كيف أكتسب عادة القراءة ؟
إن النجاح الكبير في معظم مجالات الحياة يعتمد بشكل أساسي على كمية المعارف التي يتعلمها الشخص عبر القراءة، فهي المعلم الأول ،ومن خلالها يبني الشخص قناعاته وأفكاره وينعكس ذلك على مشاعره وسلوكه ونظرته للحياة. يقول جلبرت وايت: " ليس هنالك كتب أو أكوام من الأوراق الميتة على الأرفف، بل هي عقول حية يخرج منها كل صوت، عندما تتناول أحد هذه الكتب وتفتحه يمكنك استدعاء مجموعة من أصوات البشر البعيدة في الزمان والفضاء السحيق، تسمع الإنسان يتحدث إليك عقلاً لعقل وقلباً لقلب ".
فوائد القراءة
القراءة ببساطة هي عادة سلوكية يمكن اكتسابها من خلال الممارسة لفترة معينة، لتصبح بعدها فعلاً يومياً وعادة راسخة. هنالك من يحدد مدة زمنية يومية، وآخر يحدد عدداً معيناً من الصفحات. من أفضل ما يحفز الشخص على القراءة أن يبحث عن كتاب يقدم له حلولاً لما يعانيه من مشكلات وأزمات وتحديات يمر بها في حياته، فالقراءة لهدف محدد تحفز الشخص على ممارستها والاستمتاع بها والاستفادة منها. يقول عزرا باوند: " يجب أن نقرأ لنزيد من قوتنا، الإنسان الذي يق أر هو إنسان مفعم بالحياة، والكتاب ما هو إلا نور يقبع بين يدي القراء."نجد في سلم الاحتياجات الأساسية الذي وضعه العالم أبراهام ماسلو أن القراءة حين ترتبط بتلك الحاجات ستتحول من كونها مجرد هواية إلى سلوك أساسي وحاجة نفسية ومعنوية هامة للإنسان .
وللقراءة دور فعال في تنشيط الدماغ وتقليل نسبة الإصابة بالخرف، وقد أشار إلى ذلك باحثون من المركز الطبي في Rush University بالولايات المتحدة الأمريكية في دراسة علمية نشرت عام 2013م، ويؤكد الباحث Ken Hugh أستاذ علم النفس ورئيس مركز أبحاث مختبرات Haskins في الولايات المتحدة الأمريكية أن لقراءة الكتب تأثير إيجابي عميق وقوي على وظائف الدماغ، وذلك بناء على العديد من الدراسات العلمية التي قام بإجراء لها مع فريقه البحثي ،كما أنها تساهم أيضاً في رفع كفاءة الدماغ، حيث أشار إلى ذلك باحثون في دراسة علمية نشرت في عام 2013م.
إن قراءة الكتب وسيلة هامة لتخفيف التوتر والضغط النفسي، فهي أداة لتخفيف التشتت وزيادة التركيز في اللحظة الحاضرة، إضافة لكونها مصدر للمتعة، ولذا يتخذها الكثير هواية أساسية لهم، فهي تنقل الشخص من التفكير فيما يحزنه ويقلقه إلى السفر الذهني بعيداً نحو محتوى الكتاب موضوعه، وهي وسيلة للاسترخاء والشعور بالهدوء.
يحرص كثر على محاولة فهم الآخرين من أجل معرفة أفضل الطرق للتعامل معهم، ولتنمية هذه المهارة ينصح باحثون من مركز The New School for Social Research في نيويورك بممارسة القراءة الأدبية، حيث وجدوا لها أثراً في تعزيز تلك المهارة، وقد تم نشر الدراسة في مجلة Science الشهيرة.
يؤكد الكثير من المؤلفين أنها أهم خطوة للكتابة الجيدة والتأليف المحترف ،ويشير بعضهم إلى أن تأليف كتاب واحد قد يتطلب قراءة وفهم عشرات الكتب .
القراءة مفتاح العلم، ومن يقرأ سوف يتمكن من الاطلاع على معلومات أكثر وبفهم أعمق، وهذا قد يفتح له المجال للحصول على وظيفة ذات أجر عال والعديد من الفرص في الحياة.
ثقة الإنسان بنفسه مرتبطة بشكل مباشر بمدى معرفته وإتقانه لموضوع محدد ،ولهذا فالقراءة هي مصدر أساسي للتعلم والإبداع المعرفي والعلمي. كما أنها تعطيه قدرة أكبر على التواصل مع الآخرين، لكونها تكسب صاحبها غزارة لغوية وإدراكاً أعمق للأمور.
كيف نكتسب عادة القراءة ؟
1. ابحث عن موضوع يناسبك
اق أر في المجال والموضوع الذي يوجد حلاً لأي مشكلة تعاني منها، اق أر الكتاب الذي يجعلك أكثر سعادة، في المواضيع التي تسعى لامتلاك معرفة أعمق فيها، في الكتب التي تجعلك مرجعاً في مجالك واختصاصك.2. انقل معرفتك
اقرأ في الكتب التي تكسبك محتوى يهمك ويحتاجه الآخرون منك، ثم حول ذلك المحتوى لمنتج على شكل كتاب أو ورشة عمل في مجالك، ليعود ذلك عليك بعوائد معنوية ومادية، فحب الشخص للقراءة سوف يتضاعف حين ينقل ما تعلمه إلى الآخرين عبر الحوارات والنقاشات والمحاضرات والدورات، وكذلك عبر كتابة المقالات والكتب، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.3. حوّل القراءة إلى عادة
أفضل طريقة لاكتسابها هو أن تكون ضمن الجدول اليومي للشخص، أن تحتل مكاناً ثابتاً في اليوم، أن يتم تحويلها من مجرد فعل إلى أسلوب حياة.4. اقرأ كتبا متنوعة في نفس الفترة
قد يتغير مزاج الشخص من وقت لآخر وبالتالي ينعكس ذلك على نوعية الكتاب الذي يقرأ، لذا ينصح دوماً بأن يكون لدى الشخص أكثر من كتاب يقرأه في نفس الفترة، وأن يبني له مسارات للقراءة، لكل مسار كتاب محدد.5. لا يشترط أن تقرأ الكتاب كاملا
يعتقد البعض أنه من الضروري أن ينهي قراءة الكتاب من الغلاف الى الغلاف، وهذا خطأ، بل قد يتسبب في ترك البعض لعادة القراءة، فمن الطبيعي أحياناً أن نهتم بشراء كتاب معين ثم قد نكتشف لاحقاً أنه ليس كما توقعنا، أو أننا قد نحتاج منه معلومات ومواضيع محددة، ولذا فليس من المطلوب أن نقرأه كاملاً!6. لخص
تعتبر فكرة تلخيص الكتب ووضع علامات على الأفكار والمعلومات الهامة أكثر ما يجعل محتوى الكتاب يرسخ في الذهن، فكثير من الأشخاص قرؤوا كتباً كثيرة لكن قد لا تجد لها ذلك الأثر بسبب عدم اهتمامهم بتلخيص ما يقرؤون.انتهى