مربع البحث

فعالية الذات

فعالية الذات





مصطلح فعالية الذات

إن مصطلح Self Efficacy يفتقر إلى ترجمة لغوية دقيقة و محددة لـه ، لـذا قـام بعـض الباحثون بترجمته إلى فعالية الذات ، و البعض الآخر قام بترجمته إلى كفاءة الذات ؛ كـما تـم ترجمته إلى الكفاءة الذاتية ، و كذلك الفاعلية الذاتية .

هذا ويعد مصطلح فعالية الذات من المصطلحات التي لاقت اهتماماً مـن قِبـل البـاحثين في شتى المجالات ، ليس في المجال التربوي فقط بل امتدت لتشمل المجال المهني والسـياسي و غيرها من مجالات الحياة لما لها من تأثير في الفرد ، بالإضافة إلى ذلك إن فعالية الذات متغير وسيط بين المعرفة و الفعل ، فالمعتقدات التي يكونها الأفـراد عـن مقدراتهم و عن توقعاتهم حيال نتائج جهودهم تعد أساساً في فعالية الذات لـديهم . 

كـما أن الأحكام الذين يعتبرون مهمين بالنسبة للفرد ، و ردود أفعالهم ، تجاه فعالية أداء الشخص في الموضوعات المختلفة ، يعد الأساس في فعالية الذات . فـإذا كانـت ردود أفعـالهم سـلبية فـإن هذا سيؤدي إلى فعالية ذات منخفضة ، و إذا كانت ردود أفعالهم إيجابية فإن ذلك يؤدي إلى فعالية ذات مرتفعة .


تعريف فعالية الذات

أما بالنسبة لتعريف مفهوم فعالية الذات ، فيعرفه باندورا " Bandura , 1977 "الفعاليـة الذاتية نشاط فكري يؤكد على معتقدات الفرد في قدرته على تحقيق هدف أو نتيجة .

كما تعرف فعالية الذات على أنها اعتقاد الفرد بقدرته عـلى أداء السـلوك الـذي يجـب أن يقوده إلى نتائج متوقعة و فاعله . كما تعرف على أنها القناعة الذاتية الخاصة بـالفرد حـول قـدرته عـلى القيـام بالمتطلبـات المختلفة و مواجهة المشكلات التي تعترضه ،و الحكم على نجاحـه بإنجـاز المهـمات المعنيـة .

وتعرف أيضاً على أنها عملية معرفية تتضـمن توقعـات يـتمكن الفـرد بموجبهـا مـن حـل المشكلات و مواجهة التحديات الجديدة .

كذلك تعرف على أنها إدراكات الفرد المعرفية و مهاراتـه الاجتماعيـة و السـلوكية الخاصـة بالمهمة ، أو الأداء المتضمن في السلوك و تعكس هذه التوقعات مـدى ثقـة الفـرد في نفسـه ، بالإضافة إلى قدرته على التنبؤ بالإمكانات اللازمة للموقف و قدرته على استخدامها .

وتعرف كذلك على أنها ثقة الفرد في قدرته على الانجاز ، و أنـه فعـال في محـيط عملـه ، مثابر في ادائه و لديه قدرة على ادارة ذاته ، و التحكم في انفعالاته ، بما يؤدي الحضور الفعال في مجالات الحياة .

من خلال عرض التعريفـات السـابقة لمفهـوم الفعاليـة الذاتيـة ، يمكـن القـول ان مفهـوم فعالية الذات مفهوم متعدد الأبعاد يتضمن في تعريفه بعد مهاري ، و آخـر وجـداني و الآخـر معرفي ، كما يتضح أن الفعالية الذاتية تساعد في التعرف على الأفراد الذين لـديهم معتقـدات إيجابية حول ذواتهم و التي تساعدهم على الأداء الجيد لتحقيق الأهداف المنشودة و من ثم تساهم في التمييز بين الأفراد .


كذلك يتضح من التعريفات السابقة أنها ميزت بين الأفراد ذوي الفعالية المرتفعة و الأفـراد ذوي الفعاليــة المنخفضــة ؛ حيــث أشــارت إلى أن الأفــراد الــذين يمتلكــون مســتوى عــال مــن الفعالية الذاتية لديهم القدرة على التنبؤ ، كما أن لديهم القـدرة عـلى التعامـل مـع المواقـف المختلفة مقارنة بالأفراد ذوى المستوى المنخفض من الفعالية .


أهمية فعالية الذات

إن لفعالية الذات أهمية واضحة في حياة الفرد ، فهى تساعد الفرد على توقع الأحـداث و من ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها ، ففعالية الذات كما تعمل كمعينات ذاتية أو كمعوقات ذاتية في مواجهة المشكلات. فالفرد الـذي لديه إحساس قوي بفعاليته الذاتية يركز جل اهتمامه عند مواجهتـه المشـكلة عـلى تحليلهـا بغيـة الوصول إلى حلول مناسبة لها . أما إذا تولد لديه الشك بفعاليته الذاتية فسوف يتجه تفكـيره نحو الداخل بعيداً عن مواجهة المشكلة ، فيركز على جوانب الضعف وعدم الكفاءة و توقـع الفشل .

كما تساعد فعالية الذات الفرد على مقاومة الضغوط المهنية ،و تسـاهم في تحديـد حجـم المجهود الذي سيبذل في مواجهة العقبات ،و استغلال كل الإمكانات المتاحـة و القيـام بكافـة المهام ،ومـا يترتـب عـلى ذلـك مـن الرضـا و القناعـة بـدورهم في محـيط مهنـتهم، فاكتساب الاتجاهات التفاؤلية نحو القدرات والإمكانات الذاتيـة يقـود أيضـا إلى مضـاعفة الجهود ،وازدياد القدرة على التحمل، و بالتالي أيضا رفع نتـائج الإنجـاز و عـدم الاستسـلام و اليأس، والاهتمام بـالأعمال و الأنشـطة المختلفـة والاسـتغراق فيهـا، ويضـع الفـرد لنفسـه أهداف ابعيدة المدى و يلتزم بها ،و يبذل الجهد في مواجهة الفشـل و ينظـر للمهـام الصـعبة على أنها مصدر تحد ،كما إنه يكون أكثر مرونة في تعاملاته .

لذا يمكن القول إن امتلاك مسـتوى عـالي مـن فعاليـة الـذات يسـاعد الفـرد عـلى تخطـى العقبات ، كما يساعده على مقاومـة مواقـف الإحبـاط و الفشـل و التـي قـد تكـون سـببا في المعاناة من الضغوط و التوتر ، بالإضافة إلى ذلك تساعد الفرد على ترتيب أفكـاره و تنظيمهـا و التعامل بجدية مع المواقف التي يتعرض لها ، كذلك تساعده على التميز بين زملائه .


أبعاد فعالية الذات

يشير باندورا إلى أن فعالية الذات تتكون من ثلاثة أبعاد يمكن ذكرهم على النحو التالي :

الفاعلية Magnitude
وتختلف قدرة الفاعلية تبعًا لطبيعة أو صعوبة الموقف ويبدو قدر الفاعلية بصورة أوضـح عندما تكون المهام مرتبة وفق المستوى الصعوبة والاختلاف تبين الأفراد في توقعات الفاعليـة، ويمكن تحديدها بالمهام البسيطة المتشابهة، و متوسطة الصعوبة، ولكنهـا تتطلـب مسـتوى داء شاق في معظمها، و مع ارتفاع مستوى فعالية الذات لدى بعض الأفراد فأنهم لا يقبلـون عـلى مواقف التحدي ،و قد يرجع السبب في ذلك إلى تدني مستوى الخبرة ،و المعلومـات السـابقة . 

ويؤكد باندورا على أن طبيعة التحديات التي تواجه فاعلية الشخصية يمكـن الحكـم عليهـا من خلال مختلف الوسائل ،و أهمها: مستوى الإتقان، ومستوى بذل الجهد، ومستوى الدقة، ومستوى الإنتاجية، ومستوى التهديد، ومستوى التنظيم الذاتي المطلـوب، حيـث أنـه مـن خلال التنظيم الذاتي لميعاد الفرد ينجز أي عمل عنصر فالصـدفة ،و لكـن فعاليـة الفـرد هـي التي تدفعه لينجز عمله بطريقة منظمة من خلال مواجهة حالات العدو لعن أداء العمل.

العمومية Generality
ويقصــد بهــا انتقــال توقعــات الفاعليــة إلى موقــف مشــابهة فــالأفرا غالبًـًـا مــا يعممــون إحساســهم بالفعاليــة في المواقــف المشــابهة للمواقــف التــي يتعرضــون لهــاو تتبــاين درجــة العمومية مابين اللامحدودية و التبتعبرعنأ على درجات العمومية و المحدودية الأحادية التـي تقتصر على مجالأ ونشاطأ ومهام محددة .و تختلـف درجـة العموميـة بـاختلاف المحـددات التالية: درجـة تماثـل الأنشـطة ،وسـائل التعبـير عـن الإمكانيـة "سـلوكية معرفيـة انفعاليـة" والخصائص الكيفيـة للموقـف ومنهـا خصـائص الشـخص أو الموقـف محـور السـلوك. 

كـما أن العمومية تتحدد من خلال مجـالات الأنشـطة المتسـعة في مقابـل المجـالات المحـددة ،و أنهـا تختلف تبعًا لاختلاف عدد من الأبعاد ،أهمها ،درجة تشـابه الأنشـطة ،و الطـرق التعبـير عنـا لإمكانــات أو القــدرات ،و مــن خــلال التفســيرات الوصــفية للمواقــف، وخصــائص الشــخص المتعلقة بالسلوك .

القوة Strength 
بين ألبرت باندورا أن قوة المثابرة العالمية و القـدرة المرتفعـة التـي تمكـن من اختيار الأنشطة التيسـو فتـؤدي بنجـاح ،كـما يـذكر أيضًـا أنـه في حالـة التنظيم الذاتي للفعالية فإن الناس سوف يحكمـون عـلى ثقـتهم في أن هـم يمكنهم أداء النشاط بشكل منظم في خلال فترات زمنية. فالمعتقدات الضـعيفة عـن الفاعليـة تجعل افرد أكثر قابلية للتأثر بما يلاحظه مثل ملاحظة فرد يفشل في أداء مهمة مـا ،أو يكـون أداؤه ضعيفً فيها ،ولكن الأفراد مع قوة الاعتقاد بفاعلية ذواتهم يثابرون في مواجهـة الأداء الضعيف . 

وأشار بندورا إلى أن القوة تتحد في ضوء خبرة الفرد و مدى ملاءمتها للموقف ،و أن الفرد الذي يمتلك توقعات مرتفعة يمكنه المثابرة في العمل ،و بـذل جهـد أكـثر في مواجهـة الخبرات الشاقة ،و يؤكد على أن قوة توقعات فعالية الذات تتحدد في ضوء خبرة الفرد ومدى ملاءمتها للموقف .

مصادر فعالية الذات

يشير باندورا إلى وجود أربعة مصادر يمكن من خلالها زيـادة فعاليـة الـذات أوخفضـها ،و تتمثل فيما يلي :

الإنجازات الأدائية Performance Accomplishment
ويمثل المصدر الأكثر تأثيرا في فعالية الذات لدى الفرد لأنه يعتمـد أساسـا عـلى الخـبرات التي يمتلكها الشخص، فالنجاح عادة يرفع توقعات الفعالية بينما الإخفاق المتكرر يخفضها ، والمظاهر السلبية للفعالية مرتبطة بالإخفاق ،و تأثير الإخفاق على الفعاليـة الشخصـية يعتمـد جزئيا على الوقت والمشكلات الكلي للخبرات في حالة الإخفاق، وتعزيز فعاليـة الـذات يقـود إلى التعميم في المواقف الأخرى و بخاصة في أداء الذين يشكو نفي ذواته ممن خلال العجز واللاكفاءة الشخصية، والإنجازات الأدائية يمكن نقلها بعدة طرق من خلال النمذجة المشـتركة حيث تعمل على تعزيز الإحساس بالفعالية الذاتية لدى الفرد .

الخبرات البديلة
ويشير هذا المصدر إلى الخبر ات غير المباشرة التي يمكن أن يحصل عليها الفـرد، فرؤيـة أداء الآخـرين للأنشطة و المهام الصعبة يمكن أن تنتج توقعات مرتفعة مع الملاحظة الجيدة أو المركزة و الرغبة في التحسن و المثـابرة مـع المجهـود ،و يطلـق عـلى هـذا المصـدر " الـتعلم بـالنموذج وملاحظـة الآخرين " .

الإقناع اللفظي
ويعني الحديث الذي يتعلق بخبرات معينة للآخـرين و الإقنـاع بهـا مـن قبـل الفـرد أومعلومات تأتي للفرد لفظيا عن طريق الآخرين في ما قد يكسبه نوعا من الترغيـب في الأداء أوالفعل ،و يؤثر على سلوك الشخص أثناء محاولاته لأداء المهمة .

الحالة النفسية و الفسيولوجية
وتشير إلى العوامل الداخلية التي تحدد للفرد ما إذا كان يستطيع تحقيق أهدافه أم لا ، وذلك مع الأخذ في الاعتبار بعض العوامل الأخرى مثل القـدرة المدركـة للنمـوذج ، والـذات ، وصعوبة المهمة ، والمجهود الذي يحتاجه الفرد ، والمساعدات التي يمكـن أن يحتاجهـا لـلأداء .
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -