البحث في علوم الإعلام والإتصال
من الأطر المعرفية إلي الإشكاليات البحثية
تأليف : مي العبدالله
نشر : دار النهضة العربية
2010
وصف الكتاب
هذا الكتاب حول الأطر المعرفية والطرق المنهجية للبحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال، يهدف إلى الاستجابة لتوقعات وحاجات وتساؤلات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تمارينهم الأولى في تعلم البحث العلمي. حاولنا أن نقدم فيه خطابا جديدا يكون في مستوى التحديات، يتعدى الخطاب المطمئن والواهم حول المنهجية الصارمة الثابتة، ويظهر تعددية التقنيات المنهجية التي يمكن إستخدامها، ويركز على أهمية الفكر النقدي في إستخدام هذه التقنيات وتطبيقها.
ولا يكتفي هذا الكتاب بخطاب أكاديمي حول المنهجية يكرر الأبحاث التقليدية ويسرد في نهايته لائحة طويلة من القواعد والإرشادات، كما لا يكتفي بعرض المناهج ونماذج التطبيق، بل هو يقدم خلاصة تجربة أكثر من ثلاثين سنة في التعلم والتعليم والبحث في مجالات علوم الاعلام و الاتصال، ويبني خطابه على قراءة وتحليل هذه التجربة.
نحاول فيه الجمع ما بين المنهجية و الإبستمولوجيا، للتحكم بمشكلتين: من جهة تحجر المنهجية التي تنغلق على قواعد صارمة بغياب التفكير النقدي حول إمكانية المعرفة نفسها، ومن جهة أخرى محدودية الفكر المنقطع عن الواقع العملي للبحث.
ونحن ندعو منه الباحثين إلى التفكير في شروط وإمكانات و آليات إنتاج المعرفة. والأمر لا يتعلق فقط بالتساؤل حول ماهية المعرفة و إنتاجها، وإنما يهمنا التركيز على نقطتين: أهمية الجدية في الأبحاث للوصول إلى نتائج ذات مصداقية وقيمة علمية، وضرورة إيجاد طروحات جديدة لمقاربة المواضيع ومعالجة الإشكاليات.
ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول تتكامل لتحقيق أهداف البحث السابقة :
الفصل الأول يرسم الإطار النظري ويشرح أهم المفاهیم: العلم والمعرفة والعلاقة بينهما، النظرية العلمية وأوجه تطبيقها، البحث العلمي في علوم الإعلام و الاتصال، ويتناول بالتفصيل مفهوم علوم الإعلام والاتصال.
الفصول: الثاني والثالث والرابع تحيط بالأطر المعرفية والمسائل الفكرية والنظريات التي واكبت استخدامات التقنيات في علوم الإعلام والإتصال و في العلوم الإنسانية والإجتماعية عامة. وهي تهدف إلى توضيح المظاهر المتصلة بالإعلام و الاتصال، وتأكيد أهمية النظرة النقدية والحقائق المعرفية والخطابات الفلسفية التي تحددها ماهية العلم والمعرفة...
الفصلان الخامس والسادس يقدمان للباحثين الأدوات المنهجية والأساليب البحثية العديدة التي لا تنتمي إلى إختصاص واحد، بناء على تجربتنا الخاصة في التعليم و البحث في علوم الإعلام والاتصال، ويركزان على المناهج الحديثة المستخدمة في أبحاث الإعلام والإتصال.
الفصل السابع يتناول المعوقات التطبيقية للبحوث في علوم الإعلام والإتصال، منها اشکالية هامة جدا تتأتى من ضبابية المصطلحات المستخدمة في هذا المجال، وصولا الى توضيح الرهانات القائمة، واقتراح تعريفات لبعض المفاهيم والمصطلحات الجدلية، إلى خاتمة تطرح التحديات المستقبلية لعلم جديد يتطور بسرعة هائلة، متفاعلا مع العلوم الأخرى، ومحدثا تحولات وإنقلابات في كل المجالات العلمية والبحثية.
خطابنا مبني في هذا الكتاب على فرضية أن أية دراسة في الإعلام و الإتصال تمر بالضرورة بمرحلتين مترابطتين: الأولى هي مرحلة تعلم واكتساب التقنيات الاتصالية والبحثية، والثانية هي مرحلة تعميق التفكير في الظاهرة الإعلامية والاتصالية.
ويرتكز الكتاب على فكرة أن لعلوم الإعلام والاتصال الحديثة خصوصيتها، ما يمنح خصوصية للبحث العلمي في هذا المجال المتشعب. ويمكن اعتباره دليلا إرشاديا لكل باحث مبتدئ في مجال علوم الإعلام والإتصال.
وتبقى أسئلة عديدة تحيرنا كباحثين وأساتذة ومدربين للباحثين الجدد: بماذا ننصح الباحث المبتديء لتحقيق أولى أعماله في مجال علوم الإعلام والاتصال؟ كيف نساعده فى بناء إشكالية بحثية حول الإعلام والإتصال من دون أن نعيقه ونشل تفكيره؟ كيف نقدم له التقنيات والأساليب البحثية من دون أن نحولها إلى نماذج ثابتة وجامدة وغير قابلة للاجتهاد والتغيير؟ كيف نلقنه القواعد والمبادئ المنهجية من دون أن تفرض قوالب فكرية لا فائدة منها في هذا المجال المتحرك؟ باختصار ، کیف نوجه الباحث الجديد من دون أن نقيده، وكيف نحفزه من دون أن نعيق تفكيره؟
كلها رهانات يتصدى لها هذا الكتاب الذي يحاول الإحاطة بالأطر الفكرية والإشكاليات المنهجية للبحث العلمي في علوم الإعلام والإتصال، ويحاول السيطرة على شرود الرؤية وتشتت المعرفة العلمية في مجال علوم الإعلام والإتصال.
ففي الوقت الذي بدأ فيه المهتمون بمناهج البحوث الإعلامية في الغرب بتطويرها، بما يضمن لها تميزها الذي يخدم أهدافها على الوجه المطلوب، ظلت المكتبة العربية بحاجة ماسة إلى مراجع إعلامية تعتمد على دراسات في الاعلام و الاتصال بصورة رئيسة، وتبرز فيها هوية التخصص المرجوة لخدمة البحوث الاتصالية بالدرجة الأولى.
رابط الكتاب
اضغط هنا
رابط شراء الكتاب
اضغط هنا لشراء نسخة من الكتاب