مربع البحث

كيف تزيد ثقتك بنفسك؟

كيف تزيد ثقتك بنفسك؟






الثقة بالنفس هي الاعتقاد والشعور بالقدرة على الفعل، وهي من أهم العوامل التي يبنى عليها تحقيق الإنجا ازت، إنها الأداة الأكثر فاعلية لاغتنام فرص الحياة والتعامل مع الضغوط ومواجهة التحديات، وهي القدرة على القيام بفعل مناسب ومؤثر، على الرغم مما قد يمثله هذا الفعل من تحدٍ في وقت القيام به، حيث ترتبط بالفعل بشكل وثيق، فهي تدفع الشخص للقيام بأفعال قد لا تكون مريحة بل حتى مؤلمة، في سبيل أن ينتج عن ذلك تحقيق نتائج مذهلة .

تجلب الثقة المزيد من السعادة، فعندما تكون واثقاً في قد ارتك سيزيد حماسك وتتضاعف مشاعرك الإيجابية ويتحسن أدائك، هي مهارة وسمة يمكن للشخص تعلمها وتطبيقها مهما كان مستواه العلمي أو المعيشي. كما أنها ليست شيئاً ثابتاً، فطبعها التغير والتقلب بسبب ظروف الحياة وتقلباتها، ولذا ينبغي على أصحاب الأهداف العظيمة تحويل ممارساتها إلى عادات يومية لكون 50٪ من سلوكياتنا اليومية عبارة عن عادات كما أوضح ذلك الكاتب تشارلز دويج.

خطوات ومصادر الثقة بالنفس

1. التعامل مع المشاعر

قد يشعر الأشخاص الواثقون بنفس المشاعر المؤلمة من قلق وكآبة وحزن وخوف كما يشعر بها بقية الناس، ولكن الذي يميزهم هو مهارتهم ومعرفتهم بالطرق المتنوعة للتخفيف منها، يقول مارك توين: " الشجاعة هي مقاومة الخوف والسيطرة عليه وليست انعدام الخوف ". فالشعور بالخوف ليس هو المشكلة وإنما تكمن المشكلة في تفسير ما يحدث لنا، ففي معظم الأحيانتكون تلك المشاعر غير حقيقية وغير واقعية، بل هي من صناعة عقولنا ونتيجة طريقة تقييمنا لما يحدث، وقد يكون ذلك أيضاً نتيجة خب ارتنا وتجاربنا الغير جيدة، وبالتالي يصبح وجود تلك المشاعر تلقائياً فتتسبب في شل قدرتنا النفسية وتهدر قوانا وتضعف ثقتنا .

هنالك ما يمكن تسميته بدورة الثقة، حيث تتأثر الأفكار والمشاعر والأفعال فيما بينها ويؤثر كل منها على الآخر، لذا فمصدر تحسين مشاعر الثقة هو من خلال التفكير والفعل، ومن خلال معرفة ممارساتها وتطبيقها يمكن للشخص دوماً تحسين ثقته والارتقاء بها.

2. المعتقدات والقناعات

فالثقة في أصلها حالة ذهنية، وهي ترتبط ارتباطاً وثيقا بقناعات الإنسان وطريقة تفكيره، إنها جهاز الفلتر الذي نستخدمه للنظر إلى الأمور والأحداث، فحين يقنع الإنسان نفسه بأنه لا يستطيع أبداً فعل شيء معين فإنه قد لا يفعله أبداً، بل قد لا يحاول فعله أصلاً، حتى لو كان ذلك ممكناً ومهماً لحياته.

3. التوقع الإيجابي

يظن غالب الناس أن الشعور بالخوف والقلق والتوقع السلبي سوف يحميهم ،ويعتقدون أنهم بتوقعهم للأسوأ وعيشهم في تفاصيله سيتجنبون المشاكل، لكن للأسف فتلك القناعة تجعل الإنسان يعيش في دوامة من التشاؤم والنظرة السوداوية للحياة، وبالتالي تقل مستويات الثقة لديه. نعم شيء من القلق الإيجابي المحفز على العمل مهم ،وتوقع المخاطر مهم أيضاً واتخاذ التدابير خطوة فعّالة ولكن المهم هو عدم الانغماس في ذلك وعدم تعميمه على كل أمور الحياة .


يقول تيري بولسون: إن تقبل التفاؤل يعني تقبل الاعتماد على نفسك ،وتولي مسؤوليتك الشخصية، والعمل على تغيير أنماط تفكيرك وأفعالك .التفاؤل لا يعني إنكار الواقع أو تجاهله، بل يعني ببساطة التكيف مع الواقع من أجل النجاح في مواجهة تحديات الحياة

4. الامتنان

قد يحقق الشخص نجاحات عديدة، ويصل لمكانة معينة كان يحلم بها ،ويجني ثمرة تعبه في مجالات مختلفة في حياته، ولكنه قد لا يستشعر ذلك ولا يحتفل بنجاحه، ويظل يعيش تشتتاً ذهنياً ورغبة في تحقيق أهداف أخرى. صحيح أن الطموح سمة رائعة ولكن ينبغي أن يرافق ذلك تعميق الشعور والإحساس بما تم إنجازه، البعض يؤجل سعادته دوماً بانتظار وقت وهمي مثالي لن يتحقق سوى في خياله!

بعد العديد من الأبحاث التي أجراها البروفيسور مارتن سليجمان وفريقه في جامعة ببنسلفانيا توصل إلى أن عدم احتفال واستمتاع الشخص وامتنانه بالإنجازات والنجاحات التي حققها سوف تقلل من ثقته بنفسه .





5. تقبل المشاعر الغير مرغوب بها

وتلك أول خطوة للتعامل معها، لأن من طبيعة النفس البشرية التأثر والانفعال، لذا فاعتبار أنها شكل طبيعي من أشكال المشاعر الإنسانية سيسهم في تخفيفها، لأن مقاومتها قد يزيدها ويجعلها عالقة لمدة أطول في ذواتنا، وهذا التقبل لا يعني الاستسلام بل يعني تخفيف الانشغال بها من أجل التفكير بشكل أكثر هدوءاً في إيجاد حلول للمشكلات المسببة لها.

6. استشعار نقاط القوة

يقول الكاتب المسرحي يوربيدس: " لا يتمتع الناس بالمهارة نفسها في إنجاز كل الأمور، فلكل شخص ما يميزه ". هذا يرمز إلى أن لدى كل شخص مناطق قوة ومناطق ضعف تميزه عن غيره ،وبمجرد التعرف على نقاط القوة واستخدامها في أسلوب الحياة وتحقيق الأهداف سوف ينعكس ذلك بشكل مباشر على ثقة الإنسان بنفسه، فالثقة بالنفس هي أن يثق الشخص في قد ارته، وحين لا يبذل جهداً في محاولة اكتشاف نفسه وتبيان نقاط قوته فسوف ينظر لذاته كشخص ضعيف الإمكانات والقدرات، وسوف يكّون صورة سلبية عن ذاته، وبالتالي يعيش مشاعر الحزن والضيق والخوف.

7. تذكر الإنجازات الشخصية

لكلٍ منا نجاحاته المختلفة وبمستويات مختلفة أيضاً، ولكن الغالبية منّا ينسون تلك اللحظات الهامة في حياتهم، ويمضون أوقاتهم في تفاصيل اليوم المستمرة. إن تذكير الشخص نفسه بإنجازته أداة قوية جداً في رفع مستوى الثقة، وقد وجد الباحث فريد بريانت من جامعة شيكاغو أن بذل عشر دقائق يومياً لتذكر الإنجازات والذكريات الجميلة قد يكون كافياً لتحسين الحالة المزاجية. إن تذكرها واستشعارها يعزز لدى الشخص فكرة أن بإمكانه أيضاً صنع نجاحات جديدة، إنها تمثل محفزا ذاتياً هاماً يحث على البذل والجهد ويقوي الإرادة ويعزز الثقة.




8. الأهداف والقيم

تعتمد الثقة على مصفوفة القيم الشخصية، تلك القيم التي تمثل المعايير والمبادئ والأمور ذات الأهمية بالنسبة للشخص، فالشخص الواثق يبذل جهده في محاولة توضيح قيمه، ويعطي لهذا الأمر أهمية قصوى، لعلمه بأنها الوقود الذي يشعل الثقة ويجعلها حية متجددة، وكذلك توضيح الأهداف يضاعف من ثقة الإنسان في نفسه، ويمنحه قيمة أعلى وأهمية أكبر، ففي دارسة نشرها باحثون حول عدد من الرياضيين بينت أن وضع وتوضيح الأهداف يزيد من الثقة والدافع للإنجاز .

9. التخطيط

يقول هنري فورد: " إذا تقدم المرء بثقة صوب أحلامه وسعى إلى أن يعيش الحياة التي رسمها في مخيلته، سوف يلاقي نجاحاً غير متوقع ". أولئك الذين يمتلكون رؤية للحياة ويخططون لتحقيق الإنجاازت المتوازنة يمتلكون مستوى عال من الثقة ،فهم لا يضيعون وقتاً في محاولة جعل الخطة كاملة تماماً - لأن ذلك غير ممكن - لكنهم يركزون على ما يمكن وضعه ضمن خطة يمكن تنفيذها، وبالتالي فإن وجود رؤية عظيمة وأهداف جيدة سيكون معزاًز قوياً لثقة الشخص بنفسه، ودعماً له في مواجهة الصعوبات والتحديات.



10.وضعية الجسد والعناية بالمظهر

تعتمد الثقة بشكل كبير على وضعية الجسد، فهي لغة تواصل مع النفس ومع الآخرين من خلال طريقة المشي واستقامة الظهر وإرجاع الكتفين والابتسامة بشكل معقول وغيرها. كما أنها تؤثر إيجاباً على أداء الشخص وإنجازه كما بيّن ذلك باحثون من جامعة سان ف ارنسيسكو. كما أن العناية بالمظهر تزيد الثقة، عبر العناية المتوازنة بالمظهر الخارجي، وارتداء الملابس النظيفة والاهتمام بالجسد.

11. الرياضة

تزيد الثقة عند ممارسة الرياضة، حيث يزيد إف ارز مواد في الجسم مثل الأندورفين الذي يجلب نوعاً من المتعة والحالة الذهنية النشطة، وهذا يؤثر إيجابياً على الأداء والسلوك ويضاعف كمية الإنجاز فتزيد الثقة، كما أنها تؤثر إيجابياً على الصورة الذاتية للشخص.

12. التركيز على الوقت الحاضر

وذلك عبر ممارسة ما يعرف باليقظة الذهنية Mindfulness حيث يوصي المتخصصون بتخصيص نصف ساعة يومياً للتدريب على ذلك. فيركز الشخص فقط على لحظته الحالية وما يدور فيها دون الذهاب بالفكر إلى الماضي أو المستقبل، من خلال إيقاظ الحواس وتنشيطها ،ومحاولة إسكات التفكير أو ما يسميه البعض الثرثرة الداخلية الذهنية!

13. القراءة

اقرأ قصص الناجحين، تأمل جيداً م ارحل حياتهم في اللحظات التي نهضوا فيها بعدما تعثروا، في ردة فعلهم على من استه أز بهم، في طريقة تعاملهم مع الفشل، مع الرفض، حين تعتاد ذلك ستجد أن لديك قدرة هائلة على القفز فوق حواجز التحديات، ستكون قوياً في مواجهة من يقف في طريقك، ستمتلك بعد نظر ورؤية أكبر للحياة وفهماً أعمق لقوانينها وسننها.

14. الحديث الإيجابي للنفس

هذا يؤثر بشكل مباشر على مستوى الثقة، فكلما كان الحديث إيجابياً عقلانياً كلما ازدت الثقة، ففي د ارسات عديدة وجد أن هنالك علاقة وثيقة بين التحدث للذات ومستوى الثقة بالنفس، فكما أن الكلام والنقد السلبي الذي قد يصدره الآخرون يؤثر على ثقة الشخص، فمن الطبيعي أن يكون الحديث الذاتي السلبي ذا تأثير أكبر!

15. الإنجاز وتخفيف التسويف

تقل ثقة الشخص بنفسه كلما ازدت نسبة التسويف في حياته، فالثقة يصنعها الفعل والإنجاز، وت اركم المهام غير المنجزة قد ينتج عنه فقدان لفرص هامة ،وكذلك زيادة عدد الأزمات الاجتماعية والعملية والد ارسية والمالية وغيرها.

16. تقدير الذات

هو بوابة الدخول لعالم الثقة بالنفس، وقد أشارت د ارسة قام بها باحثون من هولندا إلى أهميته في توفير صحة وحياة اجتماعية أفضل، وأشاروا إلى دوره في الوقاية من الاضطرابات النفسية.

17.تقبل الفشل والاخفاق

فهما مجرد تجربة حياة، وحلقة من سلسلة سير الإنسان نحو أحلامه، لا بأس من حزن مؤقت، ولكن حاول أن تعاود النهوض بتدرج، تأمل في التجربة، وقيّم خطتك، واعلم أن أغلب النجاحات هي تراكم لتجارب قد يكون بعضها مؤلماً!


انتهى
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -