الخريطة الذهنية

الخريطة الذهنية






تعتبر الخريطة الذهنية أفضل طريقة تساعد على الحفظ والفهم والتعلم ويمكن لأي شخص استخدامها فهي تنمي المهارات لمن يستخدمها وتساعده على التطور، علاوة على كونها من أفضل الأساليب التي يمكن أن تفيد الطلاب. 

مفهوم الخريطة الذهنية

تعتبر الخريطة الذهنية من الاستراتيجيات الحديثة في التعلم وهي تعرف على أنها تمثيل بصري للمعرفة التي تتشكل من البيانات والمعلومات الخاصة بالمفاهيم والمواضيع الدراسية المقررة، ويتم وضع المنظمات الرسومية عن طريق تنظيم وترتيب النواحي المهمة لمفهوم ما أو لموضوع ما باستخدام نماذج ومخططات توضيحية وتبين العلاقات بينها وبين غيرها من المفاهيم.

كما أنها أداة فكرية مثالية لتنظيم الأفكار وتقوم بتصنيف وتنظيم الحقائق والأفكار مستخدمة الألوان والرسوم، وتعتمد هذه الخرائط على تكوين مفهوم أساس في مركز الخريطة، تتشعب منه عدة مفاهيم فرعية، ويتم تحديدها إما بكلمات أو رموز أو صور، وبهذه الطريقة فإنها تعكس أسلوب عمل دماغ الإنسان، واستثمار طاقاته كاملة بفصيه الأيمن والأيسر إضافة إلى تزويد الطلاب بطرق جديدة ممتعة للحفظ، واستدعاء المعلومات واستعمالها لتحسين الذاكرة، وزيادة التركيز والإبداع بإحياء التخيل؛ وبتالي توفر أفضل السبل لاستخدام موارد الطالب الذهنية . 

كما للصورة أثر كبير في تثبيت المعلومات وهذا ما جاء في قول أرسطو أن الإنسان لا يفكر إلا مستعينا بالصور الخيالية، الذي يجرنا إلى دور الخيال باعتباره قرين الإبداع وقاعدته التي ينصب عليها، فلا إبداع من غير خيال، فالأفكار الإبداعية لا تظهر إلا بعد تخيلها بشكل واضح ومفهوم، فإذا فقدنا القدرة على تخزين أو حتى تصنيف الصور فإننا سنعيش كابوسا مخيفا .  

تاریخ الخرائط الذهنية

ظهر مصطلح الخريطة الذهنية القرن الماضي على يد المصمم توني بوزان (Tony Buzan) وهو الحاصل على أفضل ذكاء إبداعي في العالم، مؤسس مسابقات بطولة العالم للذاكرة، كما ارتبط مفهومها بالعالم جوزيف نوفاك (Joseph Novak ) سنة 1972 الذي استمد اهتماماته والبحثية العلمية في مجال العلوم والتعليم والتعلم من نظرية سيكولوجية التعلم (psychologie Théorie Learning) للعالم البروفيسور ديفيد أوسوبل ( David Ausubel) والذي تأثر به جان بياجيه (Jean Piaget) عالم النفس والفيلسوف السويسري والذي اشتهر بصياغته النظرية التطور الإدراك (Développement Théorie cognitive) ويعتبر توني بوزان وجوزيف نوفاك المصدرين الأساسين لمجال الخرائط الذهنية . 


أنواع الخرائط الذهنية

تعتبر الخريطة الذهنية وسيلة وأداة فعالة من بين مختلف وسائل التدريس المعروفة لما تنتجه من تنظیم تحفيز وحث الشقي المخ، وإثارة الإبداع وتنميته لدى الأفراد في المجتمع الذي يقع بدرجة الأولى على عاتق جهاز التربية، إذ من الضروري التحرك نحو المعرفة وتوليدها لا تلقيها وحفظها، كما للمدرسة دور في تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلبة، ومن أنواع الخرائط التربوية : 

  • الخرائط الذهنية الثنائية : وهي التي يخرج منها فرعين من المركز.

  • الخرائط الذهنية المركبة : تتفرع إلى عدة فروع من ثلاثة إلى سبعة، ومن أهم مميزات هذا النوع من الخرائط أنها تعمل تنمية القدرات العقلية الخاصة بالتصنيف في إعداد الفئات والوضوح والدقة. 

  • الخرائط الذهنية الجماعية : وهي التي يقوم بتصميمها مجموعة من الأفراد في شكل مجموعات، ومن مميزاتها حسب بلوتش (Bloch) أنها تحمع رؤى ومعارف عدد من الأفراد.

  • الخرائط الذهنية المعدة عن طريق الحاسوب : وهي التي يقوم بتصميمها الحاسوب عن طريق برامج متخصصة، تساعد في إعداد وحفظ الخرائط ومن هذه البرامج (I Mind Map) الذي قدمه توني بوزان وكذلك (Mind genius Business) أو (Free Mind)


خطوات إعداد الخريطة الذهنية

يمكنك الاعتماد على الخطوات التالية لعمل خريطة ذهنية مثالية؛ تمُكنك من استيعاب المواد الدراسية بكافة فروعها، ما عليك إلا اتباع الخطوات التالية: 
  • 1. عليك إحضار ورقة بيضاء كبيرة وعدد من أقلام التخطيط الملونة.
  • 2. قم باعتبار منتصف الورقة هو مركز بناء أو رسم الخريطة الذهنية، وفيه يتم تحديد الموضوع الرئيسي، حيث يتم وضع العنوان داخل مربع أو دائرة في مركز الورقة.
  • 3. قم بتحديد الأفكار الرئيسية التي تندرج تحت العنوان الرئيسي، مع إطلاق كلمات مفتاحية رئيسية لكل فرع رئيسي، مع كتابتها بلون مختلف عن مركز الخريطة، مع تمييزها ليتم تذكرها بسهولة.
  • 4. مع مراعاة وضع علامة مميزة للأفكار المهمة ولتكن دائرة حولها أو خط تحتها، وذلك لحفظها وتذكرها في أي وقت.
  • 5. إذا تأكدت من وجود علاقة ما تربط أفكار معينة ببعضها البعض؛ عليك التأكد من ربطهما في الخريطة الذهنية أيضًا.
  • 6. بعدها يتم الانتقال للأفكار الفرعية أو الثانوية والتي تنبثق من تلك الرئيسية التي سبق إدراجها؛ ويفُضل كتابتها بلون مميز لها للفصل بين الأفكار، ونبذ الشعور بالتشتيت.
  • 7. وكلما تشعبت الأفكار وكثرت وجب تغيير لون الكتابة وحجم الخط وذلك لمساعدة العقل على استيعاب الفرق بين الأفكار وعلاقتهم ببعضهم البعض.
  • 8. وبعد الانتهاء من كتابة كافة الأفكار الرئيسية والفرعية؛ عليك مراجعة مواضعها والتأكد من كونها سليمة بالكامل.
  • 9. والآن يمكنك الاعتماد على تلك الخريطة الذهنية لتذكر كامل تفاصيل الموضوع الرئيسي واستيعابه من كافة الجوانب بلا استثناء؛ دون الحاجة لإهدار الوقت المخصص للمذاكرة في قراءة الملخصات والمناهج النصية المعقدة.

المواقع والبرامج الإلكترونية للخرائط الذهنية  

نجد أن الكثير من البرامج المواقع على الإنترنت تساعد على رسم الخرائط الذهنية بالطريقة التي يريدها الشخص بخطوات بسيطة ،ويمكن أن يتم طباعتها بعد ذلك في ورقة، ويستطيع المستخدم إضافة كل ما يريد من رسومات أو صور أو ألوان وأن يختار الشكل الذي يريده للخريطة، ومن تلك المواقع والبرامج ما يلي: 

من المواقع المعروفة والتي تتميز بسهولة الاستخدام، كما أن البرنامج له نسخة مجانية ويوجد به الكثير من المميزات ويوجد به ألوان وأشكال هندسية مختلفة، فقط يمُكنك الدخول على الموقع من خلال الضغط هنا. 

هو برنامج قوي ويستخدمه الكثير من الأفراد لكن من يستخدمه الأفراد فقط، وليس الشركات وهو من التطبيقات المجانية، ويمُكنك تحميل البرنامج من خلال الضغط هنا

هذا الموقع يدون الأفكار التي تريدها وينظم الخطط والمشاريع، ويمُكنك الدخول على الموقع من هنا. 

كذلك يوجد الكثير من المواقع الأخرى الهامة والتي تساعد بسهولة على رسم الخريطة الذهنية. 
                                                            

مميزات الخرائط الذهنية

  1. تخزن وتحفظ المعرفة بشكل مرئي منظم و مرتب وسلس مما يساعد على تقوية الذاكرة 
  2. استخدام أفضل لطاقتي فصي الدماغ الأيمن والأيسر.
  3. إيجاد الحلول الإبداعية للعقبات والمشكلات والعوارض وفك رموزها بصورة سريعة . 
  4. إيجاد العلاقات بين المتغيرات والربط بينهما لتشكيل وتكوين وخلق معرفة جديدة .
  5. تعزيز وتنمية التفكير الإيجابي البناء. 
  6. ترسيخ وتنمية التفكير المرئي والخيالي والإبداعي والشمولي .
  7. تعزيز وتطوير مهارات التفكير والتعلم التحليلي والنقدي.
  8. تنمية وتقوية مهارات تصنيف الأفكار ورسم المخططات التفصيلية .
  9. تساعد على تعزيز وتنمية مهارات صنع واتخاذ القرار.
  10. ترسيخ وتنمية مهارات العصف الذهني وحل المشكلات.
  11. تعزيز وترسيخ وتقوية مهارات الكتابة الأساسية.
  12. تساعد على ترسيخ الثقة بالنفس والشعور بالطمأنينة والراحة النفسية . 
  13. تساعد على تقوية الانتباه والنشاط الذهني والإنتاج.
  14. ستخدم كأداة مساعدة للدراسة وذلك بتلخيص المحتوى العلمي للمادة بشكل شيق ومبدع. 

مواصفات الخرائط الذهنية

  1. الشمولية : ينبغي أن تشمل على الأفكار أو المفاهيم الرئيسة التي وردت في مضمون المادة التعليمية بشكل شمولي وألا تهتم بالتفصيلات. 
  2. التنظيم : أن تعمل على تصوير المفاهيم بشكل منظم بحيث يتسلسل المفهوم العام الرئيس إلى الأقل منها عمومية.
  3. الدقة : يجب أن تكون خرائط الذهنية دقيقة في توضيحها للعلاقات التي تربط بين الأفكار أو المفاهيم الرئيسة أي أن تصل بين فكرة وأخرى.
  4. الوضوح : أي أن ترسم الخريطة بشكل واضح غير معقد بحيث تصور فيها الأفكار أو المفاهيم الرئيسة بشكل مباشر في دائرة أو مربعات وتوضيح طريقة السير والتسلسل في تعلمها عن طريق الأسهم. 

النظرية التي فسرت الخرائط الذهنية

نظرية توني بوزان (BUZAN) لقد ابتكر توني بوزان الخرائط الذهنية لاستخدامها كمخططات الترتيب وتصنيف الأفكار والمهام، وحل المشكلات، وقد كان الدافع عند بوزان لابتكار الخريطة الذهنية إدراكه أن الأنظمة التعليمية تركز بالدرجة الكبرى على توظيف جانب واحد من الدماغ وهو الجانب الأيسر والمسؤول عن استخدام المنطق واللغة، والحساب، والتسلسل، ودراسة التفاصيل. 

وهناك إهمال للجانب الأيمن وعدم الاستفادة من إمكاناته المتمثلة باستخدام الصور، والخيال، والعواطف، والألوان والنظرة الكلية للموضوعات والخرائط الذهنية تعمل على توظيف الدماغ بشقيه الأيمن والأيسر عن طريق استخدام الكلمات والصور والألوان في إعدادها، حيث يوضع العنوان الرئيس في المركز، وتبدأ الأفكار الفرعية بالتشعب في جميع الاتجاهات بتسلسل إشعاعي عن طريق التفكير المشع أو المتوهج (RADIANT THINKING) ، ويربط بينها بعلاقات باستخدام الألوان والصور الدالة على الأفكار، ويتم الربط بين هذه المفاهيم باستخدام روابط منحنية تبعد المتعلم عن الملل والرتابة. 

وتتفاوت في شدتها، حيث تقل شدتها كلما ابتعدنا عن المركز دلالة على الانتقال من الفكرة العامة إلى الفكرة الجزئية الخاصة. وتوصل إلى أن الدماغ يتكون من ملايين الخلايا العصبية، التي تعمل على تخزين المعلومات والبيانات، وقد تم الكشف عن شكل هذه الخلايا، فهي تتكون من مركز رئيس تتشعب منه روابط فرعية على شكل انحناءات متدرجة ، وأثبت العلم أنه كلما أراد الدماغ تخزين معلومة جديدة، فإن تلك الخلايا تنتج رابطا جديدا، ويتم وصله مع الموضوع الأساسي الذي ترتبط معه تلك المعلومة، أو يتم ربط تلك المعلومات الجديدة مع المعرفة السابقة المخزنة مسبقا في الدماغ. 

أساليب تدريس باستعمال الخرائط الذهنية: 

تستعمل الخرائط الذهنية لأغراض منها :
  1. تقييم مسارات لتنظيم المعاني .
  2. تناقش المعاني مع الطلبة. 
  3. استبعاد المفاهيم الخاطئة. 
  4. تعزيز تفكير عالي المستوى. 

وتستخدم الخرائط الذهنية في أربع خطوات: 
1- کشف المفهوم : تتضمن تقديم المفهوم وتعريفه، بعد اختيار ما يعرفه المتعلمون عن المفهوم واسترجاع خبرتهم السابقة عنه مع تصحيح الأخطاء التي ترد في معلومات المتعلمين وكشف ذلك في الخريطة . 
2- توضيح المفهوم : تتضمن تحديد خصائص المفهوم، وتدعيم ذلك بالعلاقات الرياضية وتوضيح ارتباطات المفهوم بالمفاهيم الأخرى مع البدء من العموميات إلى الخصوصيات مرة أخرى وبالعكس، وكذلك كشف ذلك في الخريطة. 
3- التوسع في المفهوم : وتتضمن مساعدة المتعلمين وتفكيرهم وتطبيق ما تعلموه عن المفهوم وحل عدد من الأسئلة، لتوسيع أفكارهم عن المفهوم، فضلا عن عرض التطبيقات والاستعمالات العلمية للمفهوم في الحياة اليومية. 
4- تقویم تعلم المفهوم : ولغرض تشجيع الفهم المتعلق بالخريطة الذهنية عند المتعلمين فإن عملية التقويم تساعد على إظهار ذلك في تعلمهم للمفهوم، وخريطة المفهوم يمكن استعمالها لإيجاد تعلم المفهوم وقراءتهم لها.



فوائد الخرائط الذهنية في المجال التعليمي

في الحقيقة تتميز الخرائط الذهنية بأنها تمنح الطالب شعور بالحماسة يجعله يقُدم على استكمال مذاكرة المناهج والمقررات بفاعلية وكفاءة أعلى، كما أن لها عدد كبير من المزايا الأخرى؛ ومنها :
  • توفير الوقت اللازم لمذاكرة فصل دراسي طويل مثلًا، مع تيسير طريقة مراجعته واستذكار فروعه وأفكاره.
  • زيادة الكفاءة والقدرة على التحصيل الدراسي والتي تجعل الطالب قادر على اجتياز الاختبارات بكل أريحية.
  • استيعاب الموضوعات كاملة بكافة جوانبها والربط بين أفكارها الرئيسية والثانوية.
  • تنظيم الأفكار وتذكرها بكفاءة أعلى من ذي قبل.
  • القدرة على حل المشكلات التي قد تواجه الطالب أثناء المذاكرة مثل التشتت والنسيان والملل.
  • مَّد الطالب بطاقة إيجابية وذلك بعد شعوره بسهولة المقررات وقدرته على التخطيط لاستيعابها وفهمها فهمًا صحيحًا.
  • تسُهم في القدرة على حفظ المعلومات بدرجة تصل أحياناً إلى ما نسبته الـ 100% بإذن الله تعالى.
  • تسُاعد على ترتيب الأفكار وتزيد من سرعة التعلّم.
  • تساعد في تقوية التركيز 
  • تسُهم في القدرة على استرجاع المعلومات المحفوظة بدقة وسرعة عالية.


ولذلك تعتبر "الخريطة الذهنية" من أفضل طرق المذاكرة المبتكرة لحل كافة المشكلات التي قد تواجه الطالب أثناء المذاكرة والمراجعة، وخاصة أثناء فترة الاختبارات.
 

Mohammed
Mohammed

اطلع على مقالات موقع المرجع في جوجل نيوز

يمكنك الحصول على مقالات موقع المرجع من هنا

اضغط هنا