علاج جنوح الأحداث
تعريف جنوح الأحداث
أولاً : المفهوم النفسي لجنوح الأحداثهو ذلك الذي يأتي أفعالاً تكون نتيجة إضطراب نفسي أو عقلي، وتخالف أنماط السلوك المتفق عليه للأسوياء في مثل سنه وفي بيئتـه ، وهي أفعال نتيجة لصراعات نفسية لا شعورية تدفعه لا إراديـًا لإرتكـاب هـذا الفعـل الـشاذ كالسرقة أو العدوان أو الكذب.
ثانيًا: المفهوم الإجتماعي لجنوح الأحداث
الجنـوح هـو كـل سـلوك يعـارض مـصلحة الجماعة في زمـان ومكـان معينـين، وذلـك بإعتبـار الجريمـة هـي كـل مخالفـة لمـشاعر الـولاء الإجتماعي أو كل خروج على معايير الأمانة والاستقامة.
ويعرف Cavan الجنوح بأنه انحـراف سلوك طفل أو شاب عن المعايير الاجتماعية بشكل كبير ويؤدي إلى إلحاق الضرر عـلى نفـسه وعلى غيره.
ثالثًا: المفهوم القانوني لجنوح الأحداث
يؤكد Cusson أن مفهوم الجنوح يعني كـل مخالفة يقوم بها الجانح ويعاقب عليها القانون،كما يشير إلى أي عمل يقـود إلى إلحـاق الأذى بالآخرين.أما الحدث وفقًا للقانون فهو الصغير الذي لم يبلغ سن الرشـد ويعتـبر بلوغـه هـذه السن دليلا على اكتمال قدراته، فتكتمل أهليتـه لتحمـل المـسؤولية مـا لم يوجـد سـبب آخـر لانعدامها كالجنون على سبيل المثال، ويعتبر الإدراك شرط المسؤولية الجزائية، لذلك كـان مـن الطبيعي أن تدور معه وجودًا وعدمًا.
لم يضع المشرع قاعدة موحدة في شأن تحدیده لسن الحدث وانٕما اهـتم بتحدیـد فـترة عمرية التي يعتبر فيها الفرد حدثا. ويختلف الحد الأدنى في للحدث من دولة إلى أخرى:
- بريطانيا: حددت القوانين البريطانية بأن الحدث يقع الفترة العمريـة مـا بـين 14 و17 سنه.
- بلجيكا: فقد أعتبر الحد الأدنى للحدث بأنه السن 16 من العمر.
- السويد: فقد اعتبر الحد الأدنى للحدث الواحد والعشرون من العمر.
- أمريكا: اعتبرت تشريعات الأحداث ما يقع في المرحلة العمرية المنحصرة بـين الـسابعة حتى الرابعة عشر من العمر.
- مصر: الحدث هو الشخص الذي لم يبلغ 18 من العمر.
- سوريا: يقسم قانون الأحداث مرحلة الأحداث إلى مرحلة الولد والمراهق والفتى.
- الكويت: الحدث هو الولد لم يكمل 12 من العمر.
- المغرب: الأحداث المنحرفين يقسمون إلى ثلاثة أصناف وذلك بحسب المسؤولية الجنائية :
ب - الحدث الجانح ناقص الأهلیـة: أتـم 12 سـنة مـن العمـر ولم یكمـل 16 مـن العمـر وتكون المسؤولیة ناقصة بسب عدم اكتمال التمییز لدیه.
ج - الحدث الجانح مكتمل الأهلیة(ممیز): وهو الذي أكمل 16 مـن العمـر ولكنـه أقـل من 18 من عمره.
علاج جنوح الأحداث
فيما يلي أهم طرق علاج جنوح الأحداث :1 - العلاج النفسي : الفردي والجماعي ومحاولـة تـصحيح الـسلوك الجـانح وتعـديل مفهـوم الذات عن طريق العلاج النفسي الممركز حول العميل، مع الاهتمام بعلاج الشخصية والسمات المرتبطة بالجناح، وحل الصراعات، ومقابلة عوامل الاحباط، وإزالة مـصادر الـضغط والتوتر الانفعالي ومحاولة التغلـب عـلى العـدوان، واشـباع الحاجـات النفـسية غـير المـشبعة وخاصة الحاجة إلى الأمن، وإبدال الـسلوك العـدواني بـسلوك بنـاء، والعـلاج الـديني والعـلاج بالعمل، والاهتمام بالتربية الجنسية،وإنشاء المزيد من العيـادات النفـسية المتخصـصة لعـلاج جنوح الأحداث.
2 - العلاج الاجتماعي : يكون التركييز في هـذا النـوع مـن العـلاج عـلى مـساعدة الحـدث في مشكلته الانحرافية علاجًا ايجابيًـا؛ وذلـك بدراسـة الظـروف البيئيـة الاجتماعيـة والاقتـصادية للحدث وأسرته، ومحاولة إزاحة هذه الظروف السيئة عن الحدث نفسه كطريق لتخفيـف أو حل المصاعب التي سببت هذا السلوك الانحرافي.
ومن هنا فإن هذه الطريقة تنظر إلى الحدث والظروف المحيطة به لأن كلا مـنهما جـزء مكمل للأخر، وهذه الظروف هي التي أسهمت في تكوين شخـصية الحـدث ويلـزم مـن هـذا تصحيح الأوضاع وعدم إغفالها عند تقويم شخصية الحدث، وإذا تعذرت إزاحة هذه الظروف المسببة للانحراف فإن العلاج في انتزاع هـذا الحـدث وايداعـه في مؤسـسة اجتماعيـة أو لـدى أسرة بديلة واسٕناد أمر الإشراف عليه إلى باحث اجتماعي يمثل هذه الوظيفة.
3 - العــلاج الأسري : ويركــز هــذا العــلاج عــلى فهــم تركيبــة الأسرة وديناميتهــا وتواصــلها والعلاقات بين أفرادها، بهدف تغيير نظامها، وتقليل الأعراض الـسلوكية التـي يعبربهـا الطفـل عن اضطرابه والذي غالبًا ما يكون انعكاسًا لاضطرابات في الأسرة. وقد يلزم بإلحـاق الوالـدين بجلسات منتظمة لإعطائهما معلومات وملاحظات عن سـلوك جـانح الأحـداث.
كـما يطلـب منهما المعـالج تنفيـذ أسـاليب خاصـة كعـدم المقارنـة بـين الأبنـاء وضرورة تـصحيح أسـاليب المعاملة الوالدية المضطربة وأساليب التربية الخاطئة تجنبًا لأثارها السيئة، وحثهما على الـصبر في معاملة الأطفال والشباب مع مراعاة العطف والحزم والأعتراف بشخصية الأبناء واحترامهم، وأن يكونوا قدوة سلوكية حسنه لأبنائهم.
4 - التأهيل المهني للأحـداث : والتأهيـل المهنـي ميـدان مـن ميـادين الرعايـة الاجتماعيـة المهمة. يهدف إلى تأهيل الحدث المنحرف ليتكيف مع مجتمعه بـصورة طبيعيـة. فالتأهيـل مجموعة من العمليات والأساليب التـي يقـصد بهـا تقـويم الحـدث واعٕـادة توجيهـه نحـو الحياة السوية. والتأهيل المهنـي هـو إحـدى الطـرق الحديثـة التـي تـستهدف بنـاء القـوى البشرية، ويشمل جميع أنواع التدريب الدراسي والعملي، ويهدف إلى إعداد الفرد مهنيًا لكي يتولى العمل الذي يتفق مع استعداداته، كما يعمـل عـلى تحقيـق مجموعـة مـن الأهـداف الاجتماعية والاقتصادية؛ فمن الناحية الاجتماعية يعمل على حماية مـن يـتم تـدريبهم مـن الانحراف وتزويدهم بالقـدرات التـي تـساعدهم عـلى الحمايـة مـن الاسـتغلال .
لـذا فعمليـة التدريب المهني تعتبر ضرورة حتمية لمواجهة مشكلات المجتمع وضرورة ملحة لفئات الأحداث الجانحين.