كتاب أطفالنا كيف نجعلهم مبتكرين

أطفالنا كيف نجعلهم مبتكرين


تأليف : محمد محمود فايد
نشر : الحرية للطبع والنشر
2008




مقدمة الكتاب

يتلقى الطفل في الأسرة من الخبرات ما يعده للاستجابة بطريقة إيجابية أو سلبية للخبرات القادمة في حياته حيث يتدرب على تنظيم بعض وظائفه الحيوية ويصحب هذا جوا وجدانية خاصة يغلب علية الحب والتقبل أو التقيد بفقدان الحب أو فقدانة فعلا وفي ظل هذا المناخ ينشأ على الثقة بنفسه وبالآخرين وعلى شعوره بأنه معد لإنجاز الخبرات الجديدة أو ينشأ على عكس ذلك. والمناخ الأسرى الديمقراطي يوفر الفرص المناسبة للطفل للشعور بالثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات وإنجاز الأعمال والإنفتاح على الخبرات الجديدة والمغامرة والتجارب التي تساعد على اكتساب القدرات والمهارات الجديدة وتصبح بمثابة النوافذ التي تنمي وتطلق العنان لقدرات الطفل.

وتحتل المدرسة مرتبة ثانية بعد الأسرة في حياة الطفل ويلعب المعلمون دورا رئيسيا في تشكيل جوانب شخصية الطفل وتعتبر العملية التعليمية قليلة الجدوى وفاشلة ما لم تجد المعلم الذكي المبتكر، وبنظرة تحليلية نجد أن نظامنا التربوي والأجتماعي لايشجع بل يخمد القدرة على التفكير الإبتكاري عند الطفل، فالأبوان لايوجهون تقييمهم إلى المؤشرات التي تعطي مكافأة أكبر للسلوك الإبتكاري، فالتقويم يشجع الذاكرة والحفظ ونادرا ما يركز على المواقف التي تكون إجابتها جديدة غير متوقعة.

ويحتاج الطفل إلى مناخ نفسي ملائم غير متوتر على أرضيته يلعب ويضحك ويفكر ويتعلم ويتفاعل وينتج، فما هي التوجيهات التي لابد أن يعرفها الأباء والمعلمون والمؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية بحيث تجعلهم يسهمون بدورهم في تحقيق هذا المناخ الملائم؛ إن الإهتمام بالطفل و بقدراته ومهاراته وتوجيهها الوجهة السليمة أصبح من الأمور الضرورية لأن هذه القدرات والمهارات والمواهب هي الأمل - بإذن الله في مستقبل أفضل. 

ويمثل الإهتمام بالطفل وبقدراته محاولات نتوقع من خلالها تربية وتنشئة ملؤها القيم والخلق الرفيع وتوظيفا للطاقات بصورة نافعة خيرة. وسوف يكون حديثنا عن الطفل الموهوب المبتكر وتربيتة التربيه الحديثه الذي يتعامل مع طاقة لها حدودها ومراحل لها خصائصها ومناخ أسرى له إسهاماته وغرسه إلى جانب الإرشادات النفسية الواجب مراعاتها مع أطفالنا الثروة..

فالذي يحدث عادة مع أي طفل أن ترسم وتخطط له الأساليب التربوية المتسلطة أو ذات الحماية الزائدة مما يسهم في قتل تلقائية وطاقة وإستعداد الطفل لأن الطفل في شتى الحضارات وعلى مر العصور ترتكب ضده جرائم وأد الطاقات والتقليل من الأفكار إن الطفل على مر العصور يتطلع إلى من يفهمه ويواكب طاقته وإستعداداته فإذا كانت المدنية المعاصرة قد علمتنا السرعة في التعامل مع معطيات العصر والحياة..

فإن جلاد التقدم الذي يلسعنا على ظهورنا بسياط قاسية يطالبنا بإعادة النظر في حكمنا على الطفل وأن نفرج عنه ونخرجه من قفص العناية المشدودة وما يصاحبها من تحكم وتسلط ليعبر بحرية عن طاقاته وإمكاناته وحتى يتمكن من التطور والتنمية ولقد أهتمت الدراسات النفسية بالطفل إهتماما بالغا في محاولة الكشف عن قدراتة تلك القدرات التي ترتهن بإتجاهات الآباء نحو الأبناء وبعملية التطبيع الإجتماعي والمناخ الأسرى وأثر الثقافة بوجه عام وكل ما يتعلق بنمو الطفل من عوامل على المستوى العضوي والنفسي والتربوي ..

إن كل الأطفال مشاريع عباقرة فبذور القدرات الفذة ليست حكرا على فلتات بل هي ناموس يسرى على كل الأطفال، ولكن المجزرة العضوية الشمولية منصوبة على طريق العبقرية وما يشهده عالمنا من عباقرة هم الحالات التي أفلتت مصادفة من كل الكمائن التي نصبت في طريقها بدليل أن إينشتين وتشيكوف ودراوين ومندليف كانوا تلاميذ متوسطين أو حتى متخلفين وفق البرنامج التربوي التعليمي القائم في حينه، وأن العقاد وسلامة موسی مثلا جاءا عن طريق المدرسة أو الجامعة!

إن إمكانيات الطفل هائلة جدا ولكن المشكلة هي كيف تكتشف الطفل الموهوب؟ والأهم من ذلك كيف ترعى وتنمى هذه المواهب والقدرات والمهارات بدلا من وأدها والإجهاز عليها، كيف نشعل نار العبقرية بدلا من أن نخمدها؟

إن تنمية الطفل لا تتم بشكل عشوائي وإنما هي عملية لها قواعدها وأسسها وأصولها لذا يحسن بنا الإستفادة مما توصلت إليه أحدث الدراسات العلمية، فلعل  أسلوبا معينا ينطبق على طفلك ويجذب إنتباهه فيفجر عنده القدرات والمهارات الإبتكارية ...

وتعتبر موضوعات هذا الكتاب إنعكاسا مباشرة لجهود علماء النفس والتربية والمختصين، ولقد حاول كاتب هذة السطور أن يتتبع الأفكار الأساسية لتنمية الطفل قدر استطاعته ليس لمجرد كتابة كتاب ولكنه كان يتعلم في ذات الوقت كيف يتمكن في هذا العصر الصاخب من تنمية أطفاله فكل إنسان في عصرنا هذا لا بد أن يظل يتعلم ما دام يعيش.

إن صناعة الطفل المبتكر ليست مستحيلا .. لأن بإمكان كل طفل ان يكون مبتكرة بل وأحيانا يكون في مقدور الطفل غير الطبيعي (المتخلف أو المعاق) أن يتعلم كيف يبدع.. 

ومن ثم فموضوعات هذا الكتاب نعتقد إنها تهم معظم الآباء والأمهات والمعلمين فضلا عن أخصائي الإرشاد النفسي والتربوي ومؤسسات الرعاية النفسية والعقلية كما حاولنا أن يكون الكتاب للمتخصص وغير المتخصص، وابتعدنا قليلا عن المصطلحات الأكاديمية البحتة حتى تكون لغة الكتاب سهلة ورشيقة ولكنها مضغوطة ومركزة في ذات الوقت ليستفيد منها كل أب وكل أم

رابط الكتاب


حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر
Mohammed
Mohammed