مربع البحث

الخجل عند الأطفال

الخجل عند الأطفال



مفهوم الخجل عند الأطفال

يعد الخجل طبيعة من طبائع الأطفال، وهو انفعال يشعر الطفل أثنائه بالضعف وعدم القدرة على المواجهة، ولعل أولى إماراته تبدأ في سن الأربعة أشهر، أما في السنة الأولى فيصبح الخجل واضحا، إذ يدير الطفل وجهه، أو يغمض عينيه ويغطي وجهه بكفيه إذا تحدث شخص غريب إليه.

فالطفل الخجول يتجنب الآخرين دائما، وهو دائما في خوف وعدم ثقة ومهزوم، ومتردد، يتجنب المواقف وينكمش من الألفة أو الاتصال بغيره، ويجد صعوبة في الاشتراك مع الآخرين، والشعور المسيطر عليه هو عدم الراحة والقلق، وهو دائما متململ ويتهرب من المواقف الاجتماعية. 

والخجل هو نوع من المشكلات النفسية التي تنتشر في المجتمعات الإنسانية التي يمكن أن تؤثر سلبا في حياة الطفل وإبداعه، ولابد من مساعدته ليبقى لتلك الزهرة عطرها الفواح.

وتشير الدراسات العلمية إلى أن الخجل هو أكثر المشكلات النفسية انتشارا بنسبة 8 : 12٪ ، ويصيب المرض الأطفال والمراهقين والكبار، على أن نسبة انتشاره تكون أعلى بين الأطفال والمراهقين.

والخجل لدى الأطفال يمكن ملاحظته بسهولة، فالطفل الخجول هو طفل بائس ليس لديه القدرة على التفاعل الاجتماعي، أو الأخذ والعطاء مع الزملاء أو الكبار، ويعاني الشعور بالنقص حينما ينظر إلى غيره أو يكون أمامه، وربما كان هذا الطفل على مستوى مرتفع من النشاط والتفاعل مع الإخوة والأقارب، وهنا نقول : إن الطفل خجول وليس لديه إنزواء مرضي

والطفل الخجول أكثر حساسية من الأطفال العاديين وأكثر عصبية نتيجة شعوره بالنقص، مما يجعله سهل الاستثارة وكثير الحركة والتشاؤم والحذر، وإن كان أحيانا يظهر عدم المبالاة أو يكون عدوانيا لأتفه الأسباب.

أنماط الخجل لدى الأطفال

تتعدد أشكال الخجل لدى الأطفال، وتختلف من طفل لآخر، إلا أنها في النهاية تعبير عن اضطراب واحد وهو الخجل، ومن أشكال الخجل :
  1. الخجل من مخالطة الآخرين : حيث يتجنب الطفل مخالطة الآخرين، ويميل إلى الانزواء، والابتعاد عن الأماكن التي يتواجد فيها الأشخاص. 
  2. خجل الاجتماعات : حيث يكتفي الطفل بالحديث مع أفراد الأسرة وبعض زملاء الحضانة أو المدرس، ويبتعد عن المشاركة في أي اجتماعات أو رحلات أو أنشطة رياضية.
  3. خجل المظهر : حيث يخجل بعض الأطفال عند ارتدائهم زيا جديدا، أو حينما يأكلون أمام الآخرين في المطاعم. 
  4. خجل التعامل مع الكبار : حيث يخجل بعض الأطفال حينما يتعاملون مع من هم أكبر منهم سنا، ويدور حوار بينه وبين هؤلاء الأشخاص، أو عندما يستقبل أصدقاء والده أو والدته.
  5. خجل حضور المناسبات الاجتماعية : فهناك بعض الأطفال ممن يشعرون بالخجل عند حضورهم المناسبات مثل الأفراح، أو الحفلات بشكل عام، ويكون تفضيل العزلة والابتعاد عن مواقع هذه المناسبات وعدم الانخراط فيها خير مبادرة بالنسبة له.

أسباب الخجل عند الأطفال

  1. تعددت أسباب الخجل، إلا أننا سنقوم بذكر بعضها، وهي :
  2. مشاعر عدم الأمان التي تحدث نتيجة للحماية الزائدة أو الإهمال أو القسوة أو التهديد.
  3. مشاعر النقص، بسبب وجود عاهات جسمية.
  4. قلة الاختلاط بالآخرين. التأخر الدراسي. 
  5. تقليد الآباء الخجولین . 
  6. القسوة في معاملة الطفل، وإحباط إشباع حاجات الطفل النفسية.

كيفية معالجة مشكلة الخجل عند الطفل

المشكلة الأساسية للطفل الخجول تكمن في عدم ثقته بنفسه، وبالتالي فإن الطفل في حاجة ماسة إلى إعادة بناء ثقته بنفسه، ومساعدته في التعرف على مواطن القوة والتميز لديه، لكي يزيد من تنميتها، والتعرف على مواطن الضعف عن قرب، وتزويده بالطرق المناسبة لنمط شخصيته في التغلب عليها.

سيتم عرض عد من الخطوات التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل في التغلب على هذه المشكلة :
أولا : تحديد المواقف التي يحدث فيها سلوك الخجل، وبداية ظهوره وأهم مظاهره، ويمكن الاستعانة باستمارة الملاحظة التالية في تحديد مشكلة الخجل عند الطفل : 

الأسبوع

السلوك

الموقف

مدته

الأول

الخجل

·         عند رؤية أشخاص جدد.

·         عند مشاركة أطفال آخرين في الخجل اللعب.

·         عند حضور المناسبات الاجتماعية

·         عند ارتداء ملابس جديدة

·         عند تناوله للطعام خارج المنزل

يتم تحديد مدة السلوك من خلال ملاحظة سلوك الخجل لدى الطفل، والموقف الذي يحدث فيه السلوك تمهيدا للمقارنة بين الأسبوع الذي تم فيه ملاحظة سلوك الطفل قبل التدخل الإرشادي وبعده .



ثانيا : تدريب الطفل على ممارسة العمل الجماعي مع مجموعة من الأطفال ( 2 - 3 أطفال) ، مع تدعيم الطفل أولا بأول، والهدف من وراء هذه الخطوة هو دعم ثقة الطفل بنفسه، وهو تفعيل لفنية العلاج باللعب، أي إن اللعب هنا هو نشاط علاجي للطفل مخطط مسبقا، ومحدد الهدف من السلوك، ويتم في هذا النشاط إعطاء أدوار للطفل يقوم بها تساعده في زيادة ثقته بنفسه، ويمكن أن تشارك الأم أو الأب الطفل في اللعب، وتدريجيا تترك الفرصة للطفل لتوزيع الأدوار على الأفراد المشاركين معه في اللعب.

ثالثا : القيام برحلات جماعية، وزيارات للأقارب بشكل دوري، فمشكلة الخجل عند الطفل تنتج في الأساس من وجود قصور الطفل، ولا ينبغي في هذه الرحلات أن يترك الطفل وحيدا، بل ينبغي على الأب والأم اصطحابه إلى الألعاب التي يحبها، والوقوف بجانبه حتى يأخذ الثقة، فكثيرا من الآباء والأمهات يصطحبون أبنائهم في رحلات، ولكنهم ينشغلون عن أطفالهم بالحديث مع الأقارب والمشاركين لهم في الرحلة، وينسون الطفل تماما.

رابعا : الابتعاد التام عن تذكير الطفل بمشكلته، بل ينبغي دائما وصفه بأنه شجاع وجريء، وكذلك أمام الآخرين ، فكثيرا ما يخطأ الوالدان حينما يطلب أحد الزائرين للأسرة الطفل للعب، فيذكر الوالدان بأنه خجول، فذلك يدعم وجه نظر الطفل الخاطئة عن نفسه.

خامسا : يجب إعداد قائمة من المعززات التي يحبها الطفل ويفضلها، ويتم تدعيمه أولا بأول بهذه القائمة.

سادسا : عمل جدول زيارات ورحلات خاص بالطفل يتم تنفيذه في أوقات محددة.

سابعا : يتم مرة أخري تطبيق استمارة ملاحظة سلوك الطفل ، وتحديد المواقف التي يحدث فيها السلوك، وذلك لتعرف مدى التحسن الذي طرأ على شخصية الطفل.

 




تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -