كتاب التربية العملية

ردود الفعل الشائعة لدى المصابين بالصدمة النفسية

إن الأحداث الصدمية تترك اثاراً على نفسية المصابين تتراوح بين ردود فعل مؤقتة، لا تتجاوز بضع أسابيع أو أشهر، إلى اضطرابات ومشاكل وإنفعالات نفسية أشد وتمتد لفترة أطول من ذلك وقد تستمر مدى الحياه. وللدعم النفسي والعاطفي أثره الفاعل في تمكين المصاب من العودة إلى الوضع الطبيعي وجعله يواجه الحالة الجديدة و المفروضة عليه من جراء الإصابة. 

ولابد من تعريف القائمين على الرعاية النفسية على ردود الفعل الشائعة لدى المصابين الناجين من الحوادث وأعراضها والتي توجب من القائمين على تقديم الرعاية إستيعابها وتفهمها لوضع إستراتيجيات الدعم والرعاية والمواجهة السليمة.

ولكل فئة عمرية ردود فعل مميزة قد تكون في بعض جوانبها مماثلة لتلك التي تحدث للفئات العمرية الأخرى .

ونقدم فيما يلي وصفاً موجزا لردود فعل الفئات العمرية المختلفة 

ردود الفعل الشائعة في الأطفال

إن الأطفال معرضين إلى الصدمات ومن الأخطاء الشائعة لدى المعنيين بالصحة التصور بأن الاطفال لا يفهمون الصدمة ولا يبالون لآثارها. والحقيقة هي أن الأطفال يدركون ذلك ولكن بطريقتهم الخاصة وأنهم يتفاعلون جراءها ولكن أيضا بطريقتهم الخاصة ومن أمثلة ردود الفعل لديهم :

• - الشعور بالخوف وبالأخص عند حلول الظلام أو عند الإبتعاد من الأبوين
• - التعلق بالأبوين والخوف من أن يبتعدوا عنهم
• - التحول إلى سلوكيات طفوليه يتميز بها أطفال دون سنهم كمص الإبهام وسلس البول والنطق بطريقة طفولية.
• - القلق الشديد على صحة الأبوين و الخوف من فقدان أفراد الأسرة المقربين
• - النشاط المفرط والحركة الفائضة في الصف مع عدم الإلتزام بالنظام في المدرسة والسلوك الذي يجلب إنتباه الآخرين
• - الشكوى من أعراض جسدية كالصداع وآلام البطن دون أن يكون لها سبب مرضي
• - عدم التركيز خلال الدرس وإنخفاض في معدلات الأداء المدرسي
• - فقدان الشهية وعدم القدرة على النوم
• - الشعور بالحزن و الإنسحاب من المجتمع و الميل للصمت
• - اللعب الصدمي (لعب متكرر وهدام يثير مشاعر الخوف لدى الطفل ومتعلق بالصدمة)

ردود الفعل لدى المراهقين

يتميز المراهقون بظاهرة عدم المبالاة بما حصل من إصابة ويتجسد ذلك في عدم سيطرتهم على سلوكهم مما يعرضهم إلى ضغوط أكثر وإلى ضغط الثله ويجعلهم عرضة للسلوك المنحرف والاستخدام غير المشروع للمواد الضارة والمخدرات والتدخين والكحول وغير ذلك من السلوكيات

ومن ردود الفعل الشائعة لدى المراهقين 

- هبوط المستوى الدراسي و عدم التركيز 

- التمرد وعدم الطاعة وعدم إحترام النظام والسلوك المنحرف 

- الملل و الضجر وفقدان الطاقة 

- فقدان الأمل والشعور بالنقص 

- الإكتئاب و الحزن 

- فقدان الإهتمامات الإجتماعية والترفيهية 

- شكاوی جسدية وآلام غير مبررة 

- التعمق في التفكير بالحوادث الصدمية 

- الشعور بالإضطراب وعدم الإستقرار عندما يحصل ما يذكرهم بالصدمة

ردود الفعل الشائعة لدى الكبار

- الشعور بالتوتر والقلق والخوف وعدم الإستقرار والتشوش والإهتياج والرغبة بالبكاء والإنسحاب وأحيانا نوبات من الذعر 

- الحزن والشعور بالذنب لأنهم لم يموتوا كالاخرين ولعدم إستطاعتهم من إسعاف من مات في الحادث 

- زيادة في الإنتباه والتأهب وسرعة الإنفعال والغضب وعدم القدرة على النوم 

- تكرار ذكريات الحدث وصورة وما رافقه من مشاهد بشعة 

- تجنب التقرب إلى موقع الحدث بل حتى التفكير بالمواضيع التي تذكره بالحدث المؤلم

إن هذه الأمثلة يمكن إعتبارها ردود فعل طبيعية لحالة غير طبيعية وليس بالضرورة أنها بحاجة إلى تدخلات علاجية من قبل المختصين بالصحة النفسية. ومن ذلك فإن معظم إستجاباتهم تعتبر صحية وناضجة وتسمح للتكيف مع الحالة وتدعى السلوكيات بالتكيفية أي الإيجابية.

السلوكيات التكيفية

• - المشاركة الإجتماعية بما يسهم في التعافي من الاثار 
• - القدرة على التصرف السليم بسرعة 
• - التخطيط والتنفيذ والحسم للمعضلات الناشئة عن الحادث وبصورة سليمة 
• - الإستخدام السليم للمصادر المتاحة في مواجهة آثارالصدمة 
• - التعبير المناسب عن العواطف المؤلمة 
• - التعايش مع الأوضاع الجديدة دونما اللجوء إلى أفعال إندفاعية 
• - إستخدام الإرادة و سبل التخفيف عن التوتر في التعامل مع مصادر القلق 
• - النشاط الدؤوب کوسيلة تكيفية في المواجهة

السلوكيات اللاتكيفية

أما الممارسات السلوكية اللاتكيفية فتشمل : 

• - الإفراط في إنكار وعدم الإعتراف بماحصل وتجنب ما له علاقة بالحدث 
• - السلوك الإندفاعي غير السليم 
• - الإتكالية المفرطة على الاخرين 
• - سلوك العنف و التفكير بالإنتقام بدلا عن التخطيط لكيفية التوقي من صدمات أخرى 
• - الإنسحاب و العزلة من المجتمع 
• - إستخدام الكحول والمواد الضارة 
• - إستخدام المخدرات والمهدئات

انتهى

تعديل المقال