مفهوم المشكلة السلوكية

مفهوم المشكلة السلوكية






قبل البدء بتعريف المشكلة السلوكية لابد من الإشارة إلى أنه لا يوجد خط فاصل بين السلوك السوي والسلوك اللاسوي، وكذلك لا يوجد تعريف جامع مانع؛ وذلك بسبب اختلاف المعايير التي قد يستند إليها.

هذا ويواجه الباحثون في كثير من الأحيان مشكلات وصعوبات جمة عند تعريف أحد المفاهيم في دراساتهم على اختلافها، غير أن مكمن هذه المشكلات والصعوبات التي تعترض الباحثون ليست الصعوبة في حد ذاتها، فأحيانا تنجم الصعوبة عن قلة التعريفات المتاحة نظرا لجدة وحداثة الموضوع..

وفي أحيان أخري يكون تعدد التعريفات وكثرتها ووجود العديد من التناقضات والاختلافات في هذه التعريفات وبدرجة يصعب معها اختيار أحد هذه التعريفات وتبينها حسب المدارس. 

على أن المشاكل السلوكية ليست نوعا واحدا أو درجة واحدة، وإنما هي أنواع متعددة ودرجات متباينة، ومن هنا تأتي صعوبة إيجاد تعريف يتفق عليه المهتمون، حيث إن كل مختص يعرفه برؤيته الخاصة. 

يمكن تعريف المشكلات السلوكية بأنها أنماط سلوكية ظاهرة تعكس خرقا للأعراف الاجتماعية المقبولة يوجهها الفرد نحو الآخرين أو نحو ذاته بغرض الإيذاء، وهي سلوكيات يستطيع الآخرون ملاحظتها بسهولة، وتتميز بالتكرار والحدة ولكنها لا تصل إلى درجة الاضطراب الشديد الذي يتطلب التدخل العلاجي، وتؤثر هذه السلوكيات على كفاءة الفرد النفسية وتحد من تفاعله مع الآخرين.

حيث تعبر المشكلات السلوكية عن حالة انفعالية مؤلمة تنشأ عن الإحباط المتواصل لدافع أو أكثر من الدوافع القوية لدى الفرد، وهي المواقف والمسائل الحرجة المحيرة التي تواجه الفرد، فتتطلب منه حلا وتقلل من حيويته وفاعليته وإنتاجه ومن درجة تكيفه مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه

كما تعرف أيضا بأنها كل ما يعيق الفرد عن تقبل وتفهم ذاته، وقد تخل بتوازنه واتساقه وتقييمه لذاته.

كما يراد بها عجز الشخص على التعامل مع مواقف معينة دون مساعدة خارجية نتيجة افتقاد العلاقات السوية بينهم وبين البيئة الأصلية، ووجودهم في بيئة غير صالحة تساعدهم على الاستمرار في ارتكاب السلوك غير السوي، مما يستلزم التدخل المهني لمساعدتهم على مواجهة هذه المشكلات. 

ويقصد أيضا بالمشكلات السلوكية كل سلوك يقوم به الشخص ويشكل خطرا على صحته وسلامته أو سلامة الآخرين، كما تتميز هذه السلوكيات بالتأثير السلبي على نوعية حياة الفرد وحياة الآخرين.

هذا وقد استخدمت تسميات وتعريفات تتعلق بالمشكلات السلوكية منها:
  • سوء التكيف الاجتماعي Social Maladjustment. 
  • الاضطرابات الانفعالية Emotionally Disturbances .
  • الاضطرابات السلوكية Behavior Disorder.
  • الإعاقة الانفعالية Emotionally Handicap. 
  • الانحراف (الجنوح) Delinquent .

والمدقق في التسميات السابقة المتعلقة بالمشكلات السلوكية على اختلافها يجد أنها مشتقة من السلوك اللاسوي، فالاضطراب الانفعالي هو مصطلح عام يستخدم للدلالة على حالات كثيرة محددة بدقة، مثل الأمراض العقلية، والذهان، والعصاب، والمخاوف المرضية، والاجترارية.. وغيرها. 

وأن كل واحدة من هذه الاضطرابات لها خصائصها التي تفصلها وتميزها عن غيرها، وبوجه عام فان الأطفال الذين يظهرون أنماطا من الاضطرابات الانفعالية غالبا ما يكونون عدوانيين، أو انسحابيين، أو كليهما معا، ولا تتمثل مشكلتهم الأساسية في الخروج عن القواعد والعرف والثقافة الاجتماعية فقط، بل إنهم أيضا عادة ما يكونون أفرادا غير سعداء. 

أما سوء التكيف الاجتماعي فيشتمل على السلوك الذي يخرج عن القواعد الاجتماعية، فالسلوك قد يكون مقبولا في إطار ثقافة الطفل المحلية ولكنه قد لا يكون مقبولا في مجتمع آخر.

يؤكد كثير من علماء النفس على خطورة المشكلات السلوكية على الأطفال، بخاصة إذا لم يتم تشخيصها بدقة ومن ثم علاجها علاجا دقيقا..


Mohammed
Mohammed