مربع البحث

الدلالة النفسية لرسوم الأطفال

الدلالة النفسية لرسوم الأطفال






يتضح من أدبيات البحث في مجال رسوم الأطفال وتطورها أن هذا التطور تحكمه إلى حد كبير خصائص الارتقاء العقلي بدءًا من ظهور قدرة الطفل على التآزر الحركي البصري والتحكم في القلم، فيبدأ في عمل خطوط عشوائية، ومتعرجة حتى يتمكن من الدوائر والمربعات ثم نقل خصائص الشكل الإنساني منتهيا إلى مهارة التعبير عن النسب والأحجام والحركة مضيفا التفاصيل إلى الملابس والوضع والتعبير .

ویری صفوت فرج أن سلوك الرسم مثله فى ذلك مثل كل أشكال الأداء النفسي لا تحكمه العوامل المعرفية والارتقاء العقلى وحدهم ولكن هناك عددا غير محدود من العوامل النفسية غير العقلية nonintellectual تتدخل بصورة أو بأخرى في رسم الطفل، سواء في اهتمامه بالتفاصيل من عدمه أو شغفه بالرسم ومقداره أو دوافعه للرسم أو مشكلاته الانفعالية، ومقدار توافقه الاجتماعي، وصراعاته واحتياجاته ورغباته الدفينة التي تلعب دور المنبه الذى يتيح حرية التعبير عن مثل هذه العوامل .

وهذا يعنى أن الشخص القائم بالرسم يسقط ما بداخله من مشاعر وأحاسيس ومفهوم عن ذاته وعن الآخر حينما يقوم برسم الشكل الإنساني . ولعل أهم الدلالات النفسية المرتبطة برسوم الشكل الإنساني هي تلك المتعلقة بالتفاصيل، والنسب، والمنظور، فإذا ما ظهر خروج عن المألوف في تناول أي منها فإن ذلك يعد له دلالة خاصة ترتبط بالشخص القائم بالرسم.

أولا - التفاصيل Details

من خلال البحوث السابقة وجد أن الأطفال في حداثة سنهم لا يميلون إلى تسجيل كل التفاصيل المطلوبة، بينما يتدرجون في تسجيلها كلما تقدموا في السن، كما أنهم يسجلون التفاصيل ذات الأحجام الكبيرة قبل تسجيلهم للتفاصيل ذات الأحجام الصغيرة.

أهم النقاط التحليلية المتصلة بالتفاصيل هي :
1- تسلسل التفاصيل : من خلال البحوث السابقة وجد أن الطفل حين يبدأ برسم الشكل الإنساني يبدأ بالرأس يرسم فيها عينين ويضيف إليها ذراعين ورجلين ثم حين يزداد تفطنه الجسم الإنسان يبدأ في رسم الجذع ثم تزداد التفاصيل وتصبح أكثر واقعية فيبدأ في إدراك العلاقة النسبية فيدرك العلاقة بين طول الذراعين والرجلين وطول الجذع والعلاقة بين حجم الرأس وباقي الجسم، ثم يفطن إلى العلاقة المكانية فيلصق الذراعين والساقين إلى الجذع بدلاً من الرأس.

2 - كمية التفاصيل : يرى Handler أن التفاصيل الأساسية لجسم الإنسان هي الرأس، الأذرع، اليد، الأرجل الأقدام الجذع العنق، الشعر، ملامح الوجه، وتشمل : عينان ،أنف فم أذنان، حواجب العين . إضافة إلى ثلاثة تفاصيل أساسية أخرى لها دلالتها في رسم الشكل
الإنساني وهي: الذقن، الأصابع، الأكتاف. ويقصد بالتفاصيل غير الأساسية الملابس ومتعلقاتها في رسم الشكل الإنساني، ورغم ذلك فإنها تفاصيل مطلوبة وعدم وجودها في رسم الشخص له دلالته .

أهم الدلالات الخاصة بالتفاصيل :
  • - قلة التفاصيل : وهي رسم عدد غير كاف من التفاصيل، يدل على نزعة المفحوص إلى الانزواء.
  • - كثرة التفاصيل : وهى إظهار عدد كبير جداً من التفاصيل، يدل على الاهتمام الزائد بالبيئة ككل.
  • - عدد قطع الملابس : رسم قطعتين من الملابس غير الشفافة تميز رسوم  الأطفال المتوافقين، بينما يميل الأطفال سيئو التوافق إلى حذف الملابس من رسم الشخص.
  • رسم تفاصيل غير أساسية : يدل على التوافق .
3 - ملاءمة التفاصيل : تظهر العديد من التفاصيل فى رسم شكل الإنسان منها الأساسي (أجزاء الجسم)، وغير الأساسي ومطلوب (الملابس ومتعلقاتها) ومنها ما هو غير مطلوب (الأشجار، الأدوات).

3 - 1 - مدى الاهتمام بالملابس : فيما يتعلق بالملابس، وجد أن معظم الرسوم تتضمن ملابس تغطى معظم الجسم في الشكل المرسوم وهى إن كانت من التفاصيل غير الأساسية ولكنها مطلوبة في الرسم، وإذا حذفت من الرسم فإن ذلك يعد دليلاً على سوء التوافق ويشمل الرسم النمطي لملابس الشكل الإنسانى على الفستان، الجونلة، البنطلون، القميص الجاكيت، الحزام ... إلخ .
ولعل أهم عنصرين لهما دلالتهما فيما يتعلق بمدى اهتمام الأطفال بالملابس هما الأزرار والجيوب.
الأزرار : والتأكيد عليهما في الرسم يكون عادة ميلاً للاعتمادية (اتكالية) وشعوراً بالعجز، ويظهر هذا التأكيد لدى الأطفال أكثر من البالغين. وتشير الأزرار الكثيرة فى رسوم الأطفال إلى اعتماد قوي على الام .
وتؤكد ماكوفر أن التأكيد على الأزرار من خلال التظليل والضغط المبالغوفيه والوضع الشاذ أو غير المناسب للشكل الإنسانى المرسوم يظهر أكثر في رسوم الأطفال الذكور.

الجيوب مثلها مثل الأزرار تظهر لدى الأطفال أكثر منه لدى البالغين ولدى الذكور أكثر منه لدى الإناث ويمكن للجيوب أن تكون مكانًا لإخفاء العدائية أو النشاط الاستمنائى أو للحفاظ على الممتلكات الخاصة .
ويشير رسم الجيوب فى مواضع الثديين إلى حرمان فمي وعاطفي إلى حاجة اعتمادية، وقد يعبر أيضا عن توحد جنسي سيكولوجى مع الأم. وعادة ما يكون رسم الأذرع هزيلة قصيرة للغاية مما يؤكد الاعتمادية على الأم.

3 - 2 - مدى الاهتمام بالتفاصيل غير المطلوبة :وذلك عندما يرسم المفحوص تفاصيل غير مطلوبة مثل الأشجار والحيوانات أو الطيور ... إلخ، ضمن رسمه لوحدة رسم الشخص وهذه التفاصيل ليس لها ارتباط مباشر بالشكل الإنسانى المرسوم غير أنها تعكس اهتمام المفحوص بالبيئة، ويرى البعض أن هذا يدل على التوافق والنجاح في التفاعل مع البيئة والقدرة على السيطرة عليها .
وهناك تفاصيل أخرى غير مطلوبة ولكنها ذات علاقة مباشرة بالشكل الإنساني مثل حقيبة المدرسة، لعبة ... إلخ .

ومن التفاصيل غير المطلوبة وتظهر فى رسم الشكل الإنساني خاصة لدى الأطفال صغار السن "السرة" حيث وجد أن الأطفال في سن الرابعة والخامسة يظهرون «السرة» في منتصف جسم شكل الإنسان وتدل على ارتباط الطفل بالأم واعتماده عليها . 

4 - تأكيد التفاصيل : يلجأ كثير من المفحوصين إلى تأكيد تفاصيل معينة أثناء رسمهم للشكل الإنساني، وهذا التأكيد يتم بشكل ظاهر أو مباشر عن طريق التظليل Shading أو بشكل خفى من خلال المحو Erasure والحذف Omit .
فالتظليل Shading يعتبر دليلاً على القلق ، والشخبطة العنيفة تعبر عن العدوان. 
ویری كل من Davis and Hoopes أن تظليل الفم حتى ولو بدرجة كثيفة لا يعد دليلاً على القلق لدى الطفل ولكنه بالأحرى محاولة لرسم أكثر مهارة . 
المحو Erasure ويدل على الشك والصراع غير المحسوم الذي لا يهدأ ويرتبط بالقلق لدى المفحوصين الكبار، ونادراً ما يلجأ الأطفال الصغار إلى المحو .
الحذف Omit يرى (Hammer) أن حذف أي جزء من الشكل الإنساني، ربما يوحى بوجود صراع يتعلق بالجزء المحذوف.
وقد وجد من الدراسات أن الأطفال سيئى التوافق وذوى المشكلات الانفعالية يميلون إلى حذف أجزاء من الجسم خاصة الفم والأذرع والأيدى والعنق بشكل دال إحصائيا عنه لدى الأطفال جيدي التوافق .

ثانيا - النسب Proportion

الطفل قد يعبر في رسوماته عن الأشياء التي تثير اهتماماته بصفة خاصة، فطفل الخامسة يرسم رأساً كبيرة الحجم تعبيراً عن أوجاع الرأس، ولكونه لا يدرك النسب فيرسم أباه أكبر من حجم الشجرة أو يرسم وردة أكبر من المنزل؛ لأن نقاط ارتكازه لیست كما هي لدى الراشد كذلك تأخذ النسب عند الطفل معنى عاطفيًا، فالطفل يركز على الشيء الذي يثير اهتمامه ويهمل باقى الأشياء، ومع تقدم السن تصبح النسب بين مختلف الأجزاء أكثر واقعية.
وقد وجد من خلال العديد من الدراسات أن رسم الطفل للشكل الإنساني يتم بشكل غير واقعي وهذا يدل على الاضطراب الانفعالى، وذلك عندما تكون النسب غير واقعية أو تكون الأجزاء غير متصلة بالجسم.

حجم الشخص المرسوم إلى صفحة الرسم
حينما يشغل جزءاً صغيراً جداً من الصفحة يدل على شعور المفحوص بنقص الكفاءة أو نزعة إلى الانزواء من البيئة وانخفاض تقدير الذات والقلق والميول الاكتئابية والاعتمادية، وعندما يشغل جزءاً كبيراً من الصفحة يدل على الشعور بالإحباط والتوتر الشديد والشعور بالعجز عن الحركة .
ويدل المبالغة في رسم الشخص أيضاً على العدوانية، كما يدل على سوء التوافق .

الدلالات الخاصة بأعضاء الجسم
أولا - الرأس - Head : يرى البعض أن الأطفال سيئى التوافق يرسمون حجم الرأس مبالغا في الكبر أو الصغر بالنسبة للجذع ويرسمون حجم الشعر مبالغا فى الكبر أو الصغر بالنسبة للرأس . ويرى البعض أن صغار الأطفال يرسمون الرأس بحجم كبير في الوقت الذي يعطون فيه الجسم توكيداً ضئيلاً. كما تظهر المبالغة فى حجم الرأس لدى الأطفال الذين يعتمدون على غيرهم بصورة زائدة، حيث إن الرأس هى المركز الرئيسى للاتصال الاجتماعي، والاعتماد على الغير .

ملامح الوجه : يشكل الوجه أهمية ودلالة خاصة في الرسم بصفة عامة وفي رسوم الأطفال بصفة خاصة. فالطفل إذا ما رفض رسم الوجه يمكننا التفكير في وجود حالة عدم التكيف لديه، ويرتبط تصوير الحركة فى الوجه الإنساني لدى الأطفال إما بعوامل عاطفية مزاجية أو بعوامل فكرية ومهارة مبدعة . ويرى البعض أن عملية رسم الوجوه في حالة السكون أو الحركة توضح شخصية الطفل بشكل إجمالي فالطفل الذى يرسم الوجوه في حالة الحركة منفتحا بشكل عام، ونشطا، ويمتلك ذكاء جيداً. وغالبًا فإن صغار الأطفال والأطفال الانطوائيين والعدوانيين وغير المتوافقين يرسمون وجوها متصلبة. ويرى البعض أن الأطفال المتوافقين يرسمون حجم ملامح الوجه مناسباً للجسم في حين يميل الأطفال سيئو التوافق إلى رسم حجم ملامح الوجه مبالغ في ضخامته بالنسبة للجسم.

الفم The Mouth : وجد أن الأطفال المتوافقين يميلون إلى رسم حجم للفم مناسبا للجسم بينما يميل سيئو التوافق والعدوانيين وكثيري الحديث إلى رسم فم كبير الحجم وأسنان ذات حجم كبير . بينما يرى البعض أن الأطفال سيئي التوافق يميلون إلى حذف الفم، كذلك الخجولين مما يدل على الانسحاب وعدم القدرة على الاتصال بالآخرين . 

العيون The Eye :المبالغة في رسمها في رسوم صغار الأطفال يعد تعبيراً عن مفهوم الطفل لأهمية هذا الجزء للشخص. كما نجد أن الأطفال المضطرين الخاضعين لسيطرة الكبار يرسمون عيونا كبيرة. وحذف العين من الرسم يعد دليلاً على عدم الرغبة في الاختلاط . ورسم العين باعتبارها دوائر فارغة تظهر لدى الأطفال الصغار - ربما - كانعكاس للاعتمادية وضحالة الانفعال ونقص التمييز .

الأنف The Nose : الأطفال المتوافقين يرسمون حجم الأنف مناسبًا للجسم في حين يميل الأطفال سيئو التوافق إلى رسم حجم الأنف مبالغا فى الكبر أو الصغر، وتأكيد فتحتي الأنف يدل على العدوان.

العنق The Neck : الأطفال المتوافقين يرسمون العنق مناسبا للجسم بينما يرسم الأطفال سيئو العنق مبالغا فى الكبر أو الصغر بالنسبة للجسم أو حذفها تماماً .

حجم الأذرع The Arms: الأطفال المتوافقون يرسمون الأذرع مناسبة للجسم بينما يرسم الأطفال سيئو التوافق الأذرع قصيرة أو يحذفونها من الرسم بينما الأطفال العدوانيون يرسمون الأذرع طويلة وموجهة نحو الآخرين .

الأيدى The Hands : تدل الأيدى الممتدة للخارج على رغبة في الاتصال بالبيئة أو الأشخاص الآخرين أو رغبة في المساعدة، ورسم الأيدى طويلة يرتبط بالعدوان، وتدل الأيدى الصغيرة على مشاعر عدم الأمن وقلة الحيلة والطفل العاجز أو المنطوى – ربما - ینسی رسم الأيدى .

الأصابع The Fingers : الطفل العدواني يرسم الأصابع طويلة والأطفال سيئو التوافق يرسمون الأصابع بحجم مبالغ فيه بالنسبة للجسم، والأطفال المتوافقون يقومون برسم العدد الصحيح للأصابع، وذلك على عكس الأطفال سيئي التوافق .

الأرجل The Legs : الأطفال المتوافقون يقومون برسم نسب صحيحة للأرجل بعكس الأطفال سيئي التوافق، والأرجل المبالغ في طولها تدل على حاجة شديدة للكفاح أو الاستقلال أو كليهما معاً . وغالباً ما يهمل الأطفال المرهقون أو الانطوائيون رسم الأرجل وهم يفضلون رسم الشخص في وضع الجلوس.

الأقدام The Feet : وترتبط القدم الطويلة أو الضخمة بحاجة ملحة للأمن أو على اتجاهات عدوانية وهجومية، والقدم الصغيرة تدل على مشاعر عدم الأمن والانقباض أو العدوانية، ويدل حذفها لدى الأطفال على العدوانية أو الاضطراب الانفعالى .

الجذع The Trunk : عادة يرسم الأطفال الجذع كشكل بيضاوى أو مستطيل، والجذع الضعيف يدل على عدم رضا الطفل عن جسمه أو يدل على ضعف فسيولوجى عام . وقد لوحظ اتصال الأطراف بالرأس مع حذف الجذع في رسوم الأطفال الصغار جدا بحكم المرحلة النمائية، والأطفال المتوافقون يميلون إلى رسم الجذع مناسباً بالنسبة للجسم في حين يميل سيئى التوافق نحو رسم الجذع مبالغا في الكبر
أو الصغر بالنسبة للجسم. 

ثالثا - المنظور Perspective

عن طريق استخدام المنظور قد يكشف المفحوص عما يتصل باتجاهاته ومشاعره نحو بيئته ومع من يعيش فيها من الناس وكذلك عن طريق معالجته لتلك العلاقات .

وهناك عدة نقاط لتحليل العلاقات الخاصة بالمنظور وهي :
الشكل المرسوم إلى المساحة الكلية لصحيفة الرسم :
وجد أن شخصية المفحوص تتضح من خلال السيطرة على الفراغ في صفحة الرسم، فالطفل المنعزل والذى يحس بالضغط الاجتماعى كثيراً ما تكون علاقته بالفراغ علاقة خوف وتردد فيرسم في الركن وعلى الحافة تاركا بقية الصفحة بلا استغلال، وهذا يختلف عن الطفل الشجاع والمتكيف اجتماعيا، حيث يستغل فراغ الصفحة بكل جرأة.

خصائص أرباع صحيفة الرسم : يرى «باك» أنه عندما يرسم الأطفال في الربع العلوي الأيسر فهذا يعبر عن القلق والنكوص، أما الربع السفلى الأيمن فهذا يعبر عن الشذوذ. وقد وجد كل من Vane and Eisen أن وضع الشكل في أحد الأركان يظهر في رسوم الأطفال سيئي التوافق .

قطع حافة الصحيفة للشكل المرسوم : عند بتر جزء من الشكل الإنسانى المرسوم بحافة أو أكثر من صحيفة الرسم مثل بتر قدم أو قدمين أو جزء من الرجل فيدل هذا على شعور المفحوص بعجزه عن التحرك في البيئة.

أوضاع الشكل المرسوم ودلالته الانفعالية :
رسم شخص في وضع بروفيلي : وربما يدل ذلك على التملص أو المراوغة أو كراهية التواصل مع الآخرين والتحفظ على العلاقة بالآخرين. ويظهر الرسم البروفيلى بدرجة أكبر في رسوم الأولاد عنه في رسوم البنات وتعتبر الرسوم البروفيلية من الناحية العقلية أكثر نضجا ونادرا جدا ما توجد في الأطفال والمراهقين الأسوياء يميلون إلى رسم الشكل الإنساني في شكل رسوم بروفيلي، بينما ينزع المراهقون الجانحون إلى رسم الشكل الإنساني مواجها للناظر .

رسم شخص مواجهاً للناظر: يدل ذلك على قدرة المفحوص على المواجهة أو الاجتماعية أو الميل للاستعراض وترسم الأشكال الأنثوية التي تمثل بوضوح صورة الأم عادة من منظور أمامي خاصة في حالة المراهقين والبالغين .

رسم شخص ظهره للناظر : وهذا يوضح تردد المفحوص في مواجهة البيئة ورغبته في الانزواء.

الشفافية Transparency : وهى تعتبر شيئاً عادياً في رسوم الأطفال الصغار، حيث يكون في رسومهم العديد من المناطق الشفافة، وذلك لأن الطفل لا ينقل الواقع بل يصوره، فالطفل يرسم ما يعرفه وليس ما يراه فيرسم الملابس التي تشف عما تحتها، أو حتى الشعر الذي يظهر من خلال القبعة . كما أن الأطفال الذين لديهم مشكلات سلوكية يميلون إلى رسم أشكال تظهر فيها الشفافية بدرجة أكثر من الأطفال جيدى التوافق . كما أن الأطفال المضطربين ومرضى البوال تظهر لديهم الشفافية في الرسوم بعكس الأطفال الأسوياء .

العلاقة المكانية لأعضاء جسم الشخص المرسوم :
صغار الأطفال والمرضى العقليين قد يفشلون في رسم أعضاء الجسم في علاقتها المكانية الصحيحة بالنسبة للشخص المرسوم، كما يرسم الجانحون أعضاء الجسم في غير أماكنها المألوفة، حيث يرسمون الجذع ملتصقا بالرأس والأذرع تخرج من الرأس أو العنق .
الحركة Movement : وهي أكثر شيوعاً في رسوم الأولاد قبل سن المراهقة، حيث يرسم الشخص وهو يأخذ شيئًا أو يعطى شيئًا أو يسلم أو يقابل وتظهر البنات إيثاراً واضحاً للأشكال التي تبدو في حالة استعراضية . كما أن رسم الأطفال الموهوبين يتضمن حركة حيث يرسمون أفرادا تمشي أو تجرى، وكلابًا تقفز وطيوراً تطير وأشجارًا تتمايل وما شابه ذلك، بينما وجد أن أقل عناصر الحركة إنما تتضح في رسوم الأطفال المتخلفين عقليا.

العلاقات بين التفاصيل والنسب والمنظور

من خلال العرض السابق لتسلسل التفاصيل نجد أن :
  • المقارنة بين التفاصيل والنسب والمنظور تعطى معلومات عن النضج العقلى وذلك لأن التفاصيل تأتى فى مراحل النمو أولاً ثم تليها النسب، فالمنظور، ولذلك فمن المتوقع أن يحصل ضعيف العقل على درجة تفاصيل مرتفعة نسبيا، درجة نسب أقل منها، ثم درجة منظور أقل من كليهما، وهذا هو عادة ما يحدث فعلاً. فإذا كانت درجة المنظور عالية دل ذلك على أن المفحوص كان في وقت من الأوقات أذكى مما هو عليه الآن، ويحتمل أنه لم يكن ضعيفا للعقل حتى إذا كانت درجة كل التفاصيل والنسب منخفضة.
  • ويمكن أيضا عن طريق المقارنة بين التفاصيل والنسب والمنظور معرفة شيء عن احتمالية اضطراب الشخصية . وذلك لأن النمو العادى تأتى فيه التفاصيل أولاً ثم العلاقات النسبية فالمكانية، ولذلك فإن لنا أن نفترض أن اضطراب الشخصية يمكن أن يستدل عليه بهبوط درجة المنظور.

رابعا - الدلالات الرمزية للألوان

ليست الرموز واحدة في كل زمان ومكان سواء كان ذلك في الرسم بالقلم الرصاص، أو بالألوان ولكن كلما زاد الانحراف عن المألوف في استخدام اللون، زاد الاحتمال فى أن يكون لهذا اللون معنى رمزي خاص. ويبدو نتيجة لبعض الدراسات العملية أن بعض الألوان يكون لها غالبًا معانى معينة، ولكن لم يتأكد ذلك بعد بدرجة كافية . وفيما يلي بعض المعاني التى نقدمها كفرضيات لا كقواعد جامدة :

  • أ - الأحمر : يبدو أنه يتضمن حرارة، وإثارة حسية، وقد أطلق عليه البعض اللون الشهوي، وهو يكون - في حالات كثيرة - أصعب الألوان بالنسبة للمفحوص الذى يعاني من اضطراب شخصيته، والأحمر البرتقالي يدل على قوة الإرادة ، النشاط ، المنافسة، عدوانية.
  • ب - الأسود : يبدو أنه أدعى الألوان للاكتئاب والكبت ويحتمل النكوص، وأكثر تعبيراً عنها، كما يمثل نكران الذات والاستسلام .
  • جـ - الأخضر : يبدو أنه اللون الذي يشعر الفرد بالأمن، أو على الأقل بالتحرر النسبي من التهديد، وحيث إن اللون الأخضر ينتشر بكثرة في الطبيعة فإن دلالته عادة ضئيلة
  • د - الأزرق : يبدو أنه يتضمن أمرين : ١ - الاهتمام بالضبط . ٢ - الاهتمام بالوقاية .
  • هـ - البني : وهو اللون الثاني فى الترتيب من حيث انتشار استخدامه بواسطة الأفراد الذين يحاولون غالبا تجنب اللون، والتظليل باللون البني (إذا لم يكن مألوفًا) فإنه يتضمن دفاعية واستجابة غير ناضجة للمؤثرات الانفعالية .
  • و - الأصفر : ويندر استخدامه ويظهر أنه يجمع بين العدوانية والإثارة الحسية، كما يبدو أنه يتضمن في معظم الأحيان اتجاهات شديدة التناقض، وهو اللون المفضل فى التعبير عن العدوان كما أنه اللون المفضل من الأطفال في بداية اشتغالهم بالرسم.
  • ز - القرمزي : وهو أقل الألوان استخدامًا، ورغم ذلك فإن دلالته أكثر الدلالات ثباتًا، وهي الحاجة إلى القوة، ولا يستعمل إطلاقاً في الحالات السوية . وقد وجد (باك) أن اللون القرمزى هو اللون المفضل من جانب من يتسمون بسمات شبيهة بالبارانويا .

ويمكن القول بإيجاز أن البحوث يبدو أنها تتفق على أن اللونين الأحمر والأصفر يعبران عن التلقائية والأزرق والأخضر عن السلوك المضبوط، والأسود والبنى أكثر شيوعًا في حالات الكف والكبت وربما النكوص ، وقد يكون للجمع بين لونين أو أكثر دلالة إكلينيكية معينة، فقد يكون الجمع بين اللونين الأزرق والأسود في رسم الشخص دليلاً على الفصام.





تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -