كتاب مشكلات التواصل اللغوي

مشكلات التواصل اللغوي

تأليف :  فرات العتيبي - ميساء أبو شنب

نشر : مركز الكتاب الأكاديمي

2015



مقدمة الكتاب

في عصرنا هذا عصر الحوار والتعبير عن الرأي والمناقشة، أصبح التواصل هو المطلب الحقيقي لكل إنسان مهتم بلغته الأم، فالإنسان لم يعد وحيدا حيث تداخل وعيه مع وعي الآخرين، لأن الحياة الاجتماعية التي يعيشها هي مشاركة في الأحاسيس والمشاعر والفكر والرغبات والوعي


من هذا المنطلق تجلت أهمية كتابنا ( مشكلات التواصل اللغوي)، حيث برزت حاجتنا الماسة إلى الوظائف التي تؤديها هذه اللغة، وأهمها وظيفة التواصل، بالإضافة إلى وظائف أخرى أساسية في حياة الفرد والمجتمع منها أنها: أداة للتفكير، ووسيلة للتعبير، كما أكد ذلك معظم العلماء اللغويون..


كما أنها تحقق وظيفتين متكاملتين هما: الوظيفة التواصلية، والوظيفة التجريدية. وحدد الموضوع الأهداف التي يجب إكسابها للمتعلم من خلال تدریس اللغة باستخدام مدخل التواصل اللغوي لحصوله على أعلى درجة ممكنة من الكفاية اللغوية لإيصال المعني بفاعلية في المواقف الواقعية واستخدام التغذية الراجعة لتقدير النجاح.


وجاء الكتاب في أربعة فصول، عارضة فيه أهم القضايا والمشكلات التي يواجهها معلم اللغة العربية في أثناء تدريسه وتواصله مع تلامذته، وأشار الكتاب إلى كيفية معالجة هذه المشكلات.


حيث تناول الفصل الأول: أهمية الموضوع والتعريف به فتحدث عن تطور اللغة وأهميتها ودورها في التواصل مع الآخرين. وأشار إلى "تطورها نحو التخصص والاختزال والتبسيط إلى أن أصبحت إلى ما هي عليه الآن، لغة صوتية أو بصرية، محكية أو مقروءة، والإنسان الآن لم يعد يعي ذاته فقط، فهو يستطيع أن يتمثل وعي الآخر، ولم يعد وحيدا، فقد تداخل وعيه الذاتي مع وعي الآخرين. 

لأن الحياة الاجتماعية التي يعيشها ليست مشاركة مادية فحسب، بل هي مشاركة في الأحاسيس والمشاعر والفكر والرغبات والوعي أيضا . ولكي يتواصل إنسان مع آخر بواسطة اللغة يجب أن يستعمل الكلمات أو الدلالات التي تمثل نفس المعاني والأفكار، فلن يستطيع عقل إنسان أن يدرك فكر عقل إنسان آخر إلا إذا استعملت واسطة تواصل ( لغة ) موحدة بين الاثنين..

عندها يمكن نقل ما يدركه أو ما يشعر به أو ما يفكر به أحدهما إلى الآخر، وهذا ما يسمى بالتواصل البشري ( نایف، 2008). كما تحدث عن العلاقة الوثيقة بين اللغة والتواصل، التي مهدت لمفهوم جدید هو: ( التواصل اللغوي )، كما بين أن عملية التواصل اللغوي تتم من خلال التفاعل المتبادل بين المرسل والمستقبل والرسالة اللغوية المكتوبة أو المنطوقة التي تقوم بينهما..

وتسير فيها قناة تواصل تؤدي في النهاية إلى إشباع حاجات التواصل اللغوي، باستخدام قدر من الكفاية اللغوية لدى كل من المتحدث أو المستمع أو الكاتب أو القارئ عن طريق استخدام مهارة لغوية أو أكثر. أما المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه معلم اللغة العربية في أثناء تواصله مع تلاميذه فهي تحول بينه وبينهم في بناء العلاقة الجيدة داخل الصف. 

كما أشير في هذا الفصل إلى أهداف الموضوع ودور مهارات التواصل اللغوي في بناء العلاقات الناجحة بين المعلمين والتلاميذ، وعرض أساليب العلاج لهذه المشكلات، ثم الحلول المناسبة للتغلب على هذه المشكلات.

أما الفصل الثاني فتناول الإطار النظري حيث تطرق في أولا: إلى نشأة اللغة وتطورها فتحدث عن تعريف اللغة وبين كيف نشأت؟ وأصلها وكيف تطورت؟ وتم الإشارة إلى خصائص اللغة الصوتية، ودورها في بناء المجتمع العربي وتطوره وفي بناء الشخصية الإنسانية، وتنمية المعرفة، ووحدة الأمة العربية. 

ثم الإشارة إلى وظائفها الأساسية، وكان أهمها الوظيفة الاتصالية، ولم نغفل نظریات نشأة اللغة ونظریات اكتسابها لأهميتها في بناء جسر التواصل اللغوي بين الأفراد. ثم انتقلنا في ثانية: إلى مفهوم التواصل اللغوي حيث اعتبر التواصل اللغوي المبني على اللغة أحد أهم المفاهيم المرتبطة بالإنسان من دون غيره من الكائنات، فهو الحياة ولا يمكن أن يوجد حي من دون تواصل فهو أساس الوجود الإنساني. 

كما تم الإشارة إلى أهدافه وعناصره ومكوناته، وجاءت أهمية وظائف الاتصال اللغوي التي تتفاعل فيما بينها، التؤكد دورها في عملية التواصل، وتم الحديث عن شرط التواصل اللغوي (التفاعل) الذي يتم وفق مبادئ مطلوب من المعلم أن يتقنها. 

أما أدوات الاتصال التربوي فتعتبر قنوات ضرورية لنقل الأوامر والتعليمات والفكر والاتجاهات والمعلومات والخبرات والمقترحات. وأخيرا تم إغناء الفصل ببعض النماذج من نظريات التواصل. ثم فصلنا في ثالثا: إلى مشكلات واضطرابات التواصل اللغوي وتحدثنا عن مشكلات التواصل اللغوي

ثم تناولنا اضطرابات التواصل اللغوي، وتبين في الكتاب بأن المشكلات كثيرة منها: نقص التأهيل التعليمي عند معلم اللغة العربية، وعدم إلمامه بطرائق التدريس الحديثة وجميعها تعيق مسيرته التعليمية مع تلاميذه.

كما أشير إلى العوامل التي تساعد على تفعيل عملية التواصل اللغوي، والوسائل المساعدة على التواصل اللغوي، ومن ثم تم التحدث عن اضطرابات التواصل اللغوي، وعن أهمية وجود علاقة كبيرة بين هذه الاضطرابات وعملية التواصل، وتم عرض الأنماط المختلفة لهذه الاضطرابات

أما مظاهر اضطرابات اللغة فتجلت في تأخر ظهور اللغة وصعوبة الكتابة والقراءة لدى بعض الأشخاص. كما تم الحديث عن أهم أنواع اضطرابات اللغة، وأسبابها العضوية والاجتماعية والتعليمية والوظيفية والنفسية التي تؤثر في عملية التواصل اللغوي الفعال. 

وأخيرا كيفية علاج هذه الاضطرابات، والإرشادات التي تساعد المعلمين على تحسين التواصل اللغوي لدى تلاميذهم. ثم تناول في رابعا: المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي: حيث أشير إلى أهمية مهارات اللغة العربية الأربع: ( المحادثة والاستماع والقراءة والكتابة )

ودورها الكبير في عملية التواصل اللغوي بين المعلم والتلميذ بصفتها ركائز أساسية يجب أن يتقنها معلم العربية ويوظفها في أثناء تدريسه، للوصول إلى ممارسات لغوية مثلی ترقی بلغة التواصل بينه وبين تلاميذه. وتم شرح هذه المهارات، وكيفية تنميتها، ووسائل التدريب عليها، وتبيان العلاقة بينها ومدى انعكاسها على نجاح العلاقات الاجتماعية بين المعلم وتلاميذه داخل الحجرة الصفية وخارجها.

أما الفصل الثالث فقد تحدث على الدراسات السابقة العربية والأجنبية التي تناولت قضايا الاتصال والمشكلات التي تواجه أقطاب العملية التربوية التعليمية، وأسس الاتصال التي تقرب عملية الاتصال إلى أذهان التلاميذ، ومساعدة المعلمين على كشف هذه المشكلات وسبل علاجها..

كما تناولت خطوات النجاح في التواصل مع الآخرين وعمليات تدريبه، وذلك باستخدام مهارات التواصل المناسبة لبناء علاقات جيدة. وتم الإشارة إلى أهمية فكرة الدعم الإداري والتشغيلي للأشخاص الذين يعانون من مشكلات الاتصال من خلال الحديث عن أهمية التواصل في الحياة | الإنسانية. 

كما تم عرض بعض الأمراض التي تؤدي إلى إضعاف التواصل مع الآخرين من مثل: ( التوحد ومتلازمة اسبرجر...)، وتم التأكيد على معلم العربية أهمية العمل بالخطوات الأساسية للاتصال الفعال، ودوره في طريقة حل المشكلات، ومن ثم التعليق على الدراسات السابقة، وكيفية الإفادة منها، وتبيان مكانة الدراسة الحالية من هذه الدراسات.

أما الفصل الرابع من الكتاب فتناولنا إجراءات الكتاب حيث تحدثنا في أوط عن: الكتاب الذي استخدم فيه المنهج الوصفي التحليلي وذلك من خلال تحديد مجتمع الدراسة وعينته ( معلمو اللغة العربية لمرحلة التعليم الأساسي في مدينة دمشق )، حيث بلغ عددهم (100) وتم توزيعهم بحسب الجنس.. 

كما استخدمت الاستبانة (1) أداة للدراسة، وتضمنت المشكلات التي يواجهها معلمو اللغة العربية في التواصل اللغوي مع تلاميذهم. وتناولت سؤالا مفتوحة لمعلمي اللغة العربية، أما الاستبانة (2) فتناولت المشكلات اللغوية والاجتماعية والنفسية بصيغتها الأولية، ثم تم تعديلها وإعادة صياغتها بعد أخذ ملاحظات المحكمين، وشملت الاستبانة (3) /37/ فقرة.

كما تم استخدام الوسائل الإحصائية الآتية في معالجة الموضوع: - الإحصاءات الوصفية والإحصاءات الاستدلالية، وبعد إجراء المعالجة الإحصائية تم في ثانية: تحلیل النتائج وتفسيرها حيث تبين وجود مشکلات لغوية واجتماعية ونفسية حقيقية تواجه معلمي ومعلمات اللغة العربية، ووضعت التوصيات التي تفيد البحث. 

وفي ثالثا قدمت التوصيات و المقترحات التي تغني هذا الموضوع وأهمها تأكيد أهمية إتقان المهارات اللغوية اللازمة للتعبير والحوار والمناقشة وامتلاكها بشكل جيد، لتوظيفها في حياتنا اليومية. وعرضت التوصيات والمقترحات اللازمة لإغناء الكتاب وتوجهت التوصيات إلى المعلم والمتعلم وواضعي المناهج والقائمين على التقويم وأنشطة التعلم..

أما المقترحات فركزت على أهمية تعاون المدرسة والبيت والمجتمع في تهيئة بيئة لغوية للمتعلمين، وضرورة تفعيل كل السبل والوسائل المساعدة لتمتين الحوار والمناقشة والمحادثة والتواصل مع الآخرين بلغة فصيحة سليمة.

وأخيرا عرضنا أسماء المصادر العربية والالكترونية والأجنبية للكتاب وفق الأحرف الأبجدية ووفق نظام التصنيف العالمي لتوثيق المصادر.

أما الملاحق التي ألحقت بالموضوع فقد تضمنت الاستبانات الثلاثة التي استخدمت في الكتاب، وأسماء المحكمين الذين ساهموا في إعطاء الملاحظات والإضافات التي أغنت الكتاب

رابط الكتاب


حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر


Mohammed
Mohammed

اطلع على مقالات موقع المرجع في جوجل نيوز

يمكنك الحصول على مقالات موقع المرجع من هنا

اضغط هنا