الاغتراب النفسي
مفهوم الاغتراب النفسي
وهو شعور الفرد بالعزلة وعدم الانتماء وفقدان الثقة ورفض القيم والمعايير الاجتماعية والمعاناة من الضغوط النفسية وتعرض وحدة الشخصية للضعف والانهيار بتأثير العمليات الثقافية والاجتماعية التي تتم داخل المجتمع.
الاغتراب النفسي حالة نفسية تلازم الانسان وتشعره بالألم والحزن سواء كان هذا الانسان في وطنه وبين أهله أم كان بعيدا عنه
والاغتراب النفسي هو عدم القدرة على الشعور بالتواصل الاجتماعي المتمثل بالعادات والتقاليد إضافة إلى الميل للعزلة عن الناس، وضعف القدرة على تفسير الاحداث بشكل واضح وموضوعي، والشعور بأن الحياة لا معنى لها
الاغتراب النفسي هو شعور الفرد بعدم الانتماء وفقدان الثقة ورفض القيم والمعايير الاجتماعية والمعاناة من الضغوط النفسية وتعرض وحدة الشخصية للضعف والانهيار بتأثير العمليات الثقافية والاجتماعية التي تتم داخل المجتمع
وهو شعور الفرد بالعزلة والضياع والعجز عن أداء الدور المطلوب منه، وشعوره بالصراع القائم بين ذاته والبيئة المحيطة به وشعوره بعدم الانتماء والعدوانية ، وما يصاحب ذلك من اللامبالاة ، والانعزال الاجتماعي.
كما أنه حالة نفسية تتصف بضعف التوافق بين رغبات الفرد وبيئته المحيطة به ، تنتج عن بعض العوامل والظروف النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الفرد في فترة من فترات حياته.
مكونات الاغتراب النفسي
يوجد ستة مكونات أساسية للاغتراب نعرض لها على النحو التالي :
- العجز : ويقصد به شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير في المواقف التي يواجهها كما أنه لا يستطيع أن يتخذ قراراته أو يقرر مصيره ، فإرادته ومصيره ليسا بيديه بل تحددهما قوى خارجة عن إرادته الذاتية وبالتالي يشعر بالإحباط والعجز عن تحقيق ذاته.
- اللاهدف : هو شعور الفرد بالافتقاد إلى هدف واضح ومحدد لحياته ، وليست لديه أية طموحات مستقبلية وإنما يعيش لحظته الراهنة فقط
- اللامعنى : شعور المرء بأنه لا يوجد شيء له قيمة أو معنى في هذه الحياة نظرا لخلو هذه الحياة من الأهداف والطموحات.
- اللامعيارية : وهي كما وصفها دوركايم (حالةالأنومي) التي تصيب المجتمع وتعني انهيار المعايير والقيم التي تنظم السلوك وتوجهه ، وبالتالي رفض الفرد للقيم والمعايير والقواعد السائدة في المجتمع ، نظرا لعدم ثقته في المجتمع ومؤسساته.
- التمرد : ويعني الرغبة في البعد عن الواقع ، والخروج عن المألوف وعدم الانصياع للمألوف من الأمور.
- العزلة الاجتماعية : ويقصد بها شعور الفرد بالانفصال وافتقاد العلاقات
أسباب الاغتراب النفسي
أسباب نفسية
الصراع بين الدوافع والرغبات المتعارضة وبين الحاجات كما في حالة الحرمان من الرعاية الوالدية التي لا يمكن إشباعها في وقت واحد مما يؤدي إلى التوتر الانفعالي والقلق والاضطراب الشخصية.
الحرمان حيث تقل الفرصة لتحقيق دوافع وإشباع الحاجات كما في حالة الحرمان من الرعاية الوالدية الاجتماعية. الخبرات الصادمة وهذه الخبرات تحرك العوامل الأخرى مسببة للاغتراب مثل الأزمات الاقتصادية والحروب.
الإحباط حين تعاق الرغبات الأساسية أو الحوافز أو المصالح الخاصة بالفرد ويرتبط الإحباط بالشعور بخيبة الأمل والفشل أو العجز التام والشعور بالقهر وتحقير الذات .
أسباب اجتماعية
- ضغوط البيئة الاجتماعية والفشل في مقابلة هذه الضغوط .
- التطور الحضاري السريع وعدم توافر القدرة على التوافق معها.
- اضطراب التنشئة الاجتماعية حيث تسود الاضطرابات في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
- نقص التفاعل الاجتماعي والاتجاهات الاجتماعية السالبة والمعاناة من خطر التعصب والتفرقة في المعاملة
- سوء الأحوال الاقتصادية وصعوبة الحصول على ضروريات الحياة .
- تدهور نظام القيم وتصارع القيم بين الأجيال.
- الضلال والبعد عن الدين والضعف الأخلاقي
النظريات المفسرة للاغتراب النفسي
تعددت الآراء والنظريات المفسرة للاغتراب النفسي، وتنطلق الاختلافات حول هذا التفسير من خلال تعدد الأسس التي بنيت عليها هذه النظريات، وفيما يأتي أهم النظريات المفسرة للاغتراب النفسي :
نظرية التحليل النفسي
يرى فرويد Frued أن الاغتراب ينشأ نتيجة صراع بين الذات وبين ضوابط الدين والحضارة حيث تتولد مشاعر القلق والضيق عند مواجهة الضغوط الحضرية وما تحمل من تعاليم وتعقيدات وهذا بالتالي يدفع الفرد في اللجوء إلى الكبت كآلية دفاعية يلجأ إليها كحل للصراع الناشئ بين رغباته وأحلامه وبين تقاليد المجتمع وضوابطه ومن الطبيعي أن يكون هذا حلا، وهنا تلجأ إليه الانا يؤدي بالتالي إلى مزيد من الشعور بالقلق والاغتراب النفسي لذا يرى فرويد أن الحضارة قامت على حساب مبدأ اللذة ولم تقدم للإنسان سوى الاغتراب النفسي .أما إريك فروم Erich Fromm فينبع مفهوم الاغتراب عنده من تصوره لمفهوم الحرية إذا الإنسان في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية يتولد لدية شعور بالانتماء إلى الآخرين لكن انتماءه للآخرين يجعله يفقد حريته ويشعر بأنه أصبح مجرد آلة وتتحول قوة الانتاجية إلى شيء غريب عنه متسلط عليه، كما تتحول العلاقات مع الناس إلى علاقات سلعية متشيئة، حيث يباع ويشترى كل شيء، ومن ثم يعاني الإنسان مشكلة فقدانه لذاته وإحساسه بأنه غريب عن نفسه. ومن هذا يتبين أن إريك فروم يؤكد على أثر العوامل الاجتماعية فى اغتراب الإنسان عن ذاته وعن الآخرين وضياع الشخصية وعدم قدرتها على التطوير الذاتي لقواها الداخلية ج
أوتورانك Otto Rank يرى رانك أن الشخصية لا يجب أن تكون ميدانا تتنازع فيه الرغبات والغرائز مع بعضها البعض ومع العالم الخارجى، فعالم الإنسان هو علاقته مع نفسه ومع العالم الذي يعيش فيه. ويذهب ران إلى أن الميلاد هو البداية الحقيقية للاغتراب لأنه أول وأهم خبرة للانفصال يمر بها الإنسان وتسبب له صدمة مؤلمة. فحياة الرحم هي بمثابة الجنة التى ينعم فيها الطفل بالسعادة والميلاد عبارة عن طرد من هذه الجنة فالجنين داخل الرحم هو جزء من الأم، فالأم والجنين وحدة متصلة ويعتبر الميلاد نهاية لذلك الاتحاد. ويؤدى انفصال الجنين إلى تغيير فجائي في حياة الطفل ولذلك تعتبر الولادة أشد أنواع الخبرة ،وأقساها وهى البداية الحقيقية من وجهة نظر أوتو رانك لإحساس الإنسان بالاغتراب.
النظرية السلوكية
أصحاب هذه النظرية يرون بأن المشكلات السلوكية هي عبارة عن أنماط من الاستجابات الخاطئة أو غير السوية المتعلمة بارتباطاتها بمثيرات منفردة ويحتفظ بها الفرد لفاعليتها في تجنب مواقف أو خبرات غير مرغوبة ، وأن الفرد وفقا لهذه النظرية يشعر بالاغتراب عن ذاته عندما ينصاع ويندمج بين الآخرين بلا رأي أو فكر محدد حتى لا يفقد التواصل معهم وبدلا من ذلك يفقد تواصله مع ذاته .
نظرية السمات
من أهم سمات هذه النظرية تركيزها على العوامل المحددة التي تفسر السلوك البشري والتي تمكن من تحديد سمات الشخصية وتشير الدراسات التي تتناول سمات الشخصية مرتفعي الاغتراب أنهم يتميزون بعدد من السمات منها التمركز حول الذات وعدم الثقة والتشاؤم ، والقلق والتباعد، والوحدة النفسية، وتوترات الحياة اليومية والشعور بفقدان القدرة على التحكم ، والاضطرابات في هوية الفرد، ونقص العلاقات الصادقة مع الاخرين ، وعدم القدرة على تبني القيم المرغوبة، وعدم القدرة على التوحد مع الأبوين، وعدم القدرة على ايجاد تواصل بين الماضي والمستقبل، وعدم الانسجام بين الفرد والأجيال السابقة .نظرية المجال
تفسر هذه النظرية الاغتراب كونه ليس منحصرا في عوامل داخلية فقط، بل هناك عوامل خارجية تتضمن سرعة التغيرات البيئية والاتجاه نحو التغيرات والعوامل .النظرية الإنسانية
وتعتبر نظرية الاتجاه الإنساني الإرادة الحرة أساس مهم في تكوين الخبرة الفردية للإنسان حيث أن معنى الإنسان وقيمته تكمن في استقلاله الشخصي وحرية الأفكار والاختيار لديه ويشارك ماسلو Maslow في نظرته للاغتراب حيث يعتبر الفرد مغتربا حينما يفشل في تحقيق ذاته ويعتبر روجرز تحقيق الذات عملية يميز بها الإنسان نفسه عن الآخرين ويميز وظائفه العضوية عن وظائفه الاجتماعية، واعتبر روجرز تحقيق الذات الغاية التي يسعى الإنسان لتحقيقها سواء عن معرفة أم دون معرفة فالإنسان يسعى نحو الحرية من أجل تقوية ذاته وإذا لم يستطيع الإنسان تحقيق ذاته فإنه يعيش اغترابا عن ذاته وقدراته