بيداغوجيا التعليم الابتدائي
تأليف : حسن حيال محيسن الساعدي
نشر : مؤسسة الصادق الثفافية
2020
مقدمة الكتاب
البيداغوجيا مصطلح تربوي أصله يوناني ومن حيث الاشتقاق اللغوي يتكون من شقين هما : Peda وتعني الطفل، وAgoge وتعني القيادة والسياقة، وكذا التوجيه. وبناء على هذا، كان البيداغوجي Le pedagogue هو الشخص المكلف بمراقبة الأطفال ومرافقتهم في خروجهم للتكوين أو النزهة، والأخذ بيدهم ومصاحبتهم. وقد كان العبيد يقومون بهذه المهمة في العهد اليوناني القديم، فقد أخذت كلمة "بيداغوجيا" بمعان عدة.ومن حيث الأصطلاح، حيث اعتبر إميل دوركهايم (Durkheim) (فیلسوف وعالم اجتماع فرنسي) أن البيداغوجيا (نظرية تطبيقية التربية، تستعير مفاهيمها من علم النفس وعلم الاجتماع) واعتبرها أنطوان ماكرينكو( Makarenko) (عالم التربوي السوفيتي يعتبرها العلم الأكثر جدلية، يرمي إلى هدف عملي).
وذهب روني أوبير (R. Hubert ) عالم اجتماع انكليزي إلي أن البيداغوجيا ليست علما ولا تقنية ولا فلسفية ولا فناء بل هي هذا كله، بل انها منظم وفق تمفصلات منطقية .
والملاحظ أن هذه التعاريف، وغيرها كثير، تقيم دليلا قويا على تعقد البيداغوجيا وصعوبة ضبط مفهومها، مما يدفع دائما إلى الاعتقاد أن تلك التعاريف وغيرها، ليست في واقع الأمر سوى وجهات نظر في تحديد مفهوم البيداغوجيا فهي تعدد المعان واختلاف المفاهيم بحسب استعمال التربوي .
لذا من الصعب تعريف " البيداغوجيا " تعريفا جامعا ومانعا، بسبب تعدد واختلاف دلالاتها الاصطلاحية من جهة، وبسبب تشابكها وتداخلها مع مفاهيم وحقول معرفية أخرى مجاورة لها من جهة أخرى. ولعل هذا ما يبرر سعي كل منا إلى استعمال قاموس لغوي، يحاول أن يغطي معرفة البيداغوجيا في میادین متعددة متداخلة فيما بينها تداخلا شديدا
وهذا ليس بغريب، ما دامت علوم التربية لا تزال قائمتها مفتوحة لاستقبال علوم أخرى ولكن الفعل والممارسة لا يستطيعان انتظار استكمال القواميس واستقراء المعاجم ولهذا الاعتبار نأخذ بوجهة نظر التي تميز في لفظ " بيداغوجيا " بين استعمالين، يتكاملان فيما بينهما بشكل كبير، وهما:
- أ- إنها حقل معرفي، قوامه التفكير الفلسفي والسيكولوجي، في غايات وتوجهات الأفعال والأنشطة المطلوب ممارستها في وضعية التربية والتعليم، على الطفل و الراشد.
- ب- إنها نشاط عملي، يتكون من مجموع الممارسات والأفعال التي ينجزها كل من المدرس والمتعلمين داخل الفصل.
فالبيداغوجيا: لا تتعلق بالأفعال والتأثيرات، بل بالنظريات، وهذه النظريات هي أشكال تصور التربية وليس طرائق تطبيقها وممارستها، فالتربية ما هي إلا مادة البيداغوجيا، بينما هذه الأخيرة تهتم بالتفكير في أشياء التربية، الشيء الذي جعلها متقطعة عبر الزمن على خلاف التربية ، بحيث يشير إلى أنها ظهورها كان في عصر متقدم نسبيا في التاريخ (في عصر أفلاطون وأرسطو) ..
ثم في مجتمعات مسيحية في القرن السادس عشر لتختفي في القرن الموالي ثم تعود من جديد في القرن الثامن عشر، وهذا راجع، في نظره، إلى أن الإنسان كان لا يفكر دائما إلا إذا كان واجبا عليه أن يفكر، وأن شروط التفكير كانت غير متاحة. وهو مایوجب البحث عن خصائص التفكير البيداغوجي ونتائجه في العلوم المتعددة.
رابط الكتاب
👈 اضغط هناحقوق الكتاب محفوظة للناشر