مربع البحث

كتاب علاج صعوبة قراءة الأعداد

علاج صعوبة قراءة الأعداد

برنامج تدريبي لعلاج الصعوبات النمائية في الحساب

تأليف : السيد عبد الحميد سليمان

نشر : عالم الكتب

2015



مقدمة الكتاب

ما من شك أن أسباب صعوبات الحساب كثيرة ومتنوعة، فمنها أسباب وراثية، وأسباب عصبية ، وأخرى نائية.

ولعل من أهم الأسباب النهائية تلك التي تتعلق بحساسية على التمييز بين الكميات، وهذه مهارة تشير أدبيات صعوبات التعلم فيما يتعلق بالصعوبات النهائية، إلى أنها قدرة بيولوجية يشترك فيها الطفل مع الحيوان؛ إذ تفيد نتائج البحوث أن الحيوان يوجد لديه نظام بيولوجي أولى يمكنه من التمييز بين الكميات الكثيرة والكميات القليلة، والأشياء الطويلة والأشياء القصيرة ، وقد وجد أن هذه الغريزة أو الفطرة الإلهية توجد أيضا لدى الأطفال.


إن المهارة المتقدمة أشبه من وجهة نظرنا بالنظام البيولوجي الأولى الذي يعمل بصورة غريزية، وهو ما يدلل على أن الإنسان يمتلك منذ اللحظة الأولى استعدادا فطريا غریزیا کامنا للتمييز بين الأشياء، وهذا يمثل المادة الخام للاستعداد لتعلم الحساب.


وفيما يخص هذه المهارة فقد أصدرنا لها برنامجا خاصا يقوم على علاجها.


ومن المهارات التي تمثل مهارة نمائية، باعتبارها من المهارات التي تمثل متطلبا سابقا لتعلم الحساب، فإنه غير خاف أهمية الإدراك البصري في تعلم جميع المهام الأكاديمية وبخاصة الحساب. ومن هنا فقد أصدرنا برنامجا ثانيا يعالج القصور في مهارات الإدراك البصري.


ومن المهارات النمائية التي تمثل متطلبا سابقا لتعلم الحساب، مهارة إدراك الأعداد في الفراغ؛ إذ من المعروف أن أرقام الحساب إذا تغير وضعها في الفراغ فإنها تعطي دلالات مختلفة؛ فرقم مثل الرقم سبعة، إذا ترك يسقط من مرتفع في الفراغ، ما من شك سوف تجده يتخذ أوضاعا فراغية مختلفة تعبر عن معانی متنوعة ومختلفة، فهو قد يكون سبعة، وقد يكون ثانية، وقد يكون أكبر من، أو أصغر من... الخ.


ومن هنا فقد أصدرنا برنامجا خاصا لعلاج القصور في هذه المهارة. واستمرارا منا في وضع برامج العلاج الصعوبات النهائية في الحساب، فإننا نضع برنامجنا الحالي لعلاج القصور في مهارة قراءة الأعداد، وهي مهارة تعد مهارة مركزية وجوهرية، ومهارة أساس لتعلم الحساب، إذ بدونها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعلم الطفل المهارات التالية في الحساب کالجمع والطرح والضرب والقسمة.

كما أن مهارة قراءة الأعداد تعد مهارة معقدة برغم أنها من المهارات التي تمثل متطلبا سابقا، وأن القصور فيها يمثل واحدة من أهم الصعوبات النهائية، وهي معقدة؛ وذلك لأنه يرتبط بها مجموعة من المهارات الأخرى، فمثلا رقم الحساب إذا وجد منفردا تجد أن إدراکه وقراءته بصورة صحيحة يرتبط بالجانب اللغوي، لأن الرقم سيعبر عنه لفظ، ويبدو التعقيد والتركيب واضحا وكبيرا في نفس الوقت ..

لو أننا طلبنا من الطفل قراءة عدد مكون من رقمين، فالعدد ثلاثة السابق ذكره على سبيل المثال، لو وجد في عدد إسمه ثلاثة وعشرون، سوف تجد أنه -أي العدد ثلاثة - محافظا على نغمته الصوتية، كحال قراءته منفردا، لكن لو أنك بدلت مكانه في الرقم ثلاثة وعشرین، فسوف تجد أن نغمته الصوتية قد تبدلت تماما، وكذلك قيمته، فهو في الحالة الأخيرة ستكون نغمته ثلاثون مثلا، وهو ما يؤدي إلى إرباكية عالية لدى الطفل من زاويتين: ما الذي يدل لفظه؟ ما قيمته حسابیا؟

ويبدو تعقيد هذه المهارة بشكل أكثر وضوحا عما قبل، وأكثر صعوبة مما سلف، إذا ما وضعنا الرقم ثلاثة في عدد مكون من ثلاثة أرقام، هنا ستبرز مشكلة وصعوبة أكبر مما تقدم، هذه الصعوبة تتبدى في استخدام أكبر للقدرة اللغوية، وعدم السير خطيا في استخدام الألفاظ المعبرة عن العدد المطلوب قراءته، وإنما السير في قراءة الأعداد المكونة من ثلاثة أرقام فأكثر تسير بنظام القفز، وعدم السير خطيا في
قراءتها.. 

فمثلا عدد مثل 333، سوف تجد أن قراءته، تبدأ من لفظ أسمه ثلاثمائة، ثم الانتقال بنظام القفز إلى الأمام إلى لفظ إسمه ثلاثة، ثم النكوص والدوران للخلف، کی يتم استخدام لفظ ثلاثون.

وهنا تجد أن هذا الأسلوب في قراءة العدد والذي تحتمة اللغة العربية، قد يولد إرباكية عالية في القراءة، مع وجود بعض الحيرة كثيرها أو قليلها لدى بعض الأطفال ذوي صعوبات تعلم، وبخاصة أولئك الذين يعانون من قصور في الانتباه، وقصور في القدرة اللغوية.

على أية حال، لقد حاول المؤلف في هذا البرنامج معالجة الحس البصري في تعليم الأطفال ذوي صعوبات الحساب في تعليمهم مهارة قراءة الأرقام والأعداد، ومحاولة تقديم مفردات البرنامج في صورة شبه حسية، مع التعويل على النغمة الصوتية، وهنا قد يجد المتتبع للبرنامج مفردات للعلاج قد تفوق المرحلة النهائية التي يمر بها الطفل، إلا أننا ننوه بأن المقصود هو إكساب الطفل النغمة الصوتية للأرقام والأعداد المتقابلة، مثل واحد- أحد عشرة، وإثنان - إثنا عشرة وثلاثة - ثلاثة عشر .. 

وإن كنا نفضل استخدام اللهجة العامية للقطر الذي يطبق فيه البرنامج؛ وذلك لما للهجة العامية من مألوفية وتراتب تناغمى يسهل فهمه، فمثلا في مصر تقدم هكذا: واحد- حداشر، إتنين - إتناشر، تلاتة -تلاتشر، أربعة - أربعتاشر .... وهكذا. وفي دول الخليج، يمكن تقديمها هكذا ولا عيب: واحد- إحداش، اثنين - اتناش... إلخ.

وبرغم أن البعض قد يسجل علينا مأخذا في هذا المنحى- منحی تعلیم قراءة الأرقام والأعداد بالتعويل على اللهجة العامية - إلا أننا نقول دائما بأن هذا ليس مأخذا ذا بال؛ لأننا دائما في العلاج ما نبدأ من المألوف إلى غير المألوف، وهنا نبدأ باللهجة العامية المألوف، ثم ما أن يتدرب ويقوي الحس الحسابي لدى الطفل فإننا ننتقل لتعليمه قراءة أعداد الحساب باللغة العربية المهذبة .

المهم هو اكساب الطفل النغمة الصوتي لاختلاف مكان الرقم داخل العدد، مع التزامن باستخدام المعينات الخاصة باتجاه السير في القراءة، تلكم الفكرة الجوهرية التي يقوم عليها العلاج في هذا البرنامج.


رابط الكتاب


حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر




تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -