب التكامل الحسي ما يلي :- ردود فعل غير عادية للإحساسات المادية.
- فرط الحساسية في الألم أو لديه قصور في ذلك.
- ردود فعل للمثيرات المختلفة أقل أو أكبر من غيرهم (إفراط قصور)
- يبدو الواحد منهم وكانه أصم.
- يلجأ إلى الضوضاء الشديدة عندما يضايقه أحد.
- قد يضع أصابعه في أذنيه أو يغطيها عند سماع أصوات معينة.
- ينجذب إلى الموسيقى خاصة الخفيفة.
- قد يستمتع ببعض الألعاب التى تتضمن التلامس الجسدي.
- لا يحب في الغالب أن يلمسه أحد.
- لا يقدر الخطر أو يهابه.
ويفرق إيلين نوتبوم وفيرونيكا زيسك بين الحساسية المفرطة، وضعف الحساسية والتكامل الحسي كالآتي :
الفرق بين الحساسية المفرطة وضعف الحساسية والتكامل الحسي :
الحساسية المفرطة
تظهر حين تكون الحواس السمعية والبصرية وحاسة اللمس وغيرها من الحواس حادة مما يؤدي إلى استجابات مؤلمة للمثيرات "العادية".
ضعف الحساسية
يحدث حين تكون الحواس السمعية والبصرية وحاسة اللمس وغيرها من الحواس تعطي المخ معلومات قليلة إن وجدت ليترجمها ويستطيع من خلالها الاستجابة للبيئة.
التكامل الحسي
القدرة على استغلال المعلومات الواردة من كل الحواس السبع للتحكم في النشاط اليومي والتواصل مع الآخرين، الحواس السبع هي : اللمس، السمع، البصر، التذوق، الشم، الشعور بالحركة والتوازن، الشعور بموقع الجسم.