مربع البحث

طريقة الإرشاد المباشر

طريقة الإرشاد المباشر

طرق الإرشاد الـنفسي







غالباً ما يشار إلى طريقة الإرشاد المباشر بأنها الإرشاد الممركز حول المرشد، ويعد وليامسون Williamson (1950) مؤسس هذه الطريقـة، ووفقـاً لوليامسـون فـإن الهـدف الأسـاسي للإرشـاد هـو مساعدة المسترشد لتنمية التفوق في كل مجالات الحياة. وإن الغـرض مـن الإرشـاد هـو مساعدة الناس في تحقيق الطاقة الإيجابية الكامنة، وخاصة مع المسترشـد الـذي يفتقـد التجارب البيئيـة الضروريـة لتعزيـز الـدوافع والحـوافز الإيجابيـة. وهكـذا فـإن المرشـد وتدريبه يجب أن يقوده إلى فهـم همـوم المسترشـد، ويـوفر لـه الوسـائل التـي تسـاعد المسترشد للتكيف مع المواقف غير السارة.

ولأن المرشــد يكــون منهمكــاً في التحليــل والتشــخيص وعــرض المعلومــات، وتوضــيح القضايا، فإنه يكون نشطاً في عملية تعلم المسترشد. ويجب على المرشد ألا يكـون شـديد الطموح من الناحية العلاجية، وأن يقبل الحقيقة بأنه سيكون ذا فائدة محـدودة للآبـاء ذوى المشكلات الانفعالية المزمنة، والأفضل لهذه المشكلات أن تحـل بواسـطة المسـاعدة العلاجية.

وقــد قســم وليامســون عمــل المرشــد العلاجــي إلى ســت خطــوات توضــح الأســلوب العقلاني لمشكلات الحيـاة. وقـد أشـار كـل مـن شـيرتزر وسـتون Shertzer and Stone (1980) إلى الخطوات التالية: 

  1. 👈 التحليل: ويتضمن جمع المعلومات من عدة مصادر ،في محاولة لفهم المسترشد.
  2. 👈 التركيب: ويقصد به تلخـيص المعلومـات وتنظيمهـا، وذلـك لتحديـد مـواطن القـوة والضعف لدى المسترشد.
  3. 👈 التشخيص: ويتضمن الخلاصة التي توصل إليها المرشد فيما يتعلق بأسباب المشـكلة وخصائصها.
  4. 👈 التنبــؤ: ويعــود إلى تنبــؤ المرشــد بــالتطور المســتقبلي لحالــة المسترشــد وانعكاســات التشخيص.
  5. 👈 الإرشاد: وتعنى الخطوات التي يتبعها المرشد والمسترشد لتحقيق التكيف.
  6. 👈 المتابعة: وتتضمن كل ما يفعله المرشـد لمسـاعدة المسترشـد في المشـكلات الجديـدة والمتكررة، فضلاً عن تقويم فعالية الإرشاد.

وهناك انتقاد متكرر يوجـه لنظريـة وليامسـون، وهـو التركيـز المتزايـد الـذي توليـه النظرية لسيطرة المرشد، مما يؤدى إلى اعـتماد المسترشـد اعـتماداً كبـيراً عـلى توجيهـات المرشد في تحديد الخطوات الملائمة للتصرف. وحين يقوم المرشد بمساعدة الآبـاء للتكيـف مع التجارب الصعبة فإنه لا يفرض عليهم أوامره، ولكنه يعرض تجاربه وفهمـه المتعلـق بمشــكلات الآبــاء. ولا يــتردد المرشــد في اســتخدام مهاراتــه الخاصــة في إعطــاء النصــيحة المتعلقة باتخاذ القرار أو الخطوات العملية. وإحدى المساوئ الأساسية لطريقـة الإرشـاد الممركز حول المرشد هي أن حكم المرشد غير الموفق قد يؤدى إلى نتائج عكسية.

ووفقـاً لمـاك جـوان وبـورتر McGowan and Porter (1967) فـإن الميـزة الرئيسـة لطريقة الإرشاد الممركز حول المرشد هي أنها تعـد أكـثر واقعيـة للمـدارس والمؤسسـات ذات الوقت المحدد، وذلك لأنها تتطلـب فقـط عـدداً محـدداً مـن المقـابلات. إن حكـم المرشد وخبرته حينئذ يتيح للمسترشد اختبار الأفكار مستخدماً المرشـد كلوحـة عاكسـة Sounding Board .

وطالما يتوقع أغلب الناس هذا النوع من المساعدة حين الدخول في العلاقـة الإرشـادية فإن العملية يمكن أن تستمر عادة مع أقل قدر من التنظيم. ويتضمن الافـتراض الأسـاسي لطريقة الإرشاد الممركز حول المرشد أن على الناس اتخاذ قرارات غالباً ما تتطلـب معرفـة وخبرة يكون المسترشد قادراً على اكتسابها ،ولكـن لا تتـوافر لديـه الفرصـة لـذلك ونتيجـة لذلك، يستطيع المسترشد استخدام المعرفة والخبرة والمعلومات الفنية التي يمكـن للمرشـد المدرب الماهر توفيرها. 

وباستخدام خبرة المرشد، فإن الآبـاء يسـتطيعون تعلـم كيفيـة اتخاذ واختيـار القـرارات التـي سـتؤدى إلى النمـو والسـعادة المأمولـة للجميـع. كـما يتطلب الكثير من عمل المرشد مع آباء الأطفال ذوى الاحتياجـات الخاصـة اسـتخدامالطريقة المباشرة، ولكي يكون هذا النوع من الإرشاد فعالاً، فعلى المرشد أن يكون حسـن التدريب على أساليب الإرشاد، ويتمتع بقـدر كـاف مـن المهـارات التشخيصـية، ويمتلـك القدرة على إصـدار حكـم ناضـج. فالمرشـد وهـو مشـارك فعـال في العمليـة الإرشـادية ، يستخدم دائماً أساليب إرشادية معينة، مثل :

  • ( أ ) طرح أسئلة حقيقية تؤدى إلى فهم أبعاد المشكلة.
  • (‌ب) تزويد الآباء بالمعلومات عن أنفسهم وبيئتهم.
  • (‌ج) إعطاء اقتراحات ونصائح تتعلق بالقرارات.
  • ( د ) اقتراح بدائل لطرق العمل.


وإلى جانـب هــذا، أشــار كولمــان Coleman (1969) إلى أن الطريقــة المبــاشرة تبــدو أكثر فائدة وعملية حين تكـون الحاجـة الأساسـية للمسترشـد هـي المعلومـات، أو حـين يفرض ضيق الوقت على المسترشد اتخاذ قرار عاجل لا يستطيع القيام بـه نتيجـة لعـدم نضجه أو توتره الانفعالي .

وأوضح ديفز Davis (1977) أن الإرشاد المباشر غالباً مـا يأخـذ الـدور الاستشـارى ولكنه أيضاً يوصل المعاني والانفعالات، ويؤدى إلى الاطمئنان، ويعطى انفراجاً انفعاليـاً ويؤدى بدرجة أقل إلى توضيح الأفكار. ويستمتع أغلب الناس ومن ضمنهم المرشـدون بإسداء النصح، وعادة ما يكون سهلاً أن تقدم اقتراحاً لشخص آخر بما يجـب عملـه أو لا يجب. ومن ثم، فعلى المرشد أن يفهم مشكلات الآباء ويمتلـك معلومـات فنيـة عـن سلوك الإنسان حتى يستطيع اتخاذ القرار الصحيح، وحتى لو كان القرار صحيحاً فقـد لا ينفذه الآباء، أو قد يتم رفض النصيحة أو يسـاء فهمهـا. 

وفي ضـوء مـا تقـدم فعـلى المرشدين أن يكونوا دائماً حريصين فيما يتعلق بإعطاء النصيحة. وعـادة يكـون مـن الأفضل تشجيع الآباء في البحث عن حل لمشكلاتهم عدا الحـالات التـي يقـوم فيهـاالمرشد بتوفير المعلومات التربوية أو المهنيـة. ولقـد أشـار برامـر Brammer (1979) إلى أحد العيوب المتعلقة بإعطاء النصيحة، وهو تعزيز الاعـتماد عـلى المتخصصـين وتحويـل المسؤولية للمرشد لإيجاد الحلول، فالمرشـد الـذي يتبـع أسـلوب «لـو كنـت مكانـك ..» يسلك سبيلا فيه إسقاط للحاجات والمشكلات والقـيم الشخصـية مـن خـلال النصـيحة ،بدلاً من إبقاء حاجات المسترشد في المقام الأول.
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -