مربع البحث

إستراتيجية الأمواج المتداخلة

إستراتيجية الأمواج المتداخلة






ترتكز استراتيجية الأمواج المتداخلة على الاتجاه المعرفي في التعلم والتفكير، ويتم التركيز في هذه الاستراتيجية على التفاعلات والأمور التي تحدث في العقل والبيئة والمجال كإشارة لانسجام هذه المكونات في ضفيرة معرفية تمثل الأداء المعرفي للمتعلم، صاحب هذه الاستراتيجية هو العالم زيجلير، ويرى أن المتعلمين يستعملون سلسلة من العمليات المعرفية التي تتفاعل وتنسجم في سلسلة واحدة لكي يتمكنوا من حل مشكلة معينة، أو التوسع في المعلومات وتحقيق الاهداف المعرفية، وجاءت هذه الاستراتيجية بافتراض أنّ المتعلمين الذين يفكرون لا يستطيعون حصر تفكيرهم في موجة واحدة، لأن الموجة المعرفية في حالة تغيير وتطور مستمر والعقل وظيفته التفكير الدائم بواسطة سلسلة من العمليات والتي بواسطتها يستطيع المتعلم اكتساب الموجات المعرفية.

ومن المتطلبات التي ينبغي على المعلم أن يأخذ بها قبل البدء بتدريس المتعلمين على وفق إستراتيجية الأمواج المتداخلة يقوم بطرح أسئلة سابقة هي كما يأتي: ماهي معرفة المتعلمين؟، متى يعرف المتعلمون؟، ماهي المرحلة العمرية اللازمة للفهم؟ ،ماهي المعارف والمعلومات المعرفية التي تزيد من فهم المتعلمين؟

وترتكز إستراتيجية الأمواج المتداخلة على الاتجاه المعرفي في عملية التعلم إذ إنّ المتعلم فيها يكون حيوياً، إيجابياً، مشاركاً، وفعالاً في ما يعرض عليه من معلومات، وتعد هذه الإستراتيجية من أنواع التعلم التعاوني.

وفي ضوء ما تقدم تعد استراتيجية الأمواج المتداخلة، استراتيجية عامة، تستعمل لتحقيق الأهداف المرغوبة ، وأبعاد الأهداف الغير مرغوبة ، وتتشكّل في هيأة خطوات يقوم بها المعلم ولكل خطوة خيارات تعد بدائل ، أي أنّها تتصّف بالمرونة عند التدريس ، كما وأن هذه الخطوات تتنقل إلى خطوات مفصّلة وجزئيات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، كيفية اكتشاف المتعلم مرحلة الاستراتيجية المناسبة للتعلم؟، وأنّ المتعلم يمر بمراحل من التطور المعرفي مرتبط بمراحل النمو لديه ، ويتم تدريجه لكي يحدد العمليات الآتية:ما موقعك من المعلومات المعرفية المقدمة لديك؟، ماذا تحتاج من عمليات لكي تتعامل مع المعلومات المعرفية بفاعلية؟، ما نوع المساعدة التي تقدم له ليصل إلى المستوى المعرفي الذي يريده؟، ماهي الاستراتيجية التي تناسب كل مرحلة من مراحل المتعلم العقلية؟، ما معايير اختيار الاستراتيجية المناسبة؟.

وبالمثل فإنّ المتعلم يتعلم ويرتب تعلمه بنفسه ، وأنه فعّال ، وبدأ يتفاعل مع الخبرات المقدمة لديه ، ويعرف ماذا يريد وكيف يصل إلى الشيء الذي يريده، كما وأنّ قبول واستحسان أقران المتعلم نتيجة حله لمشكلة معينة تعزز المتعلم في استعمال الاستراتيجية المناسبة للمواقف التي تواجهه ، ويرى زيجلير أن كل متعلم له معلوماته ومعارفه وله طريقة في التفكير ومن أدوار المعلم الرئيسة هي مساعدة المتعلمين على اكتساب معلومات جديدة لم توجد في معلومات المتعلم السابقة، كيفية تداخل الأمواج المعرفية على وفق فكرة المد والجزر؟

تتداخل المعلومات المعرفية في صورة موجات من خلال المعلومات الأولية التي تعطى ثم تزوّد بإثارة لتكبر الموجة ثم تضمر، ثم تكبر، ثم تتوسّع الى أن تصل إلى مستوى معين من المعرفة وهكذا تتم العملية في المواقف التعليمية الصفية.






وفي أي وقت يفكّر المتعلمين في طرائق متعددة وهذه الطرائق المختلفة تتحدّى بعضهما الآخر، ليس لمدة قصيرة بل لمدة طويلة، فوصول العقل إلى مرحلة من التطور نتيجة تغييرات تدريجية في كيفية إعادة هذه الطرائق المتعددة في التفكير. وأنّ نظرية ركوب الامواج تنظر إلى العمر والخبرة وعمليات المواءمة بطرائق جديدة يمكن توضيحها بالاشكال الآتية :



---------------------------------




يبين الشكل أعلاه مخطّطاً توضيحياً لفروض نظرية تداخل الموجات المعرفية إذ يشير المنحني العمودي إلى الاستراتيجيات المتعددة المستعملة في حقبات طويلة بينما يشير المنحني الأفقي إلى الترددات النسبية (العمر) للتحول تدريجيا مع مرور الوقت أي أنّ كل استراتيجية من استراتيجيات تستعمل بحسب العمر. 

ويشير Vaughan أنّ التعلم المتداخل يجعل نتاجات التعلم جيدة، ويزيد التفاعل بين المعلم والمتعلمين، وزيادة تحفيز المتعلمين للتعلم، ويهيأ بيئات تعليمية صالحة ، وفرصاً للتعلم الجيد، وتنويع قدرات الطلبة ومتطلباتهم، وتنويع الفعاليات التعليمية، وأساليب إيجابية نحو الظروف المتداخلة الجديدة، ومشاركة إيجابية من المجموعات المتعاونة في المواقف التعليمية، لذلك يعمل التعلم المتداخل على اكتساب المتعلمين معلومات الجديدة والقدرات العلمية، كما يعطي المتعلمين العديد من الاستراتيجيات لتحسين ادائهم وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة ، كذلك التعلم المتداخل يجعل المتعلمين متمركزين، ومحوراً للعملية التعليمية ويساعد في الحصول على معلومات اضافية وجديدة فضلاً عن معلوماتهم السابقة. 

ويرى Julie أنّ استراتيجية الأمواج المتداخلة من الاستراتيجيات الناجحة والمتطورة تعمل على حُسن اختيار الوسائل والأنشطة التعليمية الصالحة لتقديم الحلول للمعوقات التي تواجه المعلم في إدارة الدرس، والمسائل المتعلقة بالموضوع والتي تؤدي إلى التعلم ، والتي تحتاج إلى مهارة عالية في الأداء ، كذلك اكساب المتعلمين معلومات جديدة ومختلفة لتحقيق الأهداف التعليمية والتعلمية.

خطوات استراتيجية الامواج المتداخلة

1. التمهيد: وتتضمن تمهيد للدرس من خلال عرض معلومات الدرس السابق وربطها بالمعلومات الجديدة للدرس وكذلك يقوم المعلم بطرح الأسئلة التي تكشف عن الاستعداد المدخلي للمفاهيم القبلية فضلاً عن جذب انتباه المتعلمين للدرس.

2. عرض الدرس: وتتضمن عرض الأفكار الرئيسة للموضوع الجديد والتطرق للمفاهيم الرئيسية، ويقوم بإعداد خريطة مفاهيم للموضوع الجديد.

3. يقوم المعلم بتقسيم المتعلمين إلى مجموعات متعاونة كل مجموعة تضم 3- 8 متعلمين في المجموعة الصفية الواحدة وتحديد مقرر لكل مجموعة يتم اختياره من قبل المعلم وزملائه.

4. يقوم المعلم بإعداد أوراق العمل الخاصة بالمجموعات المتعاونة تتضمن مهام تعطي للمتعلمين على شكل موجات متداخلة يقوم بتنفيذها المتعلمين وتتم المناقشة بين أف ارد المجموعة الواحدة المتعاونة للوصول إلى المعلومات الكاملة.

5. تعطى كل مجموعة حوامة متداخلة يتم فيها تدوين الإجابات وتحديد ما مطلوب القيام به من المتعلمين، وبعد الانتهاء من الإجابات يتم تدوينها في شكل الموجة المائية الموجودة في ورقة العمل.

6. بعد انتهاء كل المجموعات يقوم المعلم بجمع أوراق العمل من قبل مقرري المجموعات وتتم مناقشة كل مجموعة أمام المتعلمين الآخرين.

7. يقدم المعلم المساعدات الفردية للمجموعات المتعاونة التي تحتاج إلى مساعدة ويصحح الإجابات الخاطئة ويعزز الإجابات الصحيحة بالثناء على جهود المتعلمين.
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -