كتاب مناهج البحث العلمي

مهارات التدريس

تأليف : أحمد النجدي - إمام مختارحميدة - صلاح الدين عرفه - صلاح عبد السميع - علي محي الدین راشد - حسن حسن القرش

نشر : مكتبة زهراء الشرق

2003

مقدمة الكتاب

إن التغير السريع هو سمة العصر الذي نعيش فيه ، وهذا التغير لابد أن يتحقق في ميدان تربية المعلم، وقد كان إعداد المعلم في الماضي يقوم على عدد من المقررات يتلقاها الطالب في فلسفة التربية وطرق التدريس وعلم النفس ويصاحب هذا أو يليه التدريب الميداني الذي يمثل جانبا محدودة من برامج إعداد المعلم في الماضي حيث أن الجهد الأساسي والغالب يركز على الجانب النظري متمثلا في عدد من المقررات الدراسية التي تعالج في رحاب الجامعة أو المعاهد العليا 

أما تربية المعلم في العصر الحالي فتختلف اختلافا كبيرا عن هذه الصيغة التقليدية حيث أن البرامج التعليمية الآن لابد أن توجه فيها العمل الميداني ، ومن الضروري أن يكرس الطلاب المعلمون أكبر قدر من وقتهم في تفاعل مع التلاميذ ، ومع ذلك ينبغي أن يفسر ذلك على أنه ليس إغفالا لأهمية الجانب النظري في إعداد المعلم وإنما هو محاولة لتحقيق التكامل بين الجانب النظري والجانب العملي لأن تلقى الطلاب المعلمين دروس فلسفة التربية والمناهج وطرق التدريس وعلم النفس وتكنولوجيا التعليم لا يعني اكتسابهم لمهارات التدريس بل لابد أن يترجموا بأنفسهم هذه الدروس إلى ممارسة عملية تحت إشراف المتخصصين في المناهج وطرق التدريس حتى يمكنهم أن يتمكنوا من مهارات التدريس اللازمة لهم وبالتالى تحويل الدراسة النظرية التي تلقوها في كليات التربية إلى ممارسات عملية في مجال تخصصهم .

وتعتبر حركة إعداد المعلمين القائمة على الاهتمام بمهارات التدريس من أهم ملامح التربية الأمريكية المعاصرة وأكثرها شيوعا في الأوساط التربوية المهتمة بإعداد وتدريب المعلم قبل الخدمة وأثنائها ولقد سادت هذه الحركة معظم برامج إعداد المعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات السابقة بهدف إعداد معلمين ماهرين وتدريبهم وفق أحدث نظريات التعليم والتعلم على مهارات التدريس اللازمة لهم حتى يقوموا بعملهم التدريسي على نحو سليم .

وقد ظهر الاهتمام بمهارات التدریس کرد فعل للأساليب التقليدية التي كانت سائدة في كليات ومعاهد إعداد المعلمين ، والتي كانت تستند على المفهوم التقليدي لإعداد المعلمين ، والذي مؤداه أن أبرز خصائص المعلم الماهر تتوقف على مدى تمكنه من المهارات التدريسية الخاصة بالموقف التعليمي وبالمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها .

والذي يهمنا هنا هو المهارات اللازم توافرها لدى المعلم في مرحلة التعليم الأساسي ، حيث أن كليات التربية تقوم بإعداد المعلم بمرحلة التعليم الأساسي ليكون قادرا على ممارسة عمله بدرجة كبيرة من الكفاءة وفي سبيل ذلك توفر له العديد من المواد ذات الطابع الأكاديمي التخصصي ، والمواد ذات الطابع المهني بالإضافة الى مواد تهدف إلى رفع مستواه في جانب الثقافة العامة .

ويحتاج المعلم إلى مهارات نوعية تساعده في التدريس بدرجة عالية من الكفاءة وتتحدد تلك المهارات تبعا لطبيعة وخصائص المادة ومتطلبات تعليمية على المستوى المدرسي وعلى ذلك فقد يكون من الطبيعي أن نبدا بتحديد المقصود بالمهارات عامة ، ومهارات التدريس بصفة خاصة

رابط الكتاب

حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر

اضغط هنا

تعديل المقال