مربع البحث

الإدمان على العقاقير

الإدمان على العقاقير






تعريف الإدمان

عرفت منظمة الصحة العالمية WHO الإدمان بأنه "حالة نفسية وأحيانـًا عـضوية تنـتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار"، ومن خصائصها استجابات وأنماط سلوك مختلفـة تـشمل دائماً الرغبة الملحة في تعـاطي العقـار بـصورة متـصلة أو دوريـة للـشعور بآثـاره النفـسية أو لتجنب الآثار المزعجة التي تنتج عن عدم توفره. وقد يـدمن المتعـاطي عـلى أكـثر مـن مـادة واحدة. 

وأضيف للتعريف السابق الخصائص التالية للإدمان:
• الرغبة الملحة في الإستمرار على تعاطي العقار والحصول عليه بأي وسيلة.
• زيادة الجرعة بصورة متزايدة لتعود الجسم على العقار وإن كان بعض المدمنين يظـل على جرعة ثابتة.
• الاعتماد النفسي والعضوي على العقار.
• ظهور أعراض نفسية وجسمية مميزة لكل عقار عند الامتناع عنه فجأة.
• الآثار الضارة على الفرد المدمن والمجتمع.

الاعتماد

 يقصد بالاعتماد على المخدر Drug dependence الحاجة النفسية أو الجسدية أو الاثنين معًا للعقار المخـدر. ولقـد أوصـت منظمـة الـصحة العالميـة WHO التابعـة للأمـم المتحدة في تقريرها رقم 237 الصادر في سنة 1964باستخدام مصطلح الاعـتماد عـلى العقـاقير بدلاً من مصطلحي الإدمـان والتعـود أو الاعتيـاد Habituation، عـلى أن يقـرن دائمـًا بكلمـة الاعتماد الإشارة الى نوع المخدر المقصود.

هذا ويمكن تحديد نوعين من الاعتماد هما:
1- الاعتماد النفسي
يتعلق الاعتماد النفسي بالـشعور والأحاسـيس ولا علاقـة لـه بالجـسد، وهو تعود الشخص على الاستمرار في تعاطي عقار ما (طبيعي أو اصطناعي)، لمـا يـسببه من الشعور بالارتياح والإشباع، ولتجنب الشعور بـالقلق والتـوتر، ومـن المخـدرات التـي تسبب اعتمادًا نفسيًا: التبغ، والحـشيش، والقـات، والكـافيين، والكوكـايين وهـو أشـهرها تأثيرًا.

2- الاعتماد العضوي 
يتعلـق الاعـتماد العـضوي أو الجـسدي بـانحراف الأعـمال الوظيفيـة الطبيعية لجسم الشخص بسبب استمراره في أخذ عقار مخدر، بحيث أصبح تناول هـذا العقار بشكل دائم ضرورة ملحة لاستمرار حياة الشخص وتوازنه بشكل طبيعي، ويصبح العقار المخدر ضرورياً له كالطعام والشراب بل أهم من ذلك، بحيث يحدث منعـه عنـه مصاعب كبيرة جدًا وأعراضًـا خطـيرة قـد تدفعـه إلى ارتكـاب أي جريمـة للحـصول عـلى العقار المخدر المنشود أو ربما يسبب له الوفاة المفاجئة أحياناً. أما العقاقير التي تـسبب الاعتماد النفسي والعضوي فهي: المنومات، والخمور، والمورفين، والهيروين وهـذا أشـدها تأثيرًا. 

وجدير بالذكر أنه لا توجد عقاقير تسبب الاعتماد العضوي فقط بدون أن يـسبقه الاعتماد النفسي.


ومنذ عام 1977 بدأ استخدام مصطلح الاعتماد يقل تدريجيًا، وأصـبح المـصطلح الـشائع هو سوء استخدام المخدر أو العقار Drug Abuse. 

العقاقير التي تسبب الإدمان وتصنيفها

عرفت (هيئة الصحة العالمية سـنة 1969 - 1973) العقـار المـسبب للإدمـان بأنـه هـو عقار ذو قابلية للتفاعل مع الكائن الحي، بحيث يؤدي ذلـك التفاعـل إلى الاعـتماد النفـسي أو العضوي أو لكليهما. وقد تستعمل مثل هـذه العقـاقير لأغـراض طبيـة أو غـير طبيـة دون أن تؤدي إلى حدوث هذا التفاعل بالضرورة. وخواص حالـة الاعـتماد عـلى العقـار عنـد حـدوثها تختلف حسب العقار المستعمل.

فبعض العقاقير، مثل التي يحتوي عليها الشاي والقهوة قد تـؤدي إلى الاعـتماد بـشكل عام ومثل هذه الحالة ليست ضارة بالتبعيـة في حـد ذاتهـا. 

ولكـن هنـاك مـن العقـاقير مـا يسبب التنبـه الـشديد للجهـاز العـصبي أو الهبـوط أو اخـتلال الإدراك والانفعـال والتفكـير والسلوك والوظائف الحركية، بحيث تؤدي تحت ظروف معينـة مـن التعـاطي إلى المـشاكل التي تضر بحالة الفرد والمجتمع الصحية. وهذه المجموعـة هـي التـي يعنيهـا التعريـف في المقام الأول.

وتصنف هذه العقاقير على النحو التالي :

  • 1- النمط الكحولي- الباربيتوريكي : ويشمل الخمر، الباربيتورات، وعقاقير أخرى مهدئة مثل: الكلورال والباربيتورات والماندراكس والليبريوم والفاليوم والميبروبامات.
  • 2- النمط الأمفيتاميني : الأمفيتام، ديكسا مفيتام،ميثامفيتام، ريتال، تيمنيترازين.
  • 3- النمط القنابي: الحشيش والماريهوانا.
  • 4- النمط الكوكاييني: الكوكايين، وأوراق نبات الكوكا.
  • 5- النمط الهلوسي: أل. أس. دي، ميسكالين، زايلوسايبين.
  • 6- النمط القاتي: نبات القات.
  • 7- النمط الأفيوني: الأفيون، المورفين، البيثيدين، الهيروين، الكودايين، الميثادون.
  • 8- نمط المذيبات المتطايرة: التولوين، الأسيتون، رابع كلوريد الكربون.

الإدمان على أكثر من مادة واحدة

تنتشر هذه الظاهرة خاصة بين الشباب، فالشاب قد يتعاطى أكثر من مادة واحدة إما ليزيـد مفعـول مـادة تعـود عليهـا ولم يعـد مفعولهـا قويـًا كالسابق، أو لعدم توفرها، أو بدافع التجريب والفـضول ومجـاراة الرفـاق، أو لتخفيـف تـأثير مادة بتناول مادة ذات تأثير مضاد مثل مـدمن المنومـات الـذي يـستخدم المنومـات لـيلاً ثـم المنشطات في الصباح ليزيل الشعور بالكسل والنعاس.

ومن أنماط المزج ، الأنماط التالية :
  • ‌أ- الخمر مع المنومات والمهدئات.
  • ‌ب- المنومات والهيروين والحشيش.
  • ‌ج- الخمر والهيروين والحشيش.
  • ‌د- استنشاق الصموغ والحشيش وأدوية السعال والدولوكس.
  • هـ - الدولوكس والسومادريل وهو دواء يحتوي على مادة تسبب ارتخاء العضلات.

أسباب سوء الاستعمال (الاستعمال غير الطبي)

1- تخفيف القلق أو التوتر أو الاكتئاب أو الهروب من المشاكل.
2- البحث عن إدراك الذات ومعنى الحياة والدين، حب التجربة بما في ذلك تذوق الجـمال والإبداع الفني والجنسي والمعاني الصادقة للعلاقات الشخصية وللشعور بالانتماء.
3- التمرد على قيم المجتمع أو اليأس من هذه القيم.
4- خوف الشخص من أن تفوته خبرة ممتعة والرغبة في مجاراة جماعة الرفاق.
5- اللهو، التسلية، البحث عن الإثارة، الفضول.

مراحل الإدمان

يمر المتعاطي بعدة مراحل متعاقبة ليصل للإدمان وتختلف كل مرحلة من هذه المراحل من حيث المدة والأعراض التي يشعر بها، ومراحل الإدمان هي :

أ - مرحلة التجربة
وهي أولى مراحل الإدمان؛ وفي هذه المرحلة تكفي كميـات صـغيرة لإحداث أثر المخدر لأن ظاهرة أو خاصية الإحتمال أو التحمل - خاصية الإحتمال أو التحمل: ويقصد بها الرغبة في زيادة الجرعة المتعاطاة لغرض الوصول إلى نفس تأثير الجرعة السابق، فالرغبة الملحة لزيادة الجرعة تعني تكون ظاهرة الاحتمال- تتكون بعد ذلك وفي هذه المرحلة يبدأ الفرد بتجربة المادة المخدرة وغالبًـا مـا تكـون عـلى فترات متباعدة وقد يتعاطاها الفرد في مناسـبات اجتماعيـة معينـة أو عنـد إلتقائـه بأفراد محددين، وقد يترك الفرد المخدرات بعد تجربتها عدة مرات، وقـد يـستمر في التعاطي لعدة شهور أو سنوات دون أن يتجاوز مرحلة التجربة حيث يتعاطى الفرد المخدرات على فـترات متباعـدة جـدا،وفي هـذه المرحلـة لا تظهـر أي علامـات عـلى المتعاطي ويمكنه إخفاء تعاطيه للمخدرات على الآخـرين، ولكـن قـد تلاحـظ عليـه بعض التغيرات في السلوك كاستخدامه لغة غير مهذبة وتغيـير الأصـدقاء، وفي هـذه المرحلة لا توجد رغبة في زيادة الجرعة ولا وجود لأعراض الحرمان في حالة التوقـف عن التعاطي.

ب‌ - مرحلة التعاطي المتعمد
وفي هذه المرحلـة يبـدأ المتعـاطي في البحـث عـن المـادة المخدرة وعن الأفراد المتعاطين وجعلهم أصدقاء، كما قد يـشتري المخـدرات ويـصبح التعاطي مقصودًا، وقد يتعاطى المدمن مخدرات أخرى لتجربة أثرها، فيتعـود عـلى المخدرات وتتكون لديه ظاهرة الإحتمال أو التحمل وحاجة لزيـادة الجرعـة ولكنهـا حاجة غير قهريـة يـستطيع الـتحكم فيهـا وعـدم الإسـتجابة لهـا،وفي هـذه المرحلـة تضطرب العلاقة بين المتعاطي وأسرته، وتحدث له بعـض المـشكلات الجنـسية، كـما يلجأ إلى السرقة والتزوير والكذب، ويصاب بأعراض الحرمـان في حالـة التوقـف عـن التعاطي ولكن تحدث الأعراض بصورة بسيطة ويمكن أن تختفـي في يـوم أو يـومين، ويكون التعاطي في هذه المرحلة سري ومحدد في مكان خاص.

ج - مرحلة الإدمان
ويكون التركيز في هذه المرحلة على الوصول للمتعـة والنـشوة التـي يبعثهـا المخـدر، ويـصبح تع اطي المخـدر أمـرًا ضروريـًا وع ادة يوميـة مـع الحاجة لزيادة الجرعة وذلك لتكون خاصـية الإحـتمال أو التحمـل، وفي هـذه المرحلـة قـد يتعاطى الفرد أي مواد مخدرة أخرى غير المخـدر الـذي يتعاطـاه، ويكـون التعـاطي إجبارياً أو إلزاميًا على المتعاطي وليس اختيارياً وتفشل محاولات إنقاص الجرعـة أو التوقف عن التعاطي، ويكون التعـاطي جماعيًـا وفي أي مكـان بعـد أن كـان سريـًا، حيث يلتقي المدمن مع مجموعة من المتعاطين ويتعـاطون المخـدرات مـع بعـضهم البعض، وتظهـر عـلى المتعـاطي في هـذه المرحلـة حـالات الإكتئـاب واضـطرابات في الذاكرة، وتتدهور علاقاته مع الآخرين خاصة علاقته الأسرية، وتسيطر عـلى المـدمن فكرة الإنتحار وتصبح أعراض الحرمان شديدة ومتعبة في حالة التوقـف عـن إدمـان العقار، ونظرًا لعدم قدرة الكثير من المدمنين على تحمل أعراض الحرمـان الجـسمية والنفسية فإنهم يعودون للتعاطي فـور ظهـور أعـراض الحرمـان، وكثـيرًا مـا يـصاب المتعاطون بالإنهيار الكلي.

د - مرحلة الإحتراق
هي آخر مراحل التعاطي والإدمان ولعل تـسميتها بمرحلـة المـوت البطيء أقرب لتعريف المرحلة؛ ففي هذه المرحلة نادرًا ما يشعر المتعاطي بالنـشوة ويكون تعاطيه للمخدر قهرياً وغيرخاضع لسيطرته ومستمر طـوال اليـوم مـن أجـل التغلب على أعراض الحرمان التي تظهر بكثرة خلال هذه المرحلة، كما تظهر حالات الوهم والضلالات وحالات الهلوسة، وتـزداد فكـرة الإنتحـار سـيطرة عـلى المتعـاطي فيفرط في تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة، وتكثر حالات الإغماء ويبدو المتعاطي معروفاً للآخرين، حيث تنهار لديه كل القيم والمثل الدينية والأخلاقيـة والإجتماعيـة فيفعل أي شيء في سبيل التعاطي.

إن الوقت الذي يبقاه المتعاطي في كل مرحلة مـن هـذه المراحـل إنمـا تحـدده الأسـباب والظروف والعوامل التي دفعت الفرد للتعاطي، فكلما كانت الأسباب أكثر حدة وقسوة كلـما كان الوصول للمرحلة الأخيرة أسهل وأسرع، وكلـما تحـسنت الأسـباب والظـروف كلـما ابتعـد الفرد عن التعاطي أو يبقى سنوات طويلة ليصل للمرحلة الأخيرة.
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -