مربع البحث

عادات العقل لـ كوستا وكاليك

عادات العقل لـ كوستا وكاليك 





فيما يلي استعراض لكل عادة من عادات العقل بما تتضمنه من معنى، وما تحتاجه من مهارات لتحقيق كل عادة، وتنظيم العمليات الفكرية، كما أشار إليها Costa & Kallick كالتالي :

المثابرة Persisting

وقد صنفها آرثر كوستا في البداية، وهي قدرة الفرد على الالتزام ومواصلة العمل بالمهام الموكلة إليه والاستم ارر بالتركيز فيها بكل انتباه، وهي بمثابة الإصرار على النجاح، وحل المشكلات ،ومواجهة التحديات بطرق متنوعة دون توقف أو إحباط، وقد لخص Costa & Kallick معناها بقولهما: هي التمسك بالمهمة حتى لو كنت تريد الاستسلام، وحيث أشار أن المثابرة هي قدرة الفرد على مواصلة العمل والمهام واستخدامه تشكيلة من الاستراتيجيات الحل المشكلات بطريقة منظمة ومنهجية، والتي تظهر لدى الفرد من خلال الأقوال التي تدل على ذلك.

والمثابرة ماهي إلا المواظبة وعدم التراجع، ورفض التقوقع، والخمول والكسل، والانعزال، ووضع استراتيجيات جديدة في الحياة لأنها تمثل دائما البحث عما هو جديد.


التحكم بالتهور Managing Impulsivity

هي التأمل والتروي والتفكير قبل البدء في اتخاذ أي تصرف والاحتفاظ بالانتباه والهدوء (أي أن يأخذ الفرد وقته) ويمكن تنميتها من خلال :
  • الابتعاد عن التهور والاندفاع في المواقف الحياتية العادية .
  • الابتعاد عن التسرع في قبول الأشياء (الآراء - الأفكار - الحلول) ووضعها موضع التنفيذ قبل التأكد من صحتها وسلامتها .
 
وهي أن يمتلك الفرد القدرة على التأني والتفكير، والإصغاء للتعليمات قبل أن يبدأ بالمهمة وفهم التوجيهات وتطوير الاستراتيجيات للتعامل مع المهمة والقدرة على وضع خطة وقبول الاقتراحات لتحسين الأداء والاستماع لوجهات النظر والتي تظهر من لدى الفرد من خلال الأقوال الدالة عليها. ويرى أيضا أهمية اكتساب هذه العادة للمتعلمين، وأن استراتيجية (وقت الانتظار) تعد من الوسائل الفعالة في ذلك .

وتتضمن هذه العادة العديد من السلوكيات منها (الإصغاء للتعليمات، والفهم التام للتوجيهات وخصائص المهمة لتصبح ملكا للذهن، التفكير والتأني لبناء استراتيجية أو خطة عمل قبل البدء ،تجنب الأحكام الفورية والقفز للنتائج، تذوق البائل والاستمتاع في استحضارها وتحميضها واختيار أكثرها دقة وإمتاع). كما أن هناك العديد من الأقوال الدالة على هذه العادة مثل (دعني أفكر، دقيقة من فضلك، لا تتسرع، عد للعشرة قبل إصدار الأحكام، وهكذا) .

الإصغاء بتفهم وتعاطف Listening with understanding and empathy

وذكر Costa & Kallick أن هذه العادة مختصة بتحسس مشاعر الآخرين والاهتمام بها، وأن قدرة الفرد على الإصغاء التام للآخرين، تعني قدرته على دراسة وتحليل المعاني بين السطور، كما انتقدا أساليب التعلم المعتادة بقولهما : من الملفت للانتباه أننا نقضي 55% من حياتنا ونحن نصغي، ومع ذلك فإن الإصغاء هو أقل شيء نتعلمه في المدارس. فكثير ما يقول الأفراد أنهم مصغون للآخرين، ولكنهم في الحقيقة يجهزون في عقولهم لما سيقولون، عندما يأتي دورهم في الحديث، لذا نحن بحاجة أن نعلم الطلاب مهارات الإصغاء (إعادة الصياغة - التساؤل - تنظيم أدوار المتكلم) .

ويؤكدون كذلك على أنه الاستماع للآخرين، واحترام أفكارهم والتجاوب معهم بصورة سليمة وتكريس طاقة عقلية للوعي بأفكار الآخرين.

وقد أوضح كارل روجرز أن الذي يمتلك تلك العادة يعيش مؤقتا في حياة الآخرين، وهي أن نعيش مؤقتا في حياة الآخرين، وأن نحسن الإصغاء لهم دون تحيز، وأن نعيد صياغة أفكارهم وتصوراتهم .

التفكير بمرونة Thinking flexibly

وتعتبر من أصعب عادات العقل ، ولكن من السهولة تطبيقها، لأنه اعتاد على رؤية قديمة اعتاد عليها، ورؤية الأشياء من خلالها.

التفكير بمرونة يكون فيه المتعلم غير تقليدي، ويجعل تفكيره يتعامل مع مصادر متعددة للمعلومات في آن واحد، ويجعل عقله منفتحا للتقبل والتعامل مع من يغاير معتقداته، والمفكر المرن يولد أفكارا كثيرة، ويحفز نفسه والآخرين على ابتكار أفكار جديدة، والتفكير كلما أصبح أكثر مرونة يمكن لصاحبه التركيز أكثر، والنظر إلى أدق التفاصيل.

ويؤكد Costa & Kallick أن التفكير بمرونة هي قدرة الفرد على التفكير ببدائل خيارات وحلول ووجهات نظر متعددة ومختلفة مع طلاقة في الحديث ، وقابلية للتكيف مع المواقف المختلفة التي تعرض عليه وتتضح على الفرد من خلال الأقوال الدالة عليها.

التفكير حول التفكير (التفكير ما وراء المعرفة) Thinking about your thinking (metacognition)

من طبيعة الأفراد الأذكياء أنهم يخططون لمهاراتهم التفكيرية واستراتيجياتهم ويتأملون فيها ويقيمون جودتها. والتفكير فوق المعرفي يعني أن يصبح الفرد أكثر إدراكا لأفعاله ولتأثيرها على الآخرين.

الكفاح من أجل الدقة Striving for accuracy and precision

وهي التدقيق في فحص الأشياء مع توافر الرغبة القوية لدى الفرد لتحقيق أقصى دقة ممكنة . ويعرف Costa & Kallick هذه العادة بقولهما:"هو العمل من أجل الكمال ،والأناقة والحرفية، وتفحص المعلومات للتأكد من صحتها، وم ارجعة متطلبات المهام وتفحص ما تم انجازه، والتأكد من أن العمل يتفق مع المعايير وم ارجعة القواعد التي ينبغي الالت ازم بها". وأكدا على ضرورة أن يعرف الطلاب أن الكفاح من أجل الدقة قيمة عظيمة، ليس في الصف الد ارسي فقط، بل في الحياة العامة ككل.

التساؤل وطرح المشكلات Questioning and Problem Solving

يعرف Costa & Kallick التساؤل وحل المشكلات بأنها تعني البحث عن مشكلات لإيجاد حلول لها، وتطوير الموقف التبادلي من خلال توليد عدد من البدائل لحل المشكلات عندما تحدث أو عندما تعرض عليه من خلال الحصول على معلومات من مصادر متعددة والقدرة على اتخاذ القرار .

هناك علاقة بين التساؤل الجيد وحل المشكلة. فالمتعلم الذي يمتلك قدرة على حل المشكلات يتمتع بقدرة على توليد الأسئلة وطرحها في وقتها، وهؤلاء المتعلمون يعرفون أن السؤال الدقيق الذي يقودهم إلى الفهم الأفضل، وتظهر أهمية التساؤل الجيد بمشاركة المتعلمين الآخرين، وتحفيزهم على الأشياء التي تحتاج إلى فحص، وتدقيق ،وتأمل.

تطبيق المعارف الماضية على أوضاع جديدة Applying the past to new and different situations

ويقصد بها الاستخدام الأمثل للمعارف السابقة ونقلها إلى وضع يتجاوز ما تم تعلمها فيه. وهي قدرة الفرد على استخلاص المعنى من تجربة ما، والسير قدما ومن ثم تطبيقه على وضع جديد والربط بين فكرتين مختلفتين، وقدرة الفرد على نقل المهارة وتوظيفها في جميع مناحي حياته 

تطبيق المعارف الماضية على أوضاع جديدة تعبر عن قدرة الفرد على استخلاص المعنى من تجربة ما، ومن ثم تطبيقها على وضع جديد، من خلال الربط بين فكرتين مختلفتين. وهي بذلك تعني قدرة الفرد على نقل المهارة وتوظيفها في جميع مناحي الحياة.

التفكير والتواصل بوضوح ودقة Tinking and communicating with clarity and precision

هذه العادة تركز على التواصل اللغوي ويذكرنا بالقول المشهور لفولتير "إذا أردت أن تحاورني فحدد مفاهيمك." ويرى Costa & Kallick أن التفكير والتواصل بوضوح ودقة هي : قدرة الفرد على توصيل ما يريد بدقة سواء كان ذلك كتابة أو شفويا مستخدما لغة دقيقة الوصف أعمال وتحديد الصفات الرئيسة، وتمييز التشابهات والاختلافات، والقدرة على صنع قرارات أكثر شمولية، والدقة حيال الأفعال، والقدرة على استخدام مصطلحات محددة، والابتعاد عن الأف ارد في التعميم ودعم فرضياتهم ببيانات مقبولة، ويرى أيضا أن اللغة والتفكير أمران متلازمان جوهريا، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، فهما كوجهين لعملة واحدة.

الاستجابة بدهشة ورهبة Responding with wonderment and awe

يقول ألبرت أينشتاين : إن أجمل تجربة في العالم هي التي يكتنفها الغموض والإبهام لأن الطلاب الذين يمتلكون هذه العادة، لديهم حب كبير للاستطلاع، والتواصل مع العالم من حولهم، يتأملون في تشكيلاته المدهشة، ويشعرون بالانبهار أمام برعم يتفتح، ويحسون بالبساطة المنطقية في طبيعة الأشياء وبنيتها، ولا يكتفون بتبني موقف (أنا أستطيع حل المشكلة !)، بل يضيفون إليه موقف (أنا استمتع بحلها!). وتجدهم يسعون إلى المشكلات ليحلوها لذواتهم وليقدموا تلك الحلول للآخرين ،ويبتهجون لتمكنهم من وضع مشكلات ليحلوها بأنفسهم. وتبلغ متعتهم ذروتها حين يسعون وراء المعضلات والأحاجي التي قد تكون لدى الآخرين، ويستمتعون بإيجاد حلولها .

وهذه العادة تعني السعي إلى حل المشكلات لتقديمها للآخرين، والابتهاج لوجود القدرة على حل المشكلات، والسعي وارء المعضلات التي قد تكون لدى الآخرين، والاستمتاع بإيجاد الحلول ومواصلة التعلم مدى الحياة، والشعور بالحماس والمحبة تجاه التعلم، والتقصي، والإتقان .

ير ى costa & Kallick أن الاستجابة بدهشة ورهبة هي : القدرة على الاستمتاع بإيجاد الحلول ومواصلة التعلم مدى الحياة، والتواصل مع العالم، والشعور بالانبهار والسرور في التعلم، والتقصي، والاهتمام، والاكتشاف، والإقدام على المخاطر، وحب الاستطلاع.

جمع البيانات باستخدام جميع الحواس Gathering data through all th senses

وتعني استخدام الحواس كافة في الحصول على المعلومات واشتقاق معظم التعلم اللغوي، والثقافي، والمادي من البيئة من خلال ملاحظة الأشياء، واستيعابها عن طريق الحواس. إن جمع البيانات باستخدام جميع الحواس هي تنمية القدرات الحسية في عملية بناء المعرفة وتوظيف الحواس، واستخدام لغة الجسم في نقل المعلومات، والتواصل مع الآخرين .

التصور والابتكار والتجديد imaging and innovating Creating 

ويعني تصور العمل ونتاجه في الذهن قبل البدء به ماديا، وهذه العادة العقلية ليست في الموروثات الجينية الكروموسوماتية للمتعلم، بل هي مرهونة بالوسط الذي يعيش فيه، وأنه بالإمكان تنميتها من خلال التجربة والممارسة والتعليم.

ويرى Costa & Kallick بأن التصور والابتكار والتجديد يعني: قدرة الفرد تصور نفسه في أدوار مختلفة، ومواقف متنوعة وتقمصه الأدوار والحلول البديلة، والتفكير من عدة زوايا، والقدرة على التعبير عن أفكار الآخرين وطرحها ومناقشتها وتبنيها، والتفكير بأفكار غير عادية، والمواظبة على المهمة وإنهاء العمل المطلوب، وعلى أن جعل استراتيجيات العصف الذهني ورسم خرائط العقل وإثارة الأسئلة التوليدية مثل(أي غرفة في بيتك هي الأكثر سعادة؟) جزء لا يتجزأ من أي موضوع، يعمل على مساعدة المتعلمين على أن يرتقوا بتفكيرهم، ويفكروا خارج الصندوق، ويحرروا إمكانات الإبداع الكامنة لديهم.

الإقدام على مخاطر مسئولة Taking responsible risks

عادة الإقدام على مخاطر مسئولة تعني القدرة على كشف الغموض الذي يحيط بمشكلة ما، كما أضافت أن المتعلم في العادة يبدي سلوكه المخاطرة حينما يشعر بالأمان، وهو يقدح زناد أفكاره، ويقدم علاقات جديدة، ويشارك في أفكار أصيلة.

ويرى costa & Kallick أن الإقدام على مخاطر مسئولة هي : الاستعداد لتجربة استراتيجيات وأساليب وأفكار جديدة، واكتشاف وسائط فنية بسبب التجريب واختبار فرضية جديدة حتى لو كان الشك حيالها، واستغلال الفرص لمواجهة التحدي الذي تفرضه عملية حل المشكلات .

إيجاد الدعابة Finding Humour

يرى Kallick & Costa أن إيجاد الدعابة هي : قدرة الفرد على تقديم نماذج من السلوكيات التي تدعو على السرور والمتعة والضحك من خلال التعلم من حالات من عدم التطابق والمفارقات والثغ ارت وامتلاك القدرة على تفهم البهجة والسرور.

وهي امتلاك الفرد لروح الدعابة والفكاهة والاستحسان وتفهم دعابات الآخرين وقدرة التلاعب اللفظي المحبب مع الآخرين.

التفكير التبادلي أو التعاوني Thinking interdependently

يعرف costa & Kallick التفكير التبادلي بأنه قدرة الفرد على تبرير الأفكار، واختيار مدى صلاحية استراتيجيات الحلول، وتقبل التغذية الراجعة والتفاعل والتعاون والعمل ضمن مجموعات، والمساهمة في المهمة.

ويقصد به العمل مع الآخرين، والتعلم منهم بصورة تبادلية من خلال تزايد القدرة على التفكير بالاتساق مع الآخرين، وزيادة التواصل مع الآخرين من خلال زيادة الحساسية تجاه احتياجاتهم .

وحل المشكلات أصبح حاليا على درجة عالية من التعقيد، لدرجة أن لا أحد - في الغالب – يستطيع أن يقوم به لوحده، الأمر الذي يحتم أن يكون الفرد أكثر تواصلا مع الآخرين وأكثر حساسية تجاه احتياجاتهم. وهذا يتطلب العمل في مجموعات تعاونية، ذلك لأن الأفراد المتعاونين يدركون أنهم سويا أقوى بكثير فكريا وماديا من أي فرد يحيا لوحده؛ فالعمل الجماعي يوفر بيئة صالحة لتعلم الكثير من عادات العقل.
 

الاستعداد الدائم للتعلم المستمر Remaining open to continuous learning

الاستعداد الدائم للتعلم المستمر بأنه يعني المكافحة دوما من أجل التحسين، والنمو، والتعلم، والتعديل، وتحسين الذات، والتقاط المشكلات ، والمواقف ، والتوترات، والنزعات، والظروف، واعتبارها فرص ثمينة للتعلم، والاعتراف بعدم المعرفة لمواصلة التعلم .

ويرى Costa & Kallick أن الاستعداد الدائم للتعلم المستمر هو : قدرة الفرد على التعلم المستمر، وامتلاك الثقة، وحب الاستطلاع ، والبحث المتواصل لطرق أفضل من أجل التحسين، والتعديل، وتحسين الذات .

كما أن التعلم المستمر وتعليمه هو شعار ترفعه التربية الحديثة اليوم، وتنادي به كافة المؤسسات التربوية العالمية ، ويقصد بالاستعداد الدائم للتعلم المستمر كما تشير التحفيز العقل لطلب المعرفة، والتعلم من الحياة وأحداثها، واكتساب الخبرة والتجربة منها.
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -