استراتيجية التفكير بالمقلوب
سلسلة التصميم التعليمي
مفهوم استراتيجية التفكير بالمقلوب
تقوم هذه الاستراتيجية في الأساس على وضع المتعلمين في موقف يجعلهم في حالة من عدم التوازن الأمر الذي ينشط ذهنهم في عملية التفكير للبحث في حل واعادة التوازن لأن حالة عدم التوازن هذه تعد أمراً ضرورياً ولازماً من لوازم تنشيط التفكير والحصول على منتجات فكرية غير تقليدية .
وتضع هذه الاستراتيجية المتعلم تحت تأثير المواقف التعليمية المتعارضة مع ما يعيه أو ما يمتلكه من الخبرات السابقة، مما يثير عنايته ويجعله متشوقاً لمعرفه هذا التناقض، والبحث والاستقصاء عن تفسير مقنع لحل هذا التناقض وتفسيره، وتتضمن هذه الاستراتيجية وصف فعل متخيل، أو حل متخيل، ثم اختيارالحقائق والظروف أو الأحداث الممكنة، وفسح المجال للعقل بإنتاج التطبيقات أوالظروف الخاصة بالحقيقة الجديدة التي نتخيلها عن طريق توجيه السؤال الآتي ماذا لو ؟ فكر بالنتائج المنطقية التي تنتج عنه والنتائج الجيدة والسيئة .
لذا فهي من الاستراتيجيات التي تمكن الفرد من العمل على فهم المشكلة وخلق أفكار جديدة بحيث تتعامل مع المشكلة أو القضية المطروحة من الجوانب والاتجاهات كلها، وتشير إلى استعمال اجراءات معاكسة لتلك المستعملة بالطريقة المعتادة ، فإذا كانت الاشياء ثابتة تجعلها متحركة واذا كانت متحركة تجعلها ثابتة، أي إننا نواجه الموقف عن طريق قلب العمليات أو الاجراءات المستعملة رأساً على عقب، وفي حقيقة الأمر هنالك مسميات متعددة لمفهوم هذه الاستراتيجية ، فبعضهم يطلق عليها التفكير بالمقلوب، أو الاستراتيجية العكسية، أو استراتيجية لاحظ - اعكس - اشرح .
خطوات استراتيجية التفكير بالمقلوب
تتضمن هذه الاستراتيجية ثلاث خطوات أساسية هي :
- 1. جذب انتباه المتعلمين على شيء معين أو موقف معين في البيئة بأحد أساليب الإثارة القوية.
- 2. حث المتعلمين على قلب الأشياء أو عكسها، أو عكس أسباب الحدوث ثم استنتاج ما يحصل لو كان الأمر معكوساً.
- 3. تجميع الأفكار التي تولدت عن عمليات التفكير المقلوب ومناقشتها مناقشة جماعية بين المتعلمين والمعلم وصولاً إلى الاستنتاجات والمبررات التي تتعلق بالظاهرة المطروحة وأسبابها، أن في مرحلة الانعكاس لتوليد أفكار جديدة يتم اخذ الموقف كما هو وتدويره في الاتجاه الآخر من الداخل إلى الخارج، ومن الأمام إلى الخلف، ومن أعلى إلى أسفل، أي أنه يمكن عكس موقف معين بطرائق متعددة، فلا يوجد أسلوب نمطي واحد.