الحكمة وعلاقتها بكل من سمات الشخصية والرضا عن الحياة
لدى عينة من المسنين في محافظة دمشق
دراسة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الإرشاد النفسي، تخصص (إرشاد كبار)
إعداد : ولاء فوزي جروان
إشراف : كارولين المحسن
كلية التربية - قسم الإرشاد النفسي
2016
مقدمة الدراسة
تعد مرحلة المسنين من المراحل المهمة في حياة الإنسان، والتي ينظر إليها البعض على أنها مرحلة مليئة بالمشكلات التي يواجهها كبار السن، ولكن المدقق في نظرية أريكسون وغيرها من النظريات يرى أن هذه المرحلة بالرغم من وجود بعض المشكلات في حياة المسنين، إلا أن تحمل مكونات خبرة معرفية وانفعالية يمكن أن تتعامل مع هذه المشكلات بموضوعية.
وأهم هذه النقاط الإيجابية التي يمكن تركيز الضوء عليها هي الحكمة والصلابة وقوة الإرادة وغيرها من نقاط القوى الإيجابية التي غابت عن كثير من الأبحاث العلمية عند دراسة مشكلات المسنين. ويرى أريكسون (Erikson) أن المسن الذي يقترب من هذه المرحلة لا يشعر بالخوف من الموت، لكنه يمتلك الحكمة (ناصر، 2003، 45).
حيث اتجهت تلك الموضوعات إلى دراسة نقاط العجز والضعف عند المسنين، ولم تتطرق إلى الجوانب الإيجابية في حياة هذه الشريحة الواسعة من أبناء المجتمع والتي أصبحت في تزايد، حتى قيل إن أوروبا الغربية أصبحت قارة عجوز نتيجة للعدد الكبير لهذه الشريحة بالمقارنة مع الشرائح الأخرى. وتشير إحصائيات الأمم المتحدة بأنه يوجد في العالم ما يزيد عن (700) مليون نسمة تزيد أعمارهم عن (60) سنة، ومن المتوقع أن يصبح العدد بليون نسمة في عام (2050) (الجمعية العمومية، 2012).
فقد أجريت العديد من الدراسات على كبار السن، حيث تم التركيز على الجوانب السلبية لمرحلة المسنين، مع الاهتمام الضئيل بالجوانب الإيجابية التي يمر بها هؤلاء المسنون في هذه المرحلة العمرية، على اعتبار أن دراسة الجوانب الإيجابية تساعد على فهم أفضل للنمو الشامل لمرحلة المسنين، اعتبارها ليست مجرد استحضار المشاعر السلبية والضعف في القدرات العامة، إلا أنها تحتضن أيضا التنمية والنضج (676 ,2002 ,Williamson).
ففي هذه المرحلة يميل المسنون إلى التحمل والصبر والضبط الذاتي، ويكونون أكثر تقبلا لمشاعر الآخرين، بالرغم من أن الوظائف الحسية والإدراكية تتدهور مع التقدم في السن ..