كتاب أسس البحث العلمي في العلوم التربوية والنفسية

العصف الذهني الإلكتروني

مفهوم استراتيجية العصف الذهني الالكتروني

تعرف استراتيجية العصف الذهني الإلكتروني غالباً من خلال البرامج التي تستخدم معها أو الصور التي يوجد عليها أثناء استخدامها ، وهي نسخة محوسبة من العصف الذهني التقليدي برفد من الأنظمة الإلكترونية أو أشكال ابسط مثل البريد الإلكتروني أو متصفحات معينة أو برمجيات ووسائط الكترونية اخرى

صور العصف الذهني الإلكتروني

قد مر التطور التقني في مجال الحاسب الآلي وخدمات الإنترنت بعدد من المراحل فكانت البداية مع الحاسوب الواحد وخدماته المحدودة ثم أخذ في الاتساع وذلك بربط أكثر من جهاز مستخدماً الشبكة الداخلية وما لبث أن أصبح أكثر اتساعاً بمجرد أن تم تعميم وانتشار خدمات الإنترنت ليربط أكثر من جهاز في أرجاء شتا قد تصل حدودها إلى خارج نطاق المدينة أو الدولة وقد تصل إلى خارج نطاق القارة وعلى هذا فقد تعددت وتطورت صور العصف الذهني الإلكتروني وذلك وفقاً لارتباطها بتطور وتحديث واستخدام الحاسب

1 - العصف الذهني القائم على الحاسوب الواحد : تتطلب هذه الطريقة استعمال حاسب واحد فقط وهي تشابه الطريقة التقليدية نوعًا ما ، ولكن تلغي السبورة والورق، وتنطلق المحفزات من الحاسوب لبدأ عملية التفكير بإبداع، وكل عضو في المجموعة يستعمل المحفز لتشجع الأفكار الأولية للوصول إلى الحلول العملية وأخذ الملاحظات، ثم تنقل الأفكار إلى الحاسوب.

2 - العصف الذهني القائم على الحاسوبات المتعددة : في هذه الطريقة يكون لكل شخص في المجموعة حاسوبه الخاص، ويقوم الحاسب عبر برنامج مخصص بتحفيزهم بالعصف الذهني، ليتولى كل شخص معالجة الموضوع من وجهته الخاصة، ما يعني ظهور العديد من الأفكار.
وعادة ما تستخدم هذه الطريقة مع الأشخاص القادرين على انتحال الأدوار والتسويق والترويج، أو مع الأشخاص الذين يفضلون توليد الأفكار بشكل مستقل على النقاش الصاخب.

3 - العصف الذهني من خلال الإنترنت : لم يقف التطور التكنولوجي عند هذا الحد فقد شكلت تكنولوجيا المعلومات والاتصال مجموعة متنوعة من مصادر والأدوات التي تستخدم في إنشاء ونقل ونشر وتخزين وإدارة المعلومات ، وقد عد البعض هذه العمليات كلها جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية ، ومن هذا المنطلق برز دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العملية التعليمية ، فهي تساعد المدرس على التخطيط والتحضير وإثراء دروسه وتقديمها للطلبة بصورة أكثر تشويقا وأكثر فاعلية ، وتساعد الطلاب على التعلم الفعال ويرى كل من Kaufmann & Kratschmer أن العصف الذهني من خلال الإنترنت هو تلك العملية التي يتم فيها تبادل الأفكار من خلال أدوات إلكترونية تسمح لكل عضو بإدخال ما لديه من أفكار من خلال أداوت إلكترونية إلى محطة العمل الكمبيوترية (الخادم) مع توافر آلية توزيع الأفكار الى باقي الخوادم الخاصة بباقي الاعضاء ، وأنَّ الحد من معوقات عملية إنتاج الأفكار أدى ذلك الى جعل الأفراد أكثر استرخاء وتلقائية مما يسمح بظهور ما لديهم من أفكار ، وهذا ما يرفده العصف الذهني الإلكتروني بقوة.

مبادئ العصف الذهني الإلكتروني وقواعده

أكد أوسبورن وغيره من الباحثين الذين تناولوا العصف الذهني بالدراسة والتحليل أن جلسات العصف الذهني عموماً بكافة اشكاله وصوره تتطلب اتباع مبدأين وأربعة قواعد

أولاً : مبادئ العصف الذهني الإلكتروني :

• المبدأ الأول : تأجيل الحكم على الأفكار أو ما يعرف بإرجاء التقويم
• المبدأ الثاني : الكم يولد الكيف ، وعليه فالكم هو المطلب الأساسي وليس جودة الأفكار التي يتم إنتاجها

ثانياً - قواعد العصف الذهني الإلكتروني :
يعتمد نجاح جلسة العصف الذهني الإلكتروني على تطبيق أربع قواعد أساسية مثله في ذلك مثل جميع أنماط وصور العصف الذهني وتتمثل هذه القواعد فيما يلي:

1. إرجاء التقييم : لا يجوز تقييم أي من الأفكار المتولدة في المرحلة الأولى من الجلسة لأن نقد أو تقييم أي فكرة بالنسبة للفرد المشارك سوف يفقده المتابعة ويصرف انتباهه عن محاولة الوصول الى فكرة أفضل لأن الخوف من النقد والشعور بالتوتر يعوقان أي سبيل للتفكير .
2. إطلاق حرية التفكير : أي التحرر مما قد يعوق التفكير وذلك للوصول الى حالة من الاسترخاء وعدم التحفظ بما يزيد انطلاق القدرات الذهنية على التخيل وتوليد الأفكار في جو لا يشوبه الحرج من النقد والتقييم ويستند هذا المبدأ إلى أن الأخطاء غير الواقعية الغريبة والطريفة قد تثير أفكارا أفضل عند الاشخاص الآخرين .
3. الكم قبل الكيف : أي التركيز في جلسة العصف الذهني على توليد أكبر قدر من الأفكار مهما كانت جودتها ، فالأفكار المتطرفة وغير المنطقية او الغريبة مقبولة ويستند هذا المبدأ على الافتراض بأن الأفكار والحلول الإبداعية التي يتم التوصل إليها تأتي بعد عدد من الحلول غير المألوفة والأفكار الأقل أصالة .
4. البناء على أفكار الآخرين : أي جواز تطوير أفكار الآخرين والخروج بأفكار جديدة فالأفكار المقترحة ليست حكراً على اصحابها فهي حق مشاع لأي مشارك تحويرها وتوليد أفكار منها.

الأسس النظرية للعصف الذهني الإلكتروني

إن العصف الذهني الإلكتروني هو نتاج دمج الكمبيوتر وخدمات الإنترنت بوصفهما أحد مصادر التعلم الإلكتروني مع استراتيجية العصف الذهني التقليدي وعلى ذلك فقد انبثقت الأسس النظرية للعصف الذهني الإلكتروني من خلال الاندماج الناشئ بين الأسس النظرية للتعلم الإلكتروني والأسس النظرية للعصف الذهني التقليدي. 

ومن هنا يمكننا أن نستخلص الأسس النظرية للعصف الذهني الإلكتروني وذلك على النحو التالي : 

1. استراتيجية العصف الذهني الإلكتروني هي أحد الاستراتيجيات التي تندرج تحت فلسفة البنائية ، ولها القدرة على توفير جو من الحرية الكاملة ما يزيد من كم الأفكار المنتجة .
2. وتُعد هذه الاستراتيجية نتاج دمج بين أحد الاستراتيجيات التعليمية التقليدية المتمثلة في استراتيجية العصف الذهني وبين أحد نماذج التعليم الإلكتروني وهو التعليم عن بعد
3. تحد هذه الاستراتيجية بشكل كبير من التأثير السلبي لأداء المجموعة على أداء الأفراد ، حيث يزيد من مساحات الحرية للمتعلمين ما يمكنهم من تجنب ضغط المجموعة عليهم
4. تعتمد على مستحدثات تكنولوجية أثبتت الدراسات التربوية نجاحها وتم التأكد من قدرتها على الوفاء بمتطلبات العملية التعليمية.
5. تعمل على دعم وتسهيل عمليتي التعليم والتعلم في مناخ نفسي يساعد على خلق الثقة بالنفس وبباقي أعضاء المجموعة ، كما يجنب المتعلمين بعض أنماط التهكم والسخرية التي يتبعها بعض المدرسين.
6. تنوع أدواتها تناسب العديد من الأنماط التعليمية ، بالإضافة إلى إمكانية الدمج بين أكثر من أداء ما يكسب استراتيجية العصف الذهني الإلكتروني القدرة على مراعاة الفروق الفردية للطلاب
7. لها ضوابط تجعلها أكثر امتثالاً لسياق المنهج وأهدافه في سبيل تنمية المتعلم. 

خطوات العصف الذهني الالكترونية

أولا : تقديم المشكلة وتهيئة الطلاب لجلسة العصف الذهني الإلكتروني
ويجب على المدرس في هذه الخطوة القيام بعدة أمور منها :

1. عرض الفكرة الأساسية للمشكلة أو القضية التي ستجري مناقشتها ووضعها على لوحة المناقشات بالموقع بعد تخطيطها مسبقاً بعناية
2. عرض الفكرة الأساسية المحددة للنقاش بعد صياغتها في سؤال يبحث عن رأي أو حقيقة أو تعميم.
3. عرض القواعد والمعايير التي ستسير عليها جلسة العصف الذهني وتثبيتها على لوحة المناقشات حتى تكون ظاهرة للجميع مستمر طول مدة الجلسة
4. عرض بعض المقتطفات التي تعتبر ضرورية للمتعلمين متمثلة في مقطع فيديو أو صورة أو مخطط أو رابط لصفحة على موقع آخر ولابد أن تكون ذات صلة مباشرة بالموضوع موضع المناقشة مع مراعاة تقديم تعليق من جانب المدرس يوضح فيه ما قد يلتبس على الطلاب

ثانياً : إجراء جلسة العصف الذهني الإلكتروني

وتتضمن ما يلي :

1. عرض بعض المقتطفات التي تعتبر ضرورية للمتعلمين متمثلة في مقطع فيديو أو صورة أو مخطط أو رابط لصفحة على موقع آخر ولابد أن تكون ذات صلة مباشرة بالموضوع موضع المناقشة حيث يقوم الطالب بمعاينة المحتوى المدرج بصفحة النقاش بالموقع في مدة زمنية محددة ، وتكون هذه المقتطفات متبوعة بسؤال واضح ومحدد في صلب الموضوع محور النقاش يبحث عن رأي أو حقيقة أو تعميم.
2. تحديد الأسئلة والاستفسارات من جانب الطلاب إذا ما وجد لبس في شيء ما لديهم ويقوم المدرس بتوضيحه قبل البدء في عملية الطرح الحر. 
3. يبدأ الطلاب في طرح ما لديهم من أفكار وآراء ويكون ذلك في نطاق وقت زمني ينبغي ألا يتجاوزه الطلاب لإبداء استجاباتهم ، وتمثل هذه المرحلة أهم مراحل الجلسة وفيها يقوم الطلاب بإنتاج وطرح كل ما لديهم من أفكار وإجابات ، وعليه يجب أن يكون المدرس في قمة تركيزه ليتبع مسار اتجاه الأفكار المنتجة حتى لا يحيد الطلاب عن موضوع الجلسة الأساسي
4. بعد عرض الفكرة الاساسية للموضوع على لوحة المناقشات في الموقع الإلكتروني وإعداد قائمة بعدة اسئلة يطلب المدرس من الطلاب النظر فيها وترك مساحة لهم ليكتبوا الإجابات المحتملة ، وإخبارهم بأنه سيتم مناقشتها في الصف في الدرس القادم وإعطاء لكل طالب فرصة للإدلاء بملاحظة أو معلومة معينة 

عوامل إنجاح جلسة العصف الذهني الإلكتروني

أوضحت العديد من الأدبيات وجود مجموعة من العوامل التي يجب مراعاتها أثناء إجراء جلسة العصف الذهني داخل حجرة الدراسة وهي قابلة للاسترشاد بها أيضاً عند إجراء جلسة العصف الذهني الإلكتروني حيث تضمن هذه العوامل نجاح كافة مراحل الجلسة وكذلك تضفي المزيد من الضبط أثناء الجلسة ، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي :

1. إيمان المدرس بجدوى استراتيجية العصف الذهني الإلكتروني في تحقيق النتائج المرجوة.
2. التمهيد لجلسة العصف الذهني الإلكتروني وتهيئة المشاركين فيها لما سوف يقومون به.
3. وضوح مبادئ وقواعد العصف الذهني الإلكتروني والتذكير المستمر بها ، واقتراح البعض كتابة تلك القواعد وتثبيتها على لوحة النقاشات بالموقع .
4. قبول الأفكار غير المألوفة وتشجيعها مهما كان نوعها، فالأفكار الغريبة أو الطريفة قد تؤدي إلى الوصول لمقترحات ذات قيمة عالية .
5. ظهور الأفكار التي يتم إنتاجها للجميع كما هي
6. يجب أن يحرص المعلم على استمرار جلسة العصف الذهني الإلكتروني حتى يتأكد من أن المتعلمين أتوا بكل ما لديهم من أفكار وعلى ذلك لابد وأن يقوم المعلم بجهد إضافي لمحاولة الحصول على أفكار إضافية ويستخدم جميع الأساليب المتاحة لإثارة تدفق الأفكار ولا ينهي مرحلة توليد الأفكار قبل أن يتأكد تماما من نفاذها وعدم جدوى الاستمرار فيها. 
7. أن يستعمل المعلم صيغة الجمع لأنها تبرر أن الجهد الذي يبذل هو جهد وفكر جماعي وهذا أفضل من التركيز على أفكار أشخاص بعينهم مع العلم أنه يجب توجيه الشكر لكل طالب على كل فكرة.
8. أن يسيطر المعلم على جلسة العصف الذهني الإلكتروني لأنه قد يقوم بعض الطلاب أثناء الجلسة بالتشويش على زملائهم أو نقد أفكارهم.

تعديل المقال