مربع البحث

أسباب الأفكار اللاعقلانية

أسباب الأفكار اللاعقلانية







إن الأفكار اللاعقلانية حسب اليس A. Ellis تتميز بما يلي :

  • المطالبة : إذ نجدها دائما في جملة من الصيغ التي تدل على الحتميات والضروارت وذلك راجع إلى" الميل إلى الكمال والرغبة في انجاز الأعمال عند أعلى مستوى من الإتقان والمثالية " ، من تلك الصيغ يجب، ينبغي ، لابد...
  • التعميم الزائد : والمتمثل في الاعتماد على خبرات محدودة لبناء أفكار عامة.
  • التقدير الذاتي المنخفض : ويعبر عنه من خلال الحوار الداخلي السلبي ، والمقارنات التي يقيمها الفرد بينه وبين الآخرين.
  • التهويل : وتعكسه المبالغة الزائدة في فهم الأحداث وإطلاق الأحكام ، كاعتبار العثرات أزمات وكوارث.
  • أخطاء في التفسير : ويتمثل في اتجاه الإدراك نحو الجانب السلبي من الأحداث والتجارب ، حيث يبدو ذلك في تفاعلات الفرد في المواقف المختلفة ؛ حيث لا يرى من الفشل في اجتياز امتحان ما مثلا إلا المهانة وقلة الذكاء وليس فرصة جديدة للنجاح بمستوى أعلى وتنبيه لما لم نستوعبه من المنهاج الد ارسي
  • عدم التجريب : وتعكسه التصرفات والاستنتاجات التي يقدم عليها الفرد بناء على قرائن غير صحيحة أو غير كافية دون أن يتثبت منها عن طريق التجريب والاستفهام.
  • التلقين (التكرار) :ويتمثل في اتخاذ الفرد النتائج السلبية التي حدثت له دليل على عدم كفاءته، ويحافظ نتيجة لذلك عن السلوك الخاطئ الناتج عن تلك الاستنتاجات.
  • السلبية : أي أن هؤلاء الأفراد يرون أن الظروف الخارجية القاهرة التي لا يستطيعون السيطرة عليها هي سبب تعاستهم.
  • الانهزامية : وتمثل تجنب صعوبات الحياة.
  • الاتكالية : حيث أن هؤلاء الأفراد يميل إلى الاعتماد على الآخرين لجلب الراحة.
  • العجز : حيث أن الفرد لا يتمكن من تجاوز الماضي ومحو أحزانه والتخلص منها.
  • ضيق الأفق : حيث يعتقدون بوجود حل جاهز وكامل لكل مشكلة وعدم العثور عليه يعتبر كارثة.
  • عدم التسامح : يتساوى الخطأ البسيط والكبير في عدم الغفران ووجوب العقاب.
  • شدة الحساسية : فهم في انتظار دائم للمصائب والكوارث والفشل.
  • الإصرار على القبول التام : يود هؤلاء الأفراد أن محبتهم والرضا عنهم واجب على الآخرين بشكل مطلق لا تؤثر فيه تصرفاتهم.




أسباب الأفكار اللاعقلانية

إن اكتساب الأفكار اللاعقلانية يتم أثناء المسيرة الحياتية للفرد ؛ أي انه نتاج العملية التربوية والتنشئة الاجتماعية التي نشأها ، الفرد لذلك تتعدد الأسباب المساهمة في ظهورها حسب العوامل المتدخلة في عملية التنشئة الاجتماعية ، ويمكن تقسيمها إلى عاملين رئيسيين هما : أسباب تعود للفرد نفسه ، وأسباب تعود للبيئة المحيطة به، وهي بدورها تتوزع إلى العوامل المكونة لهذين القسمين وهي :

العوامل الوارثية

إن الكثير من الأطباء النفسانيين الوارثة عاملا هاما في إحداث الأفكار اللاعقلانية إلا أن بعض الد ارسات أشارت إلى أن الأفكار اللاعقلانية وجدت في (%60) من أفراد عائلات التي تنتشر عندها مع أن هذه النسبة تتوزع بين الأبناء والأحفاد والأقارب بشكل عام ، كما وجد أن إصابة أحد الأبوين تعطي احتمال ان نسبة الأطفال الذي يحتمل إصابتهم تبلغ (%10 ) ، وتوصل هستون (1966) Histon و كونجلن Konglen سنة (1967) إلى أن نسبة انتشارها بين التوائم المختلفة تؤكد أن العامل الوارثي يلعب دوار هاما في ظهور الأفكار اللاعقلانية.
 
قد يكون للوارثة دور في تهيئة الفرد من ناحية الاستعداد للإصابة باضطراب نفسي ما ، ويأتي دور البيئة والتربية وأحداث الحياة لتفجر أو تقزم ذلك الاستعداد ، وحال الإصابة بالتفكير وفق منحى لا منطقي قد يخضع لهذا المقياس أيضا في بعض جوانبه ، كأن نتحدث مثلا عن سرعة الغضب وقلة التحمل والعناد والإد ارك ... أما إذا تحدثنا عن الأسلوب كعملية معالجة معلومات ينتج عنها سلوك الفرد فإننا نتحدث عن عمليات مكتسبة متعلمة سواء كانت صائبة أو خاطئة ، وهو ما يتكلم عنه الزيات (1995) حين تكلم على انه قد لوحظ إذا أصيب كلا الوالدين بالاضطراب فالنسبة بين الأولاد قد تصل إلى ( %41) أما إذا أصيب أحد الوالدين فقط فتكون النسبة بينهم (%4.61) ، وهذا ما يدفع بشكل قوي إلى الاهتمام بعامل البيئة الذي يلعب دوار أهم وأكبر .
 

أساليب المعاملة الوالدية

إن أساليب المعاملة الوالدية هي حجر الأساس في صقل شخصية الطفل ، فإذا ما اعتراها خلل من أي نوع لا بد أن تظهر النتائج على شخص الطفل مستقبلا، ومما لا شك فيه أن تعلم الطفل المعايير والقيم والاعتماد على النفس والنفع والانتفاع ، واحترام الحريات ... يستقيها الطفل بادئ ذي بدء من معاملة الوالدين له ، ومن خلال تلك العوامل تتبلور السمات الأساسية لأفكاره ، فإذا كانت العلاقة بين الوالدين والطفل ليست تفاعلية إيجابية تصطبغ بقلة الاحترام المتبادل يشعر الطفل بانهزام الذات والعجز مما يرسخ لديه البذور الأولى للأفكار اللاعقلانية من حيث انه يجب عليه أن يتجنب المصاعب وانه غير قادر... ، كما أن المعاملة الوالدية التي تتسم بالرعاية المفرطة تجعل الطفل لا يتعلم كيف يتعامل مع مشكلاته بنفسه ولا يحقق الاستقلالية ولا يحترم قرارات الوالدين ، يعيش مشاعر الخوف من الوقوع في الخطأ ، غير قادر على الدفاع عن نفسه، إضافة إلى أن الوالدين الذين يظهرون توقعات عالية جدا تتجه نحوى الكمال الزائد يتوقعون من أطفالهم أن يظهروا جوانب قوة متزايدة دون أي جوانب ضعف، مما يشعر الطفل بأنه غير قادر على تلبية توقعاتهم خاصة عندما يقومون بمقارنته على نحوى سلبي مع نجاحات الآخرين.

المستوى الاجتماعي والثقافي

لقد أشارت نتائج العديد من الدراسات إلى أن الأفراد ذوي المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتوسطة ودون المتوسطة ظهرت لديهم بوضوح وبدرجة عالية عددا من الأفكار اللاعقلانية أكثر من الأسر ذات المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية العالية، وهذه الفكرة تحيل إلى أن الإحساس بالنقص والاضطهاد ومعايشة مشاعر القلق والإحساس بعدم العدالة الاجتماعية قد تكسب الفرد الأفكار اللاعقلانية .
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -