مربع البحث

علم النفس الإيجابي وإرشاد المراهقين

علم النفس الإيجابي وإرشاد المراهقين






إن المراهقين الذين لديهم نقص في بناء العلاقات الاجتماعية والـصداقات، وصـعوبة في التعامل مع إدراك المواقـف المختلفـة، دائمـاً مـا يبـدون انخفاضـاً في مفهـوم الـذات وضـبطه ، ويعانون غالباً من بعض الاضطرابات الانفعالية الشديدة، كما يوضح كـل مـن إلبـوم وفيجيـه (Elbaum & Vaughn)، بحاجة ماسة لتـدخلات توجيهيـة وإرشـادية مبكـرة، تـسهم إيجابياً في توفير ظروف مناسبة للتعلم في المراحل التعليمية بـشكل عـام، وتعمـل عـلى تعـزز مفهوم الذات لديهم، وتنمـي بـالتوازي ثقـتهم بأنفـسهم في جميـع مظـاهر نمـوهم التربـوي، والاجتماعي، والانفعالي.

والمراهقين في المرحلة المبكرة لديهم أفكار سلبية مكبوتـة مـن المراحـل الـسابقة حـول ذواتهم وانفعالاتهم، وحول مستواهم الأكاديمي والاجتماعي والمعرفي، لذلك ينـصح باسـتخدام التدخلات الإيجابية بما يتناسب مع الاستراتيجيات علـم الـنفس الإيجـابي المبنيـة عـلى تحديـد نقاط القوة ومكامن القوة لدى هؤلاء الطلبة ،وتعزيزها في المجالات الأكاديمية وغير الأكاديمية التي تزيد من شعوره نحو الرضا والـسعادة والتفـاؤل، وعمـل الاتـزان الانفعـالي لـديهم ومـع مجتمعهم وحياتهم الخاصة بهم.

وكما تعد الأنشطة والأساليب المتنوعة والمستخدمة في المدرسة ذو أهمية كبيرة للاكتساب الطالب مهارات متنوعة، واكتشاف مـواطن القـوة والـضعف والقـدرات والمواهـب وإظهار الاتجاهات والميول الاكاديمي، والعمـل عـلى تطويرهـا وتنميتهـا بـشكل إيجـابي تـثري خبراتهم وتقوي شخصيتهم، مما يساعدهم على إظهار الجوانب الإيجابية من حيث الاستقلالية وتحمل المسؤولية والعمل الجماعي، والقدرة القيادية الإيجابية الذاتية، وان هـذه الأنشطة أيضاً لها دور في إثراء شخصية الطالب فكرياً واجتماعياً وسلوكياً ونفسياً مما يدفعهم الى الاجتهاد والإنجاز.

وفي هذا الصدد اقترح Peterson & Seligman عدداً من الأنشطة والآليـات الإيجابية، التي تساعدهم في تحقيق مستوى جيد من جودة الحيـاة، والـصحة النفـسية لـدى الفرد، وهذه الأنشطة والآليات، هي :
  1. الصحة الجسدية، والمعرفية، والعقلية لدى الفرد.
  2. الخصائص الشخصية السوية، المتمثلة في الثقـة بـالنفس، والـصلابة النفـسية، والرضـا عن الحياة، والتفاؤل، والسعادة، والكفاءة الذاتية.
  3. الجانب الاجتماعي: ويتمثل في التعاون، والتسامح، والمساندة الاجتماعية.

فإن لتحقيق هذه الأنشطة والآليات الإيجابية تعد الهدف الذي يـساعد عـلى تحـسين الشعور بالسعادة والرضا الـذاتي مـن خـلال المـستوى الجيـد في الـصحة الجـسدية، والـصلابة النفسية، والتعاون مع الآخرين لتحقيق جودة الحياة الإيجابية.

ومن خلال الاطلاع على الأدب السيكولوجي السابق في هذا الجانب، نجد بأن أسـاليب التنمية الفعالة والإيجابية للأفراد، تساعد على تطوير البرامج الإرشادية التـي تؤكـد عـلى بنـاء وتطوير المهارات الأساسية اللازمة لديهم في المراحل العمرية المختلفة، وعلى اختلاف المواقـف التي يتعرضون لها .. 

وتمكن بالتـالي المهتمـين في المجـالات النفـسية والتربويـة والإرشـادية عـلى تطوير برامج متعددة الأوجه للوقاية من الاضطرابات النفسية التي تساعد الطلبة على النمو، لكي يصبحوا ناضجين نفسياً واجتماعياً وانفعالياً، وبناء وقـدرتهم المعرفيـة، ويمكـن أن تـساهم كذلك هذه الأساليب في حال توفرها، بما يأتي:

  • 1. تعزيز العلاقات الإيجابية الفعالة مع الآخرين والتي تشمل كل من (الأهل، المدرسة ، المجتمع، أقرانه).
  • 2. التأكيد على جوانبه الشخصية المتمثلة في تحديد نقاط القوة والعمـل عـلى تعزيزهـا إيجابياً وفي المواقف المختلفة، وإمكانية استبدال وتعديل نقاط الضعف لدية.
  • 3. بناء الكفاءات والمهارات الأزمة التي يمتلكها الفرد وتمكينها.
  • 4. مساعدة الفرد على أن يكون سوياً في معتقداته والمقبولة اجتماعياً وتربوياً. 


ويمكن استخلاص القول بأن استخدام الاسـتراتيجيات الإيجابيـة لهـا الهـدف في الـسعي لتحقيق مستوى افضل في شخصية الفرد وإظهار مكامن القـوة التـي تعـزو للـضبط الـداخلي ، وما تشعره للرضا نحو السعادة والتأمل والوعي الذاتي المستند بـالوعي الانفعـالي.

إن علم النفس الإيجابي وفنياته واستراتيجياته يسعى لاهتمام بجودة الحياة مـن خلال الفهم للأعمدة الأساسية كالخبرات الشخـصية الإيجابيـة مرتبطـة بالـسعادة، وخـصائص الفرد الإيجابية المتصلة بمكامن القوة في الشخصية الذاتية، والعلاقات الشخصية الإيجابية مـع  الآخرين، والمرتبطة بالمؤسسات الإيجابية كالأسرة والمدرسة 
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -