مربع البحث

التواصل الفعال

التواصل الفعال




كيف نتواصل

إن أقل من نسبة 10٪ من مهارات التواصل لدينا هي مهارات لفظية وشفهية، ومن الواضح إذن أن التواصل يتعلق بما هو أكثر من قدرتنا على الكلام فحسب.

والحواس الخمس الرئيسية التي نستخدمها لنعالج المعلومات ونتعامل معها هي

  • الرؤية (بصرية)
  • اللمس (الإحساس)
  • السمع ( سمعية)
  • التذوق
  • الشم

وهناك ثلاث مناطق أساسية للتواصل ، هي : الرؤية والإحساس والسمع، ونحن جميعا نتمتع بهذه القدرات . بالطبع نحن جميعا مختلفون وستجد أن كلا منا يستخدم منطقة معينة أكثر من الاثنتين الأخريين على سبيل المثال : هناك شخص يتعامل مع الأمور عن طريق رؤيته لها ببصره؛ هو شخص يعتمد على الرؤية ( بصرية ) ، وهناك شخص آخر يفضل معالجة المعلومات بالطريقة التي يشعر بها تجاهها فهو شخص يعتمد على الإحساس وهناك ثالث يتعامل مع المعلومات بشكل رئيسي بالطريقة التي يسمعها بها، إذن هو شخص يعتمد على السمع ( سمعية).

إليك بعض الأمثلة لعبارات مختلفة قد يستخدمها أولا شخص يعتمد على الحاسة البصرية :

  • أرى أن ... 
  • يبدو لي أن ... 
  • يظهر ذلك لى أمرا مشابها لـ ...
  • سنتفق وجها لوجه على ... 
ومثل هذا الشخص عندما يراك من المرجح أنه سيحييك قائلا: من الرائع أن أراك

أما العبارات الرئيسية للشخص المعتمد على الشعور والإحساس هي :

  • أشعر بأن كل شيء سليم .
  • دعنا نحكم قبضتنا على
  • معا يدا بيد
  • لقد نسيت أن ....
  • دعنا نكشف أوراقنا
وهذا الشخص عندما يقابلك سيحييك قائلا : "كيف حالك؟"

وهذه عبارات الشخص المعتمد على حاسة السمع :

  • أنا منصت لما تقول...
  • إن هذا يقرع ناقوس الخطر ...
  • بصوت عال وواضح ...
  • هذا غير مسموع...
  • كلمة بكلمة ...  
سيحييك هذا النوع من الأشخاص قائلا : "لقد سمعت أنك قادم اليوم". أو "سمعت أن الأمور تسير بشكل جيد معك".

إذن، هذه الحواس الثلاث غاية فى الأهمية بالنسبة لنا. ومن أجل العمل على تواصل ناجح، عليك أولا إدراك واستيعاب الحاسة الرئيسية التي تعتمد عليها في التواصل ؛ بعد هذا عليك أن تكون قادرا على معرفة حاسة الآخرين الرئيسية. نحن نسمع كثيرًا كلمة "كيمياء" تعبيرا عن التوافق بين الأشخاص، لكن السبب بالطبع هو التوافق فى التواصل. 

هل قابلت من قبل شخصا للمرة الأولى وبشكل غريزى شعرت بأنك لا تحبه، أو أنه لا يحبك ؟ هناك بالطبع عدد لا نهائي من الأسباب المحتملة لهذا ، لكن ربما أن الكيمياء بينكما لم تكن صحيحة. الآن، أنت ليس لك سلطة على طرق تواصل الآخرين، لكنك بالطبع لك السلطة المطلقة على طرقك أنت في التواصل.

أهمية الاستماع

ربما أهم نصيحة تتعلق بالتواصل الفعال هى أن تكون قادرا على الاستماع إلى الشخص الآخر، وإذا كنت ترغب فى ذلك يمكنك ترديد بعض عباراته. ولا يعني هذا أن تنسخ وتردد كل ما يقول كلمة بكلمة، كما أنك غير مطالب بالتغير والتصرف بشكل مصطنع، الأمر في النهاية عائد لك سواء في تحقيق النجاح والسعادة، أو في أن تصبح شخصا يتواصل بشكل فعال. ما نعنيه هنا أن تنصت حقا، وأن تركز وترقب شفتي المتحدث. وربما تكون أفضل صفة يتحلى بها الأشخاص الموثوق فيهم والمحترمون من قبل الجميع هى استعدادهم وقدرتهم على الإنصات. 

ولا تلجأ لمخيلتك فى محاولة قراءة ما بين السطور لتتخيل ما سيقوله المتحدث قبل أن يقوله بالفعل؛ فهذا سيؤدى إلى حدوث سوء فهم، وهو ما سينتج عنه نتائج سلبية.

إن التواصل أداة عليك استغلالها بشكل صحيح لتساعدك على الصعود باتجاه النجاح. ولا يمكننا بالطبع زعم أن التواصل صفة يتمتع بها كل الأشخاص الناجحين، لكن نتفق على أن القدرة على التواصل بفعالية والشخصية المحبوبة هما صفتان يتمتع بهما كل الأشخاص السعداء. إذن، يجب أن يكون هذا سببًا كافيًا ليجعل التواصل خطوة من خطوات النجاح والحصول على ما نرغب في الحياة.

إن الشخص الذى يتواصل بنجاح وفعالية يجذب الآخرين إليه، وإذا نجحت في التواصل، سيحب الناس أن يبقوا معك ويشاركوك أى شيء ويستشيروك في أمورهم ويثقوا فيك ويرحبوا بك دائما بينهم . في الكثير من الأحوال يعني فن التواصل القدرة على توصيل معلومة أو رسالة ما من شخص لآخر بمنتهى الوضوح.

تحسين التواصل

هذه بعض الأفكار التى ستساعدنا على تحقيق تواصل أفضل :

1 - من المفيد أن تتحدث

الصراعات الكبيرة التى تحدث فى العالم لا يتم حلها أبدا في ميدان القتال بل تحل عندما يتواصل السياسيون ويستمرون فى الحديث حتى يبرق الأمل. ويمكننا تطبيق نفس المبدأ فى عالم الأعمال، وفى حياتنا الشخصية، وفي علاقاتنا الإنسانية وكلما تحدثنا تجنبنا الخلافات والصراعات.

2 - احترم من تتحدث إليهم

إن التواصل يدور حول العلاقات الإنسانية، وستتمكن من التواصل بشكل أفضل - سواء لفظيا أو بأي شكل آخر - إذا احترمت الآخرين. ولعل أفضل مقولة تتماشى مع هذا الكلام هي: "انظر إلى شجرة البلوط ولا تنظر لثمارها". وإنك عندما تتعامل مع الآخرين على أنهم ثمرة البلوط، فستجدهم يتصرفون فى بعض الأحيان بشكل جارح ، وفى أحيان أخرى بشكل مستفز أو عنيف، لكن إذا تعاملت مع الجميع على أساس شخصيتهم الحقيقية وليس تصرفاتهم الحالية فستخلق موقفا يساعدك على تحقيق تواصل أفضل، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تحقيق النتائج المرجوة .

كن أمينا مع نفسك، هل كونت رأيا من قبل عن شخص ما بناء على مظهره أنك ثم اكتشفت فيما بعد أنك مخطئ ! إذا تعاملت من البداية مع الجميع على أنهم عظماء مثل "شجرة البلوط فلن تصبح سوى شخص يتواصل بفعالية ومهارة.

3 - قدم المجاملات

حاول دائما قول شيء لطيف، وابحث عن كل فرصة وكل مناسبة يمكنك تقديم مجاملة أو تمرير مدح فيها.

4 - تحدث أقل مما تسمع

لقد خلقنا جميعا بأذنين اثنتين وفم واحد ، وهذه هي النسبة الفعالة التي يفترض استخدام هذين العضوين بها في أية محادثة نجريها . ونحن نتعلم أكثر بالاستماع وليس بالتحدث، وهذه هي السمة المميزة لأفضل من يجرون الحوارات والمحادثات.

إذن، في أية محادثة ، ركز على ما يقوله الآخرون - انظر في أعينهم وإلى وجوههم، واقرأ لغة جسدهم، وأعطهم كامل انتباهك. والكثير من الناس لا ينصتون حقا إذا كانوا لا يتحدثون، فهم يفكرون فيما سيقولونه عندما يتحدثون.

إن المتحدث الناجح هو من يسأل ويستقصي ويسمح للشخص الآخر بالحديث.

5 - اهتم بالآخرين

لقد تم إخبار العديد منا بأهمية الترويج لأنفسنا ، وإذا تم اعتبار هذا المبدأ واحدا من مهارات البيع، فسيفترض أى منا بشكل تلقائى أنه من أجل الترويج لنفسه يجب أن يتحدث عنها ، لكن الواقع عكس هذا تماما - فمن أجل تحقيق هذا يجب الاهتمام أولا بالطرف الآخر الذى تتحدث معه: اعرف اهتماماته أو مخاوفه أو خبراته. ومن أجل أن يهتم بك الآخرون فإن كل ما تحتاج إليه هو أن تهتم بهم.

6 - تأكد من أن نقدك بناء

من وقت لآخر تحتاج كل العلاقات - سواء فى العمل أو فى المنزل - إلى نقد بناء. وعندما يحدث هذا ، عليك كشخص يتواصل بفعالية، أن تنتقد الأداء وليس من يؤديه. فلن تحقق النجاح إلا من خلال وبمساعدة الناس من حولك، وهذا يعنى أن خلق أعداء لك لن يسهم في تحقيق سعادة ونجاح طويل المدى.

إذن فى المواقف التي تحتاج إلى تصحيح أو إرشاد أو تحسين أداء أو سلوكيات شخص ما ، لا تنتقد الفرد نفسه بل انتقد النتيجة. حاول ألا تستخدم كلمة "أنت" واجعل الأمر واضحا : إن ما تحاول القيام به هو تصحيح شيء ما. تفحص موضع الخطأ والنتائج المترتبة على ما فعله هذا الشخص، ثم تناقش معه حول الأمر حتى يقوم به بشكل مختلف في المرة القادمة.

7 - تأكد من فهمك لكل ما قيل قبل أن ترد

كثيرا ما يفشل التواصل بين الناس بسبب سوء الفهم بشكل رئيسي. وليس ما تقوله هو المهم ، المهم هو ما يسمعه الشخص الآخر - وينطبق نفس الشيء عليك.

أنصت لما يقال لك ، وإذا شككت في صحة أي مما تسمعه، كرر الكلام مرة أخرى بصيغة سؤال حتى تتأكد . حاول على سبيل المثال أن تقول: "لقد فهمت من كلامك أنك تريد أن تقول ... فهل ما فهمته صحيح؟"، وإذا كنت تعطى تعليمات فى موقف ما أطلب من الطرف الآخر أن يكرر ما قلته مرة أخرى.

التواصل المكتوب

القاعدة الذهبية للتواصل المكتوب هي الكتابة بشكل إيجابي، ومن المفترض بك ألا تلجأ أبدا إلى كتابة كلمات نقد من أي نوع وبأى شكل إلا إذا كانت خيارك الوحيد والأخير. وحتى فى المواقف التى يتحتم عليك أن تكتب لتنتقد شخصا ما ، عليك أن تترك له فرصة التبرير أو الشرح أو حتى توضيح أسبابه وأفكاره لك.

وفى الظروف التي تضطرك أحيانًا إلى توجيه رسالة نقدية إلى شخص ما، تأكد من أن الطرف الآخر لديه الفرصة لتفسير وتبرير تصرفاته أو على الأقل التعبير عن أفكاره وأسبابه.

إن الخطر فى التواصل بالكتابة هو إمكانية قراءة أكثر مما هو مكتوب فعليا في الصفحة ، وربما أكثر مما كان يدور ببال الكاتب نفسه. والكلمة المكتوبة يمكن تفسيرها بشكل خاطئ ، الكلمة المكتوبة تظل مكتوبة دائما فيمكننا إعادة قراءتها مرارا وتكرارا.

إذن، فى طريقك إلى النجاح، حاول تطبيق القاعدة الذهبية بألا تلجأ إلى النقد فى التواصل المكتوب. وفى عالم الأعمال تتسبب مذكرات المكتب الداخلية في نزاعات أكبر مما تسببه أية وسيلة تواصل أخرى ، وهذه المذكرات ليست طريقة للإدارة، لكنها تستخدم فى بعض الأحيان لينتج عنها كوارث.

اهتم بشئون الآخرين

اجعلها عادة أن ترسل ملاحظات أو بطاقات أو بريدًا إلكترونيًا يحتوى على كلمات لطيفة؛ حيث يشكل مثل هذا التصرف أهمية أكثر، ويتم تقديره بشكل أكبر يوما بعد يوم؛ لأنه بعد امتلاء صندوق البريد برسائل مباشرة عن فواتير وخلافه يصبح من الرائع أن نستلم رسالة شخصية من صديق أو زميل، ومن الأفضل أن نستلم دعوة مكتوبة بدلا من تلقيها بالهاتف، أو رسالة شكر بدلا من سماعها شفاهة. 

إن الوصول إلى النجاح يصبح أسهل كثيرا بالحصول على دعم وتشجيع الآخرين، وما تفعله مع من تعرفه هو ما سيجعلك شخصًا محظوظا حقا، وعندما تهتم بالآخرين ، فستجدهم يهتمون بك – وهذه حقيقة لا مراء فيها .

لغة الجسد

في أية محادثة وأثناء الكلام والاستماع نراقب ملامح المتحدث والإشارات التي يقوم بها بجسده. وهناك حوالى 40000 كلمة وصوت متاحين لنا عند التحدث، نستخدم منها 4000 بشكل يومى. وهناك زعم في علم لغة الجسد غير الدقيق بوجود 750000 إشارة نقوم بها بجسدنا منها 15000 إشارة ، تصدر عن الوجه وحده. والإحصاءات السابقة تشير إلى قدرة الناس على التحكم فيما يقولون، لكن مع 750000 إشارة للجسد ، من المستحيل أن نتحكم فيما يصدر عنا من إشارات.

إذن عندما تتناقض الكلمة المنطوقة مع إشارات الجسد، تصبح تلك الإشارات مصدر المعلومات الصحيحة. ولهذا عندما يتم تقديمك لشخص ما ويقول لك : "سعدت بلقائك " ، لكن لغة جسده تعطيك إشارات مختلفة على الإطلاق، اعلم أن هذه الإشارات هي ما يوصل لك الأفكار التي تدور بعقله. عليك – كشخص يتواصل بفعالية ونجاح - أن تكون إدراكك وفهمك الخاص للغة الجسد، راقب الناس ، ثم اقرأ كتاباً أو اثنين حول هذا الموضوع المدهش، وبعد فترة قصيرة ستتشكل قدرتك على فهم وترجمة إشارات الآخرين من حولك.

يعد التواصل شيئًا مهماً إلى أقصى حد ، وسترى في جميع أنحاء العالم أنه عندما يتوقف الناس عن التحدث يبدأون فى التقاتل ، كما يبدو أيضا أنه حتى في العالم الغربي المتقدم هناك أشخاص حاصلون على قدر محدود للغاية من التعليم وتمكنهم من اللغة ضعيف، لذلك تجدهم يلجأون إلى الغضب والقتال بسبب عدم قدرتهم على التعبير والتواصل بالكلمة المنطوقة.




تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -