المهارات الحياتية

المهارات الحياتية



تعريف المهارات الحياتية

تعرف المهارات الحياتية بأنها: السلوكيات والمهارات الشخصية والإجتماعية اللازمة للأفراد للتعامل بثقة مع أنفسهم ومع الآخرين ومع المجتمع بصفة عامة، وذلك بإتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة، وتحمل المسئوليات الشخصية والاجتماعية، وفهم النفس والغير، وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين، وتفادي حدوث الأزمات، والقدرة على التفكير والابتكار.

وتعرف المهارات الحياتية في معجم المصطلحات التربوية بأنها : المهارات التي تساعد الأطفال على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وتركز على النمو اللغوي، والطعام، وارتداء الملابس، والقدرة على تحمل المسئولية، والتوجيه الذاتي، والمهارات المنزلية والأنشطة الاقتصادية، والتفاعل الإجتماعي .

وتعرف أيضا بأنها المهارات التي بإمتلاكها يكتسب الفرد خبرات تعينه على تعرف قدراته ونواحي تميزه في الجوانب المعرفية والمهارية، وتوفر له فرص التفاعل والإتصال بما يمكنه من التعامل الذكي مع معطيات المجتمع الذي يعيش فيه ويتعايش معه. 

ويعرفها ليبرمان Lieberman بأنها القدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات التي تواجه الفرد، والرغبة في تعديل أسلوب حياة الفرد والمجتمع، وتشمل قاعدة المهارات الحياتية: التعاون، الإتصال الشخصي، التفكير، حل المشكلات.

كما عرفها والترمير Waltermire  بأنها قدرة الأفراد على التعامل بإيجابية مع مشكلات الحياة المتعددة، وتشمل التفكير الإبداعي، واتخاذ القرار، واكتساب المعرفة، والمسئولية، وهارات الإتصال، وتقدير وفهم الذات، والتفاعل مع الآخرين.

أما منظمة اليونيسيف فتعرفها بأنها : نطاق مخطط من الفرص التعليمية التي تشتمل على المعرفة والفهم، والمهارات والإتجاهات والقيم، وجميعها تهدف إلى تعزيز التنمية الشخصية والإجتماعية والصحية.

كما تعرف منظمة الصحة العالمية (1993) المهارات الحياتية بأنها : قدرات الفرد على السلوك التكيفي الإيجابي التي تجعله يتعامل بفعالية مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها.

اذن المهارات الحياتية هي مهارات إدارة الحياة والتكيف مع الذات، والتعايش مع المتغيرات الحادثة ومع متطلبات الحياة، كما تجعل الفرد قادرا على تحمل المسئوليات، ومواجهة المشكلات، ومقابلة التحديات التي يفرضها العصر، وتحقق ثقة الفرد بنفسه، والإتصال الفاعل مع الآخرين، بل والتفاعل الإيجابي مع الحياة.

تصنيفات المهارات الحياتية

لما كانت حياة الإنسان تأخذ أنماطأ وأشكالا متعددة ومختلفة فإن هذا أدى إلى تباين وتعدد المهارات اللازمة لمسايرتها. ومن هنا تعددت تصنيفات المهارات الحياتية على النحو التالي:

حيث صنفت ساسي وآخرون (1988 ,Sassse et al) المهارات الحياتية إلى أربع مهارات أساسية هي : 
  1. مهارات تقدير الذات
  2. مهارات التعامل مع الآخرين
  3. مهارات الوظيفة
  4. مهارات اتخاذ القرار
کا صنفها ليديل (1989 ,Liddell) إلى مهارات تتعلق بالفرد نفسه وتضم فهم الذات، نمو الشخصية، فهم المشاعر، والتعبير عنها، والتواصل مع الذات، مهارات تتعلق بحياة الفرد مثل: مهارات التخطيط، واتخاذ القرار، مهارات الإدارة والقيادة، المهارات الوظيفية، ومهارات تتعلق بالصحة.

في حين صنفها جرني (1991 ,Gerne) إلى مهارات ذاتية داخلية تتضمن مفهوم الذات ، والتعامل مع المشاعر، ومهارات عامة خارجية ، وتتضمن إقامة علاقات مع الآخرين، ومهارات الاتصال، وحل المشكلات واتخاذ القرار.

أما فوکس (1992 ,Fox) فقد حدد عشر مهارات أساسية هي «احترام الذات، والمهارات الاجتماعية، والتعامل مع ضغوط العصر، وتحمل المسئولية، ومهارات الرفض، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، ومهارة التخطيط ووضع الأهداف، والتدريب على المرونة، والاتصال الإيجابي الفعال، وتغيير الاتجاهات السلبية».

وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية (1993) إلى عشر مهارات أساسية واعتبرها أهم مهارات الحياة بالنسبة للفرد وهی مهارات:
  1. اتخاذ القرار
  2. حل المشكلة
  3. التفكير الإبداعي
  4. التفكير الناقد
  5. الاتصال الفاعل
  6. العلاقات البين شخصية
  7. الوعي بالذات
  8. التعاطف
  9. التعايش مع الانفعالات
  10. التعايش مع الضغوط

أما شينبه Chinapah صنف المهارات الحياتية إلى ما يلي : 
  1. مهارات المحافظة على الذات : وتتضمن الصحة الجسمية والنفسية والعادات الغذائية، والإسعافات الأولية، وأمن الطريق، وقواعد المرور والأخطار البيئية.
  2. المهارات الاجتماعية : وتتضمن القواعد الحسنة والذوق المدنى ورعاية الآخرين والمشاركة في أنشطة الخدمة الاجتماعية والاتجاهات الإيجابية والقيم.
  3. مهارات الاستذكار : وتتضمن المعرفة ومصادر التعلم وتحديد المعلومات والمواد المعرفية واستخدام القاموس والمراجع المطبوعة وإدارة الوقت بفاعلية. 
  4. المهارات اليدوية : وتتضمن معرفة استخدام الأدوات المنزلية وإنتاج عينة من الجداول والنماذج. 

ومما سبق يتضح أن هناك تصنيفات متعددة للمهارات الحياتية، ويمكن عرض هذه المهارات الحياتية الأساسية في الشكل التالي 👇 :




أهمية المهارات الحياتية

تعد المهارات الحياتية ضمن المتطلبات الضرورية والمهمة التكيف الفرد ومسايرته للتغيرات السريعة التي يتصف بها هذا العصر، فالفرد في حاجة ماسة إلى مجموعة مهارات تمكنه من التعايش مع الحياة ومواجهة مشكلاتها بطريقة أكثر إيجابية، فاكتساب المهارات الحياتية له أهمية خاصة تتمثل في : 

  1. تكسب الفرد القدرة على أداء الأعمال في يسر وسهولة، فمن يمتلك المهارة يتميز عن من لا يمتلكها بان لا يستغرق وقتا طويلا لا يتناسب مع طبيعة العمل وما يحتاجه من وقت. 
  2. تكسب المتعلم ميلا إلى العلم، حيث أن إتقان المهارات الأساسية في العلم يجعل المتعلم قادرة على طرق أبوابه واستخدام تلك المهارات في الحصول على العديد من المعارف، مما يؤدي إلى زيادة اهتمام التلميذ بالعلم والتعمق في دراسته. 
  3. يعمل اكتساب المهارات بجانب اكتساب المعلومات على تعديل السلوك الذي يسعى إليه واضعو المناهج. 
  4. اكتساب مهارات حياتية والربط بينها وبين المعرفة يؤدي إلى تنمية النواحي الصحية، والاجتماعية، والروحية، والعقلية لدى الفرد. 
  5. المهارات الحياتية تساعد على بناء قدرات المتعلم النفسية والاجتماعية وتسهم في تنمية شخصيته ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى ما يمكن
  6. تسهم في تطور الذات والبحث في مواطن الضعف والقوة وتربط بين المتعلم والمنهج والبيئة المحيطة، وتؤهل المتعلمين لتحمل المسئولية والثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار لحل المشكلات التي تواجههم. 
  7. تسهم في تطوير المناهج وتغير نظرة المتعلم للمنهج حيث توفر وسائل تعليمية جديدة توسع مجال الحوار وتعمل على توثيق الصلة والمحبة بين المتعلم والمؤسسة التعليمية.
  8. تُسهم في تدريب المتعلمين على مهارات تحليل المشكلات والطلاقة والمرونة وأصالة البدائل الملائمة من الحلول


خصائص المهارات الحياتية

  1. التنوع والشمولية، فالمهارات الحياتية تشمل كل من الجوانب المادية وغير المادية المرتبطة بأساليب إشباع الفرد لاحتياجاته ولمتطلبات تفاعله مع الحياة وتطويره لها. 
  2. أنها تختلف من مجتمع لآخر تبعا لطبيعة كل مجتمع ودرجة تقدمه وتختلف من فترة زمنية لأخرى. 
  3. أنها تعتمد على الطبيعة التبادلية بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والفرد ودرجة تأثير كل منها على الآخر. 
  4. أنها تستهدف مساعدة الفرد على التفاعل الناجح مع الحياة وتطوير أساليب معايشته للحياة وما يتبع ذلك من ضرورة التفاعل مع مواقف الحياة بأساليب جديدة متطورة.

العوامل المؤثرة في تنمية المهارات الحياتية

توجد العديد من العوامل التي تؤثر في تنمية المهارات الحياتية منها:
  1. العلاقات المدعمة : وجود العلاقات المدعمة يجعل الفرد يصر على اكتساب المهارة، أو يهمل تلك المهارة.
  2. نماذج التقويم : قوة أو ضعف المهارة يتأثر بملاحظة الفرد لنماذج التقويم الأداء تلك المهارة. 
  3. تتابع الإثابة : وقد تكون هذه الإثابة أساسية مثل الحصول على التشجيع. 
  4. التعليمات: معظم تعلیمات أداء المهارات الحياتية مكتسبة من البيت، ولكن هناك تعليمات لمهارات العمل والدراسة، والحفاظ على الصحة، وينبغي تعلمها بطريقة صحيحة خارج البيت. 
  5. إتاحة الفرصة : عندما يعتمد الفرد على الآخرين لأداء المهارات الحياتية يصعب اكتسابه لتلك المهارات. 
  6. التفاعل مع الأقران : قد يكون تعلم المهارات من الأقران مفيدة حسب طبيعة ومهارات هؤلاء الأقران. 
  7. مهارات التفكير : وهي تسهم بإيجابية في اكتساب، وتنمية المهارات الأساسية. 
  8. اعتبار نوع الجنس : يؤثر نوع الجنس على اكتساب نوعية معينة من المهارات.
  9. المستوى الاجتماعي والثقافي
  10. وجود تحديات تواجه الفرد. 

خطوات تنمية المهارات الحياتية

تعلم المهارة الحياتية يمر بخمس مراحل هی :
  1. تحليل المهارة : أي تحليل العمل إلى أقل قدر من المراحل. 
  2. تقدير السلوك الأولي للمتعلم : أي تحديد مدى كفاية السلوك الأولى للمتعلم، لتعليم المهارة. 
  3. التدريب على وحدات عناصر المهارات، أو القدرات الأولية، وهذا بهدف إتاحة الفرصة للمتعلم لتعلم عناصر المهارات، ولتعلم عناصر المهارة الأولية . 
  4. وصف وعرض المهارة للمتعلم : عرض المهارة يوضح للمتعلم كيف يقوم بها، ويعد هذا العرض معیار، يمكن للمتعلم استخدامه للحكم على أدائه الخاص. 
  5. ممارسة المتعلم للمهارة : أي تكرار وحدوث التغذية المرتدة التصحيحية، وتثبيت التعزيز، وهي من الأجزاء المهمة في تعلم المهارات.


سليمان عبد الواحد ابراهيم



Mohammed
Mohammed