مربع البحث

التسويف عند الطلبة

التسويف عند الطلبة






يميل الطالب إلى تأجيل الدراسة حتى اللحظة الأخيرة ، أحيانا حتى منتصف ليلة ما قبل الامتحان فيحشر ما يستطيع من المعلومات قبل أن يغط في النوم قبل ساعات قليلة من الفجر.

لعلك تعرف الكثير من الطلبة الذين يُعدون مسوّفين. في بعض الأحيان يعتزمون حقًا الدراسة، ولكنهم ببساطة يؤجلون كل شيء حتى اللحظة الأخيرة. ثم يدركون بعد فوات الأوان كيف حاصروا أنفسهم بشكل ميؤوس منه في تلك المرحلة، تصبح حتى الدراسة المكثفة لا فائدة منها. فيستسلمون.

إن سبب وجود الطلاب في هذا الوضع، لأنه كان لديهم متسع من الوقت لتطوير عادات التسويف في سنوات الدراسة في الابتدائي وحتى الثانوي . لذلك يمكنك إحداث فرق كبير في حياة الطلبة من خلال معالجة ميولهم إلى التسويف في وقت مبكر .

ماذا يحدث للدماغ عندما يسوّف الطالب ؟

أولًا، من المفيد معرفة سبب حدوث التسويف. لقد أشار علماء النفس إلى أسباب لا تُعد ولا تحصى لكن، ربما يكون الأمر الأساسي هو أنه عندما يفكر الشخص في شيء لا يحبونه أو لا يريدون فعله، فإنه ينشط مشاعر الألم في القشرة الانعزالية insular cortex وهي جزء من الدماغ تعالج إشارات الألم. فكيف يتعامل الشخص مع هذه المشاعر المزعجة ؟ هذا بسيط. إنه يفكر فقط في أي شيء آخر. يعمل التجنب كالسحر في التخلص من آلام اللحظة. لكن المشكلة أنه يُسوف. سيكون هناك ألم طويل الأمد يجب دفعه - مثل الإرهاق الشديد في منتصف الليل، ثم النوم في أثناء الامتحان.

عندما يفكر الطلاب بشيء لا يحبونه أو لا يودون القيام به، تقفز مشاعر الألم وعدم الارتياح من القشرة الانعزالية – المركز الذي يعالج الألم في الدماغ.

الدافعية والتسويف

يكشف علم الأعصاب أن الأسلوب المثير للدافعية «المألوف»، في جعل التعلم أكثر متعة، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية. في الوقت الحالي، ربما من الأفضل التفكير في الدافعية في التعلم مقارنة بتعلم ركوب الدراجة الهوائية، قد يكون تعلم ركوب الدراجة أمرًا صعبًا حيث تتوقع السقوط والإصابة بجروح وكدمات. ومع ذلك، فإن الرغبة في الركوب بالطريقة ذاتها مثل جميع راكبي الدراجات السعداء والناجحين في الحي تحفز راكبي الدراجات الناشئين على تحمل الاصطدامات والألم الأولي.

يساعد المعلمون المتمرسون الطلبة على العمل على الجوانب الأكثر تحديًا لما يتعلمونه من خلال توفير حوافز وسيطة ما يجعل المكافآت تبدو أكثر فورية والنتائج اليومية جديرة بالاهتمام. في نهاية المطاف، يمكن للطلاب رؤية أمل يتحققـ أي الإحساس بما يعنيه إتقان المادة.

معالجة التسويف باستخدام تقنية بومودورو

لعل من أفضل أساليب معالجة التسويف، بالإضافة إلى تعليم الطلبة كيفية التركيز، وتجنب تعدد المهام، هي طريقة بومودورو Pomodoro Technique ، التي طورها الإيطالي فرانسيسكو سيريلو Francesco Carillo في ثمانينيات القرن الماضي لإدارة الوقت. بومودورو كلمة تعني طماطم بالإيطالية - حيث استخدم سيريلو مؤقتًا أنيقًا على شكل حبة طماطم لتقسيم وقت العمل إلى فترات زمنية طول كل واحدة منها 25 دقيقة تتخللها مدة استراحة أصبحنا ندرك الآن أن طريقة سيريلو تتماشى مع ما يخبرنا به علم الأعصاب حول أفضل الطرق لضبط تركيز الإنسان. 

إن طريقة بومودورو واضحة ومباشرة، فعندما يكون الواجب ،مهما، ولكنه يغري بالتأجيل، كل ما على الطلبة وما عليك فعله هو :
  1. اترك، أو أبعد، كل مصادر تشتيت الانتباه -خاصة إشعارات الهاتف الذكي.
  2. اضبط المؤقت لمدة خمس وعشرين دقيقة، وركز قدر الإمكان على الواجب في أثناء هذه المدة.
  3. استرخي عقليًّا لمدة خمس دقائق.
  4. كرر العملية قدر الحاجة. ثم خذ استراحة لمدة نصف ساعة بعد البومودورو الثالثة أو الرابعة. 

هذا كل ما في هذه الطريقة، التي تعلّم الطلبة العمل في دفعات مركزة وقصيرة، ناهيك عن تدريبهم على تجنب نداء وسائل التواصل الاجتماعي المثيرة للإدمان.

إن جزء الاسترخاء من طريقة بومودورو مهم بشكل خاص ،فنحن نميل إلى الاعتقاد بأن الوقت الوحيد، الذي يحدث فيه التعلّم هو عندما يركز الطلبة. لكن كما هو معلوم في علم الاعصاب، يحتاج الحُصين إلى فترات راحة قصيرة متكررة لتعليم القشرة المخية الحديثة، فثمة الكثير من التعلم القيم، الذي يحدث في أثناء نقل عقلك للمعلومات الجديدة إلى مكانها.

وعلى الرغم من أننا نحذر من استخدام الهواتف النقالة، إلا أننا نعترف بأن هناك العديد من تطبيقات بومودورو ،يحظى تطبيق Forest بشعبية خاصة، حيث يمكن استخدام بومودورو كلعبة ما يجعلها أكثر إمتاعا . ومع أن أفضل استخدام لطريقة بومودورو من قبل الطلبة يكون في المنزل، إلا أنك تستطيع أيضًا استخدامها بشكل مبتكر في أثناء التدريس، حيث يمكنك اغتنام الفرصة لنمذجة هذه الطريقة.

لممارسة طريقة بومودورو، اطلب إلى الطلبة العمل على مهمة بصمت في الصف، ثم الاستمتاع باستراحة صغيرة مريحة عند الانتهاء طبعًا، لا بد من تعديل الوقت المناسب تسخيره لهذه الطريقة، اعتمادًا على طول وقت الحصة الدراسية وقدرة طلابك على العمل بشكل مستقل. ويمكن أن تنطبق القاعدة الأساسية التي ذكرناها سابقًا لتحديد فترات الانتباه النموذجية أيضًا على بومودورو. فإذا كنت تشعر أن طلابك لا يبلغون من العمر ما يكفي لقضاء بومودورو الكاملة لمدة 25 دقيقة، امنحهم بومودورو مساويًا لأعمارهم بالسنوات زائد واحد. لذلك، على سبيل المثال، قد يحصل طفل يبلغ من العمر تسع سنوات على بومودورو لمدة عشر دقائق.

لماذا يسوّف الطلبة ؟

فيما يلي بعض الأسباب التي قدمها بعض الطلاب في الصف السابع الذين أجابوا عن سؤالين - لماذا تسوّف؟ وما العواقب؟

  • أنا أسوّف عندما أكون في الصف، ولا أعرف كيف أقوم بالمهمة. فأفشل ويتم انتقادي.
  • أحب القيام بالأعمال السهلة أولا، وأسوّف الأمور الصعبة. فإن كانت صعبة جدًّا، أخبر معلمي أنني حاولت.
قد تكون معرفة كيفية البدء حجر عثرة لبعض الطلبة. ويمكن أن يؤدي العمل الفردي أو في مجموعات صغيرة في البداية إلى وضع هؤلاء الطلبة على المسار الصحيح. كما يُعدُّ الاستمرار في مهمة صعبة مشكلة شائعة أخرى للعديد من الطلبة. عُد إلى هؤلاء الطلبة عندما يصبح العمل أكثر صعوبة للتحقق من تقدمهم ثم ساعد حسب الحاجة.
  • أنا أماطل في أداء الواجبات المنزلية عادة ما أفقد التركيز. ولكن عندما أدرك أنني أسوّف. أستعيد ،طاقتي، وأجبر نفسي على العودة إلى العمل.
  • أنا أجلس وأحدق في العمل الذي ينبغي علي القيام به، وأفكر بالكثير من الأشياء الأخرى، التي من الممكن أن أقوم بها عادة ما ينتهرني المعلم، فيعيدني ذلك إلى العمل.
سواء في المنزل أو المدرسة، فإن طريقة بومودورو مثالية للطالب الذي يعرف ماذا يفعل، ولكنه يفتقر إلى الانتباه عندما يكون لدى الطلبة استراحة قصيرة يتشوقون إليها، مثل التحدث إلى أصدقائهم، أو استعراض حركات رياضية، أو تناول وجبة خفيفة، أو مشاهدة مقطع فيديو قصير على يوتيوب، فإنهم يميلون أكثر إلى الاستمرار في المهمة.
  • عادة ما أسوّف عندما يكون عندي مشروع للمدرسة. أنتظر حتى الليلة التي تسبق الموعد المحدد، ثم تصرخ أمي في وجهي، لكنها ستتأكد من تنفيذي للمشروع في الوقت المحدد.

لدى الطلبة الكثير من الأسباب للتسويف والتأجيل حتى إن البعض يصدق نفسه عندما يقول، «أنا أعمل بشكل أفضل تحت الضغط». لكنك تعرف الحقيقة، لأنك رأيت عملهم المتسرع والعشوائي. طلاب اليوم مشغولون ، لذا فهم لا يختلقون الأمر عندما يقولون «لدي الكثير لأفعله»، فزيادة على جدولهم المدرسي المرهق، غالبًا ما يلتزمون بالرياضات والنوادي والحفلات والرحلات ووسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب والوظائف وغير ذلك بعد المدرسة. هذا الطوفان من الأنشطة يزحف إلى الأعمار الأصغر والأصغر سنًا. لذلك، لا عجب أن الطلبة مرتبكون ويؤجلون مهامهم حتى اللحظة الأخيرة. إنهم يعطون الأولوية لما هو أمامهم الآن، ولا يفكرون في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة.

طرق لمساعدة طلبتك في التغلب على التسويف

أنشئ قوائم مهام مع الطلبة : سيعطي شطب المهام عند إتمامها شعورًا بالفخر والإنجاز لدى الطلبة، وسيحتاج بعضهم أيضًا إلى مساعدة في تحديد أولويات المهام وإعداد جدول زمني.

ساعد طلابك في ترتيب الفوضى التي يعانون منها، إذ إن من الصعب عليهم أن يكونوا منتجين، عندما تتبعثر حياتهم في جميع أنحاء الدهاليز حتى عندما يقوم الطلبة بالواجب، فقد لا يتمكنون من تسليمه لأنهم لا يستطيعون العثور عليه ، إن التنظيم هو مفتاح نجاح الطالب، وقد تستغرق المهمة التي تستغرق عادةً عشر دقائق فقط لإكمالها أكثر من ساعة إذا اضطر الطالب إلى البحث في خزانة أو دفتر ملاحظات أو سطح مكتب فوضوي للعثور عليها.

حاسب الطلبة : إذا لم تقم بالتحقق من إتمام المهام بانتظام، فلن يقوم الطلبة بتنفيذها. في بداية الحصة الدراسية، أطلب إلى الطلبة إظهار واجباتهم ومناقشتها مع شريك أو مجموعة صغيرة في أثناء تجولك في الصف، وتحققك من المهام بنفسك. عندما تقوم أنت وأقرانهم بالتحقق من المهام، فإن ذلك يجعل إتمام المهمة أحد أولوياتهم. بالإضافة إلى فائدة جانبية - بدء الحصة الدراسية بهذه الطريقة سوف ينعش ذاكرة الطلبة قبل الدرس التالي . 



تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -