اضطراب قلق الانفصال
مفهوم اضطراب قلق الانفصال
يعرف قلق الانفصال Separation anxiety على أنه القلق الذي يعتري الطفل في باكورة مهده وحتى مراهقته عند الانفصال عن أحد الوالدين أو عن كليهما أو عن القائم برعايته ومن مظاهره الإكلينيكية الرغبة في البقاء فى المنزل، والخوف من الظلام، والخوف من الأماكن المفتوحة، والخوف من التغيير، والشعور بالقلق من المواقف المفاجئة والجديدة بالإضافة إلى بعض الأعراض الاكتئابية والكوابيس التي تدور حول الانفصال.وهو يعني في التحليل النفسي بعامة ذلك الخوف الذي يعتري الطفل من فقدان موضوعه الأول ألا وهو "الأم". وهو عبارة عن حالة من القلق التي تستبد بالطفل عندما تتركه أمه أو يفصل عنها لسبب أو لأخر.
إن اضطراب قلق الانفصال في مرحلة ما قبل المدرسة عبارة عن قلق غير مناسب مبالغ به يرتبط بالانفصال عن أحمد القائمين الرئيسيين على العناية بالطفل وعادة ما يكون الأم، ويظهر الأطفال الصغار الذين يعانون من قلق الانفصال إنزعاجاً شديداً حول سلامة الشخص الذي يعتنى بهم، وقد تشغل الطفل مخاوف من احتمال إختطافه وغالباً ما يعاني من كوابيس متكررة تتضمن معانى الانفصال، وقد يصر على أن يشارك غيره بالفراش وقد يتابع أطفال ما قبل المدرسة الشخص الذي يعتني بهم كظله يتبعونه حول المنزل للحفاظ على الإقتراب منه دائما
وهو اضطراب يشتمل على قلق مفرط في الاستجابة للانفصال من الشخص أو الفرد القائم برعايته ولاسيما الأم ويظهر الطفل الخائف من الإنفصال سلوكيات لتجنب من المواقف المرتبطة بالانفصال من الفرد القائم برعايته .
كما أنه عبارة عن حالة انفعالية تصاحب الطفل من باكورة مهده وحتى مراهقته وذلك عند الانفصال عن أحد الأبوين أو كليهما أو من يقوم برعايته. وعرفت فيفك أجروال Vivek Agarwal اضطراب قلق الانفصال بأنه اضطراب مصاحب بتعلق انفعالى شديد بالفرد موضوع الارتباط ويكون الفرد موضوع الارتباط لديه صفات معينة وهي أن يكون شخص أكبر من المتعلق به الطفل ويقوم بعنايته ويوفرله الحب والحنان ويحمى الطفل من الأخطار التي تواجهه.
مماسبق يمكن تعريف قلق الانفصال بأنه اضطراب نفسى شائع في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة ويتصف بأنه خوف مفرط وغير واقعى من الانفصال عن الشخص موضوع التعلق غالباً ما يكون الأم والذي نستدل عليه من خلال الأنشطة اليومية والمهام النمائية للأطفال والمراهقين حيث يظهر عليهم أعراض الخوف من حدوث مكروه لأنفسهم ولوالديهم عند حدوث الانفصال ويعتقدوا أنهم سوف لا يلتقوا مرة أخرى وهذا الانفصال يحدث عند دخول الطفل الروضة حيث يصاب الطفل بعجز في الناحية الأكاديمية والإجتماعية والأداء النفسي للطفل ويشكو الطفل من ألم في المعدة والشعور بالضغط النفسي وعدم التوافق الاجتماعي نتيجة هذا الاضطراب ويشتد هذا الاضطراب ويحتاج في هذه الحالة إلى علاج.
أعراض اضطراب قلق الانفصال
إن السمات الأولية التى توضح هذا الاضطراب هي قلق مفرط مرتبط بالانفصال عن أحد أعضاء الأسرة أو عن الأفراد المحيطين بالطفل المألوفين بالنسبة له، ويظهر هذا الاضطراب في رفض الأطفال الذهاب إلى منازل أصدقائهم أو البقاء في حجرة بمفردهم أو الذهاب إلى المدرسة أو المعسكر وهؤلاء الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال يعانون من العديد من المشكلات مثل رفض الذهاب إلى النوم بمفردهم نتيجة معاناتهم من الكوابيس المتكررة حول الانفصال فعندما يتوقع أطفال ما قبل المدرسة الانفصال وخاصة عند دخول الطفل الروضة ربما يظهر لديهم شكاوى جسمية مثل آلام الصداع، وآلام في المعدة والغثيان أو التقيؤ أو القيء.وفيما يلى عرضاً تفصيلياً للأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب وهي :
اضطرابات جسمية
تظهر عند هؤلاء الأطفال أمراض بدنية معدية معوية مثل : ألام المعدة والصداع والغثيان والقيء عند توقع الانفصال أو عندما يحدث ، كما أنهم يشكون من أوجاع في أماكن مختلفة من الجسم والم الزور وأعراض تشبه الزكام بالإضافة لذلك فقد يظهر البعض منهم أعراض اضطراب الجهاز الدورى مثل الشعور بضربات القلـ والدوخة والإغماء وإن كانت نادرة عند الأطفال الصغار ولكنها تحدث للمراهقين.اضطرابات انفعالية
وتبدو في شكل مخاوف ومنها الخوف من الظلام ، والقلق التخيلي الغريب فقد يرى بعض الأطفال عيونا تحملق فيهم، ويصبحون مشتغلين بشخصيات وهمية ووحوش تهم بالهجوم عليهم في حجرة النوم. بالإضافة لذلك تظهر أعراض اكتئابية قد تصبح أكثر ثباتاًبسرور الوقت فيتميز هؤلاء الأطفال بالإعتمادية والإنطواء والحزن والأسى، ويحتاجون لجذب الإنتباه دائماً ويشكون من أن أحداً لا يحبهم أو يهتم بهم.
اضطرابات سلوكية
إن كثير من الأطفال يصبحون من النوع اللحوح فيتدخلون في شئنون الكبار ويحتاجون إلى الرعاية والعناية المستمرة لتخفيف حدةالقلق لديهم.
اضطرابات مدرسية
يظهر على الأطفال المصابون بقلق الانفصال ملامح من الإنسحاب الإجتماعي والتبلد وصعوبة التركيز في الدراسة واللعب وقد يرفضون رؤية الأقارب أو الأصدقاء المقربين لتجنب معرفة مشاكلهم وسبب الغياب من المدرسة أو من الأنشطة الأخرى.وتتضح السمة التشخيصية الجوهرية لاضطراب قلق الانفصال كما ذكر كل من أحمد عكاشة (1998) ، وما ورد في المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض (1999) ، بأنه قلق مركزى مفرط يتعلق بالانفصال عن الأفراد الذين يتعلق بهم الطفل ولا يمثل مجرد جزء من قلق عام بشأن مواقف متعددة وقد يأخذ هذا شكل :
- إنزعاج غير واقعي يشغل بال الطفل بشأن أذى محتمل يصيب الأشخاص شديد الإلتصاق بهم أو خوف من أن يتركوه ولا
- يعودوا.
- إنزعاج غير واقعي يشغل بال الطفل من أن حدثاً مشؤوماً سوف يفصل بين الطفل وبين شخص شديد الإلتصاق به، كأن يفقد الطفل، أو يدخل المستشفى، أو يقتل.
- رفض مستمر لأن يذهب إلى المدرسة خوفاً من الانفصال (أكثر منه لأسباب أخرى كالخوف مما قد يحدث في المدرسة).
- رفض مستمر للذهاب إلى النوم دون أن يكون في محيط أو بجانب الشخص الذى هو شديد التعلق به
- خوف دائم وغير مناسب من البقاء وحيداً أو في أية حال بدون أن تكون هذه الشخصية التي يرتبط بها الطفل في المنزل.
- كوابيس متكررة حول الانفصال.
- تكرار حدوث أعراض جسمية ( مثل الغثيان، ألام المعدة، الصداع أو القياء) في المناسبات التي تتضمن إنفصالاً عن الشخصية اللصيقة، مثل ترك المنزل للذهاب إلى المدرسة
- ضيق مفرط ومتكرر يظهر على شكل قلق أو بكاء، أو نوبات عصبية أو فقد الاهتمام أو الإنسحاب الاجتماعي عند توقع الانفصال عن الشخصية التي يرتبط بها الطفل.
أسباب اضطراب قلق الانفصال
لا توجد أسباب صريحة لهذا الاضطراب ولكن هناك عوامل مهيئة لحدوث هذا الاضطراب منها :العوامل النفسية الاجتماعية
عدم النضج الانفعالي : فالأطفال الذين لم يبلغوا درجة النضج ويتعلقون تعلقاً كبيراً بصورة الأمومة يتعرضون بصفة خاصة لقلق شديد يتعلق بالانفصال.
الخصائص المزاجية : فقد أجري استقصاء للعلاقة بين الخصائص المزاجية والقابلة للإصابة بأعراض قلق الانفصال وتمثل الميول المزاجية عادة في الخجل أو الهروب من المواقف الغير مألوفة والتي يبدو أنها من أشكال الإستجابة الدائمة، فالأطفال الصغار المصابون بهذه الميول معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بأعراض القلق خلال السنوات القليلة من سنين حياتهم المقبلة.
درجة الارتباط بالأم : فالأمهات المصابات بالقلق يلاحظ أنهن يظهرون تعلقاً غير مأمون العواقب بأطفالهن مما يؤثر على أطفالهن ويكون لدى الأطفال كثير من القلق والعائلات التي يظهر فيها اضطراب قلق الانفصال قد يكون فيها ترابط شديد ورعاية وحماية زائدة من الأخطار المتوقعة فيصبح الأطفال في الغالب هدفا لقلق الأبوين الزائد ، مما يجعلهم مهيئين لقلق الانفصال .
ضغوط الحياة الخارجية : فموت أحد الأقارب، أو مرض الطفل، والتغير الذى يطرأ على الجو المحيط بالطفل كالإنتقال إلى سكن جديد أو مدرسة جديدة.
الإعتماد الشديد للطفل على الأم .
مرور الطفل بخبرات انفصال عابرة ارتبطت بأنواع من مخاوف النمو مثل الخوف من الهلاك، والخوف من فقدان الأم، والخوف من النزاعات والمشاكل الأسرية...مثل هذه المخاوف تهييء الطفل للإصابة بقلق الانفصال.
عوامل التعلم
إن قلق الانفصال ينتقل من الوالدين للأطفال عن طريق النمذجة المباشرة فإذا كان الأب من النوع الذى يخاف فإن الابن قد ينشأ على الخوف من المواقف الجديدة وخاصة البيئة المدرسية ويخشى الانفصال عن البيت وبعض الآباء يعلمون أبنائهم القلق بالمبالغة في تحصينهم من المخاطر المتوقعة أو بتهويل الأخطار.العوامل السيكوفسيولوجية
توجد علاقة ارتباطية بين العوامل العصبية الفسيولوجية وقلق الانفصال والكبت السلوكي المتمثل في الخجل الشديد.العوامل الوراثية
إنه من المحتمل وجود أساس وراثي لاضطراب قلق الانفصال فالمجموعة المزاجية المتصلة بالكبت السلوكي (الكف السلوكي) المتمثل في الخجل الشديد والميل إلى الهروب من المواقف الغير مألوفة ، كلها سمات من المحتمل أن تسهم فيها العوامل الوراثية بنصيب كبير فلقد ظهر من بعض الأبحاث التي أجريت على بعض الأسر أن آباء الأطفال من المصابين بقلق الانفصال كانوا عرضة للإصابة بقلق الانفصال في طفولتهم المبكرة.وهذا ما أثبتته دراسة ماريسا Marissa أن للعوامل البيئية والوراثية الخاصة بالأم مرتبطة بظهور أضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال حيث طبقت هذه الدراسة على عينة من الأطفال التوأم . عددهم (2043) في مرحلة عمرية من (3- 18) سنة من الذكور والإناث وأشقائهم يبلغوا (348 زوج) في المجتمع الأسترالي.
وأكدت دراسة ساره Sarah و بیني Pini أن الأمهات اللاتي كانوا يعانين من اضطراب قلق الانفصال في طفولتهم المبكرة وفي مرحلة الطفولة الوسطى لديهم أطفال يعانون من ذلك الاضطراب.