مربع البحث

أساليب التوافق

أساليب التوافق






الأسلوب الناجح في حل الأزمات هو الذي يؤدي إلى إشباع الدوافع والتخلص من حالات الصراع والإحباط والتوتر والقلق بصورة ترضي الفرد ولا تتعارض مع المجتمع ومعاييره ولا تضر بالآخرين، وهذه الطريقة والأساليب المباشرة كلها تؤدي إلى التوافق السليم والسلوك السوي.

أما إذا فشل الفرد في تحقيق توافقه مع هذه الطرق المباشرة في التغلب على الصراع والإحباط، فإن حالة القلق والتوتر الناجمة عن الإحباط تستمر مدة طويلة فتسبب له الكثير من الألم والضيق، يلجأ إلى أساليب غير مباشرة قد تؤدي بطريقة سلبية إلى تخفيف حدة التوتر النفسي وآثاره بصورة مؤقتة بالحيل الدفاعية اللا شعورية أو عن طريق الأحلام.

أولا : التوافق عن طريق الحيل اللاشعورية - الآليات العقلية :

الحيل اللا شعورية هي أساليب دفاعية أو هروبية لحل الأزمات النفسية وإنقاذ الفرد من حالات التوتر والقلق لكي يصل إلى قدر من الراحة الوقتية، وهي حيل لا شعورية؛ لأنها غير مقصودة تصدر عن الفرد بصورة لا شعورية دون تفكير أو روية، وهي تعالج آثار الكبت والصراع بين الدوافع والهرب من الأوضاع والعواقب المسببة للكبت والإحباط.

والاستجابات الناشئة عن الحيل اللاشعورية قد توصف بأنها غير سوية وهي تكون خفيفة معتدلة عند جميع الأفراد الأسوياء، والفرق بين الاستجابة السوية الاستجابة غير السوية يكون في الدرجة التي تظهر فيه الاستجابة، فعملية التعويض مثلاً إذا كانت معتدلة تعتبر استجابة سوية للإحباط، بينما يعتبر التعويض الزائد عن الحد استجابة غير سوية ويمكننا سرد أمثلة لأهم الحيل اللاشعورية وهي ما يأتي :

1- الكبت
الكبت عملية لا شعورية تحدث وتصدر دون إرادة منا، فنحن لا نعرف أننا نكبت أو لماذا نكبت .. إذن الكبت عملية استبعاد وطرد الدوافع والانفعالات والأفكار والذكريات الشعورية المؤلمة أو المشيئة وإكراهها على التراجع والاستقرار في اللاشعور، أو منع الدوافع والأفكار والذكريات اللاشعورية من اقتحام الشعور، كي تجنب الفرد الشعور بالقلق أو الشعور بالذنب أو النقص.

وبهذا يؤدي الكبت وظيفة نفسية تتمثل في وقاية الفرد من كل ما يتحمل أن يؤذي نفسه ويسبب له القلق والتوتر ، وفوق ذلك يمنع الدوافع والذكريات اللا شعورية المخجلة مثل الدوافع الجنسية والعدوانية، التي تهدد بالانفلات بصورة صريحة مباشرة، مما قد يكون خطراً على الفرد أو ضاراً بصالحه في المجتمع.

والكبت بهذا المعنى والوظيفة هو حيلة لا شعورية هروبية تلجأ إليها (الأنا) لطرد الدوافع والذكريات الشعورية المؤلمة أو المحزنة، وإكراهها على التراجع إلى اللاشعور، وكذلك يعتبر حيلة لا شعورية دفاعية يدفع بها الفرد عن نفسه كل ما يزعجه أو يؤلمه، أو يسمى تقبل المجتمع له، ويضع الدوافع الثائرة المحظورة. ومما لا يشك فيه أن الكبت آثاراً ضارة وقد يكون أصل كل بلاء؛ لأن الدافع المكبوت لا يبقى خاملاً، بل يعمل باستمرار على دخول مجال الشعور، فتظل المعركة مستمرة بين الدافع المكبوت والقوى المسببة للكبت التي تعمل على طمسه فهو يقوم غالباً وراء العقد النفسية والأمراض النفسية والانحرافات الخلقية، وكثير من الاضطرابات الجسمية وكثير من ضروب الإجرام، وهكذا فالكبت المعتدل استجابة سوية تماماً للإحباط، في حين أن الإفراط يعد استجابة غير سوية وضارة.


2 - التبرير
هو حيلة لا شعورية دفاعية لحماية الفرد من الاعتراف بالفشل أو الخطأ وذلك بإبداء أسباب غير حقيقية يفسر بها بين الفرد سلوكه وأفعاله حتى يبقى على احترامه لنفسه واحترام الناس له ويخفف من التوتر الذي سببه له الموقف المحبط، وكما أن التبرير وسيلة يتجنب بها الفرد ما يحدث في نفسه من صراع بين يو د تحقيقه، وما يمكنه أن يحققه ويصل إليه بالفعل، ويأخذ التبرير صوراً متعدد منها التعلل بالقدر ؟؟ السبب العارض وتحقير الهدف وامتداح الفشل بطريق ما وإفهام الآخرين بنفس الخطأ، كقول الإنسان .. لست وحدي ، أو مهم اتهامهم بالتآمر وعدم الإنصاف. 

والتبرير حيلة تختلف عن الكذب في أن الأخير عملية شعورية يخدع بها الفرد غيره، ولا يخدع نفسه، بينما التبرير عملية لا شعورية يخدع بها الفرد نفسه كما يخدع الغير، ولا يكون الفرد الذي يلجأ إلى التبرير مدركاً لدوافعه الحقيقية أو مدركاً لأفكاره لها، أما في الكذب فيكون الفرد مدركاً لكذبه.

مثال على التبرير
تلميذ يكره المدرسة دافع لا شعوري غير مقبول اجتماعياً ويتأخر عن المدرسة كثيراً، مبرراً تأخره بمرض والدته أو عدم إيقاظها إياه في الموعد المناسب كل هذه مبررات غير حقيقية، أما السبب الحقيقي الذي يكمن وراء تأخيره هو كره المدرسة الذي لا يريد الاعتراف به لنفسه ولا للناس .

3 - الإسقاط
من الحيل اللا شعورية: الإسقاط، الذي يحاول الفرد من أن يتبرأ لا شعورياً من دوافعه المستقيمة المنافية للأخلاق، ويلصقها بغيره من الناس أي : إسقاط الفرد نقائصه وعيوبه وأسباب فشله والرغبات الكريهة الدفينة على الناس أو الظروف أو المجتمع أو الشيطان، وهو بهذا وسيلة تقي الفرد من الاعتراف بعيوبه ونقائصه ودوافعه غير المقبولة اجتماعياً، أو تخفف عنه ما يشعر به من قلق أو خجل أو أثم أو جحود.

والمثال على ذلك : الوالد الذي يسقط عيوبه على أولاده فيسرف لأن هذه الصفات لاصقة به ولا يريد أن يعترف بها لنفسه.

4 - التقمص
وهو حيلة شعورية دفاعية تعمل لتخفيف التوتر النفسي وإشباع الدوافع المحيطة عن طريق اندماج الفرد لا شعورياً في شخصية آخر، أو في شخصية جماعة نجحت في تحقيق الأهداف التي فشل الفرد في تحقيقها أو اتصاف ببعض الصفات التي يتصف بها غيره.

وبهذا فالتقمص بعكس الإسقاط الذي فيه ينسب الفرد في صفاته القبيحة إلى غيره من الناس، فمثلاً: تقليد الطالب دون شعوراً أستاذه في حركاته وأسلوبه في الكلام والإلقاء والمعاملة، وغير ذلك، أو تقمص الطفل شخصية والده إشباعاً لدوافع السيطرة والنفوذ وإقرار الذات.
والتقمص قد يكون ضرورياً بالنسبة لنمو الطفل وتكامل شخصيته، وتكوين عاداته وميوله وهذا يساعد على نمو (الأنا) وتكوين (الأنا العليا) واكتساب العواطف.

والتقمص يساعد على تخفيف الشعور بالنقص لدى الإنسان، وزيادة شعوره بقيمته وأهميته، وخاصة إذا كان التقمص لشخصيات متكاملة وقوية، مما يؤدي إلى وظيفة هامة في تنمية شخصية الفرد والتغلب على مشاعر النقص هذه، أما إذا كان التقمص لشخصيات غير متزنة وضيعة قد يؤدي إلى نتائج سيئة أو إلى سلوك ضار.

5 - النكوص
وهو عملية دفاعية لا شعورية يحاول الفرد الرجوع إلى الأساليب التي كان يقوم بها في مراحل نموه الأولى للتعبير عن دوافعه المكبوتة، أي: يرتد فيه الفرد إلى ميول ومشاعر وتصورات طفلية أو رجوع وظيفي يجعل الفرد يرتد سلوكه واستجاباته إلى أنماط كان قد ألفها في الطفولة.

وهو من الحيل الشعورية غير المقصودة إلى تخفيف التوتر الناشيء من مواجهة الفرد المشكلة أو عائق وهو يهدف إلى تجنب الشعور بالفشل دون محاولة لحل المشكلة حلاً صريحاً إيجابياً.

ومن أمثلة النكوص: الغيرة الطفلية والبكاء أو الصراع أو الصياح عند مجابهة الفرد بالمشكلات أو عودة بعض الأطفال إلى التبول اللا إرادي وقضم الأظافر أو مص الأصابع، بعد أن تكون هذه المرحلة التي تحدث فيها هذه الأعراض قد مضت، وقد يحدث ذلك نتيجة ميلاد طفل جديد والقلق والغيرة المترتبان على عدم قدرة الأم على معالجة الموقف بعناية وحكمة، أو شعور الطفل بفقدان حب والديه وانصرافهم عنه وإهماله، فيعتبر النكوص عندئذ حيلة لجلب انتباه الوالدين.

6 - التعويض
هو من الحيل اللا شعورية يدفع بالفرد إلى العمل على معالجة النقص الحقيقي أو الوهمي بالكفاح لتحقيق النجاح المطلوب، أو الاستعاضة عنه بهدف آخر مما يؤدي إلى تخفيف حالة التوتر والقلق، والمثال على ذلك الطفل الذي يكره والده نتيجة ضربه ضرباً شديداً، وهو من جهة يحتاج إلى ولده ويحبه وبما أنه لا يمكن أن يحب والده ويكرهه في نفس الوقت، فلا بد من كبت الكراهية لأنها لا تتفق مع منطقة (الأنا)، ولأجل أن ينجح كبت الكراهية لا بد من المبالغة في إظهار الحب كتعويض للكراهية المكبوتة.

وكذلك فشل الطالب في الدراسة يؤدي إلى الإسراف في المذاكرة أو محاولة التفوق في ميدان آخر كالرياضة أو الرسم. وقد يكون للتعويض فائدة عندما يدفع الشخص إلى التفوق في ميدان يعوض عجزه في ميدان ،آخر ولكنه من جهة أخرى يكون ضاراً إذا تسبب في ضرر للآخرين أو جعل الفرد يتخذ سلوكاً عدوانياً لكسب تقدير البعض.

7 - أحلام اليقظة
وهي حيلة لا شعورية يلجأ إليها الناس جميعاً حيث يتخيلون فيها إشباع دوافعهم ورغباتهم التي عجزوا عن تحقيقها في عالم الواقع، ويتحدث عادة عن طريق الشرود الذهني، وتخيل وهمي لتحقيق رغبات دفينة، وليس من الضروري أن تكون أحلام اليقظة صوراً صادقة مطابقة للواقع، بل قد تكون رموزاً لأشياء تعكس حقيقة ما في اللاشعورية من أمور مكبوتة وهي حيلة تساعد على تصريف الطاقة وإشباع الدوافع المكبوتة، يتجنب الواقع والاكتفاء بالرمز الذي تقوم منامه. 

وأحلام اليقظة تحدث في جميع مراحل العمر، إلا أنها تزداد خلال فترة الطفولة والمراهقة لإشباع الرغبات المكبوتة وحاجات لم يستطع الفرد إرضاءها في عالم الواقع فيها تبني القصور في الهواء، وتوضح الخطط للمستقبل الذي ينشده الحالم ويعجز عن بلوغه، فيها يجد الفرد سلوى وخلاصاً من القلق الناجم عن إحباط دوافعه، فتجد الضعيف يحلم بالقوة والفقير بالثروة والغبي بالذكاء. وأحلام اليقظة ظاهرة طبيعية عادية لا ضرر منها أن التجأ الفرد إليها بمقدار. أما إذا أثرت في الحياة النفسية وأشغلتها فعندها تكون ضارة، وأمراً خطيراً عند ما يلتجأ إليها الفرد عند تزايد المشكلات.

8 - الإعلاء والتسامي
هو عملية تحويل للطاقة النفسية من ميدان وتوجيهها إلى ميدان آخر بعد مدى في جلب القبول الاجتماعي :أي: ارتفاع الفرد بدافعه المكبوت إلى مستوى أعلى أو أسمى مثل الشخص الذي يشعر بدافع عدواني قد يعلي عنده هذا الدافع بالأعمال الاجتماعية المقبولة كالصيد أو الملاكمة أو الميل إلى بعض المهن كالجراحة أو الجزارة، وكذلك قد يلجأ إلى التفوق في الرياضة والفن إعلاء لدافع الجنس الذي قد يخفق في إشباعه.

9 - النسيان
يعتبر النسيان من الحيل اللا شعورية الدفاعية، ويحدث نتيجة الكبت، حيث يلجأ إليه الفرد للتخلص من الدوافع غير المقبولة، والرغبات التي استحال تحقيقها، والذكريات المؤلمة فتختفي اختفاء تاماً عند وعي الفرد وإدراكه ويزول ما كان يمكن أن يترتب عليها من سلوك، فقد ينس الإنسان موعداً مع شخص لا يود في قرارة نفسه أن يقابله، وهذا النسيان يحدث لا شعورياً دون تذكر الأسباب.

10 - التحويل
هو حيلة لا شعورية دفاعية، وذلك بنقل الدوافع من أهدافها الأصلية إلى أهداف أخرى لا يثير القلق، وقد يظهر بشكل سلوكي في صورة عدوان لا ينصب على الأشخاص أو الأشياء التي أثارته، وبدلاً أن ينصب على مصدر الإحباط فإنـه ينصب على أول كبش فداء يلقاه الإنسان في طريقه، مثل: الأب الغاضب من رئيسه لأنه أهانه أو أساء إليه قد يصب جام غضبه على زوجته أو أولاده أو خادمه.

11 - الانسحاب
وهو من الحيل اللا شعورية الهروبية، يؤدي إلى تخفيف التوتر والألم الناتج عن عائق يحول دون إشباع الفرد عن طريق الابتعاد والانسحاب عن موضوعها وهدفها، وتجنب المواقف التي تسبب الفشل أو التي تؤدي إلى النقد أو العقاب، فالشخص الذي يفشل في مواقفه الاجتماعي قد ينصرف عن محاولة التوافق الاجتماعي ويتجنب مصاحبة الناس، ويفضل وسائل التسلية والأعمال الانفرادية عن تلك التي تتضمن منافسة أو مباراة، ويكتفي بمشاهدة الناس دون مشاركتهم في النشاط. والحيل الانسحابية أشد خطراً من الحيل العدوانية لأن الكشف عن الحيل الانسحابية صعب جداً، وأن تعديلها شاق لأن صاحبها لا يميل إلى التوافق والتجاوب مع من حوله.

هذه هي أهم أمثلة للحيل اللاشعورية الدفاعية والهروبية، التي يلجأ إليها الفرد إذا ما واجهته عقبة دون إشباع دافع أو حاجة، حيث فيها التخفيف عما يصيبه من كبت وصراع وما يعانيه نتيجة ذلك من قلق وتأزم نفسي، وتحقق له شيئاً من الراحة ولو بصورة وقتية وبصورة جزئية لأنها لا تؤدي إلى إشباع الدافع الأصلي أو حل المشكلة التي يواجهها الفرد.

وأن هذه الحيل ليست كلها حيل شاذة أو لا سوية، فقد يلجأ إلى بعضها بقدر كبيراً أو قليل كل الناس في حياتهم اليومية، فهي بالنسبة للسوي سبيلاً يحقق له التوازن النفسي والتوافق الاجتماعي إذا ما واجهه صراع أو موقف إحباطي إلا أن الإفراط في استخدامها لكبت العوامل الإحباطية يعتبر سلوكاً شاذا مما تؤدي إلى ظهور الأعراض المرضية من النحرافات سلوكية أو أمراض نفسية كي تحل محلها وتقوم بالوظيفة التي فشلت الحيل الدفاعية في القيام بها .

وعلى كل حال فالحيل اللاشعورية الآليات العقلية، أسلوب للتوافق السليم طالما لم يفرط الإنسان في استخدامها عند مواجهته مشكلة، أما إذا دعته للإفراط في البعد عن المعايير الاجتماعية فتصبح عندئذ دلالة على سوء التوافق.


الأحلام كأسلوب توافقي

تعتبر الأحلام السبيل الذي يؤدي إلى فهم اللاشعور وتفسيره، حيث تعكس رغبات ومشاعر فنية، وتنفيس طبيعي للنزعات المكبوتة، أو غير المقبولة في الحياة الواعية، وكذلك تعكس جوانب عديدة من شخصية الفرد واهتماماته وخبراته وتطلعاته وميوله وعمله اليومي ورصيده من المعرفة ومراتب انفعالاته وطبيعتها. وهناك نظريات عديدة لتعليل ظاهرة الأحلام فمنها ما يرى أن الأحلام تنشأ من سوء الهضم واضطرابات جسمية أخرى، وأخرى تقول أنها تنشأ كما ينشأ هذيان الحس وذلك لاهتياج خلايا معينة في المخ بما يؤدي إلى ظهور الذكريات المخزونة، وقالت نظرية أخرى أن الأحلام تحدث عن مؤثرات حسية خارجية وبدنية، فطبيعة الأحلام تتوقف على طبيعة هذه المؤثرات، ومنها نظريات ترى أن الأحلام تحذرنا من مصاعب وأخطار ستلحق بنا في المستقبل .

أما فرويد فقد وصف الأحلام بأنها حارسة النوم أي : تقوم بمساعدة النائم على أن ينام من مؤثرات خارجية كالضوضاء وداخلية كالقلق والاضطراب النفسي، وذلك من طريق إرضاء دوافع النائم ورغباته إرضاء وهمياً خيالياً يعفي النائم من الاستيقاظ في عالم اليقظة، وفي هذا يقول فرويد كل حلم محاولة لاستبعاد ما يزعج النوم وذلك عن طريق تحقيق رغبة .. وكما أن أغلب الأحلام إرضاء رمزي لرغبات مكبوتة أكثرها من الطفولة.

أما بافلوف فيقدم لنا التعريف الواضح بأن الأحلام هي تآلف يتم بطريقة غير متوقعة تماماً لآثار المنبهات السابقة التي استقبلها المخ .

مادة الأحلام
يتضمن الحلم المحتوى الظاهر وهو سلسلة من الصور الذهنية البصرية وغير البصرية تؤلف كما حدث، والمحتوى الكامن وهو الأفكار والدوافع التي يعد الحلم تعبيراً رمزياً لها. ويؤخذ محتوى الحلم عادة من :
  • -1 مشكلات اليوم السابق ومتاعبه.
  • -2 من الأحداث المؤثرة التي وقعت لنا في الماضي القريب.
  • -3 ومن الانطباعات الحسية المختلفة التي نخبرها أثناء النوم.
وقد تقوم الأحلام بحيلة التكيف لتحقيق رغبتان أو أكثر في واحد، ومن الأمثلة البسيطة لهذا : حلم الطالب الذي كان يدرس الطب، وقام من نومه في ساعة مبكرة ولكنه أحس برغبة شديدة في النوم، وهذا لا يتفق مع وجوب الذهاب إلى المستشفى ، وأحس في نفس الوقت برغبة في الذهاب إلى المستشفى وهذا يتعارض مع الرغبة في النوم، فنام قليلاً، وحلم أنه مريض ونائم على سرير المستشفى. وهذا مثال للتكيف الذي حقق به الطالب رغبتين في نفس الوقت، وهما النوم والذهاب إلى المستشفى ومعظم الأحلام هكذا إن لم تكن كلها تكيفية.

تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -