مربع البحث

عشر حاجات يجب تلبيتها للمراهقين

عشر حاجات يجب تلبيتها للمراهقين





حاجات المراهقين


المقصود بالحاجة هو: "شعور الفرد بنقص شيء أو فقده، فيـسعى في طلبـه ليـدفع عـن نفسه الشعور بالخطر، أو يحقق لها رغبتها في الحصول على ما تطلبه أو تميل إليه".

وقد وجد علماء النفس أن تكوين الإنسان وعملياته الديناميكية تتطلب إشباع حاجات معينة في ظروف خاصة، وبأساليب معينة حتى يتمكن مـن أن ينـشأ صـحيحًا مـن النـاحيتين النفسية والجسمية، فالحاجات هي أساس مشكلات التكيف التي تواجـه الإنـسان في مراحـل عمره المختلفة بما فيها مرحلة المراهقة، فالشخصية لا تتحقق لها الصحة النفسية السليمة، إلا إذا أشبعت هذه الحاجات.

وترجع أسباب السلوك الإنساني إلى مجمـوعتين مـن الحاجـات، تتعلـق الأولى بـالنواحي الفـسيولوجية مثـل الحاجـة إلى الطعـام والـشراب والتـنفس والراحـة، أمـا المجموعـة الثانيـة فتتعلق بالنواحي النفسية والاجتماعية مثـل الحاجـة إلى النجـاح والإنـتماء...الـخ ، وإذا كانـت الحاجات الفسيولوجية مشتركة بين جميع المراحل العمرية، إلا أن لكل مرحلة حاجات خاصة بها، ويمكن تحديد حاجات المراهق على النحو التالي :


الحاجات الفسيولوجية 

وهي التي تتعلق بسلامة الجسم من الجوع والعطش والتعــب والتــوتر الجنــسي والأرق والــشعور بــالبرد أو الحــر والــتخلص مــن الفــضلات ، فالمراهق يحتاج للأمن الجسمي والصحة الجسمية، كما يحتاج إلى تجنـب الألم والخطـر، خاصة أن توقع الخطر يثير في نفسه القلق والشعور بالخوف، كما يحتاج إلى الراحة والاسترخاء، فلا بـد مـن تنظـيم أوقـات الراحـة للمراهـق وذلـك تحقيقًـا لحاجـة جـسمه إلى السكون والاستجمام واستعادة النشاط، كما يحتـاج إلى الـشفاء مـن الأمـراض والجـروح، كـما يحتاج المراهق أيضًا إلى الحماية ضد الحرمان من إشباع الدوافع.

ويعتبر الدافع الجنسي الذي يظهر في مرحلة البلوغ من بين الحاجات الفسيولوجية عنـد المراهقين، وهو من الحاجات التي على المراهقين والقائمين عليهم إعلائها وتهذيبها واسـتبدالها بما يستهلك طاقتهم، ويخفض التوتر لديهم، أي بمزاولة الأنشطة المدرسية، والأنشطة الاجتماعية، والأنشطة الرياضية.

إن عدم القدرة على إشباع الحاجات الجسمية أو الفـسيولوجية قـد يـؤدي بـالمراهق: إلى سوء التوافق، وقد يسبب له توترًاً يسعى إلى التخلص منه ضماناً لصحته الجسمية. كما يحتاج المراهق إلى فهم طبيعة وحقيقة التغيرات الجسمية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة على أنهـا مظهر طبيعي من مظاهر النمو.

ومن أهم المشكلات الجسمية التي قد يعـاني منهـا المراهـق: فقـدان الـشهية، النحافـة ، البدانة، ويحتاج المراهق إلى معرفة الأمراض التي قد تنتابه في مرحلة المراهقة مثـل: الـصداع ، والتعب، والإجهاد.

الحاجة إلى الأمن

مرحلة المراهقة مرحلة حرجة، فهي فترة انتقالية مؤقتـة يعتريهـا الكثير من التغيرات السريعة، ولهذه التغيرات تأثير عـلى الاسـتقرار النفـسي للمراهـق، فيفقـد الأمن والطمأنينة.

فالمراهق يتسأل عما يعتري جسده من تغيرات، وما يطرأ على مشاعره وانفعالاتـه من تبدل واضح، وما يواجهه من مواقف اجتماعيـة جديـدة عليـه. ونتيجـة لـذلك قـد يدرك المراهق الخوف والشعور بعدم الأمن. فعلى البيئة التربوية المحيطة بـه أن تبـث الطمأنينة في كيانه وتشبع حاجته إلى الأمـن، وأن تعمـل عـلى توعيتـه بنفـسه بـصورة واضحة.

كما أن المراهق يحتاج إلى الاطمئنان على أسرته، وأمنه العـائلي، وإقامـة علاقـة مع الوالدين يشبع من خلالها حاجته للأمن. ويتحقق الأمن النفسي للمراهق عندما يتـاح لـه المناخ الأسري الحاني العطوف، وإذا وجد التقدير والقبول في المجال الاجتماعي، والشعور بـأن حياته مستقرة.


الحاجة إلى القبول

تتضمن الحاجة إلى القبول الحاجة إلى الحـب والمحبـة والتقبـل الاجتماعي، فالقبول مطلب نفسي واجتماعي لا يستغني عنه الإنسان، فيسعى الفرد للحصول على الرضا والمحبة والتقدير من الآخرين، ويكره أن يـستهان بـه، ويحـس بـألم وضـيق نتيجـة لذلك فيسعى لتلافيه. 

والمراهق رغم انتقاله من مجتمع الطفولة إلى مجتمع الكبار، إلا أنه في أحيان كثيرة يتم التعامل معه كطفل، فهو يتلقى الأوامر والنواهي مباشرة، وقد يتم التـشديد عليه. فلا بد من إشباع حاجة المراهق للقبول حتى يـستطيع هـو بالتـالي أن يتقبـل الآخـرين ويأخذ بتوجيهاتهم. ويعتبر شعور المراهق بتقبل الوالدين والأسرة له من أهم عوامل تحقيـق الحاجة إلى التقبل الاجتماعي للمراهق.


الحاجة إلى النمو العقلي والابتكار 

بعدما ينتقل المراهق من عالم الطفولـة إلى عـالم الراشدين، يجد أن خبراته لم تعد كافية لكي يستطيع التكيـف مـع بيئتـه الجديـدة، لـذا فهـو يحتاج إلى توسـيع قاعدتـه الفكريـة، وتحـصيل الحقـائق وتفـسيرها، كـما يحتـاج إلى خـبرات جديدة ومتنوعة، وإلى معلومات تساعد قدراته على النمـو الـلازم لتحقيـق النجـاح والتقـدم ، سواء أكان في مجاله الدراسي، أو في بيئته الاجتماعية بشكل عام، كما أن المراهق يحتاج إلى أن ِّ يكُون فكرة إيجابية عن الدراسة وتنمية الرغبة في الإنجاز والإبتكار.

الحاجة إلى تحقيق الذات

إن السعي لتحقيـق الـذات وظيفـة يمارسـها الإنـسان في شتى مراحله العمرية، كل مرحلة بمـا يناسـبها، فالإنـسان يقـوم بالوظـائف الملائمـة لقدراتـه ، ويمارس الأدوار المناسبة له والمتوقعة منه، ويشعر جراء ذلك بالقيمة والأهمية، أو مـا يـسمى بتحقيق الذات. والمراهق يعيش مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرشد، مما يتطلب تغير وظيفته الأسريـة والاجتماعية، لتتماشى مع طبيعة المراهق الجديدة. فالمراهق يريد تحقيق ذاته عن طريق اختبار قدراته، وتفريغ طاقاته، وبممارسة دوره الاجتماعي، فالحاجة إلى تحقيـق الـذات مطلب نفسي مهم للمرا ق، حيث ينبع من داخله، من أحاسيسه وأفكاره المدعومة بالتحولات العضوية والمعرفية والانفعالية التـي يمـر بهـا جـسده وعقلـه وانفعالاتـه، وهـو لا يحس بالتنفيس عنها إلا إذا قام بدور اجتماعي مناسب يتحمل المسؤولية من خلالـه حـسب مؤهلاته وطاقاته.
 

الحاجــة إلى الاســتقلال

يمثــل الاســتقلال أو الاعــتماد عــلى الــذات خاصــية يمكــن ملاحظتها في وقت مبكر من حياة الفرد؛ حيث يشعر المراهق أنه وصل إلى درجة من النـضج الانفعالي التي تؤهله للاستقلال النفسي عن الوالدين، والتـي يطلـق عليهـا (الفطـام النفـسي) ومما يساعد المراهق على تحقيق هذا الاستقلال اتساع عالمه وزيادة خبراتـه وتجاربـه وتعـدد أصدقائه وكثرة الأنشطة التي يمارسها.


الحاجة إلى التقدير والمكانة الاجتماعية

المراهق معجب بنفسه، ومعتد بها، ويعتقـد بأنه محط أنظار الناس، وبؤرة اهتمامهم،وهذا ناتج عن فقدانه التوازن الانفعالي والعـاطفي ، وعن التحولات السريعة المفاجئة التي مر بها مما أشعرته بالاكتمال، وعن قلة خبرته وتجربته اللتين تساعدانه على الواقعية التي تحجّم من جموح فكره وخياله. لذلك يلاحـظ أن المراهـق مرهف وشديد الحساسية لنقد الآخرين فيتألم من ذلك، ويشعر بخيبة أملـه في رأي الآخـرين له حيث يجد الذم بدلاً من المدح، وذكر عيوبه بدلاً من مزاياه.

لــذلك يــسعى المراهــق إلى اكتــساب احــترام الآخــرين وإعجــابهم، عــن طريــق قيامــه بسلوكيات يعتقد أنه يحوز بها على رضائهم وإعجابهم، فشعور المراهق بالتقـدير، وإحـساسه بأن بيئته الاجتماعيـة تبـؤوه مكانـة اجتماعيـة مناسـبة لنمـوه وإدراكـه لهـا تـأثير كبـير عـلى شخصيته وسلوكه، يدفعه إلى العمل لصالح مجتمعه، كما يدفعه إلى امتثال الأخـلاق الـسائدة في مجتمعه.

الحاجة إلى القيم

كثيرًاً ما تصطدم حاجات المراهق ورغباته بالقيم والتقاليـد الاجتماعية، ويؤدي التعارض بـين حاجـات المراهـق وقـيم المجتمـع إلى صراع داخـلي ، لذلك لا بد من تعرف المراهق على الطرق المشروعة لإشباع الحاجـات، وتـشتد حاجـة المراهق إلى القيم نتيجة للتناقض بين المبادئ الدينية الخلقية التي آمن بها منذ الـصغر، وبـين ما يراه ممارسًا بواسطة الكبار من حوله، فالمراهق يحتـاج إلى اكتـساب مجموعـة مـن القـيم والأخلاق التي توجه سلوكياته.


الحاجة إلى التدين

يدخل المراهق أثناء سعيه لتكوين هويته الذاتية في تفاعلات مع المؤسسات الدينية القائمة في مجتمعه وثقافته، ويسعى من خلالها للحصول على إجابات عـن تساؤلاته المتعددة حول ذاته كمخلوق وقدرة الخالق وعظمته، فالحاجة إلى عبادة الـلـه أمـر فطري يولد عليه الإنسان، وهو ما يشعر به على وجه الخصوص في حالة الشعور بالـذنب، أو في حال الشدة والخطر، فيتوجه إلى الـلـه ليفرج له همـه ويفـك كربتـه. فـالمراهق في أحيـان كثيرة لديه توجه كبير إلى التدين، والتفكير في الكثير من المسائل التي قد يستغلق عليه فهمها وإدراكها للوهلة الأولى، فالمراهق يفكر ويتأمل في الكون وقضاياه وعن بداية الحياة، والهدف من خلق الإنسان. 

ويمتاز المراهق بعواطفه الجياشـه وأحاسيـسه المرهفـة، فيخـاف كثـيرًاً مـن الـلـه، ويتجه إلى الصلاة أحياناً، ويكـثر مـن الأدعيـة والأوراد والأذكـار، يثـير الفقـير والمظلـوم عطفه، ويحب العمل التطوعي.

هذه الظواهر تشير إلى أن المراهق لديه ميل واضـح للتـدين والتعبـد بـصوره المختلفـة ، وقد تمت ملاحظة ذلك من قبل المربين والوالدين. كما أشارت الكثير مـن الدراسـات النفـسية إلى هـذا التوجه عند المراهقين والمراهقات في الدول المختلفة، كما أثبتت الدراسات أن المراهقات لديهم ميلاً أكثر للتدين من المراهقين خاصة في بعض الحالات،فالمراهق يحتـاج إلى تكوين شعور ديني قوي يشعر من خلاله بالأمن والسلام النفسي والعقلي.


الحاجة إلى الانتماء

تعبر الحاجة إلى الانتماء عن نفسها في ميل المراهق إلى توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية لتشمل رفـاق اللعـب والجـيرة وشـلة الأصـدقاء. فمجموعـة الرفـاق بالنسبة للمراهق بمثابة جسر يعبر بواسطته من أسرته إلى مجتمعه الكبـير، فـالمراهق يـسعى لتكوين علاقات اجتماعية سليمة مع أصدقائه، فالطفل في الغالب لا يختار رفاقه بنفـسه، بـل يتم اختيارهم بواسطة أسرته، أما المراهق فإنه ينتقي أصدقاءه بمفـرده، ولا يرغـب في تـدخل أحد من أسرته في ذلك.

ويتحمس المراهق لجماعة الرفاق، وينتقد بشدة من هم خارجها، ويتأثر المراهق برفاقه أكثر من تأثره بالكبار فقد يتعلم منهم الكثير من المعايير السلوكية، كما أنه من خلالها يقـضي المراهق وقته، ويتبادل فيها الأراء والخبرات، وتقوم الرفقة في كثير من الأحيـان بإعطـاء الـرأي وبلورة الفكر، كما أنها وسيلة من وسائل التنافس وإثبات الذات، فالمراهق يلجأ إلى أصـدقائه المقاربين له في السن، ليكونوا جماعة واحـدة تـشترك في أمـور كثـيرة، مـن أهمهـا التـشابه في التحــولات الجــسدية، والعــضوية، والنفــسية، والعقليــة، والاجتماعيــة، والتــشابه في المعانــاة والمشكلات، والتشابه في الموقف من الكبار.بالإضافة إلى أنه قد يكون هناك تشابه في المرحلـة الدراسية أو جهة السكن. لذلك من الصعب منع المراهق عن اصدقائه أو فرض العزلـة عليـه ، لأنه أمر يصطدم مع طبيعة الإنسان ويحرمه من حاجتة إلى الانتماء.
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -