مربع البحث

فنيات الإرشاد العقلاني الانفعالي

فنيات الإرشاد العقلاني الانفعالي





مفهوم الإرشاد العقلاني الانفعالي

الإرشاد العقلاني الانفعالي أسلوب من أسالیب المعاصرة في الإرشاد النفسي أسسه العالم الأمریكي "ألبرت ألیس"، واستند الإرشاد العقلاني الانفعالي إلى فكر الفیلسوف الإغریقي " إبیكتیتوس " عن أن ما یجعل عقول الناس تضطرب لیس هو الأحداث ٕوٕانما بالأحرى الأفكار والمعارف. ویؤكد هذا المنحى على العلاقة الوثیقة المتبادلة بین التفكیر والانفعال بحیث إنهما عادة ما یعملان بشكل مصاحب ویتم ذلك بطریقة دائریة. فالتفكیر یصیر انفعالا والانفعال یصیر تفكی ار ویأخذ هذا التفكیر والانفعال شكل التكلم الذاتي وهذا التكلم الذاتي یوجه سلوك الفرد إما إلى وجهة عقلانیة أو وجهة غیر عقلانیة.

والإرشاد العقلاني الانفعالي هو اتجاه A-B-C-E العلاجي، الذي يفسر العلاقة بين A-B-C  يعني أن النتائج C ليست وليدة الأحداث والظروف الخارجية A وانما نتيجة لنظام التفكير B الذي يتبناه الفرد تجاه ذلك الحدث ثم الانتقال إلى التنفيذ D للأفكار اللاعقلانية حسب ألبرت إليسA. Ellis ؛  فالمرشد عندما يقوم بتنفيذ ومناقشة الأفكار اللاعقلانية مع المسترشد يكون قد حقق الأثر الفلسفي E  َالذي يتبع نموذج A-B-C  وبذلك يكون المسترشد قد أكتسب نظام معرفي عقلاني يستطيع بواسطته أن يواجه سلوكياته ومشكلاته في المستقبل، بما فيها السلوك الذي جاء من أجله وهو انزعاجه وقلقهوغضبه،حيث مناقشة هاته الأفكار اللاعقلانية و تنفيذها يكون عن طريق الأفكار العقلانية بدلا من الأفكار اللاعقلانية 

فنيات الإرشاد العقلاني الانفعالي

یستخدم الإرشاد العقلاني الانفعالي فنیات رئیسیة لتحقیق أهدافه المرجوة في العملیة الإرشادیة تتمثل في :

فنيات المعرفیة

وهي الفنیات التي تساعد المسترشد على أن یغیر أفكاره اللاعقلانیة وفلسفته غیر المنطقیة وان یستبدلها بأفكار عقلانیة وعلمیة ومنطقیة وتتمثل في :

الإیحاء الذاتي : یكون المسترشدین عادة مفكرون سلبیون تجاه أنفسهم وتجاه غیرهم، فیستطیع المرشد بواسطة الإیحاء الذاتي أن یعالج العمیل بتعلیمه كیف یفكر بإیجابیة بدل التفكیر السلبي.

تقدیم الخیارات والأفعال البدیلة : فالمسترشد یملك عدة خیارات أكثر مما یبدو له، والمرشد یسعى دائما لجعل المسترشد یرى كل الخیارات التي یملكها حقیقة ویشجعه على تولید هذه الخیارات بنفسه

الدقة اللفظیة : فكون استعمال الألفاظ غیر الدقیقة ینبع من التفكیر المشوه لدى العمیل، لذا على المرشد أن ینبه المسترشد أن یكون دقیقاً في استخدام الألفاظ

وسائل التسلیة : حیث یؤمن أصحاب الإرشاد العقلاني الانفعالي بأن الوسائل البدنیة كالاسترخاء والریاضة معروفة وطبیعیة ،فالعملاء یشغلون أنفسهم بتلك النشاطات أثناء ممارستها، وبدلا من التفكیر بهزیمة أنفسهم، لذا على المرشد أن یشغل العملاء بممارسة تلك الأنشطة.

استخدام المرح والقصد المتناقص : حیث یلجأ المرشد إلى استخدام المرح والنكات لیسخر من الأفكار اللاعقلانیة التي يحملها المسترشد، وبهذا یجعل العمیل یضحك على أخطائه ویتقبل نفسه بكل ما فیها من ضعف، والقصد المتناقص وسیلة لتضخیم الأفكار اللاعقلانیة للعمیل وكشفها ونتیجة لذلك فإن العمیل یتجه إلى تبني نهج مضاد وهو الواقعیة والعقلانیة.
وتتكون هذه الفنیة من مجموعة فنیات أصغر مثل فنیة الجدل اللفظي وتتكون من ثلاث مستویات :
  1. المستوى الأول: التمییز ویعني مساعدة الفرد كي یستطیع التمییز بین مفاهیمه العقلانیة وغیر العقلانیة.
  2. المستوى الثاني: الجدل وتعني ممارسة نوع من الحوار الفلسفي مع المسترشد حول مفاهیمه غیر العقلانیة.
  3. المستوى الثالث: صیاغة التعریف وتعني مساعدة المسترشد على التحدید الدقیق للغته الخاصة والعامة.

فنیة الواجبات المنزلیة : تفضل لتعزیز الفلسفة العقلانیة لدى المسترشد وتكلیفه ببعض الواجبات المنزلیة المقروءة وكذلك یمكن كتابة بیان عقلاني عن الذات، ویمكن أیضاً استخدام طرق وفنیات أخرى لتدریب العمیل على عملیة التفكیر من خلال حوار یفید المفاهیم العقلانیة.

فنیة التخیل العقلاني الانفعالي : وتعني تدریب المسترشد على تغییر الانفعالات السلبیة إلى الموجبة من النموذج بینما هو یتخیل على نحو قاطع أنشطة سالبة للأنشطة الموجبة الموجودة في (A) الحدث النشط نفس الوقت الذي یقتنع ببرهان قطعي الدلالة على تغییر فلسفته في (B) ( المعتقد الخاطئ) وتفید هذه الفنیة في تحریك المسترشد من الاستبصار العقلي إلى الاستبصار الانفعالي وتتحرك هذه الفنیة في حوار ما یبن العقلانیة وغیر العقلانیة.

فنيات الانفعالیة

وهي فنیات التي تتعرض لمشاعر المسترشد وأحاسیسه وردود أفعاله اتجاه المواقف والمثیرات المختلفة والخبرات المنشطة خاصة ما یتعلق منها بمشاكله.

وتعتمد هذه الفنیة على تمارین الهجوم على الأفعال المشینة التي یقوم بها الفرد والأساس النظري لهذه التمارین یعتمد على مسلمة أن الطبیعة البشریة تحظى بمفهوم عدم العصمة أي قابلیتها لارتكاب الخطأ ولذلك فمن الحكمة أن یجعل المسترشد یتكلم بصراحة تامة عن تلك الأفعال والأنشطة التي كان یفعلها بینما یقابل ذلك المرشد بروح الدعابة بحیث یتشجع المسترشد للحدیث عن تلك الأفعال والأنشطة التي كان یفعلها ولكن من منظور جدید وفلسفة جدیدة، وذلك بعد أن تولدت داخله مفاهیم جدیدة من تقبل الذات وتقبل الآخرین وكذا تولدت لدیه عملیة تسامح إزاء تلك الأشیاء المزعجة التي كان یقوم بها. 

ولهذا فإن تكرار الشرح العقلاني على مستوى الذات وبصورة انفعالیة غالباً ما ینتج عنه التحام قوى بین تمارین الهجوم على الأفعال المشینة في المواقف المختلفة وتتمثل هذه الفنیات في :

التخیلات العقلیة والانفعالیة : ویستخدم بطریقتین : التخیلات السلبیة حیث یتخیل العمیل نفسه یشعر شعورا سلبیاً وغیرملائم كرد فعل لموقف معین ثم یرى نفسه یغیر هذه المشاعر إلى مشاعر إیجابیة، مثل الندم والعزم على تغییر السلوك . التخیلات الإیجابیة : وهو أن یتخیل العمیل موقف غیر سار ویركز على الأفكار التي تبنى علیه مشاعره ثم یناقش العمیل هذه الأفكار ویركز على شعوره بعد تركها وتبدیلها بأفكار عقلانیة.

القبول غیر المشروط : وهو تعلیم العمیل بصورة مباشرة على قبول نفسه بما فیها من إیجابیات وسلبیات.

التمارین المهاجمة للخجل : وهي فنیة عاطفیة وسلوكیة في نفس الوقت، ویرى ألبرت ألیس أن أحد أركان الاضطراب العاطفیة هو الخجل ولوم النفس، وهنا یطلب المرشد من العمیل أن یتصرف بطریقة یشعر معها بالخجل والخزي، وبتنفیذه یكتشف العمیل أن تصرفاته لیست محل اهتمام الآخرین لذا لا داعي للخجل منها.

لعب الدور : ویتضمن العنصریین العاطفي والسلوكي، حیث یقوم العمیل أو العملاء بتمثیل كیفیة تفاعلهم مع الآخرین كي تثار عواطفهم وینفعلون، وبالتالي یقوم المرشد باستخدام هذه المشاعر لیبین للعمیل الأفكار اللاعقلانیة التي تقف وراء تلك المشاعر.

اللغة المشحونة عاطفیا : وهو أن یستعمل المرشد مع العمیل ألفاظًًا وتعابیر عاطفیة كي یقتبسها ویستعملها مع نفسه، حیث یرى ألبرت ألیس أن اللغة القویة لها تأثیر قوي على تغییر أفكاره اللاعقلانیة. 

الفنيات السلوكیة

وهي فنیات تساعد على تخلیص المسترشد من السلوك غیر المرغوب أو تعدیله وتغییره الى سلوك مرغوب وتدعیمه، یستخدم المرشد العقلاني الانفعالي مجموعة من الأسالیب السلوكیة وتتمثل في الواجبات المنزلیة حیث یكلف المرشد العمیل ببعض التدریبات المنزلیة مثل حصر المرشد، أو قراءة بعض الكتب التي تدعو إلى التفكیر العلمي. ومن الأسالیب السلوكیة أیضا التدریب على الاسترخاء وكذلك أسلوب ضبط المثیرات حیث یعلم المرشد في بعض الأحیان العمیل على كیفیة التحكم في مثیرتت معینة مما یجعل احتمالیة تصرفاتهم غیر المقبولة قلیلة.

وبهذا فإن هذا الأسلوب یهدف إلى إعادة بناء الوسط المحیط بالعمیل حتى لا یتعرض العمیل لأي مثیر یحفزه على التصرف بشكل غیر مقبول، وهنالك أسلوب تعزیز المعارف العقلانیة بحیث یقوم العمیل بمناقشة وتفنید أفكاره اللاعقلانیة یومیا حتى تصبح العملیة شبه آلیة.

وتتضمن الفنیات السلوكیة أیضاً القیام بالتمارین التالیة :

تمارین الاستقرار : وتعني أن ینتظر المسترشد قبل أن یقوم بأنشطته وذلك حتى یعطي فرصة لمشاعر التسامح أن تؤثر في المواقف التي تسبب له المشكلة، ویفضل الإكثار من هذه التمارین مع الذین یعانون من مشاكل مزمنة.

تمارین عدم المماطلة : یتم تصمیم هذه التمارین بغرض حث المسترشد على عدم المماطلة أو التسویف في أداء المهمة وحثه على التبكیر بأداء المهمة المطلوبة.

تمارین تعلم المهارات : یتم تصمیم مواقف یتعلم من خلالها المسترشد المهارات الاجتماعیة وكذا التدریب التوكیدي

تمارین مكافأة الذات ومحاسبة الذات : وتتم هذه التمارین لحث المسترشد وتشجیعه لاستخدام الفنیات والطرائق السلوكیة الجدیدة التي تعلمها، وفي نفس الوقت تدریبه على محاسبة نفسه بطریقة صحیة دون أن تنتابه مشاعر ذنب تؤدي إلى تحقیر الذات. 

الواجبات المنزلیة : وتعمل هذه الفنیة على توجیه وتشجیع العمیل على تنفیذ بعض الواجبات الخارجیة مما یمكنه من تعمیم التغیرات الإیجابیة التي یكون قد أنجزها مع المرشد. ویتمثل المضمون التطبیقي لهذه الفنیة في تكلیف العمیل بواجبات منزلیة یسعى من خلالها إلى ممارسة الأفكار المنطقیة التي اكتسبها وفى مواقف حیة، فالفرد الذي یخشى من رفض الآخرین یشجع على الدخول في مواقف حیة قد تعرضه للرفض كأن یقوم بنقد متعمد لأري شخص أخر، یعرف أنه قد یهاجمه نتیجة لهذا النقد.

الاسترخاء العضلي : وتهدف إلى التعلم التدریجي للسیطرة على التوتر، والاسترخاء لمجموعات عضلیة معینة ویتضمن التدریب الكامل وفق تعلیمات المعالج الشد لوقت قصیر لأجزاء متفرقة من عضلات الذراعین والرأس والقسم العلوي من الجسد والخصر والرجلین وبعد ذلك استرخائها بشكل كامل قدر الإمكان. 

ومما سبق یمكن تلخیص فنیات الارشاد العقلاني الانفعالي في فنیات خبریة انفعالیة تتعرض للمشاعر وردود الفعل تجاه المثیرات والمواقف والخبرات المنشطة، فنیات سلوكیة تغیر السلوك غیر المرغوب فیه وتغیره إلى سلوك مرغوب وتدعمه، فنیات معرفیة تغیر الأفكار غیر العقلانیة والفلسفة غیر المنطقیة إلى أفكار عقلانیة وفلسفة منطقیة. وتدعم هذه الفنیات المحاضرات والحوار والمناقشات، والتشجیع والحث، والتدریب والتوكید والمواجهة الدرامیة المباشرة ، والتحصین التدریجي، وتعلیم المنطق والتفكیر العلمي.
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -